الدكتور هشام المكانين العجارمة
لم يألوا الأردن جهداً منذ عقود خلت في دعم الأشقاء الفلسطينيين لينالوا حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني وعاصمتهم المقدسة، ولعل آخر مواقفه العظيمة ذلك النشاط الكبير والعظيم الذي قاده جلالة القائد الأعلى للدولة وعاهلها المعظم في تحركه الدولي الساعي لوقف الحرب على الأشقاء وضمان دعم وصول المساعدات الإنسانية لهم والمطالبة بالممرات الآمنة لها، فالملك الذي أخذ على عاتقه كسر الحصار على غزة وإيصال المساعدات جواً وبراً ودعم عمل المستشفى الميداني في غزة وإقامة المستشفى الميداني في نابلس هو ذاته الملك الذي قال ومنذ تولي سلطاته الدستورية بأن للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم، و هو ذاته راعي الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية الذي قال مراراً وتكرارًا لا للتهجير ولا للوطن البديل ولا للعدوان على فلسطين كل فلسطين، نهجه في ذلك نهج الحسين الراحل العظيم وتضحيات الهواشم الأوائل الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل العروبة والإسلام ودحض الظلم والاستبداد، وهو ذاته الملك المقدام الذي يقود اليوم وبتوجيه ومشاركة منه في عمليات انزال المساعدات الغذائية والدوائية للأشقاء في رسالة منه بأنه لن يألوا جهداً في دعم الأشقاء ومساندتهم حتى يكون لهم حقهم المشروع على ترابهم الوطني.
صاحبة الجلالة رانيا المعظمة -حفظها الله-كذلك أخذت على عاتقها كما هي دوماً قول الحق والحكمة في ميادين الساسة والسياسة والاعلام وفي كافة المنتديات والملتقيات العربية والدولية، إذ يُسجل لجلالتها وضعها النقاط على الحروف أمام المجتمع الدولي الذي بات يكيل بمكيالين إزاء حقوق الشعب المقهور وإدعاءات المحتل الغاصب وما يسعى للترويج له من مزاعم هزيلة تتنافى والإنسانية الواجب تكريسها في أقطار العالم، كما أن الاوان قد حان ليكون للشعب الفلسطيني الذي صبر ولا زال حقه في تقرير مصيره من الحرية والعيش الكريم.
أما صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني- ولي العهد الأمين- فلم يستكين وهو الرفيق الملازم للعاهل الأردني في كل تحركاته، حيث أخذ على عاتقه وهو ابن الجيش العربي الإشراف المباشر على ضمان وصول المساعدات وإقامة المستشفى الميداني ليسير بذلك كما العهد به دوماً على خطى الحكمة الهاشمية منذ فجر التاريخ، مرتكزاً على نخوة الأردن ورجولة الأردنيين التي يشهد لها العالم بأسره.
ولي العهد اليوم سطر مثالاً صارخاً لوقوف النشامى
إلى جانب قضايا الأمة العادلة التي لطالما كانت محور الاستهداف والجدال الدولي، ولي العهد الذي ألفناه وألفنا في ملاحم الإنسانية والرجولة يقود نهجاً اعتدناه دوماً في دوحة الهواشم الحاضرة الدائمة بحكمتها وسؤددها في المحافل كلها لا بعضها، حضور يثلج الصدور ويريح الانفس ويجدد العزيمة ويسند الإرادة الصلبة والموقف الثابت.
الدبلوماسية الأردنية كذلك ارتكزت في تحركاتها المشهودة على موقف الملك والشعب، وقد كان لها دورها الكبير في إيصال الرسالة الشافية الوافية وتوعية المجتمع الدولي بما ألم بالأشقاء وما يعانوه منذ عقود من ظلم واستبداد لم يعد السكوت عنه مبرراً للإنسانية جمعاء إذًا ما أرادت أركان تلك الانسانية أن تأخذ أدوارها الواجبة.
دبلوماسيتنا الأردنية التي لطالما حملت الهم الفلسطيني باعتباره القضية العربية والاسلامية الأهم -وهي كذلك- ونقلها لأروقة الساسة والسياسة العالمية للتعريف بها ووضعها في أول النص لا آخره أشارت دوماً بأن لا سلام حقيقي ولا استقرار دائم للمنطقة إلّا بحل القضية وليس بالوقوف على قشورها، أما أن تبقى القضية عالقة دون حل جذري ويبقى الأشقاء فيما هم فيه من اضطهاد وقهر فهذا لم يعد مقبولاً؛ فالفلسطينيون لهم حقوقهم التي يجب احترامها كما حقوق شعوب الأرض، وأبرز هذه الحقوق العيش على أرضهم وتحت قيادتهم التي يرتضونها بسلام وكرامة.
