بقلم: د محمد أبو عمارة
تَرِدُني أسئلة يومية من أولياء أمور الطلبة حول إلزامية مساعدتهم لأبنائهم في الدّراسة وعن آلياتها والصف المُناسب لتقديم هذه المساعدة ومتى نتوقف عن تقديم المُساعدة؟ أسئلة كثيرة تدور في الموضوع نفسه خاصة وأنّ أحاديث مجالس الأمّهات تدور دوماً حول هذه النّقاط وحول التّباهي بعدد ساعات تدريس الأبناء وتبادُل الخِبرات والتّجارب...
وهُنا يجب أن نتّفق على مجموعة من النِقاط أهمّها: أنّ كل طالب هو حالة خاصة وما ينطَبِق على غيره لا ينطَبِق عليه فالطّريق التي نجحت مع ابن عمّه - مثلاً - قد لا تنجح معه، بل إن طريقة تدريس الإخوان في المَنزل الواحِد تَختَلِف من آن لآخر.
والموضوع التالي هو أنّ زيادة مُساعدة الأبناء في الدّراسة والمُبالغة في ذلك يُشَكّل لَدينا أبناء اتكاليين لا يشعرون بالمسؤولية، بل و إعتماديين إلى درجة كبيرة، ورُبَّما أن هذه المُساعدة الكبيرة تُعلّل بعدم ثِقة الآباء في دِراسة أبنائهم من جهة وتحمُّلَهم ارتفاع سقف التّوقعات من جهة ثالثة، فَيجد ولي الأمر نفسه في مأزق وحَلّ هذا المأزق أن يلعب هو دور المُعلّم في المنزل، بل ويذهب بعضهم إلى التّطرُف في التّدريس بحيث يجعل البيت غُرفة صفيّة، فينتقل الطالب من غُرفة صفيّة مدرسيّة إلى غُرفة صفيّة منزلية!!
ولكن هل هذا صحيح؟ ومتى يجب أن يتدخّل ولي الأمر، وإلى أي حَد؟
من وِجهة نظري أنا أقسّم الفترات التّعليمية المَدرسية إلى ثلاث فِئات وهي مرحلة الرّوضة وما قبلها، ومرحلة الصفوف من الأول وحتى السّادس الأساسي وأهميّتها وطُرق التّعامُل معها والتي تختلِف عن الأُخرى.
المرحلة الأولى: مرحلة الرّوضة وما قَبلها:
تُعتَبر هذه المرحلة هي المرحلة الأهم في تعليم الطّالب الاستقلاليّة والقُدرة على العمل ضِمن فريق والانضباط وتَكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه، إضافة إلى اكتساب اللُّغة والقُدرة على الكلام وضبط مواعيد النوم والاستقلالية في الكَثير من المواضيع، وبعد كلّ هذه الأمور يجب أن تهتم بالجانب المَعرفي المُتَمثّل بقُدرة الطّفل على القِراءة والكِتابة وإتقان المهارات الأساسية من الحِساب، ولكن المُلاحظ أنّ مُعظم الأُمّهات تحديداً يُركّزن فقط على الجانِب المَعرفي - الأقل أهميّة في هذه المرحلة - ويُهمِلن الجانب الاجتماعي والنّفسي؟!
فلو وجّهت السؤال لكل منكم من الأهم؟
أنّ يتكلّم الطّفل بطلاقة أم أن يحفظ عِدّة أناشيد؟
أنّ يُكَوّن الطّفل علاقات اجتماعية سليمة مع أقرانه أم أن يستطيع قِراءة الأرقام والحروف؟
يجب أن يكون ميزان الاختيار لدينا واضحاً، وأنّ نُركّز على جوانب أكثر أهميّة من الحفظ، والذي يُعَد المرتبة الدنيا في هَرم بلوم المَعرفي.
