د. محمود العبابنة
حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها الكيان العنصري على الشعب الفلسطيني في غزة، أشغلت الإعلام الدولي وتوجهت معظم الأخبار والندوات والمناظرات التلفزيونية بين قله قليلة مؤيدة لإسرائيل، لا تملك أي حجة سوى ترديد معزوفة المحرقة، وسمفونية حق الدفاع عن النفس من جهة، وبين أغلبية كاسحة تندد بمجازر دولة الأبارتهايد (Apartheid) وتنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
من المشاركين بالمناظرات التلفزيونية التي أدارها إعلاميون مشاهير، كالبريطاني بيرس مورغان (Piers Morgan) الذي بدأ منحازاً ومتوقفا عند تاريخ السابع من أكتوبر.. ثم عاد ليتراجع ويمسك العصا من الوسط بعد مشاهدات للمجازر المروعة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي يفوق الخيال، وقد أبدع سفير دولة فلسطين حسام زملط بتعرية ادعاءات مورغان وإحراجه في أكثر من مسألة، ومما لفت انتباه المراقبين ذلك العدد الوفير من اليهود المؤيدين للقضية الفلسطينية، وهم بلا شك يهود شرفاء عبروا عن صحوة ضمير، ونطقوا بما لم ينطق به كثير من الشيوخ الذين انشغلوا بالدعاء على إيران وإسرائيل، وكذلك رجال الفكر العرب المستغرقون بالتنظير للقائد المؤمن والملهم.
المناظرات التلفزيونية التي ظهر فيها يهود انقسموا ما بين صهاينة يدافعون عن إسرائيل ويختبئون وراء شعارات توراتية صهيونية، وما بين يهود شرفاء تحدثوا بضميرهم عن عدالة القضية الفلسطينية، ووقفوا إلى جانب الحق والشرعية الدولية والعدالة الإنسانية، وقد أبدعوا في الدفاع عن الرواية الفلسطينية، وبعضهم من المتخصصين بهذا الشأن، ومن أبرزهم نورمان فينكلشتاين (Noman Finklestin)، وهو أستاذ جامعي اعتزل التدريس بجامعة نيويورك وتفرغ للكتابة والبحث، وقد استضافته برامج على عدد من القنوات التلفزيونية، منها برنامج بيرس مورغان (Piers Morgan)، ويسجل لنورمان إحاطته الشاملة بتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا ما عزز مرافعته الهادفة لإدانة دامغة لدولة الاحتلال بعد الاستعانة بالأدلة والتواريخ والمشاهدات عما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر تعبر عن فلسفة الفكر الصهيوني المتوحش تجاه أهل الأرض الفلسطينيين.
بعد نورمان، لا بد من ذكر الكاتب اليهودي الإسرائيلي ميكو بيليد (Miko Peled)، وهذا من مواليد القدس، وهو ابن لجنرال خدم بالجيش الإسرائيلي وعاش في بيئة صهيونية متنامية، إلا أن والده تحول إلى محاور مع أنصار منظمة التحرير الفلسطينية لبلورة مفهوم السلام، وأطلق عليه بعض الفلسطينيين «أبو سلام»، وقد استضيف على أكثر من محطة تلفزيونية ووضع كامل مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر وحرب غزة على كاهل دولة الاحتلال، ولخص أفكاره بقوله «لم لا نقول الحقيقة.. وهي أن تلك المآسي الشبيهة ببعضها بعضا تحدث لأننا نحتل دولة أخرى، والتصرف الصحيح للعيش بسلام مع زملائنا الفلسطينيين هو إنهاء الاحتلال».
