المكان العمّاني عند الباحث التراثي عبدالله رشيد
بقلم : نايف النوايسة
أخبار اليوم - ارتبط المكان عند الباحث الدكتور المرحوم عبد الله رشيد بكل ما قدّم من جهود تراثية وعلى الأخص في بيئة بحثه(عمان) الذي شغله كثيرا الى حد الهيام، وسنلاحظ هذا الارتباط في كتابيه:(ملامح الحياة الشعبية في مدينة عمان 1878ـ 1948)*، (الكتاتيب ونظمها التقليدية في مدينة عمان1900ـ 1958)**. ومن نافلة الفائدة في هذا البحث إجراء مقاربة كاشفة مع من شغلتهم عمان وعنوا بشؤونها من باحثين ومؤرخين.
تضمن كتابه الأول(ملامح الحياة الشعبية في مدينة عمان..) ثمانية أبواب ضمت جميعها ستة وثلاثين فصلاً تناول فيها الباحث رشيد شؤون تراثية عمانية بدءاً من التكوين التاريخي والمأثور التراثي وانتهاء الى بزوغ فجر المملكة الأردنية الهاشمية، وجاء ورود المكان ملازما للمسيرة الحضارية لهذه المدينة، ولأنني وجدت زخماً لأسماء الأمكنة هنا وددت تسليط الضوء عليها بهدف لفت النظر الى أهميتها وتحفيز الباحثين لأخذها بعين الاعتبار عند الشروع بكتابة أبحاثهم.
أورد المرحوم رشيد في الباب الأول الذي خصصه للشراكسة جملة من أسماء الأماكن وجعل من عمان النقطة المركزية لدائرة المكان بالمجمل، فالشركس القادمون من بلادهم القوقاز اختاروا لسكنهم الجديد في عمان أماكن مثل: المحطة والشابسوغ وجبل القلعة وحي المهاجرين، وتطرق الباحث الى أماكن كثيرة راس العين وجبل عمان وجبل الحسين وطبربور وسوق الحلال وحي اللفاتوة في جبل عمان والمدرج الرومان والكاتدرائية، وفي معرض وصفه لعمان وردت صفة مدينة العيون ومدينة المياه لكثرة عيون الماء والينابيع الأمر الذي جذب لهذه المدينة أشتاتاً من الناس سواء من الشركس أو العشائر البدوية الأردنية(البلقاوية) مثل الحديد والذريوات والدعجة والقهيوي وغيرهم..
ودخل الشركس في تحالف كان ضروريا مع الصخور من اجل المحافظة على امن طريق الحاج، وتأتي أهمية هذا التحالف بعد ان وصلت علاقة الشركس مع القبائل البلقاوية الى حد الشحناء الحادة على الماء واقتسام المكان والمراعي..
وذكر في هذا الباب بعض أماكن الشركس في بلادهم القوقاز مثل: نهر القويان ونهر اللابار وتلة(تحه مافه) وفي هذه التلة غابة اله الخير وهو من أقدس الأماكن عند الشركس، كما ذكر في عمان عددا من المقابر مثل مقبرة رأس العين، والمقبرة التي كانت تحاذي مجمع رغدان، ومقبرة جسر الحمام التي كانت كائنة أول وادي سرور، ونُقلت هذه المقابر حين تمددت عمان واتسعت حدودها.
وفي حديثه في الباب الثاني عن التجمعات السكانية في عمان والسلط يرد ذكرٌ لفلسطين وسوريا بسبب الهجرات السكانية من هذين البلدين، كما يرد ذكر بعض الأماكن التي تشكّل المكون الجغرافي لعمان مثل الشابسوغ وجبل الجوفة وجبل القلعة ووادي سرور الذي تُنسب تسميته الى الشيخ عبد الرحمن سرور الجزازي الذي استقر في هذه المنطقة قادما من السلط، ومن الأماكن أيضا اليادودة وشارع الملك فيصل.
ويذكر الباحث بعضاً من الجبال والأحياء الشعبية والمواقع في المدينة وأسماءها مثل:
· جبل عمان وكان اسمه القديم رجم الملفوف، وأطلق هذا الاسم على الجهة الشمالية منه نسبة الى برجين أثريين مستديرين كالملفوف وهما من الآثار العمونية(1).
· جبل التاج واسمه القديم الخريطة(2).
· جبل اللويبدة، ويتفق جميع الباحثين على هذا الاسم، ولكنهم اختلفوا في سبب التسمية، فمنهم من ذهب الى وجود نبتة شوكية موجودة بكثافة في الجبل، ومنهم من نسب التسمية الى وجود حيوانات مفترسة(تلبد) في الجبل(3)، وفي رأيي ان الأمرين يصحان.
· جبل الجوفة، وينسب البعض تسميته بهذا الاسم الى كثرة التجاويف الرومانية القديمة(4)، ونجد من يسميه ب(جبل الكهوف) أو(مغارة القبور)، وفي الستينيات أطلقت عليه أمانة العاصمة اسم(جبل الجزائر) ثم تناساه الناس وظلوا على اسم جبل الجوفة(5).
· جبل وادي النصر ويعرف بوادي أم الرمم، وذلك لأنه كان مكبّاً لرمم الحيوانات النافقة عند أهل المدينة، وهناك من يسميه بوادي الجسور العشرة(6).
· جبل النظيف ويعتلي هذا الجبل منطقة رأس العين ولتسميته أسباب ثلاثة ذكرها الباحث المرحوم.
· حي المهاجرين نسبة الى المهاجرين الشركس ويقع على يمين سيل عمان(7).
· المدرج الروماني ويعرف بدرج فرعون، ويُعرف أيضا بمدرج عمان، بني في زمن الإمبراطور(انطونيوس بيوس)، له محراب في الدور العلوي ويتسع لستة آلاف متفرج، وتعُرض فيه المصارعة بالسيف والمصارعة الحرة أو مع الوحوش( ويحاذيه من الجنوب درج الخلايلة.
· جبل المريخ وكان يعرف بقبيب الغولة او بيت الغولة(9).
· جبل القلعة نسبة الى قلعة عمان.
· حي الشابسوغ نسبة الى عائلة من الشركس، ويتفرع من شارع المحطة ويصعد الى المنطقة التي تقع تحت قلعة عمان(10).
· وادي الحدادة نسبة الى جماعة امتهنوا الحدادة ويوجد فيه بستان قعوار وكان يُلقب به، وعُرف أيضاً باسم(وادي الرواق)(11).
· حي وادي سرور نسبة الى الشيخ عبد الرحمن سرور.
· حي السيل وهو المحاذي لسيل عمان من المهاجرين حتى المدرج الروماني، وينبع سيل عمان من رأس العين، ويمر خلف مطحنة الصابر ليشكل نهراً صغيراً، ويسميه الرحالة السويسري بمية عمان ويأخذ مياهه من بركة رأس العين وعند الرحالة ستيزن(وادي عمان)، كما يُعرف بنهر عمان(12).
· حي المصدار ويسمى بمصدار عيشة ويمتد من المهاجرين حتى الوحدات، وهو نسبة لامرأة اسمها عيشة، وكان يسمى أيضاً ب(مصدار المئذنة)(13).
· حي المعانية وهو حي المحطة.
· شارع الملك حسين وهو طريق السلط.
· حي العورتانية ويوجد في جبل الاشرفية الشرقي وهو جزء من الرسيسية.
· حي خرفان وبقي محافظا على اسمه وينسب لعائلة فريد خرفان.
· جبل نزال وهو في منطقة رأس العين ويُطل على الطريق المؤدية الى ناعور، والتسمية نسبة لعائلة نزال العرموطي(14).
· حي المصاروة وبقي محافظا على اسمه وينسب في تسميته لبعض العائلات التي سكنته قادمة من سحاب.
