تعد الاضطرابات النفسية من المشكلات التي زادت كثيراً تأثيراتها في معظم بلاد العالم، وهذه الاضطرابات تحدث خللاً في التوازن والتكيف والمرونة لدى الفرد في التعامل مع مختلف أنواع الظروف التي قد يواجهها. وهذا قد يكون ناتجاً عن كثرة ضغوط الحياة والالتزامات والمسؤوليات المترتبة على الفرد بشكل عام وعدم القدرة على الإيفاء بها، وقد يكون سببها كذلك عدم القدرة على التكيف مع الصدمات التي يتعرض لها الفرد، فتجعله في حالة من الارتباك والتشويش وعدم القدرة على التصرف والتحكم بانفعالاته.
ومن الأسباب المهمة لحدوث هذه الاضطرابات؛ الخلل في إفراز بعض الهرمونات من بعض الغدد الرئيسية في جسم الإنسان، وهذا يجعل الأمر أكثر أهمية، وذلك لأن ذلك يتطلب تدخلاً علاجياً طبياً بالدرجة الأولى ثم التدخلات العلاجية النفسية بعد ذلك. ومعرفة تأثير هذه الهرمونات يساعدنا كثيراً بعد ذلك على التعرف على الأمراض الانفعالية والنفسية.
تُعرَّف الهرمونات Hormones على أنها مواد تنتجها الغدد الصماء، التي لها تأثير هائل على عمليات الجسم؛ حيث تؤثر هذه الغدد في النمو، والتطور، والتكاثر، والوظائف الجنسية، والتمثيل الغذائي، والمزاج، لذا فإن التغييرات التي تحدث لمستويات الهرمونات وإفرازها، لها تأثير كبير على الحالة النفسية، فتغير بعض الهرمونات، مثل هرمونات الغدة الدرقية، يظهر أعراضاً مشابهة لبعض أعراض الاكتئاب، وكذا الحال مع أعراض الدورة الشهرية، وما يرتبط بها من انقطاع للطمث وغيره، وفي ذلك تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يماثلهن في العمر من الرجال بمقدار الضعف.
الهرمونات هي مواد كيميائية (الببتيدات، والبروتينات، والمنشطات) تنتجها وتفرزها خلايا متخصصة وتنتجها الغدد التي تشكل نظام الغدد الصماء. تطلق الهرمونات في مجرى الدم وتعمل بشكل خاص على واحد أو أكثر من “الأعضاء المستهدفة” لتنظيم وظائفها.
تم تشكيل كلمة هرمون من خلال اشتقاق الكلمة اليونانية “هرمون” التي تعني “تحفيز، تحرك”. اعتمادًا على التركيب، تنقسم الهرمونات إلى 3 مجموعات: -الببتيدات (مصنوعة من عدة أحماض أمينية)، الستيرويد (مشتقات الكوليسترول) ومشتقات حمض متحرك (هرمونات الغدة الدرقية).
جسديا، كل شيء مرتبط بالهرمونات والناقلات العصبية. هؤلاء الرسل الكيميائيون لأنظمة الغدد الصماء والدماغ هم ما يعنيه السحر مما نسميه المشاعر. وتطلق في مجرى الدم للتأثير على التغيرات الجسدية والفسيولوجية والسلوكية، وبالتالي تتدخل طوال الحياة، وتصل الهرمونات إلى مجرى الدم وتذهب إلى الأعضاء المتلقية. وباعتبارهم رسلًا كيميائيين، ودورهم هنا هو توفير الاتصال بين مختلف أعضاء الجسم، وتحفيز نشاطهم أو تثبيطه، اختار المرسلون مواقع في مناطق بعيدة جدًا من الجسم.
ومن بين الغدد التي تفرز هذه الهرمونات هي الغدة النخامية، وتوجد في التجويف القحفي والغدة الدرقية في الحلق والغدة الصعترية في الصدر والمبيض والخصيتين في الحوض والغدد الكظرية والبنكرياس في البطن، بل تتحكم الهرمونات كذلك في الدوافع والعواطف الأساسية (الدوافع الجنسية، الخوف، الغضب، الفرح والحزن)، ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما تنظم درجة حرارة الجسم، وتحفز النمو والهوية الجنسية، وتساعد على استعادة الأنسجة.
