حسين الرواشدة
لأول مرة، ربما، منذ اكثر من 50 عاما، يستدعي الأردنيون تاريخهم، ويحتشدون خلف بناة بلدهم ودماء شهدائهم، وينحازون إلى منطق الدولة /دولتهم، هذا الانبعاث للشخصية الوطنية والهوية الأردنية، ليس مفاجئا، الأردنيون يعتزون بهويتهم على الدوام، لكنهم يستدعونها، في هذا الوقت بالذات، لبناء ما يلزم من « مناعة» ضد محاولات استهدافهم، والرد على ما يصدر من اتهامات تتعمد تجريحهم، والتأكيد على انجازاتهم، وانفتاحهم على أمتهم، وعلى الإنسانية وقضاياها العادلة، وعلى مستقبلهم المرتبط بتعلقهم في أرضهم، والدفاع عن وجودهم.
يدرك الأردنيون، تماما، أن كل الدعوات والمحاولات التي انطلقت لطمس هويتهم أو تذويبها، أو تحويلها إلى بازارات جامعة، قد فشلت وتحطمت بفعل صلابة إرادتهم، والعمق التاريخي والإنساني الذي تستند إليه هويتهم، يدركون، أيضا، أن الفزّاعات التي انتصبت لتخويفهم من الاعتزاز بثقافتهم وروابطهم الاجتماعية ورموزهم قد سقطت وتكسرت، فلا معنى للمواطنة بلا روح وطنية حقة، ولا قيمة لحسابات اقتسام المصالح وتبادل المظلوميات لانتزاع الغنائم، إذا لم يكن الأردن الوطن حاضرا في الوجدان، ومقيما في الذاكرة، ومصدرا للتضحية والاعتزاز، وإذا لم تكن «القضية الأردنية « المركز الذي تدور في فلكه كل القضايا الأخرى.
يعرف الأردنيون كيف تشكلت هويتهم منذ آلاف السنين وحتى تأسيس الدولة قبل 100 عام، يعرفون، أيضا، «المداميك» التي قامت عليها هذه الهوية وما تزال تحميها ؛ ابتداء من العشائر التي تقاسمت العمل مع الدولة، إلى الجيش العربي الذي منح الوجود الأردني القوة والمنعة وكرامة المعركة والمشروع، ثم المؤسسات والإدارات العامة التي بنت وطورت المرافق والخدمات، من هنا مرت عملية بناء الإنسان والمجتمع الأردني الذي ارتبط بفضاء العروبة وثقافة الإسلام واحترام الأديان، ومن هنا هضمت الهوية الأردنية الهويات المتنوعة التي دخلت إليها واستوعبتها، ومن هنا تمكنت هذه الهوية المتصالحة مع ذاتها ومع الآخرين من الصمود، ومقاومة محاولات العبث والتفتيت.
بوسع الأردنيين، اليوم، أن يتحرروا من كل القيود التي منعتهم من إشهار هويتهم الأردنية بدون استدراكات أو إضافات أو اعتذارات، بوسعهم أن يقولوا -كما كل الشعوب المتحضرة- : نحن اردنيون، لا نتعصب ولا نكرة أحدا، ولا نسجن أنفسنا داخل أسوار الجغرافيا والتاريخ، لكننا نعتز بالأردن، شعبا وقيادة، وتسمو كرامتنا بالانتماء إليه والدفاع عنه، نرفض كل من يستقوي عليه تحت أي حساب، أو من يحرض وينتهز الفرص للمساس به تحت أي ذريعة، فالأردني لا يخون وطنه أو يساوم عليه، والأردني « النشمي» الأصيل لا يقايض على مصالح بلده وقضاياه بأي ثمن، ولا يبحث في «بازارات» السفارات عن جواز أو جنسية، من هنا أو هناك، ليصبح « خواجا» وطنيا، أو عابرا في أسواق المطارات.
حان الوقت لكي يخرج الأردنيون من الحصار الذي فُرض عليهم باسم التاريخ والجغرافيا، أو باسم الأجندات الجاهزة والمغشوشة، ولكي يشهروا على الملأ انبعاث هويتهم المتجددة، لا الجديدة، وانطلاق مشروعهم الأردني الخاص بهم، واجتماع شملهم الوطني على قيم الدولة التي أسّسوها وبنوها، حان الوقت لكي يصرخوا من أعماقهم : نحن الأردنيين نحب أمتنا، ونحتشد بكل قوانا خلف قضاياها، وندافع عن إنسانيتنا، وننحاز لصوت كل ضمير حي في هذا العالم، لكننا نحب بلدنا أكثر، ونلتصق بتراب أرضه أكثر وأكثر.