وإزاء ذلك كان للأردن العظيم حراكه الكبير بكافة قطاعاته وأركانه بدءاً من النظام والجيش والشعب والمؤسسات، كما ثارت ميادينه بالمسيرات المنددة بالظلم والعدوان على الأشقاء تنديداً بالفعل قبل القول ولا مجال لإنكار ذلك، إذ لطالما كان الأردن في صف العروبة والإسلام والإنسانية، وأحسبه لن يحيد عن رسالته بالرغم من كل الضغوط التي يتعرض لها وستبقى قوته ضاربة في الأعماق شامخة في الآفاق بقيادته الحكيمة ولُحمة شعبه وإيمانهم المطلق بالله ناصر عباده المخلصين وقاهر الظالمين المارقين.
أما عن الأردنيين شعب الأردن العظيم فلا مجال للإنكار بأنه عاش الأحداث الاخيرة ولا يزال يعيشها لحظة بلحظة كما لو كان في ميدان الالتحام وزاد على ذلك تعاضده مع الأشقاء واستشعاره ما ألم بهم، إذ لم يَعُد له فرح غير ما يلحق بالغاصب المحتل من هزيمة وانكسار من رجال عاهدوا الله على التضحية والفداء في سبيل حريتهم وحقوقهم المشروعة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، والله على نصرهم لقدير، والله متم وعده الذي وعد.
رسالة الأردن اليوم باتت واضحة -رغم وضوحها منذ نشأة الدولة - لكل من شكك وسعى للتشكيك في مواقف الأردن دولياً وعربياً، فالأردن كان وسيبقى الوطن الذي لطالما حمل الوجه الواحد والموقف الواحد والهم الواحد وبوصلته واضحة لن تحيد عن إتجاهها كيف لا ووجهتها فلسطين وتاجها القدس الشريف كما عبّر عنها العاهل الأردني، إذ يُسجل للأردن أنه الحضن الأقرب والذود الآمن للأشقاء منذ نكبتهم الأولى التي فتح الأردن إزاءها ذراعيه قبل أرضه، وسخر للأشقاء جميع إمكاناته ليكون لهم ذات الحقوق للأردنيين.
من جانب آخر، فإن تذكير الأردن للعالم بالقانون الدولي وضرورة الالتزام به لا يتأتى من مبدأ قلة الحلية- كما يسعى البعض للترويج له- بقدر ما يأتي ضمن إيمان الأردن المطلق بما يجب أن يكون عليه العالم إذا ما أراد أن يكون هناك سلام عادل ينعم به جميع شعوب دول العالم بلا استثناء.
أما نحن وإزاء المواقف الثابتة للأردن وقيادته وشعبه تلك المواقف التي لم تتزحزح أو تلين فباقون على العهد خلف قيادتنا، منتهجين رؤاها ومتسلحين بإرادتها وإرادتنا الحرة القوية التي لطالما أثبتت أنها العصية على كل خائن أو متخاذل أو متاجر في القضية؛ فالوقوف إلى جانب الأشقاء ودعم حقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم واجب عربي وإسلامي ناهيك عن كونه إنساني وأخلاقي كذلك، كما أن وحدة الحال والمصير تفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة التضامن الحقيقي الذي بات استهداف استقراره منذ سنوات هدف لكل طامع، ومسعى لكل حاقد، وما ذلك على عروبتنا واسلامنا بجديد، كما أن دعم موقف الأردن اليوم يستوجب وحدة الصف الأردني بكافة قطاعاته ومكوناته كما عُرف عنها دوماً في الرخاء والضراء ليكون الأردن كما هو دوماً بحجم بعض الورد لكن له شوكة ردت إلى الشرق الصبا.
إزاء ذلك كله هل بقي هناك من يشكك في موقف الأردن والأردنيين! اعتقد جازماً بأن مواقف الأردن واضحة لا ضبابية تعتريها، كما أنها ليست مطية للشكوك البغيضة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وسيبقى الأردن للأشقاء الداعم والنصير لا ينتظر الشكر؛ إذ لا رياء في موقفه ولا مِنّة.
حفظ الله الأردن قيادة وشعباً وأرضاً وجنداً وحفظ للأمة أمنها ولم شملها ورفع عنها الظلم والعدوان.