وتؤثر الهرمونات في سرعة انتقال المعلومات في أطراف الخلايا العصبية التي ترتبط بالخلايا العصبية الأخرى والتي توفر المادة العصبية التفاعلية للمزاج والانفعالات والتصرفات في الكائن الحي.
التأثيرات المباشرة للهرمونات في بعض الاضطرابات النفسية
في هذا الإطار، هناك هرمونات هي المسؤولة عن بعض الاضطرابات النفسية؛ حيث إن الغدة الكظرية هي المسؤولة عن إفراز هرمون يؤثر بشكل مباشر في ردود أفعالنا اللازمة للتكيف مع التوتر والصدمة، وهذا الهرمون اسمه الكورتيكوترفين، وهو الهرمون الموجه للغدة الكظرية، واضطرابه يؤثر في كيفية التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء اللاتي عانين الاعتداء الجنسي. وتضمن ذلك وجود أعراض اكتئاب متكررة وتغيرات سلبية في الإدراك والمزاج، وهو ما يشير إلى أن الخلل في إفرازات الغدد الصماء هو مسبب كبير لاضطراب ضغط ما بعد الصدمة PTSD.
الهرمونات تبدأ بالتأثير في المشاعر والذكاء، إلا أن جميع الهرمونات تقريبًا تشترك في التأثير بالمشاعر، تمامًا مثل أي مكون في الطعام يدخل في عملية الهضم، ولا يمكن أن يتحقق التنظيم الذاتي العاطفي من دون الهرمونات. يمكن قول الشيء نفسه عن العطش والجوع والجنس والعدوانية في علم الأعصاب. في الدماغ البشري تم تحديد 50 وسيطًا عصبيًا مختلفًا يعمل على السلوك. هذه المواد الكيميائية التي تطلقها الخلايا العصبية لها القدرة على التأثير في نشاط الخلايا الأخرى. والجميع يعرف ما عليه فعله. فمثلاً يزيد الأسيتيل كولين من قدرتك على التعلم والحفظ، ويساعدك الدوبامين على تطوير مشاريعك واتخاذ القرارات واستكشاف الحداثة وتنسيق حركاتك، إضافة إلى أنه يحفز الرغبة والإحساس باللذة، والنورادرينالين يدعمك في المشاريع طويلة الأمد، وكثيرا ما يكون انخفاض مستوى النورإبينفرين يسبب حالة اكتئابية.
وهرمون الهدوء والصبر (السيروتونين) يسمح بالهدوء ويحد من العدوان، القلب مصدر للذكاء. لقد اكتشفت في عضلات القلب حوالي 40.000 خلية عصبية قادرة على التحكم في العواطف أقوى بنسبة 50 إلى 60 مرة من تلك التي يديرها الدماغ. مفتاح الذكاء العاطفي هو العلاقة بين القلب والدماغ العاطفي (الجهاز الحوفي)، وسيساعدك تعلم بعض تقنيات التحكم في القلب على استعادة عقلك العاطفي (والعكس صحيح). بعد دراسات الأداء الرياضي، ومعرفة تأثير تقنيات التحكم بالقلب سيساعد الفرد على استعادة عقلك الانفعالي، وبالرجوع إلى دراسات الأداء الرياضي في ذلك، فإنها أشارت إلى أن القلب قادر على توفير الذكاء للتكيف الفوري مع المواقف، وفي الوقت ذاته، فإن القلب يتواصل بشكل كيميائي مع بقية أعضاء الجسم ويطلق هرمونا قادرا على مواجهة هرمونات التوتر. وعلى الرغم من أن الهرمونات تتحكم بحياة القلب، فإن الدماغ يستطيع أن يوازن بين هذه الهرمونات مع القلب.
