د محمد أبو عمارة
من وجهة نظر أُخرى، فإنّني أرى أنّ سندريلا لم تكن ضحيّة الظّروف ولا ضحيّة زوجة أبيها وابنتيها القبيحَتين، لأن هناك مغالطات رُويت على لسان سندريلا، فسندريلا تدّعي طيلة الوقت الظّلم والاضطهاد، ومن زوجة أبيها التي كانت تستغلها أبشع استغلال في أعمال المنزل رغم صِغر عمرها، وأنها كانت تُحابي ابنتيها القبيحتين - حسب وصف سندريلا - على حسابها وأنها كانت تحرمها من الامتيازات كلها، وتعاملها كخادمة من غير أن تحترمها! وبالغت في وصف ثيابها المهترئة وقسوة زوجة أبيها وسمنتها وابنتيها.
وأيضاً في مقدار الغيرة التي كانت تشعر بها بناتها من سندريلا الجميلة جداً، بل الخارقة الجمال! ليس ذلك وحسب، بل وتتنمر عليهما في كل عباراتها.
وتأتي أكذوبة الساحرة - غير الشريرة - التي تصنع المستحيل من أجل أن تذهب سندريلا إلى حفلة الأمير التي دعا إليها كل الشعب! كل الشعب!
فتحوّل حبة القرع إلى عربة ملوكية والفئران إلى أحصنة قوية وجميلة والفستان المهترئ إلى فستان أميرة!!
وإعجاب الأمير غير الطبيعي بجمالها الأخاذ متناسية أن كل فتيات الشعب موجودات معها؟!
وختاماً هروبها قبل الساعة الثانية عشرة مسرعة وفقدانها لفردة حذائها الزجاجية.
وقصة أن مساعدي الأمير جابوا كل بيوت المدينة ليعثروا على الفتاة التي تناسبها فردة الحذاء، ويستمر البحث إلى تأتي فردة الحذاء فقط على قدم سندريلا التي تتزوج الأمير لاحقًا وتصبح أميرة!
ولكن مجموعة أسئلة تطرح نفسها!
لماذا رجعت العربة إلى حبّة قرع والأحصنة إلى فئران وملابسها الفاخرة إلى ملابس رثّة، بينما الحذاء الزجاجي بقي كما هو؟!
وهل كان الحذاء فعلاً هو حذاء سندريلا؟ فلو كان الحذاء مناسباً لها، فلِمَ وقع منها؟!
ثمّ لماذا لم تذكر سندريلا أباها بتاتاً ولا محل له من الإعراب؟!
لِمَ لَمْ تشتك له مثلاً؟! ولماذا لم ينصرها على زوجته السيئة من وجهة نظر سندريلا؟!
ثم أي قصر هذا الذي سيتسع لسكان المدينة جميعًا!
ثم لماذا أطالت سندريلا بوصف مدى قبح بنات زوجة أبيها، ووصفهم بالسمينات وأن السُّمنة تدل على القُبح لماذا كل هذا التّنمر؟!
ومن وجهة نظر أخرى لماذا لا تكن سندريلا هي المُفترية؟ وهي قاسية القلب؛ لأنّ بنات زوجة أبيها الحنونة يعانين أمراضاً صحيّة ونفسيّة جعلتهم قليلات الحركة وسمينات! وزوجة أبيها المسكينة التي تعمل طيلة الوقت لتتكفّل ببناتها المسكينات ووالد سندريلا وسندريلا؛ لأنّ والد سندريلا عاطل عن العمل، ويأخذ جميع نقودها كونه مدمناً على الكحول!
والأمير أصلاً أقام حفلاً عادياً، وكانت سندريلا متطفّلة، وحضرت الحفل وهي غير مدعوّة وقصة الحذاء لم تكن إلا من نسج خيالها؛ لأن نمرة الحذاء-سبعة وثلاثون- وهي تُوافق ثلث فتيات المدينة!!
لكل ما سبق هل فعلاً كانت سندريلا مظلومة؟!
لأن دوماً من يروي الحديث يؤدي دور المظلوم ودور البطولة فيه وأكبر دلالة على ذلك هو ما يقوم به الاحتلال الصهيوني الغاشم في وسائل إعلامه الآن من ادعاءات بأنّ أهل غزة قد قتلوا الأطفال الصهاينة واغتصبوا النساء.
مهملاً تشريد حوالي المليون مواطن وتدمير مدينة كاملة وقتل عشرات الآلاف من الشهداء! فهل سيأتي يوم بعد عدّة سنوات يقرأ الناس المشهد من وجهة نظر المُحتل؟! فهل ستكون إسرائيل هي الضّحية كما سندريلا؟! وسيكون أهل غزة هم المُجرمون؟!
ربما؟ بل ربما جدًا جزيلًا!!!
