سميح المعايطة
الجميع يطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب قوات الاحتلال، فهل من المتوقع أن نسمع فجأة أن إسرائيل قررت وقف الحرب والانسحاب من غزة ؟ .
قصة نهاية العدوان ووقف إطلاق النار أصعب بكثير مما نعتقد، فإذا كانت صفقة تبادل أسرى وهدنة إنسانية تستغرق أسابيع من المفاوضات فإن إنهاء الحرب قضية أكثر تعقيدا وتحتاج إلى عمل ومعطيات من نوع آخر.
الوضع العسكري في الميدان ليس كما نسمعه من تحليلات الفضائيات والأخبار، فما نسمعه تختلط فيه الحرب النفسية على التوجيه المعنوي على مداعبة مشاعر الناس.
حماس وكيان الاحتلال ودول أخرى هي وحدها التي تعلم حقيقة الوضع العسكري وماذا خسر كل طرف، وماذا أنجز، وكم هي قدرته على الصمود الحقيقي، مع الفرق أننا نتحدث عن تنظيم هو حماس وجيش نظامي مدعوم في جانب الاحتلال، ولهذا فإن الوضع الميداني على الأرض ليس تماما ما تقوله تحليلات الفضائيات فكل وسيلة إعلام عربية أو غير عربية لديها من يوجهها، ولكم أن تلاحظوا في كل الإعلام غياب الحديث عن خسائر طرف وتعظيم خسائر الطرف الآخر.
أما البعد المؤثر فهو وضع الناس في غزة ومعاناتهم التي تجاوزت الحدود والموت والجوع وتشرد أكثر من مليون ونصف من أهل غزة بلا مأوى وتنقلهم من مكان إلى آخر حسب خريطة القصف الإسرائيلي الذي يطاردهم في كل مكان، وفرق في المعادلة ان كان هذا الوضع مؤثرا في حسابات حماس في الخطوة الأخيرة ام لا، وأي إجابة ستترك أثرا على معطيات إنهاء العدوان.
إسرائيل أعلنت مؤخرا انها ستذهب للمرحلة الثالثة من الحرب التي سيتم فيها انشاء منطقة عازلة ووقف العمليات البرية والاكتفاء بالقصف الجوي، ونتحدث عن منطقة عازلة تقول التسريبات انها بعمق 2 كم، أي أن هناك مساحات كبيرة من غزة لن يعود لها أهلها.
وهذا الحديث الإسرائيلي قد يعني أن إسرائيل لن تحتاج إلى أي اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب لانها ستذهب إلى منطقة عازلة وتسحب قواتها البرية لكي يستمر قصف الطيران، لكن الحاجة إلى اتفاق ضرورة لوقف القصف الجوي والاهم من أجل إعادة إعمار غزة الذي لن تتوفر له المليارات دون شروط سياسية، وستكون غزة بحاجة إلى صيغة لإدارتها.
وقف الحرب لن يتم على مرحلة واحدة، وإسرائيل معنية باستمرار عمليات القصف والاغتيالات وإبقاء النازحين وهم أغلبية أهل غزة في وضع قلق ودون توفير متطلبات الحياة لان هذا سيكون لانهائه ثمن سياسي مطلوب أن تدفعه حماس.
حماس تضغط لانهاء الحرب لكن الأمر ليس سهلا، لان حماس تعلم جيدا وضع أهل غزة وتعلم حقيقة الوضع الميداني والورقة التي تملكها هي الأسرى وهي ورقة تضعف قيمتها إذا رفضت إسرائيل إتمام التبادل مقابل وقف الحرب.
حماس الخارج تتحرك خلال الأسابيع الماضية لإنجاز أرضية سياسية لوقف الحرب لكن الأمر ليس سهلا، لأن قيادة الجناح العسكري لديهم حسابات وأولويات أخرى، كما أن القوى المؤثرة ليسوا معنيين بإنتاج حالة تبقى فيها حماس قوية سياسيا بما في ذلك السلطة الفلسطينية.
وكما هو الحال منذ بداية العدوان فإن قرار وقف الحرب ما يزال بيد الاحتلال وأميركا، وعندما تنضج الرؤية لشكل غزة بعد الحرب وتتوفر معطيات الواقع الجديد سنرى الجميع يتحدثون لانهاء الحرب، لكن شروط وقف العدوان ستحددها عوامل عديدة متوفرة بأيدي قوى الصراع لكن بأوزان مختلفة ووفق ما لا يتم إعلانه حتى الآن.
في الأخبار أحاديث عن مبادرة مصرية لانهاء الحرب، وتسريبات عن مقترح بإخراج قادة حماس من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن، وهنالك أفكار أخرى، لكن ما هو مؤكد أن أهل غزة ما زالوا على موعد مع أسابيع من الموت وأيام جديدة من النكبة أن أهل السياسة فليسوا في عجلة من أمرهم.