وتلعب الهرمونات التي يتحكم فيها الدماغ دوراً في التغير في الانفعالات والسلوك وفي طريقة التفكير، ومن أهم هذه الهرمونات هرمون الأدرينالين. وتلعب الغدتان النخامية والكظرية في ذلك على تطوير السلوك التكيفي، وهو ضروري في التعامل مع التوتر. وتشكل منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية الأمامية إلى الغدد التناسلية (الخصية لدى الذكور، المبيض لدى الإناث) محور HPG. وفي هذا المحور، تتم إفرازات تحفز تخليق وإفراز الهرمونات الجنسية في الغدد التناسلية، مما يجعل ذلك أساس تحديد الجنس والسلوك الإيجابي لدى الجنسين.
ويؤثر في هذا المجال اضطراب إفراز هرمون التستستيرون (Testosterone) على حدوث الاكتئاب (Depression)، ويعرف على أنه اضطراب يؤثر في مزاج الشخص، يفقد فيه اهتماماته بالأنشطة الحياتية، وفي السياق ذاته، فإن تغير بعض إفرازات الهرمونات مثل هرمونات الغدة الدرقية يظهر أعراضاً مشابهة لبعض أعراض الاكتئاب، وكذا الحال مع أعراض الدورة الشهرية، وما يرتبط بها من انقطاع للطمث وغيره. وتعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يماثلهم في العمر من الرجال بمقدار الضعف؛ حيث تشعر بعض الفتيات عند البلوغ بأعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية؛ مثل الشعور بالتقلبات العاطفية المستمرة، والتهيج، والاكتئاب، والقلق، والمزاجية، وتشوش التفكير، أما بالنسبة لتأثير هرمونات البلوغ على الذكور، فقد يعانون أعراضا مماثلة للأعراض التي تعاني منها الفتيات، إضافة إلى الشعور بالغضب مع ارتفاع مستوى إفراز هذا الهرمون وتقلبه. وبناءً على ما سبق، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين أعراض كل من الاكتئاب، واضطراب الهرمونات، والحيض.
كما أن الهرمونات الغدة الدرقية تؤثر في عملية التمثيل الغذائي، والمزاج، والوظيفة الجنسية؛ حيث إن زيادة إفراز هرموناتها أو نقصانها يؤديان إلى مشاكل صحية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية في حال زيادة إفراز هرموناتها، أو قصور الغدة الدرقية في حال نقصان إفرازها، ومن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية التهيج والعصبية، عدم القدرة على تحمل الحرارة، اضطرابات في النوم، خسارة في وزن الجسم، تسارع نبضات القلب، تقلب واضطراب في حركة الأمعاء. ومن أعراض قصور الغدة الدرقية: الإرهاق والإعياء، النسيان، عدم القدرة على تحمل البرودة، زيادة في وزن الجسم، وعدم انتظام فترات الحيض.
الدكتورة مرام بني مصطفى
اختصاصية الإرشاد النفسي
تعد الاضطرابات النفسية من المشكلات التي زادت كثيراً تأثيراتها في معظم بلاد العالم، وهذه الاضطرابات تحدث خللاً في التوازن والتكيف والمرونة لدى الفرد في التعامل مع مختلف أنواع الظروف التي قد يواجهها. وهذا قد يكون ناتجاً عن كثرة ضغوط الحياة والالتزامات والمسؤوليات المترتبة على الفرد بشكل عام وعدم القدرة على الإيفاء بها، وقد يكون سببها كذلك عدم القدرة على التكيف مع الصدمات التي يتعرض لها الفرد، فتجعله في حالة من الارتباك والتشويش وعدم القدرة على التصرف والتحكم بانفعالاته.
ومن الأسباب المهمة لحدوث هذه الاضطرابات؛ الخلل في إفراز بعض الهرمونات من بعض الغدد الرئيسية في جسم الإنسان، وهذا يجعل الأمر أكثر أهمية، وذلك لأن ذلك يتطلب تدخلاً علاجياً طبياً بالدرجة الأولى ثم التدخلات العلاجية النفسية بعد ذلك. ومعرفة تأثير هذه الهرمونات يساعدنا كثيراً بعد ذلك على التعرف على الأمراض الانفعالية والنفسية.