· حي الدروز في جبل عمان وتحديد ما بين حي المصاروة وحاووز جبل عمان، وهو نسبة لبعض العائلات الدرزية.
· ولم يذكر المرحوم رشيد جبل الحسين وكان اسمه جبل الطهطور(15).
ويتناول في الفصل الثالث الأسواق العامة مشيرا الى طبيعة عمان الوعرة وما فرضته على السكان من نمط هندسي متناسب معها، ومن هذه الأسواق:
· سوق السكر: وبناه رجل يدعى محمد عنقور ثم باعه ليوسف باشا السكر الذي أضاف إليه أجزاء جديدة ويعرف هذا السوق بشهرته بالتجارة العامة، وكانت الدكاكين المتجاورة فيه تسمى(خانة)(16).
· سوق الخضار: وكان محاذيا لسوق السكر وأنشئ متزامنا معه(17).
· سوق الحلال: أقيم هذا السوق أبان تأسيس الإمارة في منطقة جسر الحمام الحالي، وفي مصدر اخر مقابل شارع الاشرفية، وكان يوم الخميس أكثر أيام الأسبوع ازدحاما فيه، ويطلق عليه أحيانا(الموقف)، وبقي السوق في مكانه حتى سنة 1957ثم انتقل الى منطقة رأس العين، وبقي فيها حتى سنة1967 ثم انتقل الى منطقة القويسمة(18).
· سوق السعادة: ويقع هذا السوق مقابل الجامع الحسيني، وكان يعرف بسوق الشوام واختص ببيع الأقمشة والبقالة وحاجات الأفراح ولوازم العرائس وهذا هو السبب في تسميته من قبل بلدية عمان(19).
· سوق البخارية: تأسس هذا السوق سنة1930 وضم عددا من التجار الأفغان والإيرانيين والهنود والبخاريين وهو في محيط المسجد الحسيني وتخصص السوق في بيع الخردوات، وكان ملكاً للشركسي فوزي المفتي(20).
· سوق الحدادة: يقع على جانبي السيل بمحاذاة شارع الملك طلال، ويضم السوق أصحاب مهن الحدادة والبيطرة والحلاقة والخردوات القديمة، ويسميه البعض بسوق الخردة.
ولم يذكر الباحث بعض الأسواق على الرغم من شهرتها مثل سوق اليمنية وسوق البلابسة.
وفي حديثه عن السيل والجسور ذكر رشيد المنخفضات التي تتشكل في سيل عمان والتي يتراوح عمقها من متر الى أربعة أمتار، وعرفت هذه المنخفضات بالحوامات، ويبلغ عرض بعضها خمسة أمتار وكان أشهرها الحوام الواقع قرب جسر المهاجرين، والحوام المجاور للكنيسة، والحوام القريب من مبنى أمانة العاصمة، وحوام العراق قرب المدرج الروماني، وحوام الدود جنوبي الأمانة.
أما الجسور فهي:
· جسر المهاجرين: وهي قنطرة رومانية يبلغ طولها متران ونصف، او عرضها،وكانت تستخدم في أوقات فيضان سيل عمان، وأزيلت القنطرة ثم الجسر البديل لها بعد التطورات العمرانية الأخيرة في عمان(21).
· جسر حي الخلايلة: ويقع قرب سوق الخضار الحالي وربطته بحي الخلايلة، وهو قنطرة رومانية قديمة وكان يطلق عليها أيضا جسر الحجر، وسبب التسمية يعود الى عائلات خليلية قادمة من السلط سكنت حول الجسر(22).
· جسر البلبيسي: وكان بمحاذاة موقع أمانة العاصمة أو عند محلة الشابسوغ، وهو جسر خشبي عادي عرضه أربعة أمتار وسمي بهذا الاسم نسبة لعائلة البلبيسي التي سكنت بجواره(23).
· جسر الحمام: وهو موقع الحمام الحالي، وكان عبارة عن جسر خشبي عرضه ثلاثة أمتار، يربط الجوفة والاشرفية بمركز المدينة(24).
ولم يذكر الباحث جسر العسبلي الذي كان مكان مبنى أمانة العاصمة(25)، وكذلك جسر الحكومة(26).
أما ينابيع الماء التي ذكره رشيد في كتابه فكانت مورد الناس يشربون منها مثل نبع(الآبار)، ونبع آخر في موقع البنك العربي حاليا، في دخلة شريم على يمين شارع فيصل(27)، ونبع كان يوجد في سوق منكو عُرف ب(نبع منكو).
ويورد رشيد في الفصل السابع أسماء القنوات والمطاحن في عمان، ويذكر أنها قامت على جوانب القنوات المائية الرومانية أو العادية وكانت هناك قناتان كبيرتان إحداهما رومانية قديمة قِدم المدينة والأخرى طبيعية وكانتا تجريان من مصدر واحد هو نبع رأس العين؛ أما القناة الرومانية فهي أثرية يبلغ ارتفاعها متراً وكذلك عرضها، وكانت تجري من رأس العين بمحاذاة حي المصاروة وتصب في وسط المدينة في موقع الثلاث بحرات مقابل الجامع الحسيني وهي مبنية من الحجارة المستطيلة التي تشبه البلاط، ولها طاقات مستديرة على مسافات متقاربة، واستخدمت الطاقات كاستخدام المناهل للتنظيف، أما القناة الثانية فهي قناة البساتين فهي قناة طبيعية تجري بمحاذاة القناة الرومانية حتى موقع حي المهاجرين ثم تنعطف شرقاً تجاه مبنى شركة الدخان(سابقاً) ثم تستمر في مسيرها بمحاذاة سيل عمان لتسقي البساتين الموجودة على ضفاف السيل ومن أشهرها بستان جواد بك خوتات الشركسي.
أما المطاحن فهي:
· مطحنة سطام: هي من أقدم المطاحن المائية في عمان وهي تعود للشيخ سطام الفايز والد الشيخ مثقال، وقد استمر العمل بالمطحنة حتى عام1918، وكانت مقامة على القناة الرومانية قرب جسر المهاجرين.
· مطحنة ميرزا: وكانت للمرحوم وصفي ميرزا، والبناء كان لمطحنتين قرب جسر الحمام الحالي، وعُرفت هذه المطحنة في عشرينيات القرن العشرين.
· بابور المفتي: بعد ان توقفت مطحنة سطام انشأ محمد المفتي سنة1930م مطحنة جديدة في حي المهاجرين أول طريق رأس العين وكانت تعمل بواسطة موتور ديزل.
· بابور طاش: أنشئت هذه المطحنة في بداية عشرينيات القرن الماضي واستمرت حتى سنة1930، وقد ورثها ميرزا باشا ثم باعها للجمعية الأرثوذكسية سنة1932م حيث أقيم على أنقاضها كنيسة الروم الحالية بمحاذاة شارع الطلياني.
· بابور السعودي: انشأ هذه المطحنة خيرو السعودي سنة1935 على جسر المهاجرين وابتدأ العمل بها سنة1945م، ثم أزالتها أمانة العاصمة وأقامت مكانها نافورة ماء.
· مطحنة الخطيب: كانت هذه المطحنة تقع بجوار مبنى أمانة العاصمة القديم وهي لشخص شركسي اسمه احمد الخطيب.
· مطحنة ملحس: مطحنة كبيرة لمجموعة من أبناء ملحس وتقع في أول شارع المهاجرين بجوار مطحنة السعودي، وأزيلت في بداية التسعينيات.
ولم يذكر الباحث مطحنة الحموي قرب رئاسة النظار، ومطحنة نجم الدين بيطاط قرب السيل(27).
وفي حديثه عن المخابز يذكر الباحث أنواع الخبز والوسائل الخاصة المستعملة كالصاج وصينية الرمل والطابون والتنور والفرن(بيت النار) ومن المخابز:
· فرن الهندي: وكان في طلعة خرفان مقابل جسر الحمام.