د محمد أبو عمارة
من وجهة نظر أُخرى، فإنّني أرى أنّ سندريلا لم تكن ضحيّة الظّروف ولا ضحيّة زوجة أبيها وابنتيها القبيحَتين، لأن هناك مغالطات رُويت على لسان سندريلا، فسندريلا تدّعي طيلة الوقت الظّلم والاضطهاد، ومن زوجة أبيها التي كانت تستغلها أبشع استغلال في أعمال المنزل رغم صِغر عمرها، وأنها كانت تُحابي ابنتيها القبيحتين - حسب وصف سندريلا - على حسابها وأنها كانت تحرمها من الامتيازات كلها، وتعاملها كخادمة من غير أن تحترمها! وبالغت في وصف ثيابها المهترئة وقسوة زوجة أبيها وسمنتها وابنتيها.
وأيضاً في مقدار الغيرة التي كانت تشعر بها بناتها من سندريلا الجميلة جداً، بل الخارقة الجمال! ليس ذلك وحسب، بل وتتنمر عليهما في كل عباراتها.
وتأتي أكذوبة الساحرة - غير الشريرة - التي تصنع المستحيل من أجل أن تذهب سندريلا إلى حفلة الأمير التي دعا إليها كل الشعب! كل الشعب!
فتحوّل حبة القرع إلى عربة ملوكية والفئران إلى أحصنة قوية وجميلة والفستان المهترئ إلى فستان أميرة!!
وإعجاب الأمير غير الطبيعي بجمالها الأخاذ متناسية أن كل فتيات الشعب موجودات معها؟!
وختاماً هروبها قبل الساعة الثانية عشرة مسرعة وفقدانها لفردة حذائها الزجاجية.
وقصة أن مساعدي الأمير جابوا كل بيوت المدينة ليعثروا على الفتاة التي تناسبها فردة الحذاء، ويستمر البحث إلى تأتي فردة الحذاء فقط على قدم سندريلا التي تتزوج الأمير لاحقًا وتصبح أميرة!
ولكن مجموعة أسئلة تطرح نفسها!
لماذا رجعت العربة إلى حبّة قرع والأحصنة إلى فئران وملابسها الفاخرة إلى ملابس رثّة، بينما الحذاء الزجاجي بقي كما هو؟!
وهل كان الحذاء فعلاً هو حذاء سندريلا؟ فلو كان الحذاء مناسباً لها، فلِمَ وقع منها؟!
ثمّ لماذا لم تذكر سندريلا أباها بتاتاً ولا محل له من الإعراب؟!
لِمَ لَمْ تشتك له مثلاً؟! ولماذا لم ينصرها على زوجته السيئة من وجهة نظر سندريلا؟!
ثم أي قصر هذا الذي سيتسع لسكان المدينة جميعًا!
ثم لماذا أطالت سندريلا بوصف مدى قبح بنات زوجة أبيها، ووصفهم بالسمينات وأن السُّمنة تدل على القُبح لماذا كل هذا التّنمر؟!
ومن وجهة نظر أخرى لماذا لا تكن سندريلا هي المُفترية؟ وهي قاسية القلب؛ لأنّ بنات زوجة أبيها الحنونة يعانين أمراضاً صحيّة ونفسيّة جعلتهم قليلات الحركة وسمينات! وزوجة أبيها المسكينة التي تعمل طيلة الوقت لتتكفّل ببناتها المسكينات ووالد سندريلا وسندريلا؛ لأنّ والد سندريلا عاطل عن العمل، ويأخذ جميع نقودها كونه مدمناً على الكحول!
والأمير أصلاً أقام حفلاً عادياً، وكانت سندريلا متطفّلة، وحضرت الحفل وهي غير مدعوّة وقصة الحذاء لم تكن إلا من نسج خيالها؛ لأن نمرة الحذاء-سبعة وثلاثون- وهي تُوافق ثلث فتيات المدينة!!
لكل ما سبق هل فعلاً كانت سندريلا مظلومة؟!
لأن دوماً من يروي الحديث يؤدي دور المظلوم ودور البطولة فيه وأكبر دلالة على ذلك هو ما يقوم به الاحتلال الصهيوني الغاشم في وسائل إعلامه الآن من ادعاءات بأنّ أهل غزة قد قتلوا الأطفال الصهاينة واغتصبوا النساء.
مهملاً تشريد حوالي المليون مواطن وتدمير مدينة كاملة وقتل عشرات الآلاف من الشهداء! فهل سيأتي يوم بعد عدّة سنوات يقرأ الناس المشهد من وجهة نظر المُحتل؟! فهل ستكون إسرائيل هي الضّحية كما سندريلا؟! وسيكون أهل غزة هم المُجرمون؟!
ربما؟ بل ربما جدًا جزيلًا!!!