تُعرَّف الهرمونات Hormones على أنها مواد تنتجها الغدد الصماء، التي لها تأثير هائل على عمليات الجسم؛ حيث تؤثر هذه الغدد في النمو، والتطور، والتكاثر، والوظائف الجنسية، والتمثيل الغذائي، والمزاج، لذا فإن التغييرات التي تحدث لمستويات الهرمونات وإفرازها، لها تأثير كبير على الحالة النفسية، فتغير بعض الهرمونات، مثل هرمونات الغدة الدرقية، يظهر أعراضاً مشابهة لبعض أعراض الاكتئاب، وكذا الحال مع أعراض الدورة الشهرية، وما يرتبط بها من انقطاع للطمث وغيره، وفي ذلك تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يماثلهن في العمر من الرجال بمقدار الضعف.
الهرمونات هي مواد كيميائية (الببتيدات، والبروتينات، والمنشطات) تنتجها وتفرزها خلايا متخصصة وتنتجها الغدد التي تشكل نظام الغدد الصماء. تطلق الهرمونات في مجرى الدم وتعمل بشكل خاص على واحد أو أكثر من “الأعضاء المستهدفة” لتنظيم وظائفها.
تم تشكيل كلمة هرمون من خلال اشتقاق الكلمة اليونانية “هرمون” التي تعني “تحفيز، تحرك”. اعتمادًا على التركيب، تنقسم الهرمونات إلى 3 مجموعات: -الببتيدات (مصنوعة من عدة أحماض أمينية)، الستيرويد (مشتقات الكوليسترول) ومشتقات حمض متحرك (هرمونات الغدة الدرقية).
جسديا، كل شيء مرتبط بالهرمونات والناقلات العصبية. هؤلاء الرسل الكيميائيون لأنظمة الغدد الصماء والدماغ هم ما يعنيه السحر مما نسميه المشاعر. وتطلق في مجرى الدم للتأثير على التغيرات الجسدية والفسيولوجية والسلوكية، وبالتالي تتدخل طوال الحياة، وتصل الهرمونات إلى مجرى الدم وتذهب إلى الأعضاء المتلقية. وباعتبارهم رسلًا كيميائيين، ودورهم هنا هو توفير الاتصال بين مختلف أعضاء الجسم، وتحفيز نشاطهم أو تثبيطه، اختار المرسلون مواقع في مناطق بعيدة جدًا من الجسم.
ومن بين الغدد التي تفرز هذه الهرمونات هي الغدة النخامية، وتوجد في التجويف القحفي والغدة الدرقية في الحلق والغدة الصعترية في الصدر والمبيض والخصيتين في الحوض والغدد الكظرية والبنكرياس في البطن، بل تتحكم الهرمونات كذلك في الدوافع والعواطف الأساسية (الدوافع الجنسية، الخوف، الغضب، الفرح والحزن)، ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما تنظم درجة حرارة الجسم، وتحفز النمو والهوية الجنسية، وتساعد على استعادة الأنسجة.
وتؤثر الهرمونات في سرعة انتقال المعلومات في أطراف الخلايا العصبية التي ترتبط بالخلايا العصبية الأخرى والتي توفر المادة العصبية التفاعلية للمزاج والانفعالات والتصرفات في الكائن الحي.
التأثيرات المباشرة للهرمونات في بعض الاضطرابات النفسية
في هذا الإطار، هناك هرمونات هي المسؤولة عن بعض الاضطرابات النفسية؛ حيث إن الغدة الكظرية هي المسؤولة عن إفراز هرمون يؤثر بشكل مباشر في ردود أفعالنا اللازمة للتكيف مع التوتر والصدمة، وهذا الهرمون اسمه الكورتيكوترفين، وهو الهرمون الموجه للغدة الكظرية، واضطرابه يؤثر في كيفية التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء اللاتي عانين الاعتداء الجنسي. وتضمن ذلك وجود أعراض اكتئاب متكررة وتغيرات سلبية في الإدراك والمزاج، وهو ما يشير إلى أن الخلل في إفرازات الغدد الصماء هو مسبب كبير لاضطراب ضغط ما بعد الصدمة PTSD.