الدكتور هشام المكانين العجارمة
لم يألوا الأردن جهداً منذ عقود خلت في دعم الأشقاء الفلسطينيين لينالوا حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني وعاصمتهم المقدسة، ولعل آخر مواقفه العظيمة ذلك النشاط الكبير والعظيم الذي قاده جلالة القائد الأعلى للدولة وعاهلها المعظم في تحركه الدولي الساعي لوقف الحرب على الأشقاء وضمان دعم وصول المساعدات الإنسانية لهم والمطالبة بالممرات الآمنة لها، فالملك الذي أخذ على عاتقه كسر الحصار على غزة وإيصال المساعدات جواً وبراً ودعم عمل المستشفى الميداني في غزة وإقامة المستشفى الميداني في نابلس هو ذاته الملك الذي قال ومنذ تولي سلطاته الدستورية بأن للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم، و هو ذاته راعي الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية الذي قال مراراً وتكرارًا لا للتهجير ولا للوطن البديل ولا للعدوان على فلسطين كل فلسطين، نهجه في ذلك نهج الحسين الراحل العظيم وتضحيات الهواشم الأوائل الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل العروبة والإسلام ودحض الظلم والاستبداد، وهو ذاته الملك المقدام الذي يقود اليوم وبتوجيه ومشاركة منه في عمليات انزال المساعدات الغذائية والدوائية للأشقاء في رسالة منه بأنه لن يألوا جهداً في دعم الأشقاء ومساندتهم حتى يكون لهم حقهم المشروع على ترابهم الوطني.
صاحبة الجلالة رانيا المعظمة -حفظها الله-كذلك أخذت على عاتقها كما هي دوماً قول الحق والحكمة في ميادين الساسة والسياسة والاعلام وفي كافة المنتديات والملتقيات العربية والدولية، إذ يُسجل لجلالتها وضعها النقاط على الحروف أمام المجتمع الدولي الذي بات يكيل بمكيالين إزاء حقوق الشعب المقهور وإدعاءات المحتل الغاصب وما يسعى للترويج له من مزاعم هزيلة تتنافى والإنسانية الواجب تكريسها في أقطار العالم، كما أن الاوان قد حان ليكون للشعب الفلسطيني الذي صبر ولا زال حقه في تقرير مصيره من الحرية والعيش الكريم.
أما صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني- ولي العهد الأمين- فلم يستكين وهو الرفيق الملازم للعاهل الأردني في كل تحركاته، حيث أخذ على عاتقه وهو ابن الجيش العربي الإشراف المباشر على ضمان وصول المساعدات وإقامة المستشفى الميداني ليسير بذلك كما العهد به دوماً على خطى الحكمة الهاشمية منذ فجر التاريخ، مرتكزاً على نخوة الأردن ورجولة الأردنيين التي يشهد لها العالم بأسره.
ولي العهد اليوم سطر مثالاً صارخاً لوقوف النشامى
إلى جانب قضايا الأمة العادلة التي لطالما كانت محور الاستهداف والجدال الدولي، ولي العهد الذي ألفناه وألفنا في ملاحم الإنسانية والرجولة يقود نهجاً اعتدناه دوماً في دوحة الهواشم الحاضرة الدائمة بحكمتها وسؤددها في المحافل كلها لا بعضها، حضور يثلج الصدور ويريح الانفس ويجدد العزيمة ويسند الإرادة الصلبة والموقف الثابت.
الدبلوماسية الأردنية كذلك ارتكزت في تحركاتها المشهودة على موقف الملك والشعب، وقد كان لها دورها الكبير في إيصال الرسالة الشافية الوافية وتوعية المجتمع الدولي بما ألم بالأشقاء وما يعانوه منذ عقود من ظلم واستبداد لم يعد السكوت عنه مبرراً للإنسانية جمعاء إذًا ما أرادت أركان تلك الانسانية أن تأخذ أدوارها الواجبة.
دبلوماسيتنا الأردنية التي لطالما حملت الهم الفلسطيني باعتباره القضية العربية والاسلامية الأهم -وهي كذلك- ونقلها لأروقة الساسة والسياسة العالمية للتعريف بها ووضعها في أول النص لا آخره أشارت دوماً بأن لا سلام حقيقي ولا استقرار دائم للمنطقة إلّا بحل القضية وليس بالوقوف على قشورها، أما أن تبقى القضية عالقة دون حل جذري ويبقى الأشقاء فيما هم فيه من اضطهاد وقهر فهذا لم يعد مقبولاً؛ فالفلسطينيون لهم حقوقهم التي يجب احترامها كما حقوق شعوب الأرض، وأبرز هذه الحقوق العيش على أرضهم وتحت قيادتهم التي يرتضونها بسلام وكرامة.