· فرن أبو قاسم العطعوط: في أول شارع الرضا.
· فرن أبو احمد صوفة: في شارع الأمير محمد.
· فرن أبو محمد متولي: مكان سوق البخارية الحالي.
ولم يذكر الباحث رشيد من المخابز أكثر من ذلك، وربما أراد التمثيل عليها فقط، في حين ذكر الباحث محمد رفيع والروائي العربي عبد الرحمن منيف ما نيّف على ثلاثين فرنا في مناطق عمان المختلفة(28).
يتحدث المرحوم رشيد في الباب الرابع عن الحرف اليدوية ويذكر في الفصل الثاني شيئا عن الصباغة كمرحلة ضرورية من مراحل إعداد الغزل لصناعة البسط ومن أشهر المصابغ في عمان آنذاك والتي اختصت بها العائلات الشامية:
o مصبغة أبو ياسين الصباغ: في أول طلوع المصدار.
o مصبغة أبو شاكر: في شارع الطلياني.
o مصبغة أبو فهد: على جسر الحمام.
ونلتقط من احد الهوامش في الباب الخامس تاريخاً للجامع الحسيني في معرض حديثه عن الكتاتيب كلون من ألوان الثقافة الشعبية، فهذا الجامع أقيم على أنقاض مسجد عباسي قديم،في وسط المدينة، ويرجح ان بناء الجامع كان في العقد الثاني من القرن الماضي وتحديدا سنة 1923عندما أرسى حجر الأساس الأمير عبدالله بن الحسين، وحددت قبلته بواسطة بوصلة كانت مع المندوب السامي البريطاني المستر فيلبي، وكان لأهالي القرى المحيطة دور في بنائه اذ فُرضت على كل واحد مبلغ مجيدي وعلى كل رأس غنم ربع مجيدي فضلا عمّا فُرض على أهالي عمان وتجارها، ويقال ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو الذي خطّ محرابه وهو في طريق عودته من القدس(29).
وفي حديثه عن أصحاب الكرامات والطريقة يذكر بعض الأماكن الخاصة بهم وهي مقصد العديد من المواطنين الذي يبحثون عن العلاج أو الدعاء عندهم ليخرجهم الله تعالى مما هم فيه من ضنك ومصائب وضيق، ومن هؤلاء:
o الشيخ الفقير: وهو حسب المرويات الشعبية رجل اسمه محمد، دُفن في مغارة في وادي القطر بحي القلعة، وسمي الشارع الذي يحاذيه بشارع الفقير.. يذهب الناس الى ضريح الفقير للتبرك وتقديم النذور وفرش السجاد وإشعال الشموع.
o جامع رويزق: وأقيم هذا الجامع على تلة في جبل النظيف مقابل أمانة عمان، وينسب الجامع لرجل فقير يدعى الشيخ عبد الرزاق كان يقيم في مغارة ويزوره الناس وهو حي، وأمضى الشيخ رويزق عمره صامتاً، وقبل ذلك خدم في الجيش العربي إماماً، وحينما توفاه الله بُني على ضريحه جامعا ما يزال قائما حتى الآن(30).
ويذكر في تفصيله عن الحمام الشعبي قصة حمام النصر وهو الحمام الشعبي الوحيد في عمان الذي أنشئ على الجسر الذي يربط شارع الملك طلال بسيل عمان ووادي سرور، وسمي الجسر بعد ذلك بجسر الحمام.
أسس هذا الحمام سنة1927 رجل نابلسي يدعى أبو نعيم حشيش، ثم انتقلت ملكيته لأكثر من شخص حتى انتقلت الى ورثة من الحجاز والعراق، ويستثمره الآن شخص سوري هو السيد عمر فارس سعيد الحمصي..
يتكون الحمام من مدخل على شكل صالون، ومن خمس غرف صغيرة، ومن مكان الاغتسال، ومن بيت النار.
وللحمام وظائفه المتعلقة بحفلات الأعراس أو اللجوء إليه بقصد الاستطباب من العقم أو البردية او القشعريرة، وللحمام تقاليده وطرائفه التي يعرفها رواده.
في باب الفرح الشعبي يضع الباحث عنوانا بارزا للفصل الأول وهو(المدرج الروماني)، الذي يُعد من أعظم المدرجات الرومانية في بلاد الشام ويرتبط المدرج في وعي أبناء عمان بالمهرجانات العامة كمهرجان المولد النبوي والأعياد والمبارزات والمصارعات الرياضية.
أما تاريخ هذا المدرج فيعود بناؤه الى عهد الإمبراطور انطونيوس بيوس(138ـ161م)، ويتسع المدرج لعشرة آلاف متفرج، ويطلق عليه أهالي عمان اسم درج فرعون كما ورد ذكره عند بعض الجغرافيين باسم مدرج سليمان.
وفي باب اللقاءات الشعبية يتطرق الباحث رشيد للمضافات ودورها في البناء الاجتماعي والثقافي ومواجهة المشكلات التي تعترض حياة الناس بالحلول، وللمركز الشعبي والاقتصادي لصاحب المضافة أهمية واضحة في ديمومة تأثير المضافات في الحياة الاجتماعية وتوجيه وعي الناس بما يجري من حولهم.
ومن هذه المضافات:
· مضافة آل المفتي: وهي لمحمد المفتي وكانت تقع خلف المسجد الحسيني، ويتردد عليها الجيران والأقارب.
· مضافة آل ميرزا: وهي لميرزا باشا وكانت تقع على السيل ويتردد عليها الأقارب وتُحل فيها الكثير من المشاكل.
· مضافة آل البلبيسي: هي للحاج سليمان البلبيسي وهي أول مضافة لغير الشركس، وكانت تقع على سيل عمان خلف مبنى أمانة العاصمة، ويرتادها معظم الناس، وأبّن فيها الزعيم المصري سعيد زغلول.
· مضافة آل خير: هي للمرحوم سعيد خير، وكانت تقع في حي الشابسوغ، وكان لها مصطبة خارجية يجلس عليها الضيوف بعد صلاة العصر.
· مضافة آل النابلسي: وهي لمسعود النابلسي، الذي يقيم في بيته الكائن في شارع السعادة مضافة طوال شهر رمضان ويرتادها الفقراء والأغنياء وحتى الأطفال لتناول طعام الإفطار.
· مضافة آل عصفور: وهي للمرحوم يوسف عصفور احد رؤساء بلدية عمان وتقع في شارع فيصل دخلة بنك الإسكان، وهي ديوان للمجاورين والأصدقاء.
· مضافة آل القيسي: وهي للحاج سالم القيسي، وقد كانت آخر المضافات التي انتهت بموت أصحابها سنة1963م، وكانت في جبل القلعة، ويرتادها الضيوف والمجاورون والأصدقاء والأقارب.
· مضافة آل تحبسم: وهي للمرحوم محمد تحبسم، على سيل عمان قرب جسر الحمام، وكان صاحبها يستقبل فيها الضيوف بخاصة الصخور، بالإضافة الى العرب الآخرين والشراكسة، وفي نهاية الأربعينيات تحولت الى بيت خاص.
· مضافة آل القريوتي: وهي للمرحوم سعيد القريوتي، وكانت تقع قرب سوق الخضار في موقع عمارة منكو، ويتردد عليها الضيوف والأقارب القادمون من فلسطين.
· مضافة ال برمامت: وهي للمرحوم ماهر برمامت، وتقع في شارع وادي السير، ويرتادها الضيوف والأقارب.
· مضافة ال الشربجي: وهي للمرحوم حسن مصلح الشربجي، وكانت تقع على سيل عمان قرب جسر الحمام، وفيها يتم تدارس الكثير من القضايا وإيجاد الحلول لها.
· مضافة الكردي: وتعود هذه المضافة الى الإخوة خليل ومحمد ومحمود واحمد وسيدو الكردي وتقع في منزل لآل الكردي في حي الشابسوغ، مدرسة الإمام علي حالياً، وكان يرتادها الضيوف والأقارب.