حسين الرواشدة
لأول مرة، ربما، منذ اكثر من 50 عاما، يستدعي الأردنيون تاريخهم، ويحتشدون خلف بناة بلدهم ودماء شهدائهم، وينحازون إلى منطق الدولة /دولتهم، هذا الانبعاث للشخصية الوطنية والهوية الأردنية، ليس مفاجئا، الأردنيون يعتزون بهويتهم على الدوام، لكنهم يستدعونها، في هذا الوقت بالذات، لبناء ما يلزم من « مناعة» ضد محاولات استهدافهم، والرد على ما يصدر من اتهامات تتعمد تجريحهم، والتأكيد على انجازاتهم، وانفتاحهم على أمتهم، وعلى الإنسانية وقضاياها العادلة، وعلى مستقبلهم المرتبط بتعلقهم في أرضهم، والدفاع عن وجودهم.
يدرك الأردنيون، تماما، أن كل الدعوات والمحاولات التي انطلقت لطمس هويتهم أو تذويبها، أو تحويلها إلى بازارات جامعة، قد فشلت وتحطمت بفعل صلابة إرادتهم، والعمق التاريخي والإنساني الذي تستند إليه هويتهم، يدركون، أيضا، أن الفزّاعات التي انتصبت لتخويفهم من الاعتزاز بثقافتهم وروابطهم الاجتماعية ورموزهم قد سقطت وتكسرت، فلا معنى للمواطنة بلا روح وطنية حقة، ولا قيمة لحسابات اقتسام المصالح وتبادل المظلوميات لانتزاع الغنائم، إذا لم يكن الأردن الوطن حاضرا في الوجدان، ومقيما في الذاكرة، ومصدرا للتضحية والاعتزاز، وإذا لم تكن «القضية الأردنية « المركز الذي تدور في فلكه كل القضايا الأخرى.
يعرف الأردنيون كيف تشكلت هويتهم منذ آلاف السنين وحتى تأسيس الدولة قبل 100 عام، يعرفون، أيضا، «المداميك» التي قامت عليها هذه الهوية وما تزال تحميها ؛ ابتداء من العشائر التي تقاسمت العمل مع الدولة، إلى الجيش العربي الذي منح الوجود الأردني القوة والمنعة وكرامة المعركة والمشروع، ثم المؤسسات والإدارات العامة التي بنت وطورت المرافق والخدمات، من هنا مرت عملية بناء الإنسان والمجتمع الأردني الذي ارتبط بفضاء العروبة وثقافة الإسلام واحترام الأديان، ومن هنا هضمت الهوية الأردنية الهويات المتنوعة التي دخلت إليها واستوعبتها، ومن هنا تمكنت هذه الهوية المتصالحة مع ذاتها ومع الآخرين من الصمود، ومقاومة محاولات العبث والتفتيت.
بوسع الأردنيين، اليوم، أن يتحرروا من كل القيود التي منعتهم من إشهار هويتهم الأردنية بدون استدراكات أو إضافات أو اعتذارات، بوسعهم أن يقولوا -كما كل الشعوب المتحضرة- : نحن اردنيون، لا نتعصب ولا نكرة أحدا، ولا نسجن أنفسنا داخل أسوار الجغرافيا والتاريخ، لكننا نعتز بالأردن، شعبا وقيادة، وتسمو كرامتنا بالانتماء إليه والدفاع عنه، نرفض كل من يستقوي عليه تحت أي حساب، أو من يحرض وينتهز الفرص للمساس به تحت أي ذريعة، فالأردني لا يخون وطنه أو يساوم عليه، والأردني « النشمي» الأصيل لا يقايض على مصالح بلده وقضاياه بأي ثمن، ولا يبحث في «بازارات» السفارات عن جواز أو جنسية، من هنا أو هناك، ليصبح « خواجا» وطنيا، أو عابرا في أسواق المطارات.
حان الوقت لكي يخرج الأردنيون من الحصار الذي فُرض عليهم باسم التاريخ والجغرافيا، أو باسم الأجندات الجاهزة والمغشوشة، ولكي يشهروا على الملأ انبعاث هويتهم المتجددة، لا الجديدة، وانطلاق مشروعهم الأردني الخاص بهم، واجتماع شملهم الوطني على قيم الدولة التي أسّسوها وبنوها، حان الوقت لكي يصرخوا من أعماقهم : نحن الأردنيين نحب أمتنا، ونحتشد بكل قوانا خلف قضاياها، وندافع عن إنسانيتنا، وننحاز لصوت كل ضمير حي في هذا العالم، لكننا نحب بلدنا أكثر، ونلتصق بتراب أرضه أكثر وأكثر.
