الكاتب البريطاني المعروف 'ديفيد هيرست' ومقال لافت في 'MEE'
ومنه نقتبس هذه الفقرات:
إن تأثير تلك الصور (المنقولة من قطاع غزة) كارثي تماما، ليس فقط بالنسبة لهذه الحكومة أو أي حكومة إسرائيلية تتشكّل في المستقبل، بل أيضا بالنسبة لأي عدد من اليهود قد يقرّرون البقاء في هذه الأرض بعد أن ينتهي هذا الصراع أخيرا.
لا ريب في أن تدمير غزة يرسي القواعد لخمسين سنة أخرى من الحرب. فلن تنسى أجيال متعاقبة من الفلسطينيين، ومن العرب والمسلمين، أبدا الوحشية التي تقطع بها إسرائيل اليوم أوصال القطاع.
يرتكب الإسرائيليون الآن نفس الخطأ الذي ارتكبه الفرنسيون من قبل في الجزائر عندما قتلوا ما بين نصف مليون إلى مليون ونصف المليون جزائري، أي ما نسبته 5 إلى 15 بالمائة من إجمالي تعداد السكان حينذاك، ما بين عام 1954 وعام 1962، ظنا منهم أنهم بذلك سوف يضمنون كسب الحرب، إلا أنهم اضطروا في نهاية الحرب إلى المغادرة ومنح الجزائر استقلالها.
إذا كان نتنياهو قد تبجّح يوم السادس من أكتوبر بأن انتصار الصهاينة بات وشيكا، فراح يلوّح بخارطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مُسحت فلسطين منها تماما، ما من شك في أن تفاخره ذاك يبدو اليوم في غير محله. وإذا كان توقيع السعودية على صفقة الاعتراف بإسرائيل قد اعتبر حينها أمرا واقعا لا محالة، فها هي اتفاقيات أبراهام تتلاشى اليوم، إذ تذوب في مرجل الحمم الذي توقد إسرائيل تحته في غزة.
من أهم سمات اتفاقيات أبراهام، والتي صاغها السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دافيد إم فريدمان بالتعاون مع جاريد كوشنر، هو تحويل حق الفلسطينيين في النقض إلى شيء لا قيمة له. ولكن ها قد عاد من جديد الآن. وحتى لو وقعت بلدان أخرى، فذلك هو الذي لم يعد له قيمة، إذ غدا القتال الحقيقي هو ذلك الذي تدور رحاه بين الفلسطينيين وإسرائيل.
عندما توجه موقع 'ميدل إيست آي' إلى عدد من كبار المحللين والدبلوماسيين السابقين في إسرائيل بسؤال حول خطط إسرائيل 'لليوم التالي' بعد انتهاء الحرب، كان بينهم إجماع في الإجابة، حيث قالوا إنه لا وجود لأي خطط.
قد تنخفض وتيرة الحرب بضغط من الولايات المتحدة وتستمر على شكل صراع يتمثل في ضربات يوجهها الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس، وإلى حرب عصابات ممتدة يشارك فيها مقاتلون يمارسون نشاطاتهم انطلاقا من وحدات صغيرة، لكن ذلك لا يتضمن فقط استيلاء إسرائيل على معبر رفح وإغلاق الأنفاق تماما لمنع حماس من التزوّد بالسلاح عبر الحدود، بل يعني قيام إسرائيل بتوفير الإدارة المدنية لشمال غزة، والتي قامت هي نفسها بتدميره تماما.
لقد أثبتت هذه الحرب أنها بالنسبة لإسرائيل حسبة خاطئة بشكل مذهل. فبالإضافة إلى أنها كارثة أخلاقية، فإنها كارثة عسكرية كذلك. إذ أنها أكسبت المقاومة شعبية ووضعا في العالم العربي لم يُعهد مثله منذ عقود طويلة.
يمكن لهذه الحرب أن تفضي إلى حالة مستمرة من الصراع، الأمر الذي سوف يحرم إسرائيل من الزعم بأنها غدت دولة طبيعية على النمط الغربي.
'ميتوت حماس' (انهيار حماس) شعار باللغة العبرية، وهو الغاية التي حددتها لنفسها وزارة الحرب الإسرائيلية. بعد شهرين من هذا التدمير، بإمكانهم أن يعيدوا النظر في هذا الشعار بحيث يصبح 'ميتوت إسرائيل'، لأن هذا هو الأثر الذي قد تفضي إليه هذه الحرب.
