حسين الرواشدة
لماذا تحوّل الأردنيون من مجتمع البساطة والسماحة، و التراحم والرضا، إلى مجتمع القسوة والتشكيك، والغضب والرغبة بالانتقام، والسخط من كل شيء وعلى كل شيء؟
سأتجاوز ما حدث في الأشهر الأربعة المنصرفة من انعكاسات للحرب في غزة، باعتبارها نازلة طارئة، كشفت الواقع المتراكم، وأشير فقط إلى مسألتين تشكلان عمق الأزمة وامتداداتها، الأولى أن العلاقة بين الأردنيين والدولة، أقصد إدارات الدولة وقراراتها وسياساتها، تغيرت وتشوهت، يمكن فهم هذا التغيير أو تبريره في سياقات عديدة، لكن الاهم انه كان بمثابة الموجة التي هزّت الشخصية الأردنية، لا أتحدث، فقط، عن روابط الانتماء والثقة، والاعتمادية، والإحساس العام بـ»أُبوة» الدولة، هذه التي كانت تربط الأردنيين بدولتهم، وتعزز علاقاتهم فيما بينهم، وإنما، أيضا، عن بروز «خزانات» جديدة للمظلومية، و «بازارات» لتوزيع الغنائم، وهواجس مفهومة وغير مفهومة، على مستقبل البلد، عززتها انفجارات في العالم والاقليم، وخيبات تراجع في الأداء العام، للمؤسسات وطبقة كبار الموظفين، على حد سواء.
أما المسألة الثانية فتتعلق بما حدث داخل المجتمع، حيث برزت مجموعة من «الكتل» المؤثرة (لكي لا أقول النخب) أحكمت سيطرتها على مزاج الأردنيين وأفكارهم، هذه الكتل توزعت بين البزنس والسياسة، والأيديولوجيا والتفاهة، استخدمت وسائل التواصل بأنواعها، ومصادر التمويل الداخلي والخارجي، وتاجرت بمشاعر الناس وأحلامهم، هدفها الأساسي العبث بثقافة الأردنيين ووعيهم، وحرف تديّنهم، وتشويه وجدانهم، وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وحرف اهتمامهم ببلدهم، أخشى أن يكون هؤلاء قد وجدوا ما يلزم من داعمين أو متفرجين، وأنهم نجحوا في مهمتهم؛ مهمة صناعة مجتمع الفرجة والكراهية، الذي استغرق بما يصله رسائل مغشوشة، أصبحت، بفعل التراكمات، جزءا من شخصيته.
هذا التغيير الكبير الذي أصاب مجتمعنا، وتغلغل فيه، اختار له دوائر يدور فيها، امتدت بين استمراء الفشل، وترسيخ التخلف، والنظر من ثقب الأخطاء، وإنكار الإنجاز، ورفض الخروج من الأزمات بمصالحة الذات، وهو بالتأكيد لم يحدث صدفة أبدا، فوراءه فاعلون، معروفون ومجهولون، ولهم اهداف عنوانها «السيطرة« على عقول الأردنيين وقلوبهم، ثم تطويعهم «لقابليات» جديدة قادمة ( لا تسأل ما هي؟)، لا تتناسب مع تاريخهم وهويتهم وطبيعتهم، ولا مع مصالحهم وأمنهم واستقرارهم، ومن آسف أن الكثيرين منا وقعوا في «الفخ»، لدرجة أنهم أصبحوا جزءا من منظومة، عملت ولا تزال، لزعزعة ثقة الأردنيين بأنفسهم أولا، وبدولتهم ثانيا، وبعلاقاتهم مع بعضهم بعضا.