· مضافة ال حميد: وتعود للمرحوم مسعود حميد وكانت من المضافات الشهيرة عند الشركس.
· مضافة ال حلاوة: وصاحبها المرحوم خالد حلاوة مختار النوابلسية.
· ديوان ال الطباع: وتعود للمرحوم صبري الطباع، احد رجال الاقتصاد في الأردن وكان يستقبل فيه رجالات الثورة السورية، وضيوف الملك عبد الله.
· ديوان ال الحلبي: ويعود للمرحوم صبحي الحلبي وكان يقوم بالوظيفة نفسها كمثل المضافات والدواوين المار ذكرها.
مع بداية تأسيس الدولة أصبحت عمان عاصمة سياسية ومن الطبيعي ان يأتي إليها زوار من مستويات عالية ولم تعد المضافات قادرة على إيوائهم فنشأت الفنادق البسيطة والكبيرة، ومنها:
· فندق الكمال في سوق السكر.
· فندق السكر بجوار الأول.
· فندق التوفيق في المنطقة نفسها.
· فندق فلسطين المجاور لتلك الفنادق، وهو لعودة الصوالحة ويقع في شارع الأمير عبدالله(31).
· فندق السعادة مقابل المسجد الحسيني، ومن أصحابه فهمي الزعيم وفوزي المفتي وأنور السعودي وآخر(32).
· فندق المنظر الجميل الى الغرب من فندق السعادة.
· فندق فيلادلفيا لمحمد العسبلي، مقابل المدرج الروماني وله مستوى خاص لأنه يستقبل الزوار الكبار وعددا من السائحين(33).
وهناك فنادق كثيرة لم يذكرها الباحث رشيد ووردت في مصادر أخرى مثل فنادق: القاهرة، فكتوريا، اللبابيدي، الكردي، السعودي(34).
وشكلت المقاهي ركيزة مهمة في التحولات الاجتماعية التي شهدتها عمان منذ تأسيس الإمارة باستقطابها الكثير من فئات المجتمع العماني من التجار والموظفين والعمال، ومن ابرز ما تميزت بها هو تحولها لتكون مؤسسات ثقافية واحتضنت العديد من الفعاليات الوطنية التي خاضت في مختلف القضايا السياسية والقومية ومن هذه المقاهي:
· مقهى المنشية(التحتة): كان موقع هذا المقهى مكان سينما البتراء الحالي عند جسر الحمام بجانب سيل عمان على ارض لآل المفتي(35)، ورواده من الأثرياء وعلية القوم.
· مقهى المنشية(الفوقة): وهي قهوة شعبية للمرحوم قاسم شقير كانت تحاذي (التحتة) من الجهة الغربية ويرتادها أواسط الناس وأصحاب المهن البسيطة.
· قهوة المحروم: وهي قهوة شعبية مثل كانت تقع في أول شارع الرضا ويرتادها العمال ومن هم في مستواهم، وتميزت هذه القهوة بأنها كانت تقدم فقرة فنية خاصة بالحكواتي، وكان الحكواتية يقدمون من سوريا ومصر(36).
· قهوة حمدان: صاحب هذه القهوة رجل فلسطيني يدعى حمدان، وتضيف بعض المصادر بأن صاحب هذا المقهى هو حمدان أبو سويد والمقهى شتوي وصيفي ويسمى أحيانا(لوكاندة)، وتصفه بعض المصادر بأنه مثل النادي وكان موقع القهوة في سوق الصاغة الحالي في شارع فيصل، ويرتاده المثقفون والوطنيون وهواة سباق الخيول، لذلك عقدت فيها المؤتمرات الوطنية، بالإضافة الى عرض بعض المسرحيات الغنائية وفقرات الحكواتي(37).
· قهوة البرازيل: تعود هذه القهوة لرجل من لبنان، وفي مصادر أخرى هي لرفعت الحافظ وشوكت حميد كلمات(38)، وكانت تقع أول شارع الملك حسين بجوار البنك العربي.
ومن المقاهي التي لم يذكره المرحوم رشيد: مقهى الجامعة العربية لمحمد الديراني ومعروف اللبابيدي وهو مقابل الجامع الحسيني، ومقهى الصباغ لمحي الدين الصباغ في شارع فيصل، ومقهى بشير كاتبي في شارع الرضا(39).
ومع تطور الحياة في عمان أصبح لوجود السينما ما يبرره، فأنشئت بعض دور السينما التي كانت تعرض أفلاما عربية وأجنبية، كما كان يُعرض فيها المسرحيات العربية الكوميدية والجادة، ومنها:
· سينما النصر: وهي لرجل سوري وكان يطلق عليها سينما أبو صياح القباني، وهي عبارة عن دار مسقوفة بصفائح التنك وتقع في شارع سينما البتراء الحالي بجوار مقهى شقير خلف شارع طلال، وكانت تعرض الأفلام الصامتة ويُنادى الى العرض عن طريق بوق يسمى(البورزان)(40).
· سينما البترا: وكانت في موقع سينما البترا الحالي قرب السيل، وكانت تعرض أيضا المسرحيات وفقرات من السيرك، ومن المشهور عنها أنها خصصت حفلات للنساء فقط، وهي لتوفيق قطان وأنيس المعشر ورفيق صلاح وشفيق العلبي ووديع اسعد وشكري العموري(41).
· سينما الإمارة: وعُرفت هذه السينما في الأربعينيات، وكان موقعها في شارع الملك حسين مكان البنك الإسلامي حاليا، وأصحابها من سوريا، وفي مصادر أخرى تعود ملكيتها لصلاح العلبي وشكري العموري وتأسست سنة 1943 في شارع فيصل(42).
وعند قراءة كتاب المرحوم رشيد(الكتاتيب ونظمها التقليدية في مدينة عمان بين 1900ـ1958) نتوقف عند بعض الأمكنة التي رصدها البحث مثل:
· كُتّاب الشيخ سليم الكيالي: بعد إعادة بناء الجامع الحسيني عام1924م عمل الشيخ سليم مؤذناً في الجامع، وسُمح له بفتح كُتّاب في منزله الكائن في حرم الجامع وكان يقيم حلقات للذكر فضلا عن التدريس، واستمر الكُتّاب الى ان توفي الشيخ في1958م.
· كُتّاب الشيخ بكر ارتسوغ الملقب ب(نانا): فُتح هذا الكُتاب سنة1924 في حي الميدان بجوار المدرج الروماني، وحينما توفي سنة1928(نانا) بمهمة التدريس، واستمرت نانا في كُتابها حتى أوائل الثلاثينيات، وكانت الدراسة فيه مختلطة.
· كُتّاب الشيخ حسين المدلل: انشأ هذا الكُتاب سنة1924م الشيخ حسين المدلل بجوار مسجد حي المعانية في المحطة الذي كان يعمل إماما فيه، واستمر في التدريس حتى أواخر الثلاثينيات.
· كُتّاب الشيخ حسن البرغوثي: بدأ أولا بتعليم أبناء البدو في منطقة ماركا بين 1924و1944م، وعُرف عنه انه لم يكن يشترط أجراً لعمله في الكُتاب ولم يكن يتقاضى أجراً من أولاد الفقراء.
· كُتّاب الشيخ حافظ النوباني: وابتدأ العمل به عام1928 وحتى عام1931 في منزله بحي المهاجرين، ثم انتقل الى شارع الخطيب في جبل عمان، وكان طلابه من أبناء المنطقتين ومن وسط البلد ومن البدو الذين كان يرسلهم غلوب باشا ليدرسوا على نفقته.
· كُتّاب الشيخ سليمان المعلواني: وابتدأ العمل به سنة 1931م في أول حي وادي سرور، وأغلقه سنة 1945لعدم التفرغ له.