الهرمونات تبدأ بالتأثير في المشاعر والذكاء، إلا أن جميع الهرمونات تقريبًا تشترك في التأثير بالمشاعر، تمامًا مثل أي مكون في الطعام يدخل في عملية الهضم، ولا يمكن أن يتحقق التنظيم الذاتي العاطفي من دون الهرمونات. يمكن قول الشيء نفسه عن العطش والجوع والجنس والعدوانية في علم الأعصاب. في الدماغ البشري تم تحديد 50 وسيطًا عصبيًا مختلفًا يعمل على السلوك. هذه المواد الكيميائية التي تطلقها الخلايا العصبية لها القدرة على التأثير في نشاط الخلايا الأخرى. والجميع يعرف ما عليه فعله. فمثلاً يزيد الأسيتيل كولين من قدرتك على التعلم والحفظ، ويساعدك الدوبامين على تطوير مشاريعك واتخاذ القرارات واستكشاف الحداثة وتنسيق حركاتك، إضافة إلى أنه يحفز الرغبة والإحساس باللذة، والنورادرينالين يدعمك في المشاريع طويلة الأمد، وكثيرا ما يكون انخفاض مستوى النورإبينفرين يسبب حالة اكتئابية.
وهرمون الهدوء والصبر (السيروتونين) يسمح بالهدوء ويحد من العدوان، القلب مصدر للذكاء. لقد اكتشفت في عضلات القلب حوالي 40.000 خلية عصبية قادرة على التحكم في العواطف أقوى بنسبة 50 إلى 60 مرة من تلك التي يديرها الدماغ. مفتاح الذكاء العاطفي هو العلاقة بين القلب والدماغ العاطفي (الجهاز الحوفي)، وسيساعدك تعلم بعض تقنيات التحكم في القلب على استعادة عقلك العاطفي (والعكس صحيح). بعد دراسات الأداء الرياضي، ومعرفة تأثير تقنيات التحكم بالقلب سيساعد الفرد على استعادة عقلك الانفعالي، وبالرجوع إلى دراسات الأداء الرياضي في ذلك، فإنها أشارت إلى أن القلب قادر على توفير الذكاء للتكيف الفوري مع المواقف، وفي الوقت ذاته، فإن القلب يتواصل بشكل كيميائي مع بقية أعضاء الجسم ويطلق هرمونا قادرا على مواجهة هرمونات التوتر. وعلى الرغم من أن الهرمونات تتحكم بحياة القلب، فإن الدماغ يستطيع أن يوازن بين هذه الهرمونات مع القلب.
وتلعب الهرمونات التي يتحكم فيها الدماغ دوراً في التغير في الانفعالات والسلوك وفي طريقة التفكير، ومن أهم هذه الهرمونات هرمون الأدرينالين. وتلعب الغدتان النخامية والكظرية في ذلك على تطوير السلوك التكيفي، وهو ضروري في التعامل مع التوتر. وتشكل منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية الأمامية إلى الغدد التناسلية (الخصية لدى الذكور، المبيض لدى الإناث) محور HPG. وفي هذا المحور، تتم إفرازات تحفز تخليق وإفراز الهرمونات الجنسية في الغدد التناسلية، مما يجعل ذلك أساس تحديد الجنس والسلوك الإيجابي لدى الجنسين.
ويؤثر في هذا المجال اضطراب إفراز هرمون التستستيرون (Testosterone) على حدوث الاكتئاب (Depression)، ويعرف على أنه اضطراب يؤثر في مزاج الشخص، يفقد فيه اهتماماته بالأنشطة الحياتية، وفي السياق ذاته، فإن تغير بعض إفرازات الهرمونات مثل هرمونات الغدة الدرقية يظهر أعراضاً مشابهة لبعض أعراض الاكتئاب، وكذا الحال مع أعراض الدورة الشهرية، وما يرتبط بها من انقطاع للطمث وغيره. وتعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يماثلهم في العمر من الرجال بمقدار الضعف؛ حيث تشعر بعض الفتيات عند البلوغ بأعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية؛ مثل الشعور بالتقلبات العاطفية المستمرة، والتهيج، والاكتئاب، والقلق، والمزاجية، وتشوش التفكير، أما بالنسبة لتأثير هرمونات البلوغ على الذكور، فقد يعانون أعراضا مماثلة للأعراض التي تعاني منها الفتيات، إضافة إلى الشعور بالغضب مع ارتفاع مستوى إفراز هذا الهرمون وتقلبه. وبناءً على ما سبق، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين أعراض كل من الاكتئاب، واضطراب الهرمونات، والحيض.