حسين الرواشدة
لأول مرة، ربما، منذ اكثر من 50 عاما، يستدعي الأردنيون تاريخهم، ويحتشدون خلف بناة بلدهم ودماء شهدائهم، وينحازون إلى منطق الدولة /دولتهم، هذا الانبعاث للشخصية الوطنية والهوية الأردنية، ليس مفاجئا، الأردنيون يعتزون بهويتهم على الدوام، لكنهم يستدعونها، في هذا الوقت بالذات، لبناء ما يلزم من « مناعة» ضد محاولات استهدافهم، والرد على ما يصدر من اتهامات تتعمد تجريحهم، والتأكيد على انجازاتهم، وانفتاحهم على أمتهم، وعلى الإنسانية وقضاياها العادلة، وعلى مستقبلهم المرتبط بتعلقهم في أرضهم، والدفاع عن وجودهم.
يدرك الأردنيون، تماما، أن كل الدعوات والمحاولات التي انطلقت لطمس هويتهم أو تذويبها، أو تحويلها إلى بازارات جامعة، قد فشلت وتحطمت بفعل صلابة إرادتهم، والعمق التاريخي والإنساني الذي تستند إليه هويتهم، يدركون، أيضا، أن الفزّاعات التي انتصبت لتخويفهم من الاعتزاز بثقافتهم وروابطهم الاجتماعية ورموزهم قد سقطت وتكسرت، فلا معنى للمواطنة بلا روح وطنية حقة، ولا قيمة لحسابات اقتسام المصالح وتبادل المظلوميات لانتزاع الغنائم، إذا لم يكن الأردن الوطن حاضرا في الوجدان، ومقيما في الذاكرة، ومصدرا للتضحية والاعتزاز، وإذا لم تكن «القضية الأردنية « المركز الذي تدور في فلكه كل القضايا الأخرى.
يعرف الأردنيون كيف تشكلت هويتهم منذ آلاف السنين وحتى تأسيس الدولة قبل 100 عام، يعرفون، أيضا، «المداميك» التي قامت عليها هذه الهوية وما تزال تحميها ؛ ابتداء من العشائر التي تقاسمت العمل مع الدولة، إلى الجيش العربي الذي منح الوجود الأردني القوة والمنعة وكرامة المعركة والمشروع، ثم المؤسسات والإدارات العامة التي بنت وطورت المرافق والخدمات، من هنا مرت عملية بناء الإنسان والمجتمع الأردني الذي ارتبط بفضاء العروبة وثقافة الإسلام واحترام الأديان، ومن هنا هضمت الهوية الأردنية الهويات المتنوعة التي دخلت إليها واستوعبتها، ومن هنا تمكنت هذه الهوية المتصالحة مع ذاتها ومع الآخرين من الصمود، ومقاومة محاولات العبث والتفتيت.
بوسع الأردنيين، اليوم، أن يتحرروا من كل القيود التي منعتهم من إشهار هويتهم الأردنية بدون استدراكات أو إضافات أو اعتذارات، بوسعهم أن يقولوا -كما كل الشعوب المتحضرة- : نحن اردنيون، لا نتعصب ولا نكرة أحدا، ولا نسجن أنفسنا داخل أسوار الجغرافيا والتاريخ، لكننا نعتز بالأردن، شعبا وقيادة، وتسمو كرامتنا بالانتماء إليه والدفاع عنه، نرفض كل من يستقوي عليه تحت أي حساب، أو من يحرض وينتهز الفرص للمساس به تحت أي ذريعة، فالأردني لا يخون وطنه أو يساوم عليه، والأردني « النشمي» الأصيل لا يقايض على مصالح بلده وقضاياه بأي ثمن، ولا يبحث في «بازارات» السفارات عن جواز أو جنسية، من هنا أو هناك، ليصبح « خواجا» وطنيا، أو عابرا في أسواق المطارات.
حان الوقت لكي يخرج الأردنيون من الحصار الذي فُرض عليهم باسم التاريخ والجغرافيا، أو باسم الأجندات الجاهزة والمغشوشة، ولكي يشهروا على الملأ انبعاث هويتهم المتجددة، لا الجديدة، وانطلاق مشروعهم الأردني الخاص بهم، واجتماع شملهم الوطني على قيم الدولة التي أسّسوها وبنوها، حان الوقت لكي يصرخوا من أعماقهم : نحن الأردنيين نحب أمتنا، ونحتشد بكل قوانا خلف قضاياها، وندافع عن إنسانيتنا، وننحاز لصوت كل ضمير حي في هذا العالم، لكننا نحب بلدنا أكثر، ونلتصق بتراب أرضه أكثر وأكثر.
التعليقات