'الغد'
سميح المعايطة
الجميع يطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب قوات الاحتلال، فهل من المتوقع أن نسمع فجأة أن إسرائيل قررت وقف الحرب والانسحاب من غزة ؟ .
قصة نهاية العدوان ووقف إطلاق النار أصعب بكثير مما نعتقد، فإذا كانت صفقة تبادل أسرى وهدنة إنسانية تستغرق أسابيع من المفاوضات فإن إنهاء الحرب قضية أكثر تعقيدا وتحتاج إلى عمل ومعطيات من نوع آخر.
الوضع العسكري في الميدان ليس كما نسمعه من تحليلات الفضائيات والأخبار، فما نسمعه تختلط فيه الحرب النفسية على التوجيه المعنوي على مداعبة مشاعر الناس.
حماس وكيان الاحتلال ودول أخرى هي وحدها التي تعلم حقيقة الوضع العسكري وماذا خسر كل طرف، وماذا أنجز، وكم هي قدرته على الصمود الحقيقي، مع الفرق أننا نتحدث عن تنظيم هو حماس وجيش نظامي مدعوم في جانب الاحتلال، ولهذا فإن الوضع الميداني على الأرض ليس تماما ما تقوله تحليلات الفضائيات فكل وسيلة إعلام عربية أو غير عربية لديها من يوجهها، ولكم أن تلاحظوا في كل الإعلام غياب الحديث عن خسائر طرف وتعظيم خسائر الطرف الآخر.
أما البعد المؤثر فهو وضع الناس في غزة ومعاناتهم التي تجاوزت الحدود والموت والجوع وتشرد أكثر من مليون ونصف من أهل غزة بلا مأوى وتنقلهم من مكان إلى آخر حسب خريطة القصف الإسرائيلي الذي يطاردهم في كل مكان، وفرق في المعادلة ان كان هذا الوضع مؤثرا في حسابات حماس في الخطوة الأخيرة ام لا، وأي إجابة ستترك أثرا على معطيات إنهاء العدوان.
إسرائيل أعلنت مؤخرا انها ستذهب للمرحلة الثالثة من الحرب التي سيتم فيها انشاء منطقة عازلة ووقف العمليات البرية والاكتفاء بالقصف الجوي، ونتحدث عن منطقة عازلة تقول التسريبات انها بعمق 2 كم، أي أن هناك مساحات كبيرة من غزة لن يعود لها أهلها.
وهذا الحديث الإسرائيلي قد يعني أن إسرائيل لن تحتاج إلى أي اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب لانها ستذهب إلى منطقة عازلة وتسحب قواتها البرية لكي يستمر قصف الطيران، لكن الحاجة إلى اتفاق ضرورة لوقف القصف الجوي والاهم من أجل إعادة إعمار غزة الذي لن تتوفر له المليارات دون شروط سياسية، وستكون غزة بحاجة إلى صيغة لإدارتها.
وقف الحرب لن يتم على مرحلة واحدة، وإسرائيل معنية باستمرار عمليات القصف والاغتيالات وإبقاء النازحين وهم أغلبية أهل غزة في وضع قلق ودون توفير متطلبات الحياة لان هذا سيكون لانهائه ثمن سياسي مطلوب أن تدفعه حماس.
حماس تضغط لانهاء الحرب لكن الأمر ليس سهلا، لان حماس تعلم جيدا وضع أهل غزة وتعلم حقيقة الوضع الميداني والورقة التي تملكها هي الأسرى وهي ورقة تضعف قيمتها إذا رفضت إسرائيل إتمام التبادل مقابل وقف الحرب.
حماس الخارج تتحرك خلال الأسابيع الماضية لإنجاز أرضية سياسية لوقف الحرب لكن الأمر ليس سهلا، لأن قيادة الجناح العسكري لديهم حسابات وأولويات أخرى، كما أن القوى المؤثرة ليسوا معنيين بإنتاج حالة تبقى فيها حماس قوية سياسيا بما في ذلك السلطة الفلسطينية.
وكما هو الحال منذ بداية العدوان فإن قرار وقف الحرب ما يزال بيد الاحتلال وأميركا، وعندما تنضج الرؤية لشكل غزة بعد الحرب وتتوفر معطيات الواقع الجديد سنرى الجميع يتحدثون لانهاء الحرب، لكن شروط وقف العدوان ستحددها عوامل عديدة متوفرة بأيدي قوى الصراع لكن بأوزان مختلفة ووفق ما لا يتم إعلانه حتى الآن.
في الأخبار أحاديث عن مبادرة مصرية لانهاء الحرب، وتسريبات عن مقترح بإخراج قادة حماس من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن، وهنالك أفكار أخرى، لكن ما هو مؤكد أن أهل غزة ما زالوا على موعد مع أسابيع من الموت وأيام جديدة من النكبة أن أهل السياسة فليسوا في عجلة من أمرهم.