اليهودي المبدع في الدفاع عن الرواية الفلسطينية هو أستاذ التاريخ في جامعة إكسيتر (Exeter) البريطانية إيلان بابيه (Ilan Pappé) من مواليد حيفا، الذي عمل بتدريس العلوم السياسية في جامعة حيفا قبل انتقاله إلى بريطانيا، وهو مؤلف كتاب (التطهير العرقي الفلسطيني) الصادر العام 2006 وقد ألف كتبا عديدة تمحورت حول إلقاء الضوء على المظلومية الفلسطينية، ومن كتبه «الشرق الأوسط الحديث عام 2005»، و «عشر خرافات عن إسرائيل عام 2017»، وقد كان عضواً بارزاً في الجبهة الديمقراطية للسلام، ويقول بابيه إن إسرائيل تتجه لأن تكون دولة ثيوقراطية (نموذج دولة يهودا) دولة أكثر تعصباً وتطرفاً، وإذا كنا نريد إنهاء معاناة الاحتلال والاستعمار، فيجب أن تكون هناك ضغوط من قوى المنطقة (على ما أعتقد أنه يقصد الدول العربية!!) وأوروبا والمجتمع الدولي، وقد نشر بابيه مقالا بعنوان «أصدقائي الإسرائيليين لهذا أنا أدعم فلسطين».
نعرض لهؤلاء اليهود الشرفاء بتفصيل موجز، وهناك غيرهم العديد ممن يقفون مع عدالة القضية الفلسطينة أمثال الفيلسوف والمؤرخ اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي (Noam Chomsky) الذي وصم إسرائيل بنظام الفصل العنصري، ومثله الصحفي الشجاع داخل إسرائيل جدعون ليفي ( Gideon Levy) الذي قال في إحدى مناظراته التلفزيونية «إنني أخجل بإسرائيليتي وأنا أشاهد الإبادة الجماعية لشعب غزة»، عبارة لم تصدر عن أي زعيم عربي باستثناء ما نطق به بشجاعة جلالة الملك الأردني والحوثي والرئيس التونسي قيس سعيد.
رأينا أن نسلط الضوء على هؤلاء اليهود الشرفاء ونشيد بمواقفهم الحقانية والعادلة، لنقول إن هناك تبدلا في الرأي العام اليهودي، وإنهم وصلوا إلى حقيقة مفادها بأن مشروعهم الاستعماري واحتلالهم غير المشروع لفلسطين وتهجير أهلها وإقامة دولة التمييز العنصري وإدامتها بالمصل الصناعي لن تدوم، وهذا ما رأيناه على نطاق واسع للمرة الأولى من خلال المظاهرات التي قام بها اليهود في نيوريوك ولندن وهم يحملون شعار «تحيا فلسطين.. فلسطين حرة»، «أوقفوا الإبادة الجماعية.. نتنياهو قاتل»، هذا كله يدعونا لأن نرشّد من شعاراتنا لتهدف لإدانة اليهود والغربيين الصهاينة فقط، وألا نعمم موقفنا على كل اليهود الذين من بينهم مئات المفكرين وأساتذة الجامعات وغيرهم من الفاعلين في مجتمعاتهم، والذين أنصفوا روايتنا ومظلوميتنا التي يعمل على إدانتها صهاينة إسرائيل وأميركا.
الغد
د. محمود العبابنة
حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها الكيان العنصري على الشعب الفلسطيني في غزة، أشغلت الإعلام الدولي وتوجهت معظم الأخبار والندوات والمناظرات التلفزيونية بين قله قليلة مؤيدة لإسرائيل، لا تملك أي حجة سوى ترديد معزوفة المحرقة، وسمفونية حق الدفاع عن النفس من جهة، وبين أغلبية كاسحة تندد بمجازر دولة الأبارتهايد (Apartheid) وتنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
من المشاركين بالمناظرات التلفزيونية التي أدارها إعلاميون مشاهير، كالبريطاني بيرس مورغان (Piers Morgan) الذي بدأ منحازاً ومتوقفا عند تاريخ السابع من أكتوبر.. ثم عاد ليتراجع ويمسك العصا من الوسط بعد مشاهدات للمجازر المروعة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي يفوق الخيال، وقد أبدع سفير دولة فلسطين حسام زملط بتعرية ادعاءات مورغان وإحراجه في أكثر من مسألة، ومما لفت انتباه المراقبين ذلك العدد الوفير من اليهود المؤيدين للقضية الفلسطينية، وهم بلا شك يهود شرفاء عبروا عن صحوة ضمير، ونطقوا بما لم ينطق به كثير من الشيوخ الذين انشغلوا بالدعاء على إيران وإسرائيل، وكذلك رجال الفكر العرب المستغرقون بالتنظير للقائد المؤمن والملهم.
