تفسير حديث (من غشنا فليس منا)
ورد في تحريم الغش عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي)، وأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا، ومَن غَشَّنا فليسَ مِنَّا).
والشاهد من الأحاديث الشريفة أنّ من تعمّد على غُشِّ المسلمين فهو ليس على السيرة الحسنة، وقد انحرف عن المذهب القويم، وقد ذكر ابن رشد في معنى الحديث: 'من غشَّ فليس منا أي؛ ليس على مثل هدانا وطريقتنا، إِلاَّ أنَّ الغش لا يُخرج الغاشَّ من الإيمان، فهو معدود في جملة المؤمنين، إلّا أنّه ليس على هداهم وسبيلهم؛ لمخالفته إيَّاهم في التزام ما يلزمه في شريعة الإسلام لأَخيه المسلم'.
سبب ورود حديث (من غشنا فليس منا)
سبب ورود هذا الحديث الشريف أنّ الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بتاجرِ يبيع طعاماً، وكان الطعام مجموعاً ويُباع بالصُّبرة؛ أي بالكومة بدون كيل ووزن، فأوحى الله لنبيه أن يُدخل يده في الطعام فإذا به يجد بللاً أسفله، فسأل البائع ما سبب البلل الذي في الطعام، فأجابه أنّه أصابته السماء؛ أي سقط عليه المطر.
فهم رسول الله أنّ البائع وضع الطعام الجاف الصالح ظاهراً للناس والمعطوب الرديء الذي فيه بلل مخفياً بالأسفل، فأخبر النبي -عليه السلام- البائع بأن يجعله مكشوفاً للمُشترين حتي يعلموا بحالة الصحيح منه والرديء.
واعتبر نبي الله فعل التاجر غِشاً، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من غَشَّ فليسَ مِنِّي)، والغش والخداع ليسا من منهج الرسول الكريم وهديه، فحرص الرسول على نهيه عن هذا الفعل لأنّه منكر.
الحكم الشرعي للغش
اتفق جمهور الفقهاء على أنّ الغِش حرام بكل أنواعه وصوره، سواء كان الغش بالقول أو الفعل، أو كان في المعاملات أو حتى المشورة والنّصيحة، مُستدلين بما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (من غَشَّ فليسَ مِنِّي).
والغِش لا يُخرج مُرتكبه عن الإسلام، ولكنّه يُحيده عن الطريق الصحيح والنهج السليم، وقد ذهب عدد من الفقهاء إلى أنّ الغِش من الكبائر، ويُفسَّق فاعله وتُردُّ شهادته، وقد ذكر الإمام الغزالي -رحمه الله- أنّ الغش من صور ترك النُصح للمسلمين في المعاملات، وهذا غير جائز لأنّ النُصح واجب على المسلم.
من أنواع الغش
للغش أنواع وصور عديدة، بيانها فيما يأتي:
غش الراعي لرعيته
هو من أعظم أنواع الغش؛ كأن يغش القائد جنده، والرئيس يغش مرؤوسيه، وصاحب العمل يغش عمّاله، وربّ الأسرة يغش أسرته، وفي هذا السياق قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ).
الغش التجاري
هو الذي يتعدّى فيه الغاش على مال غيره، سواء كان مقدار الضرر كبيراً أو يسيراً؛ كالحصولِ على المال عن طريق الكذب، أو كتمان وإخفاء عيوب السلع والمنتجات، أو البخس في الميزان. الغش بالقول مثل الإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات، أو الغِش بالقضاء وغيره، بشكل يُخالف الحقيقة ويُغيرها بهدف إلحاق الضرر بالعباد ظُلماً وزوراً، وهذا من أخطر أنواع الكذب؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ).
غش المسلم لأخيه المسلم
بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم تقديم النصح والإرشاد وترك الحث على فعل الخيرات. من صور الغش في القرآن التطفيف من صور الغش في القرآن الكريم، إذ قال الله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).
والتطفيف هو الإنقاص والبخس في الكيل والوزن، وهو صورة من صور الغش والخداع والإحتيال في المُعاملة، وقد توعّد الله -تبارك وتعالى- فاعله بالعذابِ الأليم في الدارالآخرة؛ وفي هذا دلالة على شدّة تحريمه وخطورته وقُبح خُلق فاعله
تفسير حديث (من غشنا فليس منا)
ورد في تحريم الغش عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي)، وأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا، ومَن غَشَّنا فليسَ مِنَّا).