وإزاء ذلك كان للأردن العظيم حراكه الكبير بكافة قطاعاته وأركانه بدءاً من النظام والجيش والشعب والمؤسسات، كما ثارت ميادينه بالمسيرات المنددة بالظلم والعدوان على الأشقاء تنديداً بالفعل قبل القول ولا مجال لإنكار ذلك، إذ لطالما كان الأردن في صف العروبة والإسلام والإنسانية، وأحسبه لن يحيد عن رسالته بالرغم من كل الضغوط التي يتعرض لها وستبقى قوته ضاربة في الأعماق شامخة في الآفاق بقيادته الحكيمة ولُحمة شعبه وإيمانهم المطلق بالله ناصر عباده المخلصين وقاهر الظالمين المارقين.
أما عن الأردنيين شعب الأردن العظيم فلا مجال للإنكار بأنه عاش الأحداث الاخيرة ولا يزال يعيشها لحظة بلحظة كما لو كان في ميدان الالتحام وزاد على ذلك تعاضده مع الأشقاء واستشعاره ما ألم بهم، إذ لم يَعُد له فرح غير ما يلحق بالغاصب المحتل من هزيمة وانكسار من رجال عاهدوا الله على التضحية والفداء في سبيل حريتهم وحقوقهم المشروعة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، والله على نصرهم لقدير، والله متم وعده الذي وعد.
رسالة الأردن اليوم باتت واضحة -رغم وضوحها منذ نشأة الدولة - لكل من شكك وسعى للتشكيك في مواقف الأردن دولياً وعربياً، فالأردن كان وسيبقى الوطن الذي لطالما حمل الوجه الواحد والموقف الواحد والهم الواحد وبوصلته واضحة لن تحيد عن إتجاهها كيف لا ووجهتها فلسطين وتاجها القدس الشريف كما عبّر عنها العاهل الأردني، إذ يُسجل للأردن أنه الحضن الأقرب والذود الآمن للأشقاء منذ نكبتهم الأولى التي فتح الأردن إزاءها ذراعيه قبل أرضه، وسخر للأشقاء جميع إمكاناته ليكون لهم ذات الحقوق للأردنيين.
من جانب آخر، فإن تذكير الأردن للعالم بالقانون الدولي وضرورة الالتزام به لا يتأتى من مبدأ قلة الحلية- كما يسعى البعض للترويج له- بقدر ما يأتي ضمن إيمان الأردن المطلق بما يجب أن يكون عليه العالم إذا ما أراد أن يكون هناك سلام عادل ينعم به جميع شعوب دول العالم بلا استثناء.
أما نحن وإزاء المواقف الثابتة للأردن وقيادته وشعبه تلك المواقف التي لم تتزحزح أو تلين فباقون على العهد خلف قيادتنا، منتهجين رؤاها ومتسلحين بإرادتها وإرادتنا الحرة القوية التي لطالما أثبتت أنها العصية على كل خائن أو متخاذل أو متاجر في القضية؛ فالوقوف إلى جانب الأشقاء ودعم حقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم واجب عربي وإسلامي ناهيك عن كونه إنساني وأخلاقي كذلك، كما أن وحدة الحال والمصير تفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة التضامن الحقيقي الذي بات استهداف استقراره منذ سنوات هدف لكل طامع، ومسعى لكل حاقد، وما ذلك على عروبتنا واسلامنا بجديد، كما أن دعم موقف الأردن اليوم يستوجب وحدة الصف الأردني بكافة قطاعاته ومكوناته كما عُرف عنها دوماً في الرخاء والضراء ليكون الأردن كما هو دوماً بحجم بعض الورد لكن له شوكة ردت إلى الشرق الصبا.
إزاء ذلك كله هل بقي هناك من يشكك في موقف الأردن والأردنيين! اعتقد جازماً بأن مواقف الأردن واضحة لا ضبابية تعتريها، كما أنها ليست مطية للشكوك البغيضة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وسيبقى الأردن للأشقاء الداعم والنصير لا ينتظر الشكر؛ إذ لا رياء في موقفه ولا مِنّة.
حفظ الله الأردن قيادة وشعباً وأرضاً وجنداً وحفظ للأمة أمنها ولم شملها ورفع عنها الظلم والعدوان.