المناظرات التلفزيونية التي ظهر فيها يهود انقسموا ما بين صهاينة يدافعون عن إسرائيل ويختبئون وراء شعارات توراتية صهيونية، وما بين يهود شرفاء تحدثوا بضميرهم عن عدالة القضية الفلسطينية، ووقفوا إلى جانب الحق والشرعية الدولية والعدالة الإنسانية، وقد أبدعوا في الدفاع عن الرواية الفلسطينية، وبعضهم من المتخصصين بهذا الشأن، ومن أبرزهم نورمان فينكلشتاين (Noman Finklestin)، وهو أستاذ جامعي اعتزل التدريس بجامعة نيويورك وتفرغ للكتابة والبحث، وقد استضافته برامج على عدد من القنوات التلفزيونية، منها برنامج بيرس مورغان (Piers Morgan)، ويسجل لنورمان إحاطته الشاملة بتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا ما عزز مرافعته الهادفة لإدانة دامغة لدولة الاحتلال بعد الاستعانة بالأدلة والتواريخ والمشاهدات عما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر تعبر عن فلسفة الفكر الصهيوني المتوحش تجاه أهل الأرض الفلسطينيين.
بعد نورمان، لا بد من ذكر الكاتب اليهودي الإسرائيلي ميكو بيليد (Miko Peled)، وهذا من مواليد القدس، وهو ابن لجنرال خدم بالجيش الإسرائيلي وعاش في بيئة صهيونية متنامية، إلا أن والده تحول إلى محاور مع أنصار منظمة التحرير الفلسطينية لبلورة مفهوم السلام، وأطلق عليه بعض الفلسطينيين «أبو سلام»، وقد استضيف على أكثر من محطة تلفزيونية ووضع كامل مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر وحرب غزة على كاهل دولة الاحتلال، ولخص أفكاره بقوله «لم لا نقول الحقيقة.. وهي أن تلك المآسي الشبيهة ببعضها بعضا تحدث لأننا نحتل دولة أخرى، والتصرف الصحيح للعيش بسلام مع زملائنا الفلسطينيين هو إنهاء الاحتلال».
اليهودي المبدع في الدفاع عن الرواية الفلسطينية هو أستاذ التاريخ في جامعة إكسيتر (Exeter) البريطانية إيلان بابيه (Ilan Pappé) من مواليد حيفا، الذي عمل بتدريس العلوم السياسية في جامعة حيفا قبل انتقاله إلى بريطانيا، وهو مؤلف كتاب (التطهير العرقي الفلسطيني) الصادر العام 2006 وقد ألف كتبا عديدة تمحورت حول إلقاء الضوء على المظلومية الفلسطينية، ومن كتبه «الشرق الأوسط الحديث عام 2005»، و «عشر خرافات عن إسرائيل عام 2017»، وقد كان عضواً بارزاً في الجبهة الديمقراطية للسلام، ويقول بابيه إن إسرائيل تتجه لأن تكون دولة ثيوقراطية (نموذج دولة يهودا) دولة أكثر تعصباً وتطرفاً، وإذا كنا نريد إنهاء معاناة الاحتلال والاستعمار، فيجب أن تكون هناك ضغوط من قوى المنطقة (على ما أعتقد أنه يقصد الدول العربية!!) وأوروبا والمجتمع الدولي، وقد نشر بابيه مقالا بعنوان «أصدقائي الإسرائيليين لهذا أنا أدعم فلسطين».
نعرض لهؤلاء اليهود الشرفاء بتفصيل موجز، وهناك غيرهم العديد ممن يقفون مع عدالة القضية الفلسطينة أمثال الفيلسوف والمؤرخ اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي (Noam Chomsky) الذي وصم إسرائيل بنظام الفصل العنصري، ومثله الصحفي الشجاع داخل إسرائيل جدعون ليفي ( Gideon Levy) الذي قال في إحدى مناظراته التلفزيونية «إنني أخجل بإسرائيليتي وأنا أشاهد الإبادة الجماعية لشعب غزة»، عبارة لم تصدر عن أي زعيم عربي باستثناء ما نطق به بشجاعة جلالة الملك الأردني والحوثي والرئيس التونسي قيس سعيد.