د محمد أبو عمارة
من وجهة نظر أُخرى، فإنّني أرى أنّ سندريلا لم تكن ضحيّة الظّروف ولا ضحيّة زوجة أبيها وابنتيها القبيحَتين، لأن هناك مغالطات رُويت على لسان سندريلا، فسندريلا تدّعي طيلة الوقت الظّلم والاضطهاد، ومن زوجة أبيها التي كانت تستغلها أبشع استغلال في أعمال المنزل رغم صِغر عمرها، وأنها كانت تُحابي ابنتيها القبيحتين - حسب وصف سندريلا - على حسابها وأنها كانت تحرمها من الامتيازات كلها، وتعاملها كخادمة من غير أن تحترمها! وبالغت في وصف ثيابها المهترئة وقسوة زوجة أبيها وسمنتها وابنتيها.
وأيضاً في مقدار الغيرة التي كانت تشعر بها بناتها من سندريلا الجميلة جداً، بل الخارقة الجمال! ليس ذلك وحسب، بل وتتنمر عليهما في كل عباراتها.
وتأتي أكذوبة الساحرة - غير الشريرة - التي تصنع المستحيل من أجل أن تذهب سندريلا إلى حفلة الأمير التي دعا إليها كل الشعب! كل الشعب!
فتحوّل حبة القرع إلى عربة ملوكية والفئران إلى أحصنة قوية وجميلة والفستان المهترئ إلى فستان أميرة!!
وإعجاب الأمير غير الطبيعي بجمالها الأخاذ متناسية أن كل فتيات الشعب موجودات معها؟!
وختاماً هروبها قبل الساعة الثانية عشرة مسرعة وفقدانها لفردة حذائها الزجاجية.
وقصة أن مساعدي الأمير جابوا كل بيوت المدينة ليعثروا على الفتاة التي تناسبها فردة الحذاء، ويستمر البحث إلى تأتي فردة الحذاء فقط على قدم سندريلا التي تتزوج الأمير لاحقًا وتصبح أميرة!
ولكن مجموعة أسئلة تطرح نفسها!
لماذا رجعت العربة إلى حبّة قرع والأحصنة إلى فئران وملابسها الفاخرة إلى ملابس رثّة، بينما الحذاء الزجاجي بقي كما هو؟!
وهل كان الحذاء فعلاً هو حذاء سندريلا؟ فلو كان الحذاء مناسباً لها، فلِمَ وقع منها؟!
ثمّ لماذا لم تذكر سندريلا أباها بتاتاً ولا محل له من الإعراب؟!
لِمَ لَمْ تشتك له مثلاً؟! ولماذا لم ينصرها على زوجته السيئة من وجهة نظر سندريلا؟!
ثم أي قصر هذا الذي سيتسع لسكان المدينة جميعًا!
ثم لماذا أطالت سندريلا بوصف مدى قبح بنات زوجة أبيها، ووصفهم بالسمينات وأن السُّمنة تدل على القُبح لماذا كل هذا التّنمر؟!
ومن وجهة نظر أخرى لماذا لا تكن سندريلا هي المُفترية؟ وهي قاسية القلب؛ لأنّ بنات زوجة أبيها الحنونة يعانين أمراضاً صحيّة ونفسيّة جعلتهم قليلات الحركة وسمينات! وزوجة أبيها المسكينة التي تعمل طيلة الوقت لتتكفّل ببناتها المسكينات ووالد سندريلا وسندريلا؛ لأنّ والد سندريلا عاطل عن العمل، ويأخذ جميع نقودها كونه مدمناً على الكحول!
والأمير أصلاً أقام حفلاً عادياً، وكانت سندريلا متطفّلة، وحضرت الحفل وهي غير مدعوّة وقصة الحذاء لم تكن إلا من نسج خيالها؛ لأن نمرة الحذاء-سبعة وثلاثون- وهي تُوافق ثلث فتيات المدينة!!
لكل ما سبق هل فعلاً كانت سندريلا مظلومة؟!
لأن دوماً من يروي الحديث يؤدي دور المظلوم ودور البطولة فيه وأكبر دلالة على ذلك هو ما يقوم به الاحتلال الصهيوني الغاشم في وسائل إعلامه الآن من ادعاءات بأنّ أهل غزة قد قتلوا الأطفال الصهاينة واغتصبوا النساء.
مهملاً تشريد حوالي المليون مواطن وتدمير مدينة كاملة وقتل عشرات الآلاف من الشهداء! فهل سيأتي يوم بعد عدّة سنوات يقرأ الناس المشهد من وجهة نظر المُحتل؟! فهل ستكون إسرائيل هي الضّحية كما سندريلا؟! وسيكون أهل غزة هم المُجرمون؟!
ربما؟ بل ربما جدًا جزيلًا!!!
التعليقات