الدكتور هشام المكانين العجارمة
لم يألوا الأردن جهداً منذ عقود خلت في دعم الأشقاء الفلسطينيين لينالوا حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني وعاصمتهم المقدسة، ولعل آخر مواقفه العظيمة ذلك النشاط الكبير والعظيم الذي قاده جلالة القائد الأعلى للدولة وعاهلها المعظم في تحركه الدولي الساعي لوقف الحرب على الأشقاء وضمان دعم وصول المساعدات الإنسانية لهم والمطالبة بالممرات الآمنة لها، فالملك الذي أخذ على عاتقه كسر الحصار على غزة وإيصال المساعدات جواً وبراً ودعم عمل المستشفى الميداني في غزة وإقامة المستشفى الميداني في نابلس هو ذاته الملك الذي قال ومنذ تولي سلطاته الدستورية بأن للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم، و هو ذاته راعي الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية الذي قال مراراً وتكرارًا لا للتهجير ولا للوطن البديل ولا للعدوان على فلسطين كل فلسطين، نهجه في ذلك نهج الحسين الراحل العظيم وتضحيات الهواشم الأوائل الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل العروبة والإسلام ودحض الظلم والاستبداد، وهو ذاته الملك المقدام الذي يقود اليوم وبتوجيه ومشاركة منه في عمليات انزال المساعدات الغذائية والدوائية للأشقاء في رسالة منه بأنه لن يألوا جهداً في دعم الأشقاء ومساندتهم حتى يكون لهم حقهم المشروع على ترابهم الوطني.
صاحبة الجلالة رانيا المعظمة -حفظها الله-كذلك أخذت على عاتقها كما هي دوماً قول الحق والحكمة في ميادين الساسة والسياسة والاعلام وفي كافة المنتديات والملتقيات العربية والدولية، إذ يُسجل لجلالتها وضعها النقاط على الحروف أمام المجتمع الدولي الذي بات يكيل بمكيالين إزاء حقوق الشعب المقهور وإدعاءات المحتل الغاصب وما يسعى للترويج له من مزاعم هزيلة تتنافى والإنسانية الواجب تكريسها في أقطار العالم، كما أن الاوان قد حان ليكون للشعب الفلسطيني الذي صبر ولا زال حقه في تقرير مصيره من الحرية والعيش الكريم.
أما صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني- ولي العهد الأمين- فلم يستكين وهو الرفيق الملازم للعاهل الأردني في كل تحركاته، حيث أخذ على عاتقه وهو ابن الجيش العربي الإشراف المباشر على ضمان وصول المساعدات وإقامة المستشفى الميداني ليسير بذلك كما العهد به دوماً على خطى الحكمة الهاشمية منذ فجر التاريخ، مرتكزاً على نخوة الأردن ورجولة الأردنيين التي يشهد لها العالم بأسره.
ولي العهد اليوم سطر مثالاً صارخاً لوقوف النشامى
إلى جانب قضايا الأمة العادلة التي لطالما كانت محور الاستهداف والجدال الدولي، ولي العهد الذي ألفناه وألفنا في ملاحم الإنسانية والرجولة يقود نهجاً اعتدناه دوماً في دوحة الهواشم الحاضرة الدائمة بحكمتها وسؤددها في المحافل كلها لا بعضها، حضور يثلج الصدور ويريح الانفس ويجدد العزيمة ويسند الإرادة الصلبة والموقف الثابت.
الدبلوماسية الأردنية كذلك ارتكزت في تحركاتها المشهودة على موقف الملك والشعب، وقد كان لها دورها الكبير في إيصال الرسالة الشافية الوافية وتوعية المجتمع الدولي بما ألم بالأشقاء وما يعانوه منذ عقود من ظلم واستبداد لم يعد السكوت عنه مبرراً للإنسانية جمعاء إذًا ما أرادت أركان تلك الانسانية أن تأخذ أدوارها الواجبة.
دبلوماسيتنا الأردنية التي لطالما حملت الهم الفلسطيني باعتباره القضية العربية والاسلامية الأهم -وهي كذلك- ونقلها لأروقة الساسة والسياسة العالمية للتعريف بها ووضعها في أول النص لا آخره أشارت دوماً بأن لا سلام حقيقي ولا استقرار دائم للمنطقة إلّا بحل القضية وليس بالوقوف على قشورها، أما أن تبقى القضية عالقة دون حل جذري ويبقى الأشقاء فيما هم فيه من اضطهاد وقهر فهذا لم يعد مقبولاً؛ فالفلسطينيون لهم حقوقهم التي يجب احترامها كما حقوق شعوب الأرض، وأبرز هذه الحقوق العيش على أرضهم وتحت قيادتهم التي يرتضونها بسلام وكرامة.