المرحلة الثانية: الطلبة من الصّف الأول وحتى السادس:
وهُنا ينتقل الطّفل من مرحلة اللّعب والرّوضة إلى مرحلة المدرسة والتّي تَضمّ انضباطاً كبيراً، وفي هذه المرحلة يجب أن يتعلّم الطّفل الاستقلالية الذّاتية في كثير من الأمور، وأن يكون لديه القُدرة الكافية على تكوين العلاقات الاجتماعية مع الأقران وبِدء تشكيل الشّخصية بسِماتها المُستَقِلّة والنّمو السليم صحياً بمُقارنة الطّول والوزن مع الأقران وتعزيز الثّقة بالنفس وزرع الهويّة الخاصة للطِفل.
وفي ذات الوقت، وفي الجانب المعرفي يجب أن يُتقِن الطّفل المهارات الأساسية للعلوم والحِساب والقراءة
والكتابة ، وأعتقد هنا أن هناك دوراً كبيراً للأهل في تعزيز المعلومات التي يكتَسِبُها الطّالب من المدرسة ومتابعته في حلّ واجباته والتّأكّد من إتقانه للمهارات الأساسية فدور الأهل هُنا مهم بتعزيز المعلومات وتأكيدها والتّأكُّد من أنّ الطالب امتلكها ، ولكن الخطأ الكبير الذي يقع فيه الأهل هو تحويل البيت إلى حُجرة صفيّة وقيامهم بحلّ الواجبات عن الطّفل رُغم أنّ الأهمّ في هذه المرحلة هو اللّعب وتكوين جِسم سليم قويّ وتوجيه الطفل إلى المهارات التي يحبّها والتّركيز على نظرية الذكاءات المُتعددة حيث من واجب الأهل البحث عن الجانِب الذي يتميّز به ابنه عن غيره فنظريّة الذّكاءات المُتعددة تنُصّ على أنّه لا يوجد طفل غير مُميّز ولكن المُهم أن نكتشف الجانِب الّذي يتميّز فيه ، فهناك أطفال مُميّزون بالجانب المعرفي - ذكاء مَعرفي - وهُناك من لديه تميُّز موسيقي - ذكاء موسيقي - وهُناك من يتميّز رياضياً - ذكاء رياضي - وهكذا دواليك.
فهنا يقع على عاتق الأهل البحث عن الجانب الأكثر تميّزاً لدى الطّفل والتّركيز عليه وجعله سِمة يتميّز بها الطّفل عن غيره، بل وتُكسبه هويّة خاصة واستقلالية فهُنا دور الأهل مهم جداً وتدخّلهم مُهم جداً أيضاً.
المرحلة الثالثة: الطلبة من الصّف السابع وحتى الثّاني عشر:
وهُنا التّركيز على شخصية الابن، وخاصّة أنّه في هذه المرحلة يمُرّ الابن في مرحلة المراهقة، ويبدأ الطّلبة بالشعور باضطرابات نفسيّة وبالنّسبة للجانِب المعرفي يقتَصِر دَور الأهل - من وِجهة نظري -
بالمُتابعة فقط، لأنها مرحلة الاستقلاليّة الدراسيّة وأنصح الأهل بعدم التّدخُّل نهائيّاً في الدّراسة إلّا في حالات الضّعف الشديد، أو في حالات صعوبات التَّعلُّم.
وفي هذه المرحلة أيضاً يجب أن يُركّز الأهل على التَّربية الدّينيَّة والتَّركيز على الهويّة الشّخصيّة واستقلاليّتها، وأنصح بتكوين علاقات جيّدة مع الأبناء.
في المُحَصّلة يجب متابعة الأبناء في المراحِل جميعها، ولكن حسب المرحلة وشروطها، وفي الحالات كلها يجب مُتابعة الأبناء وزرع الثّقة بهم ودفعهم باتّجاه الاستقلاليّة واتّخاذ القرارات وعدم خَلق جيل من الاعتماديين.