والشاهد من الأحاديث الشريفة أنّ من تعمّد على غُشِّ المسلمين فهو ليس على السيرة الحسنة، وقد انحرف عن المذهب القويم، وقد ذكر ابن رشد في معنى الحديث: 'من غشَّ فليس منا أي؛ ليس على مثل هدانا وطريقتنا، إِلاَّ أنَّ الغش لا يُخرج الغاشَّ من الإيمان، فهو معدود في جملة المؤمنين، إلّا أنّه ليس على هداهم وسبيلهم؛ لمخالفته إيَّاهم في التزام ما يلزمه في شريعة الإسلام لأَخيه المسلم'.
سبب ورود حديث (من غشنا فليس منا)
سبب ورود هذا الحديث الشريف أنّ الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بتاجرِ يبيع طعاماً، وكان الطعام مجموعاً ويُباع بالصُّبرة؛ أي بالكومة بدون كيل ووزن، فأوحى الله لنبيه أن يُدخل يده في الطعام فإذا به يجد بللاً أسفله، فسأل البائع ما سبب البلل الذي في الطعام، فأجابه أنّه أصابته السماء؛ أي سقط عليه المطر.
فهم رسول الله أنّ البائع وضع الطعام الجاف الصالح ظاهراً للناس والمعطوب الرديء الذي فيه بلل مخفياً بالأسفل، فأخبر النبي -عليه السلام- البائع بأن يجعله مكشوفاً للمُشترين حتي يعلموا بحالة الصحيح منه والرديء.
واعتبر نبي الله فعل التاجر غِشاً، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من غَشَّ فليسَ مِنِّي)، والغش والخداع ليسا من منهج الرسول الكريم وهديه، فحرص الرسول على نهيه عن هذا الفعل لأنّه منكر.
الحكم الشرعي للغش
اتفق جمهور الفقهاء على أنّ الغِش حرام بكل أنواعه وصوره، سواء كان الغش بالقول أو الفعل، أو كان في المعاملات أو حتى المشورة والنّصيحة، مُستدلين بما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (من غَشَّ فليسَ مِنِّي).
والغِش لا يُخرج مُرتكبه عن الإسلام، ولكنّه يُحيده عن الطريق الصحيح والنهج السليم، وقد ذهب عدد من الفقهاء إلى أنّ الغِش من الكبائر، ويُفسَّق فاعله وتُردُّ شهادته، وقد ذكر الإمام الغزالي -رحمه الله- أنّ الغش من صور ترك النُصح للمسلمين في المعاملات، وهذا غير جائز لأنّ النُصح واجب على المسلم.
من أنواع الغش
للغش أنواع وصور عديدة، بيانها فيما يأتي:
غش الراعي لرعيته
هو من أعظم أنواع الغش؛ كأن يغش القائد جنده، والرئيس يغش مرؤوسيه، وصاحب العمل يغش عمّاله، وربّ الأسرة يغش أسرته، وفي هذا السياق قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ).
الغش التجاري
هو الذي يتعدّى فيه الغاش على مال غيره، سواء كان مقدار الضرر كبيراً أو يسيراً؛ كالحصولِ على المال عن طريق الكذب، أو كتمان وإخفاء عيوب السلع والمنتجات، أو البخس في الميزان. الغش بالقول مثل الإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات، أو الغِش بالقضاء وغيره، بشكل يُخالف الحقيقة ويُغيرها بهدف إلحاق الضرر بالعباد ظُلماً وزوراً، وهذا من أخطر أنواع الكذب؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ).
غش المسلم لأخيه المسلم
بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم تقديم النصح والإرشاد وترك الحث على فعل الخيرات. من صور الغش في القرآن التطفيف من صور الغش في القرآن الكريم، إذ قال الله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).
والتطفيف هو الإنقاص والبخس في الكيل والوزن، وهو صورة من صور الغش والخداع والإحتيال في المُعاملة، وقد توعّد الله -تبارك وتعالى- فاعله بالعذابِ الأليم في الدارالآخرة؛ وفي هذا دلالة على شدّة تحريمه وخطورته وقُبح خُلق فاعله
تفسير حديث (من غشنا فليس منا)
ورد في تحريم الغش عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي)، وأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن حَمَلَ عليْنا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا، ومَن غَشَّنا فليسَ مِنَّا).