· كُتّاب الشيخ فارس الخطيب: وابتدأ العمل به سنة 1934م في حي المهاجرين، واستمر حتى أواخر الأربعينيات، وفي مطلع العقد الخامس انتقل الى حي وادي سرور ومارس التعليم أيضا.
· كُتّاب(المدرسة العلوية): قام كلوب باشا وزوجته بتأسيس كُتاب في مطلع الأربعينيات وأطلق عليه اسم المدرسة العلوية، وخصصه للطلاب الفقراء القادمين من جنوبي ووسط الأردن، والمعلم الذي يُدرّس فيه هو ناصر أبو دلبوح، وكان يُقدم للطلاب الغذاء والقرطاسية مع عشرة قروش أسبوعيا للطالب، وتوفير المبيت لبعض الطلاب، وكان المنهاج هو منهاج وزارة المعارف آنذاك.
أما كتاتيب المعلمات فهي:
· كُتّاب نانا ارتسوغ: وقد مر ذكر هذا الكُتاب عند الحديث عن كُتّاب الشيخ بكر ارتسوغ، ومن المعروف ان(نانا) استمرت في التعليم عشر سنوات بعد وفاة زوجها.
· مدرسة خيرية فاخر ماضي: تأسست سنة1930 في وسط المدينة مقابل مبنى البريد الآلي في شارع الأمير محمد(43)، واستمرت المدرسة حتى سنة1945، حينما تفرغت السيدة خيرية لبيتها وأولادها.
· مدرسة حكمت عيسى جانخط: وهي مدرسة خاصة مختلطة تم تأسيسها سنة 1931، وكان موقعها في شارع بسمان، جوار المحكمة الشرعية(44).
· كُتّاب شهيرة عبد الهادي: ابتدأ العمل في هذا الُكتاب سنة1934، وأسمته مدرسة الاعتصام، وكان موقعه في شارع الأمير محمد خلف البريد(45)، واستمر عمله حتى سنة 1956.
· كُتّاب منيرة إسماعيل الكاشف: ابتدأ العمل في هذا الكُتاب سنة 1938م، وموقعه في حي المهاجرين على درج العقاربة في حي المصاروة(46)، وكان يطلق عليه(المدرسة المنيرية) واستقبلت هذه المدرسة أبناء اللاجئين الفلسطينيين على حساب وكالة الغوث الدولية للاجئين، وكان التعليم فيها مختلطاً.
· مدرسة ربيعة الغزاوي: وكان موقعها عند سبيل الحوريات، وبدأ التدريس فيها للبنات فقط وفي غرفة واحدة منذ أواخر الأربعينيات واستمر حتى مطلع الخمسينيات.
· كُتّاب حميدة الشركسية: ابتدأ التدريس فيه أوائل الأربعينيات، ويقع خلف مبنى أمانة عمان القديم مقابل المدرج الروماني(47)، والتعليم فيه مختلط.
· كُتّاب فريدة القلطقجي(أم سمية): يقع هذا الكُتاب في دخلة عصفور أول شارع الهاشمي، وهو من غرفة واحدة والتعليم فيه مختلط، واستمر التدريس فيه حتى عام 1952م.
· كُتّاب فريدة الحموي: وابتدأ التدريس فيه عام 1944م، ويقع هذا الكُتاب في رأس حي وادي سرور، وهو صغير وخاص بالبنات والمتزوجات وكن يدرسن فيه القرآن الكريم.
· كُتّاب كريمة الخطيب الوزني: وابتدأ التعليم فيه سنة 1952م وهو عبارة عن غرفة واحدة ملحقة ببيت أهلها في رأس حي وادي سرور، والتعليم مختلط، وبعد زواجها نقلت معها كُتابها الى مكان سكنها الجديد في حي خرفان بجبل عمان، واستمر حتى سنة 1959م.
· كُتّاب أمنة كلبونة: وكان يوجد في رأس حي وادي سرور، والتدريس فيه بأجرة زهيدة، وأغلق في أواخر الخمسينيات.
· مدرسة شفيقة الديسي: ابتدأ العمل في هذه المدرسة سنة 1953م، في حي وادي سرور/شارع الجوفة/قرب فرن الجزائر، واستمر التدريس فيها حتى عام 1958م
المكان العمّاني عند الباحث التراثي عبدالله رشيد
بقلم : نايف النوايسة
أخبار اليوم - ارتبط المكان عند الباحث الدكتور المرحوم عبد الله رشيد بكل ما قدّم من جهود تراثية وعلى الأخص في بيئة بحثه(عمان) الذي شغله كثيرا الى حد الهيام، وسنلاحظ هذا الارتباط في كتابيه:(ملامح الحياة الشعبية في مدينة عمان 1878ـ 1948)*، (الكتاتيب ونظمها التقليدية في مدينة عمان1900ـ 1958)**. ومن نافلة الفائدة في هذا البحث إجراء مقاربة كاشفة مع من شغلتهم عمان وعنوا بشؤونها من باحثين ومؤرخين.
تضمن كتابه الأول(ملامح الحياة الشعبية في مدينة عمان..) ثمانية أبواب ضمت جميعها ستة وثلاثين فصلاً تناول فيها الباحث رشيد شؤون تراثية عمانية بدءاً من التكوين التاريخي والمأثور التراثي وانتهاء الى بزوغ فجر المملكة الأردنية الهاشمية، وجاء ورود المكان ملازما للمسيرة الحضارية لهذه المدينة، ولأنني وجدت زخماً لأسماء الأمكنة هنا وددت تسليط الضوء عليها بهدف لفت النظر الى أهميتها وتحفيز الباحثين لأخذها بعين الاعتبار عند الشروع بكتابة أبحاثهم.
أورد المرحوم رشيد في الباب الأول الذي خصصه للشراكسة جملة من أسماء الأماكن وجعل من عمان النقطة المركزية لدائرة المكان بالمجمل، فالشركس القادمون من بلادهم القوقاز اختاروا لسكنهم الجديد في عمان أماكن مثل: المحطة والشابسوغ وجبل القلعة وحي المهاجرين، وتطرق الباحث الى أماكن كثيرة راس العين وجبل عمان وجبل الحسين وطبربور وسوق الحلال وحي اللفاتوة في جبل عمان والمدرج الرومان والكاتدرائية، وفي معرض وصفه لعمان وردت صفة مدينة العيون ومدينة المياه لكثرة عيون الماء والينابيع الأمر الذي جذب لهذه المدينة أشتاتاً من الناس سواء من الشركس أو العشائر البدوية الأردنية(البلقاوية) مثل الحديد والذريوات والدعجة والقهيوي وغيرهم..
ودخل الشركس في تحالف كان ضروريا مع الصخور من اجل المحافظة على امن طريق الحاج، وتأتي أهمية هذا التحالف بعد ان وصلت علاقة الشركس مع القبائل البلقاوية الى حد الشحناء الحادة على الماء واقتسام المكان والمراعي..
وذكر في هذا الباب بعض أماكن الشركس في بلادهم القوقاز مثل: نهر القويان ونهر اللابار وتلة(تحه مافه) وفي هذه التلة غابة اله الخير وهو من أقدس الأماكن عند الشركس، كما ذكر في عمان عددا من المقابر مثل مقبرة رأس العين، والمقبرة التي كانت تحاذي مجمع رغدان، ومقبرة جسر الحمام التي كانت كائنة أول وادي سرور، ونُقلت هذه المقابر حين تمددت عمان واتسعت حدودها.
وفي حديثه في الباب الثاني عن التجمعات السكانية في عمان والسلط يرد ذكرٌ لفلسطين وسوريا بسبب الهجرات السكانية من هذين البلدين، كما يرد ذكر بعض الأماكن التي تشكّل المكون الجغرافي لعمان مثل الشابسوغ وجبل الجوفة وجبل القلعة ووادي سرور الذي تُنسب تسميته الى الشيخ عبد الرحمن سرور الجزازي الذي استقر في هذه المنطقة قادما من السلط، ومن الأماكن أيضا اليادودة وشارع الملك فيصل.