بقلم: د محمد أبو عمارة
تَرِدُني أسئلة يومية من أولياء أمور الطلبة حول إلزامية مساعدتهم لأبنائهم في الدّراسة وعن آلياتها والصف المُناسب لتقديم هذه المساعدة ومتى نتوقف عن تقديم المُساعدة؟ أسئلة كثيرة تدور في الموضوع نفسه خاصة وأنّ أحاديث مجالس الأمّهات تدور دوماً حول هذه النّقاط وحول التّباهي بعدد ساعات تدريس الأبناء وتبادُل الخِبرات والتّجارب...
وهُنا يجب أن نتّفق على مجموعة من النِقاط أهمّها: أنّ كل طالب هو حالة خاصة وما ينطَبِق على غيره لا ينطَبِق عليه فالطّريق التي نجحت مع ابن عمّه - مثلاً - قد لا تنجح معه، بل إن طريقة تدريس الإخوان في المَنزل الواحِد تَختَلِف من آن لآخر.
والموضوع التالي هو أنّ زيادة مُساعدة الأبناء في الدّراسة والمُبالغة في ذلك يُشَكّل لَدينا أبناء اتكاليين لا يشعرون بالمسؤولية، بل و إعتماديين إلى درجة كبيرة، ورُبَّما أن هذه المُساعدة الكبيرة تُعلّل بعدم ثِقة الآباء في دِراسة أبنائهم من جهة وتحمُّلَهم ارتفاع سقف التّوقعات من جهة ثالثة، فَيجد ولي الأمر نفسه في مأزق وحَلّ هذا المأزق أن يلعب هو دور المُعلّم في المنزل، بل ويذهب بعضهم إلى التّطرُف في التّدريس بحيث يجعل البيت غُرفة صفيّة، فينتقل الطالب من غُرفة صفيّة مدرسيّة إلى غُرفة صفيّة منزلية!!
ولكن هل هذا صحيح؟ ومتى يجب أن يتدخّل ولي الأمر، وإلى أي حَد؟
من وِجهة نظري أنا أقسّم الفترات التّعليمية المَدرسية إلى ثلاث فِئات وهي مرحلة الرّوضة وما قبلها، ومرحلة الصفوف من الأول وحتى السّادس الأساسي وأهميّتها وطُرق التّعامُل معها والتي تختلِف عن الأُخرى.
المرحلة الأولى: مرحلة الرّوضة وما قَبلها:
تُعتَبر هذه المرحلة هي المرحلة الأهم في تعليم الطّالب الاستقلاليّة والقُدرة على العمل ضِمن فريق والانضباط وتَكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه، إضافة إلى اكتساب اللُّغة والقُدرة على الكلام وضبط مواعيد النوم والاستقلالية في الكَثير من المواضيع، وبعد كلّ هذه الأمور يجب أن تهتم بالجانب المَعرفي المُتَمثّل بقُدرة الطّفل على القِراءة والكِتابة وإتقان المهارات الأساسية من الحِساب، ولكن المُلاحظ أنّ مُعظم الأُمّهات تحديداً يُركّزن فقط على الجانِب المَعرفي - الأقل أهميّة في هذه المرحلة - ويُهمِلن الجانب الاجتماعي والنّفسي؟!
فلو وجّهت السؤال لكل منكم من الأهم؟
أنّ يتكلّم الطّفل بطلاقة أم أن يحفظ عِدّة أناشيد؟
أنّ يُكَوّن الطّفل علاقات اجتماعية سليمة مع أقرانه أم أن يستطيع قِراءة الأرقام والحروف؟
يجب أن يكون ميزان الاختيار لدينا واضحاً، وأنّ نُركّز على جوانب أكثر أهميّة من الحفظ، والذي يُعَد المرتبة الدنيا في هَرم بلوم المَعرفي.