الكاتب البريطاني المعروف 'ديفيد هيرست' ومقال لافت في 'MEE'
ومنه نقتبس هذه الفقرات:
إن تأثير تلك الصور (المنقولة من قطاع غزة) كارثي تماما، ليس فقط بالنسبة لهذه الحكومة أو أي حكومة إسرائيلية تتشكّل في المستقبل، بل أيضا بالنسبة لأي عدد من اليهود قد يقرّرون البقاء في هذه الأرض بعد أن ينتهي هذا الصراع أخيرا.
لا ريب في أن تدمير غزة يرسي القواعد لخمسين سنة أخرى من الحرب. فلن تنسى أجيال متعاقبة من الفلسطينيين، ومن العرب والمسلمين، أبدا الوحشية التي تقطع بها إسرائيل اليوم أوصال القطاع.
يرتكب الإسرائيليون الآن نفس الخطأ الذي ارتكبه الفرنسيون من قبل في الجزائر عندما قتلوا ما بين نصف مليون إلى مليون ونصف المليون جزائري، أي ما نسبته 5 إلى 15 بالمائة من إجمالي تعداد السكان حينذاك، ما بين عام 1954 وعام 1962، ظنا منهم أنهم بذلك سوف يضمنون كسب الحرب، إلا أنهم اضطروا في نهاية الحرب إلى المغادرة ومنح الجزائر استقلالها.
إذا كان نتنياهو قد تبجّح يوم السادس من أكتوبر بأن انتصار الصهاينة بات وشيكا، فراح يلوّح بخارطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مُسحت فلسطين منها تماما، ما من شك في أن تفاخره ذاك يبدو اليوم في غير محله. وإذا كان توقيع السعودية على صفقة الاعتراف بإسرائيل قد اعتبر حينها أمرا واقعا لا محالة، فها هي اتفاقيات أبراهام تتلاشى اليوم، إذ تذوب في مرجل الحمم الذي توقد إسرائيل تحته في غزة.
من أهم سمات اتفاقيات أبراهام، والتي صاغها السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دافيد إم فريدمان بالتعاون مع جاريد كوشنر، هو تحويل حق الفلسطينيين في النقض إلى شيء لا قيمة له. ولكن ها قد عاد من جديد الآن. وحتى لو وقعت بلدان أخرى، فذلك هو الذي لم يعد له قيمة، إذ غدا القتال الحقيقي هو ذلك الذي تدور رحاه بين الفلسطينيين وإسرائيل.
عندما توجه موقع 'ميدل إيست آي' إلى عدد من كبار المحللين والدبلوماسيين السابقين في إسرائيل بسؤال حول خطط إسرائيل 'لليوم التالي' بعد انتهاء الحرب، كان بينهم إجماع في الإجابة، حيث قالوا إنه لا وجود لأي خطط.
قد تنخفض وتيرة الحرب بضغط من الولايات المتحدة وتستمر على شكل صراع يتمثل في ضربات يوجهها الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس، وإلى حرب عصابات ممتدة يشارك فيها مقاتلون يمارسون نشاطاتهم انطلاقا من وحدات صغيرة، لكن ذلك لا يتضمن فقط استيلاء إسرائيل على معبر رفح وإغلاق الأنفاق تماما لمنع حماس من التزوّد بالسلاح عبر الحدود، بل يعني قيام إسرائيل بتوفير الإدارة المدنية لشمال غزة، والتي قامت هي نفسها بتدميره تماما.
لقد أثبتت هذه الحرب أنها بالنسبة لإسرائيل حسبة خاطئة بشكل مذهل. فبالإضافة إلى أنها كارثة أخلاقية، فإنها كارثة عسكرية كذلك. إذ أنها أكسبت المقاومة شعبية ووضعا في العالم العربي لم يُعهد مثله منذ عقود طويلة.
يمكن لهذه الحرب أن تفضي إلى حالة مستمرة من الصراع، الأمر الذي سوف يحرم إسرائيل من الزعم بأنها غدت دولة طبيعية على النمط الغربي.
'ميتوت حماس' (انهيار حماس) شعار باللغة العبرية، وهو الغاية التي حددتها لنفسها وزارة الحرب الإسرائيلية. بعد شهرين من هذا التدمير، بإمكانهم أن يعيدوا النظر في هذا الشعار بحيث يصبح 'ميتوت إسرائيل'، لأن هذا هو الأثر الذي قد تفضي إليه هذه الحرب.