والشاهد من الأحاديث الشريفة أنّ من تعمّد على غُشِّ المسلمين فهو ليس على السيرة الحسنة، وقد انحرف عن المذهب القويم، وقد ذكر ابن رشد في معنى الحديث: 'من غشَّ فليس منا أي؛ ليس على مثل هدانا وطريقتنا، إِلاَّ أنَّ الغش لا يُخرج الغاشَّ من الإيمان، فهو معدود في جملة المؤمنين، إلّا أنّه ليس على هداهم وسبيلهم؛ لمخالفته إيَّاهم في التزام ما يلزمه في شريعة الإسلام لأَخيه المسلم'.
سبب ورود حديث (من غشنا فليس منا)
سبب ورود هذا الحديث الشريف أنّ الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بتاجرِ يبيع طعاماً، وكان الطعام مجموعاً ويُباع بالصُّبرة؛ أي بالكومة بدون كيل ووزن، فأوحى الله لنبيه أن يُدخل يده في الطعام فإذا به يجد بللاً أسفله، فسأل البائع ما سبب البلل الذي في الطعام، فأجابه أنّه أصابته السماء؛ أي سقط عليه المطر.
فهم رسول الله أنّ البائع وضع الطعام الجاف الصالح ظاهراً للناس والمعطوب الرديء الذي فيه بلل مخفياً بالأسفل، فأخبر النبي -عليه السلام- البائع بأن يجعله مكشوفاً للمُشترين حتي يعلموا بحالة الصحيح منه والرديء.
واعتبر نبي الله فعل التاجر غِشاً، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من غَشَّ فليسَ مِنِّي)، والغش والخداع ليسا من منهج الرسول الكريم وهديه، فحرص الرسول على نهيه عن هذا الفعل لأنّه منكر.
الحكم الشرعي للغش
اتفق جمهور الفقهاء على أنّ الغِش حرام بكل أنواعه وصوره، سواء كان الغش بالقول أو الفعل، أو كان في المعاملات أو حتى المشورة والنّصيحة، مُستدلين بما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (من غَشَّ فليسَ مِنِّي).
والغِش لا يُخرج مُرتكبه عن الإسلام، ولكنّه يُحيده عن الطريق الصحيح والنهج السليم، وقد ذهب عدد من الفقهاء إلى أنّ الغِش من الكبائر، ويُفسَّق فاعله وتُردُّ شهادته، وقد ذكر الإمام الغزالي -رحمه الله- أنّ الغش من صور ترك النُصح للمسلمين في المعاملات، وهذا غير جائز لأنّ النُصح واجب على المسلم.
من أنواع الغش
للغش أنواع وصور عديدة، بيانها فيما يأتي:
غش الراعي لرعيته
هو من أعظم أنواع الغش؛ كأن يغش القائد جنده، والرئيس يغش مرؤوسيه، وصاحب العمل يغش عمّاله، وربّ الأسرة يغش أسرته، وفي هذا السياق قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ).
الغش التجاري
هو الذي يتعدّى فيه الغاش على مال غيره، سواء كان مقدار الضرر كبيراً أو يسيراً؛ كالحصولِ على المال عن طريق الكذب، أو كتمان وإخفاء عيوب السلع والمنتجات، أو البخس في الميزان. الغش بالقول مثل الإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات، أو الغِش بالقضاء وغيره، بشكل يُخالف الحقيقة ويُغيرها بهدف إلحاق الضرر بالعباد ظُلماً وزوراً، وهذا من أخطر أنواع الكذب؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ).
غش المسلم لأخيه المسلم
بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم تقديم النصح والإرشاد وترك الحث على فعل الخيرات. من صور الغش في القرآن التطفيف من صور الغش في القرآن الكريم، إذ قال الله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).
والتطفيف هو الإنقاص والبخس في الكيل والوزن، وهو صورة من صور الغش والخداع والإحتيال في المُعاملة، وقد توعّد الله -تبارك وتعالى- فاعله بالعذابِ الأليم في الدارالآخرة؛ وفي هذا دلالة على شدّة تحريمه وخطورته وقُبح خُلق فاعله
التعليقات