كما أن الهرمونات الغدة الدرقية تؤثر في عملية التمثيل الغذائي، والمزاج، والوظيفة الجنسية؛ حيث إن زيادة إفراز هرموناتها أو نقصانها يؤديان إلى مشاكل صحية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية في حال زيادة إفراز هرموناتها، أو قصور الغدة الدرقية في حال نقصان إفرازها، ومن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية التهيج والعصبية، عدم القدرة على تحمل الحرارة، اضطرابات في النوم، خسارة في وزن الجسم، تسارع نبضات القلب، تقلب واضطراب في حركة الأمعاء. ومن أعراض قصور الغدة الدرقية: الإرهاق والإعياء، النسيان، عدم القدرة على تحمل البرودة، زيادة في وزن الجسم، وعدم انتظام فترات الحيض.
الدكتورة مرام بني مصطفى
اختصاصية الإرشاد النفسي
تعد الاضطرابات النفسية من المشكلات التي زادت كثيراً تأثيراتها في معظم بلاد العالم، وهذه الاضطرابات تحدث خللاً في التوازن والتكيف والمرونة لدى الفرد في التعامل مع مختلف أنواع الظروف التي قد يواجهها. وهذا قد يكون ناتجاً عن كثرة ضغوط الحياة والالتزامات والمسؤوليات المترتبة على الفرد بشكل عام وعدم القدرة على الإيفاء بها، وقد يكون سببها كذلك عدم القدرة على التكيف مع الصدمات التي يتعرض لها الفرد، فتجعله في حالة من الارتباك والتشويش وعدم القدرة على التصرف والتحكم بانفعالاته.
ومن الأسباب المهمة لحدوث هذه الاضطرابات؛ الخلل في إفراز بعض الهرمونات من بعض الغدد الرئيسية في جسم الإنسان، وهذا يجعل الأمر أكثر أهمية، وذلك لأن ذلك يتطلب تدخلاً علاجياً طبياً بالدرجة الأولى ثم التدخلات العلاجية النفسية بعد ذلك. ومعرفة تأثير هذه الهرمونات يساعدنا كثيراً بعد ذلك على التعرف على الأمراض الانفعالية والنفسية.
تُعرَّف الهرمونات Hormones على أنها مواد تنتجها الغدد الصماء، التي لها تأثير هائل على عمليات الجسم؛ حيث تؤثر هذه الغدد في النمو، والتطور، والتكاثر، والوظائف الجنسية، والتمثيل الغذائي، والمزاج، لذا فإن التغييرات التي تحدث لمستويات الهرمونات وإفرازها، لها تأثير كبير على الحالة النفسية، فتغير بعض الهرمونات، مثل هرمونات الغدة الدرقية، يظهر أعراضاً مشابهة لبعض أعراض الاكتئاب، وكذا الحال مع أعراض الدورة الشهرية، وما يرتبط بها من انقطاع للطمث وغيره، وفي ذلك تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يماثلهن في العمر من الرجال بمقدار الضعف.
الهرمونات هي مواد كيميائية (الببتيدات، والبروتينات، والمنشطات) تنتجها وتفرزها خلايا متخصصة وتنتجها الغدد التي تشكل نظام الغدد الصماء. تطلق الهرمونات في مجرى الدم وتعمل بشكل خاص على واحد أو أكثر من “الأعضاء المستهدفة” لتنظيم وظائفها.
تم تشكيل كلمة هرمون من خلال اشتقاق الكلمة اليونانية “هرمون” التي تعني “تحفيز، تحرك”. اعتمادًا على التركيب، تنقسم الهرمونات إلى 3 مجموعات: -الببتيدات (مصنوعة من عدة أحماض أمينية)، الستيرويد (مشتقات الكوليسترول) ومشتقات حمض متحرك (هرمونات الغدة الدرقية).