رأينا أن نسلط الضوء على هؤلاء اليهود الشرفاء ونشيد بمواقفهم الحقانية والعادلة، لنقول إن هناك تبدلا في الرأي العام اليهودي، وإنهم وصلوا إلى حقيقة مفادها بأن مشروعهم الاستعماري واحتلالهم غير المشروع لفلسطين وتهجير أهلها وإقامة دولة التمييز العنصري وإدامتها بالمصل الصناعي لن تدوم، وهذا ما رأيناه على نطاق واسع للمرة الأولى من خلال المظاهرات التي قام بها اليهود في نيوريوك ولندن وهم يحملون شعار «تحيا فلسطين.. فلسطين حرة»، «أوقفوا الإبادة الجماعية.. نتنياهو قاتل»، هذا كله يدعونا لأن نرشّد من شعاراتنا لتهدف لإدانة اليهود والغربيين الصهاينة فقط، وألا نعمم موقفنا على كل اليهود الذين من بينهم مئات المفكرين وأساتذة الجامعات وغيرهم من الفاعلين في مجتمعاتهم، والذين أنصفوا روايتنا ومظلوميتنا التي يعمل على إدانتها صهاينة إسرائيل وأميركا.
الغد
د. محمود العبابنة
حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها الكيان العنصري على الشعب الفلسطيني في غزة، أشغلت الإعلام الدولي وتوجهت معظم الأخبار والندوات والمناظرات التلفزيونية بين قله قليلة مؤيدة لإسرائيل، لا تملك أي حجة سوى ترديد معزوفة المحرقة، وسمفونية حق الدفاع عن النفس من جهة، وبين أغلبية كاسحة تندد بمجازر دولة الأبارتهايد (Apartheid) وتنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
من المشاركين بالمناظرات التلفزيونية التي أدارها إعلاميون مشاهير، كالبريطاني بيرس مورغان (Piers Morgan) الذي بدأ منحازاً ومتوقفا عند تاريخ السابع من أكتوبر.. ثم عاد ليتراجع ويمسك العصا من الوسط بعد مشاهدات للمجازر المروعة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي يفوق الخيال، وقد أبدع سفير دولة فلسطين حسام زملط بتعرية ادعاءات مورغان وإحراجه في أكثر من مسألة، ومما لفت انتباه المراقبين ذلك العدد الوفير من اليهود المؤيدين للقضية الفلسطينية، وهم بلا شك يهود شرفاء عبروا عن صحوة ضمير، ونطقوا بما لم ينطق به كثير من الشيوخ الذين انشغلوا بالدعاء على إيران وإسرائيل، وكذلك رجال الفكر العرب المستغرقون بالتنظير للقائد المؤمن والملهم.
المناظرات التلفزيونية التي ظهر فيها يهود انقسموا ما بين صهاينة يدافعون عن إسرائيل ويختبئون وراء شعارات توراتية صهيونية، وما بين يهود شرفاء تحدثوا بضميرهم عن عدالة القضية الفلسطينية، ووقفوا إلى جانب الحق والشرعية الدولية والعدالة الإنسانية، وقد أبدعوا في الدفاع عن الرواية الفلسطينية، وبعضهم من المتخصصين بهذا الشأن، ومن أبرزهم نورمان فينكلشتاين (Noman Finklestin)، وهو أستاذ جامعي اعتزل التدريس بجامعة نيويورك وتفرغ للكتابة والبحث، وقد استضافته برامج على عدد من القنوات التلفزيونية، منها برنامج بيرس مورغان (Piers Morgan)، ويسجل لنورمان إحاطته الشاملة بتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا ما عزز مرافعته الهادفة لإدانة دامغة لدولة الاحتلال بعد الاستعانة بالأدلة والتواريخ والمشاهدات عما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر تعبر عن فلسفة الفكر الصهيوني المتوحش تجاه أهل الأرض الفلسطينيين.