لابد أن يصحو الأردنيون من هذا الكابوس، متى؟ الآن، وبدون أي تأخير، كيف؟ لا أعرف بالضبط، المهم أن يفتحوا أعينهم وعقولهم على ما حدث في محيطنا أولا، وفي بلادنا أيضا، ثم أن يسألوا أنفسهم: ماذا نريد، وكيف يمكن أن ننهض ونتقدم في اطار الأردن ومن اجله؟ هل يمكن أن يحصل ذلك، ونحن مازلنا مصرين على البقاء في حالة « الحداد العام»، و توزيع الاتهامات وإنكار كل شيء، وتقمص قضايا الآخرين، دون أن نفعل أي شيء حقيقي لإصلاح الأخطاء التي ارتكبناها، او ارتكبها غيرنا بحقنا، ودون أن نعترف بما أنجزه بلدنا، تماما كما نصرخ لإدانة ما أخفق فيه؟
حسين الرواشدة
لماذا تحوّل الأردنيون من مجتمع البساطة والسماحة، و التراحم والرضا، إلى مجتمع القسوة والتشكيك، والغضب والرغبة بالانتقام، والسخط من كل شيء وعلى كل شيء؟
سأتجاوز ما حدث في الأشهر الأربعة المنصرفة من انعكاسات للحرب في غزة، باعتبارها نازلة طارئة، كشفت الواقع المتراكم، وأشير فقط إلى مسألتين تشكلان عمق الأزمة وامتداداتها، الأولى أن العلاقة بين الأردنيين والدولة، أقصد إدارات الدولة وقراراتها وسياساتها، تغيرت وتشوهت، يمكن فهم هذا التغيير أو تبريره في سياقات عديدة، لكن الاهم انه كان بمثابة الموجة التي هزّت الشخصية الأردنية، لا أتحدث، فقط، عن روابط الانتماء والثقة، والاعتمادية، والإحساس العام بـ»أُبوة» الدولة، هذه التي كانت تربط الأردنيين بدولتهم، وتعزز علاقاتهم فيما بينهم، وإنما، أيضا، عن بروز «خزانات» جديدة للمظلومية، و «بازارات» لتوزيع الغنائم، وهواجس مفهومة وغير مفهومة، على مستقبل البلد، عززتها انفجارات في العالم والاقليم، وخيبات تراجع في الأداء العام، للمؤسسات وطبقة كبار الموظفين، على حد سواء.
أما المسألة الثانية فتتعلق بما حدث داخل المجتمع، حيث برزت مجموعة من «الكتل» المؤثرة (لكي لا أقول النخب) أحكمت سيطرتها على مزاج الأردنيين وأفكارهم، هذه الكتل توزعت بين البزنس والسياسة، والأيديولوجيا والتفاهة، استخدمت وسائل التواصل بأنواعها، ومصادر التمويل الداخلي والخارجي، وتاجرت بمشاعر الناس وأحلامهم، هدفها الأساسي العبث بثقافة الأردنيين ووعيهم، وحرف تديّنهم، وتشويه وجدانهم، وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وحرف اهتمامهم ببلدهم، أخشى أن يكون هؤلاء قد وجدوا ما يلزم من داعمين أو متفرجين، وأنهم نجحوا في مهمتهم؛ مهمة صناعة مجتمع الفرجة والكراهية، الذي استغرق بما يصله رسائل مغشوشة، أصبحت، بفعل التراكمات، جزءا من شخصيته.
هذا التغيير الكبير الذي أصاب مجتمعنا، وتغلغل فيه، اختار له دوائر يدور فيها، امتدت بين استمراء الفشل، وترسيخ التخلف، والنظر من ثقب الأخطاء، وإنكار الإنجاز، ورفض الخروج من الأزمات بمصالحة الذات، وهو بالتأكيد لم يحدث صدفة أبدا، فوراءه فاعلون، معروفون ومجهولون، ولهم اهداف عنوانها «السيطرة« على عقول الأردنيين وقلوبهم، ثم تطويعهم «لقابليات» جديدة قادمة ( لا تسأل ما هي؟)، لا تتناسب مع تاريخهم وهويتهم وطبيعتهم، ولا مع مصالحهم وأمنهم واستقرارهم، ومن آسف أن الكثيرين منا وقعوا في «الفخ»، لدرجة أنهم أصبحوا جزءا من منظومة، عملت ولا تزال، لزعزعة ثقة الأردنيين بأنفسهم أولا، وبدولتهم ثانيا، وبعلاقاتهم مع بعضهم بعضا.