جسديا، كل شيء مرتبط بالهرمونات والناقلات العصبية. هؤلاء الرسل الكيميائيون لأنظمة الغدد الصماء والدماغ هم ما يعنيه السحر مما نسميه المشاعر. وتطلق في مجرى الدم للتأثير على التغيرات الجسدية والفسيولوجية والسلوكية، وبالتالي تتدخل طوال الحياة، وتصل الهرمونات إلى مجرى الدم وتذهب إلى الأعضاء المتلقية. وباعتبارهم رسلًا كيميائيين، ودورهم هنا هو توفير الاتصال بين مختلف أعضاء الجسم، وتحفيز نشاطهم أو تثبيطه، اختار المرسلون مواقع في مناطق بعيدة جدًا من الجسم.
ومن بين الغدد التي تفرز هذه الهرمونات هي الغدة النخامية، وتوجد في التجويف القحفي والغدة الدرقية في الحلق والغدة الصعترية في الصدر والمبيض والخصيتين في الحوض والغدد الكظرية والبنكرياس في البطن، بل تتحكم الهرمونات كذلك في الدوافع والعواطف الأساسية (الدوافع الجنسية، الخوف، الغضب، الفرح والحزن)، ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما تنظم درجة حرارة الجسم، وتحفز النمو والهوية الجنسية، وتساعد على استعادة الأنسجة.
وتؤثر الهرمونات في سرعة انتقال المعلومات في أطراف الخلايا العصبية التي ترتبط بالخلايا العصبية الأخرى والتي توفر المادة العصبية التفاعلية للمزاج والانفعالات والتصرفات في الكائن الحي.
التأثيرات المباشرة للهرمونات في بعض الاضطرابات النفسية
في هذا الإطار، هناك هرمونات هي المسؤولة عن بعض الاضطرابات النفسية؛ حيث إن الغدة الكظرية هي المسؤولة عن إفراز هرمون يؤثر بشكل مباشر في ردود أفعالنا اللازمة للتكيف مع التوتر والصدمة، وهذا الهرمون اسمه الكورتيكوترفين، وهو الهرمون الموجه للغدة الكظرية، واضطرابه يؤثر في كيفية التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء اللاتي عانين الاعتداء الجنسي. وتضمن ذلك وجود أعراض اكتئاب متكررة وتغيرات سلبية في الإدراك والمزاج، وهو ما يشير إلى أن الخلل في إفرازات الغدد الصماء هو مسبب كبير لاضطراب ضغط ما بعد الصدمة PTSD.
الهرمونات تبدأ بالتأثير في المشاعر والذكاء، إلا أن جميع الهرمونات تقريبًا تشترك في التأثير بالمشاعر، تمامًا مثل أي مكون في الطعام يدخل في عملية الهضم، ولا يمكن أن يتحقق التنظيم الذاتي العاطفي من دون الهرمونات. يمكن قول الشيء نفسه عن العطش والجوع والجنس والعدوانية في علم الأعصاب. في الدماغ البشري تم تحديد 50 وسيطًا عصبيًا مختلفًا يعمل على السلوك. هذه المواد الكيميائية التي تطلقها الخلايا العصبية لها القدرة على التأثير في نشاط الخلايا الأخرى. والجميع يعرف ما عليه فعله. فمثلاً يزيد الأسيتيل كولين من قدرتك على التعلم والحفظ، ويساعدك الدوبامين على تطوير مشاريعك واتخاذ القرارات واستكشاف الحداثة وتنسيق حركاتك، إضافة إلى أنه يحفز الرغبة والإحساس باللذة، والنورادرينالين يدعمك في المشاريع طويلة الأمد، وكثيرا ما يكون انخفاض مستوى النورإبينفرين يسبب حالة اكتئابية.