ويذكر الباحث بعضاً من الجبال والأحياء الشعبية والمواقع في المدينة وأسماءها مثل:
· جبل عمان وكان اسمه القديم رجم الملفوف، وأطلق هذا الاسم على الجهة الشمالية منه نسبة الى برجين أثريين مستديرين كالملفوف وهما من الآثار العمونية(1).
· جبل التاج واسمه القديم الخريطة(2).
· جبل اللويبدة، ويتفق جميع الباحثين على هذا الاسم، ولكنهم اختلفوا في سبب التسمية، فمنهم من ذهب الى وجود نبتة شوكية موجودة بكثافة في الجبل، ومنهم من نسب التسمية الى وجود حيوانات مفترسة(تلبد) في الجبل(3)، وفي رأيي ان الأمرين يصحان.
· جبل الجوفة، وينسب البعض تسميته بهذا الاسم الى كثرة التجاويف الرومانية القديمة(4)، ونجد من يسميه ب(جبل الكهوف) أو(مغارة القبور)، وفي الستينيات أطلقت عليه أمانة العاصمة اسم(جبل الجزائر) ثم تناساه الناس وظلوا على اسم جبل الجوفة(5).
· جبل وادي النصر ويعرف بوادي أم الرمم، وذلك لأنه كان مكبّاً لرمم الحيوانات النافقة عند أهل المدينة، وهناك من يسميه بوادي الجسور العشرة(6).
· جبل النظيف ويعتلي هذا الجبل منطقة رأس العين ولتسميته أسباب ثلاثة ذكرها الباحث المرحوم.
· حي المهاجرين نسبة الى المهاجرين الشركس ويقع على يمين سيل عمان(7).
· المدرج الروماني ويعرف بدرج فرعون، ويُعرف أيضا بمدرج عمان، بني في زمن الإمبراطور(انطونيوس بيوس)، له محراب في الدور العلوي ويتسع لستة آلاف متفرج، وتعُرض فيه المصارعة بالسيف والمصارعة الحرة أو مع الوحوش( ويحاذيه من الجنوب درج الخلايلة.
· جبل المريخ وكان يعرف بقبيب الغولة او بيت الغولة(9).
· جبل القلعة نسبة الى قلعة عمان.
· حي الشابسوغ نسبة الى عائلة من الشركس، ويتفرع من شارع المحطة ويصعد الى المنطقة التي تقع تحت قلعة عمان(10).
· وادي الحدادة نسبة الى جماعة امتهنوا الحدادة ويوجد فيه بستان قعوار وكان يُلقب به، وعُرف أيضاً باسم(وادي الرواق)(11).
· حي وادي سرور نسبة الى الشيخ عبد الرحمن سرور.
· حي السيل وهو المحاذي لسيل عمان من المهاجرين حتى المدرج الروماني، وينبع سيل عمان من رأس العين، ويمر خلف مطحنة الصابر ليشكل نهراً صغيراً، ويسميه الرحالة السويسري بمية عمان ويأخذ مياهه من بركة رأس العين وعند الرحالة ستيزن(وادي عمان)، كما يُعرف بنهر عمان(12).
· حي المصدار ويسمى بمصدار عيشة ويمتد من المهاجرين حتى الوحدات، وهو نسبة لامرأة اسمها عيشة، وكان يسمى أيضاً ب(مصدار المئذنة)(13).
· حي المعانية وهو حي المحطة.
· شارع الملك حسين وهو طريق السلط.
· حي العورتانية ويوجد في جبل الاشرفية الشرقي وهو جزء من الرسيسية.
· حي خرفان وبقي محافظا على اسمه وينسب لعائلة فريد خرفان.
· جبل نزال وهو في منطقة رأس العين ويُطل على الطريق المؤدية الى ناعور، والتسمية نسبة لعائلة نزال العرموطي(14).
· حي المصاروة وبقي محافظا على اسمه وينسب في تسميته لبعض العائلات التي سكنته قادمة من سحاب.
· حي الدروز في جبل عمان وتحديد ما بين حي المصاروة وحاووز جبل عمان، وهو نسبة لبعض العائلات الدرزية.
· ولم يذكر المرحوم رشيد جبل الحسين وكان اسمه جبل الطهطور(15).
ويتناول في الفصل الثالث الأسواق العامة مشيرا الى طبيعة عمان الوعرة وما فرضته على السكان من نمط هندسي متناسب معها، ومن هذه الأسواق:
· سوق السكر: وبناه رجل يدعى محمد عنقور ثم باعه ليوسف باشا السكر الذي أضاف إليه أجزاء جديدة ويعرف هذا السوق بشهرته بالتجارة العامة، وكانت الدكاكين المتجاورة فيه تسمى(خانة)(16).
· سوق الخضار: وكان محاذيا لسوق السكر وأنشئ متزامنا معه(17).
· سوق الحلال: أقيم هذا السوق أبان تأسيس الإمارة في منطقة جسر الحمام الحالي، وفي مصدر اخر مقابل شارع الاشرفية، وكان يوم الخميس أكثر أيام الأسبوع ازدحاما فيه، ويطلق عليه أحيانا(الموقف)، وبقي السوق في مكانه حتى سنة 1957ثم انتقل الى منطقة رأس العين، وبقي فيها حتى سنة1967 ثم انتقل الى منطقة القويسمة(18).
· سوق السعادة: ويقع هذا السوق مقابل الجامع الحسيني، وكان يعرف بسوق الشوام واختص ببيع الأقمشة والبقالة وحاجات الأفراح ولوازم العرائس وهذا هو السبب في تسميته من قبل بلدية عمان(19).
· سوق البخارية: تأسس هذا السوق سنة1930 وضم عددا من التجار الأفغان والإيرانيين والهنود والبخاريين وهو في محيط المسجد الحسيني وتخصص السوق في بيع الخردوات، وكان ملكاً للشركسي فوزي المفتي(20).
· سوق الحدادة: يقع على جانبي السيل بمحاذاة شارع الملك طلال، ويضم السوق أصحاب مهن الحدادة والبيطرة والحلاقة والخردوات القديمة، ويسميه البعض بسوق الخردة.
ولم يذكر الباحث بعض الأسواق على الرغم من شهرتها مثل سوق اليمنية وسوق البلابسة.
وفي حديثه عن السيل والجسور ذكر رشيد المنخفضات التي تتشكل في سيل عمان والتي يتراوح عمقها من متر الى أربعة أمتار، وعرفت هذه المنخفضات بالحوامات، ويبلغ عرض بعضها خمسة أمتار وكان أشهرها الحوام الواقع قرب جسر المهاجرين، والحوام المجاور للكنيسة، والحوام القريب من مبنى أمانة العاصمة، وحوام العراق قرب المدرج الروماني، وحوام الدود جنوبي الأمانة.
أما الجسور فهي:
· جسر المهاجرين: وهي قنطرة رومانية يبلغ طولها متران ونصف، او عرضها،وكانت تستخدم في أوقات فيضان سيل عمان، وأزيلت القنطرة ثم الجسر البديل لها بعد التطورات العمرانية الأخيرة في عمان(21).
· جسر حي الخلايلة: ويقع قرب سوق الخضار الحالي وربطته بحي الخلايلة، وهو قنطرة رومانية قديمة وكان يطلق عليها أيضا جسر الحجر، وسبب التسمية يعود الى عائلات خليلية قادمة من السلط سكنت حول الجسر(22).
· جسر البلبيسي: وكان بمحاذاة موقع أمانة العاصمة أو عند محلة الشابسوغ، وهو جسر خشبي عادي عرضه أربعة أمتار وسمي بهذا الاسم نسبة لعائلة البلبيسي التي سكنت بجواره(23).