الكاتب البريطاني المعروف 'ديفيد هيرست' ومقال لافت في 'MEE'
ومنه نقتبس هذه الفقرات:
إن تأثير تلك الصور (المنقولة من قطاع غزة) كارثي تماما، ليس فقط بالنسبة لهذه الحكومة أو أي حكومة إسرائيلية تتشكّل في المستقبل، بل أيضا بالنسبة لأي عدد من اليهود قد يقرّرون البقاء في هذه الأرض بعد أن ينتهي هذا الصراع أخيرا.
لا ريب في أن تدمير غزة يرسي القواعد لخمسين سنة أخرى من الحرب. فلن تنسى أجيال متعاقبة من الفلسطينيين، ومن العرب والمسلمين، أبدا الوحشية التي تقطع بها إسرائيل اليوم أوصال القطاع.
يرتكب الإسرائيليون الآن نفس الخطأ الذي ارتكبه الفرنسيون من قبل في الجزائر عندما قتلوا ما بين نصف مليون إلى مليون ونصف المليون جزائري، أي ما نسبته 5 إلى 15 بالمائة من إجمالي تعداد السكان حينذاك، ما بين عام 1954 وعام 1962، ظنا منهم أنهم بذلك سوف يضمنون كسب الحرب، إلا أنهم اضطروا في نهاية الحرب إلى المغادرة ومنح الجزائر استقلالها.
إذا كان نتنياهو قد تبجّح يوم السادس من أكتوبر بأن انتصار الصهاينة بات وشيكا، فراح يلوّح بخارطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مُسحت فلسطين منها تماما، ما من شك في أن تفاخره ذاك يبدو اليوم في غير محله. وإذا كان توقيع السعودية على صفقة الاعتراف بإسرائيل قد اعتبر حينها أمرا واقعا لا محالة، فها هي اتفاقيات أبراهام تتلاشى اليوم، إذ تذوب في مرجل الحمم الذي توقد إسرائيل تحته في غزة.
من أهم سمات اتفاقيات أبراهام، والتي صاغها السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دافيد إم فريدمان بالتعاون مع جاريد كوشنر، هو تحويل حق الفلسطينيين في النقض إلى شيء لا قيمة له. ولكن ها قد عاد من جديد الآن. وحتى لو وقعت بلدان أخرى، فذلك هو الذي لم يعد له قيمة، إذ غدا القتال الحقيقي هو ذلك الذي تدور رحاه بين الفلسطينيين وإسرائيل.
عندما توجه موقع 'ميدل إيست آي' إلى عدد من كبار المحللين والدبلوماسيين السابقين في إسرائيل بسؤال حول خطط إسرائيل 'لليوم التالي' بعد انتهاء الحرب، كان بينهم إجماع في الإجابة، حيث قالوا إنه لا وجود لأي خطط.
قد تنخفض وتيرة الحرب بضغط من الولايات المتحدة وتستمر على شكل صراع يتمثل في ضربات يوجهها الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس، وإلى حرب عصابات ممتدة يشارك فيها مقاتلون يمارسون نشاطاتهم انطلاقا من وحدات صغيرة، لكن ذلك لا يتضمن فقط استيلاء إسرائيل على معبر رفح وإغلاق الأنفاق تماما لمنع حماس من التزوّد بالسلاح عبر الحدود، بل يعني قيام إسرائيل بتوفير الإدارة المدنية لشمال غزة، والتي قامت هي نفسها بتدميره تماما.
لقد أثبتت هذه الحرب أنها بالنسبة لإسرائيل حسبة خاطئة بشكل مذهل. فبالإضافة إلى أنها كارثة أخلاقية، فإنها كارثة عسكرية كذلك. إذ أنها أكسبت المقاومة شعبية ووضعا في العالم العربي لم يُعهد مثله منذ عقود طويلة.
يمكن لهذه الحرب أن تفضي إلى حالة مستمرة من الصراع، الأمر الذي سوف يحرم إسرائيل من الزعم بأنها غدت دولة طبيعية على النمط الغربي.
'ميتوت حماس' (انهيار حماس) شعار باللغة العبرية، وهو الغاية التي حددتها لنفسها وزارة الحرب الإسرائيلية. بعد شهرين من هذا التدمير، بإمكانهم أن يعيدوا النظر في هذا الشعار بحيث يصبح 'ميتوت إسرائيل'، لأن هذا هو الأثر الذي قد تفضي إليه هذه الحرب.
التعليقات