المرحلة الثانية: الطلبة من الصّف الأول وحتى السادس:
وهُنا ينتقل الطّفل من مرحلة اللّعب والرّوضة إلى مرحلة المدرسة والتّي تَضمّ انضباطاً كبيراً، وفي هذه المرحلة يجب أن يتعلّم الطّفل الاستقلالية الذّاتية في كثير من الأمور، وأن يكون لديه القُدرة الكافية على تكوين العلاقات الاجتماعية مع الأقران وبِدء تشكيل الشّخصية بسِماتها المُستَقِلّة والنّمو السليم صحياً بمُقارنة الطّول والوزن مع الأقران وتعزيز الثّقة بالنفس وزرع الهويّة الخاصة للطِفل.
وفي ذات الوقت، وفي الجانب المعرفي يجب أن يُتقِن الطّفل المهارات الأساسية للعلوم والحِساب والقراءة
والكتابة ، وأعتقد هنا أن هناك دوراً كبيراً للأهل في تعزيز المعلومات التي يكتَسِبُها الطّالب من المدرسة ومتابعته في حلّ واجباته والتّأكّد من إتقانه للمهارات الأساسية فدور الأهل هُنا مهم بتعزيز المعلومات وتأكيدها والتّأكُّد من أنّ الطالب امتلكها ، ولكن الخطأ الكبير الذي يقع فيه الأهل هو تحويل البيت إلى حُجرة صفيّة وقيامهم بحلّ الواجبات عن الطّفل رُغم أنّ الأهمّ في هذه المرحلة هو اللّعب وتكوين جِسم سليم قويّ وتوجيه الطفل إلى المهارات التي يحبّها والتّركيز على نظرية الذكاءات المُتعددة حيث من واجب الأهل البحث عن الجانِب الذي يتميّز به ابنه عن غيره فنظريّة الذّكاءات المُتعددة تنُصّ على أنّه لا يوجد طفل غير مُميّز ولكن المُهم أن نكتشف الجانِب الّذي يتميّز فيه ، فهناك أطفال مُميّزون بالجانب المعرفي - ذكاء مَعرفي - وهُناك من لديه تميُّز موسيقي - ذكاء موسيقي - وهُناك من يتميّز رياضياً - ذكاء رياضي - وهكذا دواليك.
فهنا يقع على عاتق الأهل البحث عن الجانب الأكثر تميّزاً لدى الطّفل والتّركيز عليه وجعله سِمة يتميّز بها الطّفل عن غيره، بل وتُكسبه هويّة خاصة واستقلالية فهُنا دور الأهل مهم جداً وتدخّلهم مُهم جداً أيضاً.
المرحلة الثالثة: الطلبة من الصّف السابع وحتى الثّاني عشر:
وهُنا التّركيز على شخصية الابن، وخاصّة أنّه في هذه المرحلة يمُرّ الابن في مرحلة المراهقة، ويبدأ الطّلبة بالشعور باضطرابات نفسيّة وبالنّسبة للجانِب المعرفي يقتَصِر دَور الأهل - من وِجهة نظري -
بالمُتابعة فقط، لأنها مرحلة الاستقلاليّة الدراسيّة وأنصح الأهل بعدم التّدخُّل نهائيّاً في الدّراسة إلّا في حالات الضّعف الشديد، أو في حالات صعوبات التَّعلُّم.
وفي هذه المرحلة أيضاً يجب أن يُركّز الأهل على التَّربية الدّينيَّة والتَّركيز على الهويّة الشّخصيّة واستقلاليّتها، وأنصح بتكوين علاقات جيّدة مع الأبناء.
في المُحَصّلة يجب متابعة الأبناء في المراحِل جميعها، ولكن حسب المرحلة وشروطها، وفي الحالات كلها يجب مُتابعة الأبناء وزرع الثّقة بهم ودفعهم باتّجاه الاستقلاليّة واتّخاذ القرارات وعدم خَلق جيل من الاعتماديين.