بعد نورمان، لا بد من ذكر الكاتب اليهودي الإسرائيلي ميكو بيليد (Miko Peled)، وهذا من مواليد القدس، وهو ابن لجنرال خدم بالجيش الإسرائيلي وعاش في بيئة صهيونية متنامية، إلا أن والده تحول إلى محاور مع أنصار منظمة التحرير الفلسطينية لبلورة مفهوم السلام، وأطلق عليه بعض الفلسطينيين «أبو سلام»، وقد استضيف على أكثر من محطة تلفزيونية ووضع كامل مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر وحرب غزة على كاهل دولة الاحتلال، ولخص أفكاره بقوله «لم لا نقول الحقيقة.. وهي أن تلك المآسي الشبيهة ببعضها بعضا تحدث لأننا نحتل دولة أخرى، والتصرف الصحيح للعيش بسلام مع زملائنا الفلسطينيين هو إنهاء الاحتلال».
اليهودي المبدع في الدفاع عن الرواية الفلسطينية هو أستاذ التاريخ في جامعة إكسيتر (Exeter) البريطانية إيلان بابيه (Ilan Pappé) من مواليد حيفا، الذي عمل بتدريس العلوم السياسية في جامعة حيفا قبل انتقاله إلى بريطانيا، وهو مؤلف كتاب (التطهير العرقي الفلسطيني) الصادر العام 2006 وقد ألف كتبا عديدة تمحورت حول إلقاء الضوء على المظلومية الفلسطينية، ومن كتبه «الشرق الأوسط الحديث عام 2005»، و «عشر خرافات عن إسرائيل عام 2017»، وقد كان عضواً بارزاً في الجبهة الديمقراطية للسلام، ويقول بابيه إن إسرائيل تتجه لأن تكون دولة ثيوقراطية (نموذج دولة يهودا) دولة أكثر تعصباً وتطرفاً، وإذا كنا نريد إنهاء معاناة الاحتلال والاستعمار، فيجب أن تكون هناك ضغوط من قوى المنطقة (على ما أعتقد أنه يقصد الدول العربية!!) وأوروبا والمجتمع الدولي، وقد نشر بابيه مقالا بعنوان «أصدقائي الإسرائيليين لهذا أنا أدعم فلسطين».
نعرض لهؤلاء اليهود الشرفاء بتفصيل موجز، وهناك غيرهم العديد ممن يقفون مع عدالة القضية الفلسطينة أمثال الفيلسوف والمؤرخ اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي (Noam Chomsky) الذي وصم إسرائيل بنظام الفصل العنصري، ومثله الصحفي الشجاع داخل إسرائيل جدعون ليفي ( Gideon Levy) الذي قال في إحدى مناظراته التلفزيونية «إنني أخجل بإسرائيليتي وأنا أشاهد الإبادة الجماعية لشعب غزة»، عبارة لم تصدر عن أي زعيم عربي باستثناء ما نطق به بشجاعة جلالة الملك الأردني والحوثي والرئيس التونسي قيس سعيد.
رأينا أن نسلط الضوء على هؤلاء اليهود الشرفاء ونشيد بمواقفهم الحقانية والعادلة، لنقول إن هناك تبدلا في الرأي العام اليهودي، وإنهم وصلوا إلى حقيقة مفادها بأن مشروعهم الاستعماري واحتلالهم غير المشروع لفلسطين وتهجير أهلها وإقامة دولة التمييز العنصري وإدامتها بالمصل الصناعي لن تدوم، وهذا ما رأيناه على نطاق واسع للمرة الأولى من خلال المظاهرات التي قام بها اليهود في نيوريوك ولندن وهم يحملون شعار «تحيا فلسطين.. فلسطين حرة»، «أوقفوا الإبادة الجماعية.. نتنياهو قاتل»، هذا كله يدعونا لأن نرشّد من شعاراتنا لتهدف لإدانة اليهود والغربيين الصهاينة فقط، وألا نعمم موقفنا على كل اليهود الذين من بينهم مئات المفكرين وأساتذة الجامعات وغيرهم من الفاعلين في مجتمعاتهم، والذين أنصفوا روايتنا ومظلوميتنا التي يعمل على إدانتها صهاينة إسرائيل وأميركا.
الغد
التعليقات