'الغد'
سميح المعايطة
الجميع يطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب قوات الاحتلال، فهل من المتوقع أن نسمع فجأة أن إسرائيل قررت وقف الحرب والانسحاب من غزة ؟ .
قصة نهاية العدوان ووقف إطلاق النار أصعب بكثير مما نعتقد، فإذا كانت صفقة تبادل أسرى وهدنة إنسانية تستغرق أسابيع من المفاوضات فإن إنهاء الحرب قضية أكثر تعقيدا وتحتاج إلى عمل ومعطيات من نوع آخر.
الوضع العسكري في الميدان ليس كما نسمعه من تحليلات الفضائيات والأخبار، فما نسمعه تختلط فيه الحرب النفسية على التوجيه المعنوي على مداعبة مشاعر الناس.
حماس وكيان الاحتلال ودول أخرى هي وحدها التي تعلم حقيقة الوضع العسكري وماذا خسر كل طرف، وماذا أنجز، وكم هي قدرته على الصمود الحقيقي، مع الفرق أننا نتحدث عن تنظيم هو حماس وجيش نظامي مدعوم في جانب الاحتلال، ولهذا فإن الوضع الميداني على الأرض ليس تماما ما تقوله تحليلات الفضائيات فكل وسيلة إعلام عربية أو غير عربية لديها من يوجهها، ولكم أن تلاحظوا في كل الإعلام غياب الحديث عن خسائر طرف وتعظيم خسائر الطرف الآخر.
أما البعد المؤثر فهو وضع الناس في غزة ومعاناتهم التي تجاوزت الحدود والموت والجوع وتشرد أكثر من مليون ونصف من أهل غزة بلا مأوى وتنقلهم من مكان إلى آخر حسب خريطة القصف الإسرائيلي الذي يطاردهم في كل مكان، وفرق في المعادلة ان كان هذا الوضع مؤثرا في حسابات حماس في الخطوة الأخيرة ام لا، وأي إجابة ستترك أثرا على معطيات إنهاء العدوان.
إسرائيل أعلنت مؤخرا انها ستذهب للمرحلة الثالثة من الحرب التي سيتم فيها انشاء منطقة عازلة ووقف العمليات البرية والاكتفاء بالقصف الجوي، ونتحدث عن منطقة عازلة تقول التسريبات انها بعمق 2 كم، أي أن هناك مساحات كبيرة من غزة لن يعود لها أهلها.
وهذا الحديث الإسرائيلي قد يعني أن إسرائيل لن تحتاج إلى أي اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب لانها ستذهب إلى منطقة عازلة وتسحب قواتها البرية لكي يستمر قصف الطيران، لكن الحاجة إلى اتفاق ضرورة لوقف القصف الجوي والاهم من أجل إعادة إعمار غزة الذي لن تتوفر له المليارات دون شروط سياسية، وستكون غزة بحاجة إلى صيغة لإدارتها.
وقف الحرب لن يتم على مرحلة واحدة، وإسرائيل معنية باستمرار عمليات القصف والاغتيالات وإبقاء النازحين وهم أغلبية أهل غزة في وضع قلق ودون توفير متطلبات الحياة لان هذا سيكون لانهائه ثمن سياسي مطلوب أن تدفعه حماس.
حماس تضغط لانهاء الحرب لكن الأمر ليس سهلا، لان حماس تعلم جيدا وضع أهل غزة وتعلم حقيقة الوضع الميداني والورقة التي تملكها هي الأسرى وهي ورقة تضعف قيمتها إذا رفضت إسرائيل إتمام التبادل مقابل وقف الحرب.
حماس الخارج تتحرك خلال الأسابيع الماضية لإنجاز أرضية سياسية لوقف الحرب لكن الأمر ليس سهلا، لأن قيادة الجناح العسكري لديهم حسابات وأولويات أخرى، كما أن القوى المؤثرة ليسوا معنيين بإنتاج حالة تبقى فيها حماس قوية سياسيا بما في ذلك السلطة الفلسطينية.
وكما هو الحال منذ بداية العدوان فإن قرار وقف الحرب ما يزال بيد الاحتلال وأميركا، وعندما تنضج الرؤية لشكل غزة بعد الحرب وتتوفر معطيات الواقع الجديد سنرى الجميع يتحدثون لانهاء الحرب، لكن شروط وقف العدوان ستحددها عوامل عديدة متوفرة بأيدي قوى الصراع لكن بأوزان مختلفة ووفق ما لا يتم إعلانه حتى الآن.
في الأخبار أحاديث عن مبادرة مصرية لانهاء الحرب، وتسريبات عن مقترح بإخراج قادة حماس من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن، وهنالك أفكار أخرى، لكن ما هو مؤكد أن أهل غزة ما زالوا على موعد مع أسابيع من الموت وأيام جديدة من النكبة أن أهل السياسة فليسوا في عجلة من أمرهم.
'الغد'
التعليقات