· جسر الحمام: وهو موقع الحمام الحالي، وكان عبارة عن جسر خشبي عرضه ثلاثة أمتار، يربط الجوفة والاشرفية بمركز المدينة(24).
ولم يذكر الباحث جسر العسبلي الذي كان مكان مبنى أمانة العاصمة(25)، وكذلك جسر الحكومة(26).
أما ينابيع الماء التي ذكره رشيد في كتابه فكانت مورد الناس يشربون منها مثل نبع(الآبار)، ونبع آخر في موقع البنك العربي حاليا، في دخلة شريم على يمين شارع فيصل(27)، ونبع كان يوجد في سوق منكو عُرف ب(نبع منكو).
ويورد رشيد في الفصل السابع أسماء القنوات والمطاحن في عمان، ويذكر أنها قامت على جوانب القنوات المائية الرومانية أو العادية وكانت هناك قناتان كبيرتان إحداهما رومانية قديمة قِدم المدينة والأخرى طبيعية وكانتا تجريان من مصدر واحد هو نبع رأس العين؛ أما القناة الرومانية فهي أثرية يبلغ ارتفاعها متراً وكذلك عرضها، وكانت تجري من رأس العين بمحاذاة حي المصاروة وتصب في وسط المدينة في موقع الثلاث بحرات مقابل الجامع الحسيني وهي مبنية من الحجارة المستطيلة التي تشبه البلاط، ولها طاقات مستديرة على مسافات متقاربة، واستخدمت الطاقات كاستخدام المناهل للتنظيف، أما القناة الثانية فهي قناة البساتين فهي قناة طبيعية تجري بمحاذاة القناة الرومانية حتى موقع حي المهاجرين ثم تنعطف شرقاً تجاه مبنى شركة الدخان(سابقاً) ثم تستمر في مسيرها بمحاذاة سيل عمان لتسقي البساتين الموجودة على ضفاف السيل ومن أشهرها بستان جواد بك خوتات الشركسي.
أما المطاحن فهي:
· مطحنة سطام: هي من أقدم المطاحن المائية في عمان وهي تعود للشيخ سطام الفايز والد الشيخ مثقال، وقد استمر العمل بالمطحنة حتى عام1918، وكانت مقامة على القناة الرومانية قرب جسر المهاجرين.
· مطحنة ميرزا: وكانت للمرحوم وصفي ميرزا، والبناء كان لمطحنتين قرب جسر الحمام الحالي، وعُرفت هذه المطحنة في عشرينيات القرن العشرين.
· بابور المفتي: بعد ان توقفت مطحنة سطام انشأ محمد المفتي سنة1930م مطحنة جديدة في حي المهاجرين أول طريق رأس العين وكانت تعمل بواسطة موتور ديزل.
· بابور طاش: أنشئت هذه المطحنة في بداية عشرينيات القرن الماضي واستمرت حتى سنة1930، وقد ورثها ميرزا باشا ثم باعها للجمعية الأرثوذكسية سنة1932م حيث أقيم على أنقاضها كنيسة الروم الحالية بمحاذاة شارع الطلياني.
· بابور السعودي: انشأ هذه المطحنة خيرو السعودي سنة1935 على جسر المهاجرين وابتدأ العمل بها سنة1945م، ثم أزالتها أمانة العاصمة وأقامت مكانها نافورة ماء.
· مطحنة الخطيب: كانت هذه المطحنة تقع بجوار مبنى أمانة العاصمة القديم وهي لشخص شركسي اسمه احمد الخطيب.
· مطحنة ملحس: مطحنة كبيرة لمجموعة من أبناء ملحس وتقع في أول شارع المهاجرين بجوار مطحنة السعودي، وأزيلت في بداية التسعينيات.
ولم يذكر الباحث مطحنة الحموي قرب رئاسة النظار، ومطحنة نجم الدين بيطاط قرب السيل(27).
وفي حديثه عن المخابز يذكر الباحث أنواع الخبز والوسائل الخاصة المستعملة كالصاج وصينية الرمل والطابون والتنور والفرن(بيت النار) ومن المخابز:
· فرن الهندي: وكان في طلعة خرفان مقابل جسر الحمام.
· فرن أبو قاسم العطعوط: في أول شارع الرضا.
· فرن أبو احمد صوفة: في شارع الأمير محمد.
· فرن أبو محمد متولي: مكان سوق البخارية الحالي.
ولم يذكر الباحث رشيد من المخابز أكثر من ذلك، وربما أراد التمثيل عليها فقط، في حين ذكر الباحث محمد رفيع والروائي العربي عبد الرحمن منيف ما نيّف على ثلاثين فرنا في مناطق عمان المختلفة(28).
يتحدث المرحوم رشيد في الباب الرابع عن الحرف اليدوية ويذكر في الفصل الثاني شيئا عن الصباغة كمرحلة ضرورية من مراحل إعداد الغزل لصناعة البسط ومن أشهر المصابغ في عمان آنذاك والتي اختصت بها العائلات الشامية:
o مصبغة أبو ياسين الصباغ: في أول طلوع المصدار.
o مصبغة أبو شاكر: في شارع الطلياني.
o مصبغة أبو فهد: على جسر الحمام.
ونلتقط من احد الهوامش في الباب الخامس تاريخاً للجامع الحسيني في معرض حديثه عن الكتاتيب كلون من ألوان الثقافة الشعبية، فهذا الجامع أقيم على أنقاض مسجد عباسي قديم،في وسط المدينة، ويرجح ان بناء الجامع كان في العقد الثاني من القرن الماضي وتحديدا سنة 1923عندما أرسى حجر الأساس الأمير عبدالله بن الحسين، وحددت قبلته بواسطة بوصلة كانت مع المندوب السامي البريطاني المستر فيلبي، وكان لأهالي القرى المحيطة دور في بنائه اذ فُرضت على كل واحد مبلغ مجيدي وعلى كل رأس غنم ربع مجيدي فضلا عمّا فُرض على أهالي عمان وتجارها، ويقال ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو الذي خطّ محرابه وهو في طريق عودته من القدس(29).
وفي حديثه عن أصحاب الكرامات والطريقة يذكر بعض الأماكن الخاصة بهم وهي مقصد العديد من المواطنين الذي يبحثون عن العلاج أو الدعاء عندهم ليخرجهم الله تعالى مما هم فيه من ضنك ومصائب وضيق، ومن هؤلاء:
o الشيخ الفقير: وهو حسب المرويات الشعبية رجل اسمه محمد، دُفن في مغارة في وادي القطر بحي القلعة، وسمي الشارع الذي يحاذيه بشارع الفقير.. يذهب الناس الى ضريح الفقير للتبرك وتقديم النذور وفرش السجاد وإشعال الشموع.
o جامع رويزق: وأقيم هذا الجامع على تلة في جبل النظيف مقابل أمانة عمان، وينسب الجامع لرجل فقير يدعى الشيخ عبد الرزاق كان يقيم في مغارة ويزوره الناس وهو حي، وأمضى الشيخ رويزق عمره صامتاً، وقبل ذلك خدم في الجيش العربي إماماً، وحينما توفاه الله بُني على ضريحه جامعا ما يزال قائما حتى الآن(30).
ويذكر في تفصيله عن الحمام الشعبي قصة حمام النصر وهو الحمام الشعبي الوحيد في عمان الذي أنشئ على الجسر الذي يربط شارع الملك طلال بسيل عمان ووادي سرور، وسمي الجسر بعد ذلك بجسر الحمام.
أسس هذا الحمام سنة1927 رجل نابلسي يدعى أبو نعيم حشيش، ثم انتقلت ملكيته لأكثر من شخص حتى انتقلت الى ورثة من الحجاز والعراق، ويستثمره الآن شخص سوري هو السيد عمر فارس سعيد الحمصي..