وهرمون الهدوء والصبر (السيروتونين) يسمح بالهدوء ويحد من العدوان، القلب مصدر للذكاء. لقد اكتشفت في عضلات القلب حوالي 40.000 خلية عصبية قادرة على التحكم في العواطف أقوى بنسبة 50 إلى 60 مرة من تلك التي يديرها الدماغ. مفتاح الذكاء العاطفي هو العلاقة بين القلب والدماغ العاطفي (الجهاز الحوفي)، وسيساعدك تعلم بعض تقنيات التحكم في القلب على استعادة عقلك العاطفي (والعكس صحيح). بعد دراسات الأداء الرياضي، ومعرفة تأثير تقنيات التحكم بالقلب سيساعد الفرد على استعادة عقلك الانفعالي، وبالرجوع إلى دراسات الأداء الرياضي في ذلك، فإنها أشارت إلى أن القلب قادر على توفير الذكاء للتكيف الفوري مع المواقف، وفي الوقت ذاته، فإن القلب يتواصل بشكل كيميائي مع بقية أعضاء الجسم ويطلق هرمونا قادرا على مواجهة هرمونات التوتر. وعلى الرغم من أن الهرمونات تتحكم بحياة القلب، فإن الدماغ يستطيع أن يوازن بين هذه الهرمونات مع القلب.
وتلعب الهرمونات التي يتحكم فيها الدماغ دوراً في التغير في الانفعالات والسلوك وفي طريقة التفكير، ومن أهم هذه الهرمونات هرمون الأدرينالين. وتلعب الغدتان النخامية والكظرية في ذلك على تطوير السلوك التكيفي، وهو ضروري في التعامل مع التوتر. وتشكل منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية الأمامية إلى الغدد التناسلية (الخصية لدى الذكور، المبيض لدى الإناث) محور HPG. وفي هذا المحور، تتم إفرازات تحفز تخليق وإفراز الهرمونات الجنسية في الغدد التناسلية، مما يجعل ذلك أساس تحديد الجنس والسلوك الإيجابي لدى الجنسين.
ويؤثر في هذا المجال اضطراب إفراز هرمون التستستيرون (Testosterone) على حدوث الاكتئاب (Depression)، ويعرف على أنه اضطراب يؤثر في مزاج الشخص، يفقد فيه اهتماماته بالأنشطة الحياتية، وفي السياق ذاته، فإن تغير بعض إفرازات الهرمونات مثل هرمونات الغدة الدرقية يظهر أعراضاً مشابهة لبعض أعراض الاكتئاب، وكذا الحال مع أعراض الدورة الشهرية، وما يرتبط بها من انقطاع للطمث وغيره. وتعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يماثلهم في العمر من الرجال بمقدار الضعف؛ حيث تشعر بعض الفتيات عند البلوغ بأعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية؛ مثل الشعور بالتقلبات العاطفية المستمرة، والتهيج، والاكتئاب، والقلق، والمزاجية، وتشوش التفكير، أما بالنسبة لتأثير هرمونات البلوغ على الذكور، فقد يعانون أعراضا مماثلة للأعراض التي تعاني منها الفتيات، إضافة إلى الشعور بالغضب مع ارتفاع مستوى إفراز هذا الهرمون وتقلبه. وبناءً على ما سبق، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين أعراض كل من الاكتئاب، واضطراب الهرمونات، والحيض.
كما أن الهرمونات الغدة الدرقية تؤثر في عملية التمثيل الغذائي، والمزاج، والوظيفة الجنسية؛ حيث إن زيادة إفراز هرموناتها أو نقصانها يؤديان إلى مشاكل صحية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية في حال زيادة إفراز هرموناتها، أو قصور الغدة الدرقية في حال نقصان إفرازها، ومن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية التهيج والعصبية، عدم القدرة على تحمل الحرارة، اضطرابات في النوم، خسارة في وزن الجسم، تسارع نبضات القلب، تقلب واضطراب في حركة الأمعاء. ومن أعراض قصور الغدة الدرقية: الإرهاق والإعياء، النسيان، عدم القدرة على تحمل البرودة، زيادة في وزن الجسم، وعدم انتظام فترات الحيض.
الدكتورة مرام بني مصطفى
اختصاصية الإرشاد النفسي
التعليقات