بقلم: د محمد أبو عمارة
تَرِدُني أسئلة يومية من أولياء أمور الطلبة حول إلزامية مساعدتهم لأبنائهم في الدّراسة وعن آلياتها والصف المُناسب لتقديم هذه المساعدة ومتى نتوقف عن تقديم المُساعدة؟ أسئلة كثيرة تدور في الموضوع نفسه خاصة وأنّ أحاديث مجالس الأمّهات تدور دوماً حول هذه النّقاط وحول التّباهي بعدد ساعات تدريس الأبناء وتبادُل الخِبرات والتّجارب...
وهُنا يجب أن نتّفق على مجموعة من النِقاط أهمّها: أنّ كل طالب هو حالة خاصة وما ينطَبِق على غيره لا ينطَبِق عليه فالطّريق التي نجحت مع ابن عمّه - مثلاً - قد لا تنجح معه، بل إن طريقة تدريس الإخوان في المَنزل الواحِد تَختَلِف من آن لآخر.
والموضوع التالي هو أنّ زيادة مُساعدة الأبناء في الدّراسة والمُبالغة في ذلك يُشَكّل لَدينا أبناء اتكاليين لا يشعرون بالمسؤولية، بل و إعتماديين إلى درجة كبيرة، ورُبَّما أن هذه المُساعدة الكبيرة تُعلّل بعدم ثِقة الآباء في دِراسة أبنائهم من جهة وتحمُّلَهم ارتفاع سقف التّوقعات من جهة ثالثة، فَيجد ولي الأمر نفسه في مأزق وحَلّ هذا المأزق أن يلعب هو دور المُعلّم في المنزل، بل ويذهب بعضهم إلى التّطرُف في التّدريس بحيث يجعل البيت غُرفة صفيّة، فينتقل الطالب من غُرفة صفيّة مدرسيّة إلى غُرفة صفيّة منزلية!!
ولكن هل هذا صحيح؟ ومتى يجب أن يتدخّل ولي الأمر، وإلى أي حَد؟
من وِجهة نظري أنا أقسّم الفترات التّعليمية المَدرسية إلى ثلاث فِئات وهي مرحلة الرّوضة وما قبلها، ومرحلة الصفوف من الأول وحتى السّادس الأساسي وأهميّتها وطُرق التّعامُل معها والتي تختلِف عن الأُخرى.
المرحلة الأولى: مرحلة الرّوضة وما قَبلها:
تُعتَبر هذه المرحلة هي المرحلة الأهم في تعليم الطّالب الاستقلاليّة والقُدرة على العمل ضِمن فريق والانضباط وتَكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه، إضافة إلى اكتساب اللُّغة والقُدرة على الكلام وضبط مواعيد النوم والاستقلالية في الكَثير من المواضيع، وبعد كلّ هذه الأمور يجب أن تهتم بالجانب المَعرفي المُتَمثّل بقُدرة الطّفل على القِراءة والكِتابة وإتقان المهارات الأساسية من الحِساب، ولكن المُلاحظ أنّ مُعظم الأُمّهات تحديداً يُركّزن فقط على الجانِب المَعرفي - الأقل أهميّة في هذه المرحلة - ويُهمِلن الجانب الاجتماعي والنّفسي؟!
فلو وجّهت السؤال لكل منكم من الأهم؟
أنّ يتكلّم الطّفل بطلاقة أم أن يحفظ عِدّة أناشيد؟
أنّ يُكَوّن الطّفل علاقات اجتماعية سليمة مع أقرانه أم أن يستطيع قِراءة الأرقام والحروف؟
يجب أن يكون ميزان الاختيار لدينا واضحاً، وأنّ نُركّز على جوانب أكثر أهميّة من الحفظ، والذي يُعَد المرتبة الدنيا في هَرم بلوم المَعرفي.