لابد أن يصحو الأردنيون من هذا الكابوس، متى؟ الآن، وبدون أي تأخير، كيف؟ لا أعرف بالضبط، المهم أن يفتحوا أعينهم وعقولهم على ما حدث في محيطنا أولا، وفي بلادنا أيضا، ثم أن يسألوا أنفسهم: ماذا نريد، وكيف يمكن أن ننهض ونتقدم في اطار الأردن ومن اجله؟ هل يمكن أن يحصل ذلك، ونحن مازلنا مصرين على البقاء في حالة « الحداد العام»، و توزيع الاتهامات وإنكار كل شيء، وتقمص قضايا الآخرين، دون أن نفعل أي شيء حقيقي لإصلاح الأخطاء التي ارتكبناها، او ارتكبها غيرنا بحقنا، ودون أن نعترف بما أنجزه بلدنا، تماما كما نصرخ لإدانة ما أخفق فيه؟
حسين الرواشدة
لماذا تحوّل الأردنيون من مجتمع البساطة والسماحة، و التراحم والرضا، إلى مجتمع القسوة والتشكيك، والغضب والرغبة بالانتقام، والسخط من كل شيء وعلى كل شيء؟
سأتجاوز ما حدث في الأشهر الأربعة المنصرفة من انعكاسات للحرب في غزة، باعتبارها نازلة طارئة، كشفت الواقع المتراكم، وأشير فقط إلى مسألتين تشكلان عمق الأزمة وامتداداتها، الأولى أن العلاقة بين الأردنيين والدولة، أقصد إدارات الدولة وقراراتها وسياساتها، تغيرت وتشوهت، يمكن فهم هذا التغيير أو تبريره في سياقات عديدة، لكن الاهم انه كان بمثابة الموجة التي هزّت الشخصية الأردنية، لا أتحدث، فقط، عن روابط الانتماء والثقة، والاعتمادية، والإحساس العام بـ»أُبوة» الدولة، هذه التي كانت تربط الأردنيين بدولتهم، وتعزز علاقاتهم فيما بينهم، وإنما، أيضا، عن بروز «خزانات» جديدة للمظلومية، و «بازارات» لتوزيع الغنائم، وهواجس مفهومة وغير مفهومة، على مستقبل البلد، عززتها انفجارات في العالم والاقليم، وخيبات تراجع في الأداء العام، للمؤسسات وطبقة كبار الموظفين، على حد سواء.
أما المسألة الثانية فتتعلق بما حدث داخل المجتمع، حيث برزت مجموعة من «الكتل» المؤثرة (لكي لا أقول النخب) أحكمت سيطرتها على مزاج الأردنيين وأفكارهم، هذه الكتل توزعت بين البزنس والسياسة، والأيديولوجيا والتفاهة، استخدمت وسائل التواصل بأنواعها، ومصادر التمويل الداخلي والخارجي، وتاجرت بمشاعر الناس وأحلامهم، هدفها الأساسي العبث بثقافة الأردنيين ووعيهم، وحرف تديّنهم، وتشويه وجدانهم، وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وحرف اهتمامهم ببلدهم، أخشى أن يكون هؤلاء قد وجدوا ما يلزم من داعمين أو متفرجين، وأنهم نجحوا في مهمتهم؛ مهمة صناعة مجتمع الفرجة والكراهية، الذي استغرق بما يصله رسائل مغشوشة، أصبحت، بفعل التراكمات، جزءا من شخصيته.
هذا التغيير الكبير الذي أصاب مجتمعنا، وتغلغل فيه، اختار له دوائر يدور فيها، امتدت بين استمراء الفشل، وترسيخ التخلف، والنظر من ثقب الأخطاء، وإنكار الإنجاز، ورفض الخروج من الأزمات بمصالحة الذات، وهو بالتأكيد لم يحدث صدفة أبدا، فوراءه فاعلون، معروفون ومجهولون، ولهم اهداف عنوانها «السيطرة« على عقول الأردنيين وقلوبهم، ثم تطويعهم «لقابليات» جديدة قادمة ( لا تسأل ما هي؟)، لا تتناسب مع تاريخهم وهويتهم وطبيعتهم، ولا مع مصالحهم وأمنهم واستقرارهم، ومن آسف أن الكثيرين منا وقعوا في «الفخ»، لدرجة أنهم أصبحوا جزءا من منظومة، عملت ولا تزال، لزعزعة ثقة الأردنيين بأنفسهم أولا، وبدولتهم ثانيا، وبعلاقاتهم مع بعضهم بعضا.
لابد أن يصحو الأردنيون من هذا الكابوس، متى؟ الآن، وبدون أي تأخير، كيف؟ لا أعرف بالضبط، المهم أن يفتحوا أعينهم وعقولهم على ما حدث في محيطنا أولا، وفي بلادنا أيضا، ثم أن يسألوا أنفسهم: ماذا نريد، وكيف يمكن أن ننهض ونتقدم في اطار الأردن ومن اجله؟ هل يمكن أن يحصل ذلك، ونحن مازلنا مصرين على البقاء في حالة « الحداد العام»، و توزيع الاتهامات وإنكار كل شيء، وتقمص قضايا الآخرين، دون أن نفعل أي شيء حقيقي لإصلاح الأخطاء التي ارتكبناها، او ارتكبها غيرنا بحقنا، ودون أن نعترف بما أنجزه بلدنا، تماما كما نصرخ لإدانة ما أخفق فيه؟
التعليقات