وإزاء ذلك كان للأردن العظيم حراكه الكبير بكافة قطاعاته وأركانه بدءاً من النظام والجيش والشعب والمؤسسات، كما ثارت ميادينه بالمسيرات المنددة بالظلم والعدوان على الأشقاء تنديداً بالفعل قبل القول ولا مجال لإنكار ذلك، إذ لطالما كان الأردن في صف العروبة والإسلام والإنسانية، وأحسبه لن يحيد عن رسالته بالرغم من كل الضغوط التي يتعرض لها وستبقى قوته ضاربة في الأعماق شامخة في الآفاق بقيادته الحكيمة ولُحمة شعبه وإيمانهم المطلق بالله ناصر عباده المخلصين وقاهر الظالمين المارقين.
أما عن الأردنيين شعب الأردن العظيم فلا مجال للإنكار بأنه عاش الأحداث الاخيرة ولا يزال يعيشها لحظة بلحظة كما لو كان في ميدان الالتحام وزاد على ذلك تعاضده مع الأشقاء واستشعاره ما ألم بهم، إذ لم يَعُد له فرح غير ما يلحق بالغاصب المحتل من هزيمة وانكسار من رجال عاهدوا الله على التضحية والفداء في سبيل حريتهم وحقوقهم المشروعة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، والله على نصرهم لقدير، والله متم وعده الذي وعد.
رسالة الأردن اليوم باتت واضحة -رغم وضوحها منذ نشأة الدولة - لكل من شكك وسعى للتشكيك في مواقف الأردن دولياً وعربياً، فالأردن كان وسيبقى الوطن الذي لطالما حمل الوجه الواحد والموقف الواحد والهم الواحد وبوصلته واضحة لن تحيد عن إتجاهها كيف لا ووجهتها فلسطين وتاجها القدس الشريف كما عبّر عنها العاهل الأردني، إذ يُسجل للأردن أنه الحضن الأقرب والذود الآمن للأشقاء منذ نكبتهم الأولى التي فتح الأردن إزاءها ذراعيه قبل أرضه، وسخر للأشقاء جميع إمكاناته ليكون لهم ذات الحقوق للأردنيين.
من جانب آخر، فإن تذكير الأردن للعالم بالقانون الدولي وضرورة الالتزام به لا يتأتى من مبدأ قلة الحلية- كما يسعى البعض للترويج له- بقدر ما يأتي ضمن إيمان الأردن المطلق بما يجب أن يكون عليه العالم إذا ما أراد أن يكون هناك سلام عادل ينعم به جميع شعوب دول العالم بلا استثناء.
أما نحن وإزاء المواقف الثابتة للأردن وقيادته وشعبه تلك المواقف التي لم تتزحزح أو تلين فباقون على العهد خلف قيادتنا، منتهجين رؤاها ومتسلحين بإرادتها وإرادتنا الحرة القوية التي لطالما أثبتت أنها العصية على كل خائن أو متخاذل أو متاجر في القضية؛ فالوقوف إلى جانب الأشقاء ودعم حقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم واجب عربي وإسلامي ناهيك عن كونه إنساني وأخلاقي كذلك، كما أن وحدة الحال والمصير تفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة التضامن الحقيقي الذي بات استهداف استقراره منذ سنوات هدف لكل طامع، ومسعى لكل حاقد، وما ذلك على عروبتنا واسلامنا بجديد، كما أن دعم موقف الأردن اليوم يستوجب وحدة الصف الأردني بكافة قطاعاته ومكوناته كما عُرف عنها دوماً في الرخاء والضراء ليكون الأردن كما هو دوماً بحجم بعض الورد لكن له شوكة ردت إلى الشرق الصبا.
إزاء ذلك كله هل بقي هناك من يشكك في موقف الأردن والأردنيين! اعتقد جازماً بأن مواقف الأردن واضحة لا ضبابية تعتريها، كما أنها ليست مطية للشكوك البغيضة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وسيبقى الأردن للأشقاء الداعم والنصير لا ينتظر الشكر؛ إذ لا رياء في موقفه ولا مِنّة.
حفظ الله الأردن قيادة وشعباً وأرضاً وجنداً وحفظ للأمة أمنها ولم شملها ورفع عنها الظلم والعدوان.
التعليقات