المرحلة الثانية: الطلبة من الصّف الأول وحتى السادس:
وهُنا ينتقل الطّفل من مرحلة اللّعب والرّوضة إلى مرحلة المدرسة والتّي تَضمّ انضباطاً كبيراً، وفي هذه المرحلة يجب أن يتعلّم الطّفل الاستقلالية الذّاتية في كثير من الأمور، وأن يكون لديه القُدرة الكافية على تكوين العلاقات الاجتماعية مع الأقران وبِدء تشكيل الشّخصية بسِماتها المُستَقِلّة والنّمو السليم صحياً بمُقارنة الطّول والوزن مع الأقران وتعزيز الثّقة بالنفس وزرع الهويّة الخاصة للطِفل.
وفي ذات الوقت، وفي الجانب المعرفي يجب أن يُتقِن الطّفل المهارات الأساسية للعلوم والحِساب والقراءة
والكتابة ، وأعتقد هنا أن هناك دوراً كبيراً للأهل في تعزيز المعلومات التي يكتَسِبُها الطّالب من المدرسة ومتابعته في حلّ واجباته والتّأكّد من إتقانه للمهارات الأساسية فدور الأهل هُنا مهم بتعزيز المعلومات وتأكيدها والتّأكُّد من أنّ الطالب امتلكها ، ولكن الخطأ الكبير الذي يقع فيه الأهل هو تحويل البيت إلى حُجرة صفيّة وقيامهم بحلّ الواجبات عن الطّفل رُغم أنّ الأهمّ في هذه المرحلة هو اللّعب وتكوين جِسم سليم قويّ وتوجيه الطفل إلى المهارات التي يحبّها والتّركيز على نظرية الذكاءات المُتعددة حيث من واجب الأهل البحث عن الجانِب الذي يتميّز به ابنه عن غيره فنظريّة الذّكاءات المُتعددة تنُصّ على أنّه لا يوجد طفل غير مُميّز ولكن المُهم أن نكتشف الجانِب الّذي يتميّز فيه ، فهناك أطفال مُميّزون بالجانب المعرفي - ذكاء مَعرفي - وهُناك من لديه تميُّز موسيقي - ذكاء موسيقي - وهُناك من يتميّز رياضياً - ذكاء رياضي - وهكذا دواليك.
فهنا يقع على عاتق الأهل البحث عن الجانب الأكثر تميّزاً لدى الطّفل والتّركيز عليه وجعله سِمة يتميّز بها الطّفل عن غيره، بل وتُكسبه هويّة خاصة واستقلالية فهُنا دور الأهل مهم جداً وتدخّلهم مُهم جداً أيضاً.
المرحلة الثالثة: الطلبة من الصّف السابع وحتى الثّاني عشر:
وهُنا التّركيز على شخصية الابن، وخاصّة أنّه في هذه المرحلة يمُرّ الابن في مرحلة المراهقة، ويبدأ الطّلبة بالشعور باضطرابات نفسيّة وبالنّسبة للجانِب المعرفي يقتَصِر دَور الأهل - من وِجهة نظري -
بالمُتابعة فقط، لأنها مرحلة الاستقلاليّة الدراسيّة وأنصح الأهل بعدم التّدخُّل نهائيّاً في الدّراسة إلّا في حالات الضّعف الشديد، أو في حالات صعوبات التَّعلُّم.
وفي هذه المرحلة أيضاً يجب أن يُركّز الأهل على التَّربية الدّينيَّة والتَّركيز على الهويّة الشّخصيّة واستقلاليّتها، وأنصح بتكوين علاقات جيّدة مع الأبناء.
في المُحَصّلة يجب متابعة الأبناء في المراحِل جميعها، ولكن حسب المرحلة وشروطها، وفي الحالات كلها يجب مُتابعة الأبناء وزرع الثّقة بهم ودفعهم باتّجاه الاستقلاليّة واتّخاذ القرارات وعدم خَلق جيل من الاعتماديين.
التعليقات