يتكون الحمام من مدخل على شكل صالون، ومن خمس غرف صغيرة، ومن مكان الاغتسال، ومن بيت النار.
وللحمام وظائفه المتعلقة بحفلات الأعراس أو اللجوء إليه بقصد الاستطباب من العقم أو البردية او القشعريرة، وللحمام تقاليده وطرائفه التي يعرفها رواده.
في باب الفرح الشعبي يضع الباحث عنوانا بارزا للفصل الأول وهو(المدرج الروماني)، الذي يُعد من أعظم المدرجات الرومانية في بلاد الشام ويرتبط المدرج في وعي أبناء عمان بالمهرجانات العامة كمهرجان المولد النبوي والأعياد والمبارزات والمصارعات الرياضية.
أما تاريخ هذا المدرج فيعود بناؤه الى عهد الإمبراطور انطونيوس بيوس(138ـ161م)، ويتسع المدرج لعشرة آلاف متفرج، ويطلق عليه أهالي عمان اسم درج فرعون كما ورد ذكره عند بعض الجغرافيين باسم مدرج سليمان.
وفي باب اللقاءات الشعبية يتطرق الباحث رشيد للمضافات ودورها في البناء الاجتماعي والثقافي ومواجهة المشكلات التي تعترض حياة الناس بالحلول، وللمركز الشعبي والاقتصادي لصاحب المضافة أهمية واضحة في ديمومة تأثير المضافات في الحياة الاجتماعية وتوجيه وعي الناس بما يجري من حولهم.
ومن هذه المضافات:
· مضافة آل المفتي: وهي لمحمد المفتي وكانت تقع خلف المسجد الحسيني، ويتردد عليها الجيران والأقارب.
· مضافة آل ميرزا: وهي لميرزا باشا وكانت تقع على السيل ويتردد عليها الأقارب وتُحل فيها الكثير من المشاكل.
· مضافة آل البلبيسي: هي للحاج سليمان البلبيسي وهي أول مضافة لغير الشركس، وكانت تقع على سيل عمان خلف مبنى أمانة العاصمة، ويرتادها معظم الناس، وأبّن فيها الزعيم المصري سعيد زغلول.
· مضافة آل خير: هي للمرحوم سعيد خير، وكانت تقع في حي الشابسوغ، وكان لها مصطبة خارجية يجلس عليها الضيوف بعد صلاة العصر.
· مضافة آل النابلسي: وهي لمسعود النابلسي، الذي يقيم في بيته الكائن في شارع السعادة مضافة طوال شهر رمضان ويرتادها الفقراء والأغنياء وحتى الأطفال لتناول طعام الإفطار.
· مضافة آل عصفور: وهي للمرحوم يوسف عصفور احد رؤساء بلدية عمان وتقع في شارع فيصل دخلة بنك الإسكان، وهي ديوان للمجاورين والأصدقاء.
· مضافة آل القيسي: وهي للحاج سالم القيسي، وقد كانت آخر المضافات التي انتهت بموت أصحابها سنة1963م، وكانت في جبل القلعة، ويرتادها الضيوف والمجاورون والأصدقاء والأقارب.
· مضافة آل تحبسم: وهي للمرحوم محمد تحبسم، على سيل عمان قرب جسر الحمام، وكان صاحبها يستقبل فيها الضيوف بخاصة الصخور، بالإضافة الى العرب الآخرين والشراكسة، وفي نهاية الأربعينيات تحولت الى بيت خاص.
· مضافة آل القريوتي: وهي للمرحوم سعيد القريوتي، وكانت تقع قرب سوق الخضار في موقع عمارة منكو، ويتردد عليها الضيوف والأقارب القادمون من فلسطين.
· مضافة ال برمامت: وهي للمرحوم ماهر برمامت، وتقع في شارع وادي السير، ويرتادها الضيوف والأقارب.
· مضافة ال الشربجي: وهي للمرحوم حسن مصلح الشربجي، وكانت تقع على سيل عمان قرب جسر الحمام، وفيها يتم تدارس الكثير من القضايا وإيجاد الحلول لها.
· مضافة الكردي: وتعود هذه المضافة الى الإخوة خليل ومحمد ومحمود واحمد وسيدو الكردي وتقع في منزل لآل الكردي في حي الشابسوغ، مدرسة الإمام علي حالياً، وكان يرتادها الضيوف والأقارب.
· مضافة ال حميد: وتعود للمرحوم مسعود حميد وكانت من المضافات الشهيرة عند الشركس.
· مضافة ال حلاوة: وصاحبها المرحوم خالد حلاوة مختار النوابلسية.
· ديوان ال الطباع: وتعود للمرحوم صبري الطباع، احد رجال الاقتصاد في الأردن وكان يستقبل فيه رجالات الثورة السورية، وضيوف الملك عبد الله.
· ديوان ال الحلبي: ويعود للمرحوم صبحي الحلبي وكان يقوم بالوظيفة نفسها كمثل المضافات والدواوين المار ذكرها.
مع بداية تأسيس الدولة أصبحت عمان عاصمة سياسية ومن الطبيعي ان يأتي إليها زوار من مستويات عالية ولم تعد المضافات قادرة على إيوائهم فنشأت الفنادق البسيطة والكبيرة، ومنها:
· فندق الكمال في سوق السكر.
· فندق السكر بجوار الأول.
· فندق التوفيق في المنطقة نفسها.
· فندق فلسطين المجاور لتلك الفنادق، وهو لعودة الصوالحة ويقع في شارع الأمير عبدالله(31).
· فندق السعادة مقابل المسجد الحسيني، ومن أصحابه فهمي الزعيم وفوزي المفتي وأنور السعودي وآخر(32).
· فندق المنظر الجميل الى الغرب من فندق السعادة.
· فندق فيلادلفيا لمحمد العسبلي، مقابل المدرج الروماني وله مستوى خاص لأنه يستقبل الزوار الكبار وعددا من السائحين(33).
وهناك فنادق كثيرة لم يذكرها الباحث رشيد ووردت في مصادر أخرى مثل فنادق: القاهرة، فكتوريا، اللبابيدي، الكردي، السعودي(34).
وشكلت المقاهي ركيزة مهمة في التحولات الاجتماعية التي شهدتها عمان منذ تأسيس الإمارة باستقطابها الكثير من فئات المجتمع العماني من التجار والموظفين والعمال، ومن ابرز ما تميزت بها هو تحولها لتكون مؤسسات ثقافية واحتضنت العديد من الفعاليات الوطنية التي خاضت في مختلف القضايا السياسية والقومية ومن هذه المقاهي:
· مقهى المنشية(التحتة): كان موقع هذا المقهى مكان سينما البتراء الحالي عند جسر الحمام بجانب سيل عمان على ارض لآل المفتي(35)، ورواده من الأثرياء وعلية القوم.
· مقهى المنشية(الفوقة): وهي قهوة شعبية للمرحوم قاسم شقير كانت تحاذي (التحتة) من الجهة الغربية ويرتادها أواسط الناس وأصحاب المهن البسيطة.
· قهوة المحروم: وهي قهوة شعبية مثل كانت تقع في أول شارع الرضا ويرتادها العمال ومن هم في مستواهم، وتميزت هذه القهوة بأنها كانت تقدم فقرة فنية خاصة بالحكواتي، وكان الحكواتية يقدمون من سوريا ومصر(36).
· قهوة حمدان: صاحب هذه القهوة رجل فلسطيني يدعى حمدان، وتضيف بعض المصادر بأن صاحب هذا المقهى هو حمدان أبو سويد والمقهى شتوي وصيفي ويسمى أحيانا(لوكاندة)، وتصفه بعض المصادر بأنه مثل النادي وكان موقع القهوة في سوق الصاغة الحالي في شارع فيصل، ويرتاده المثقفون والوطنيون وهواة سباق الخيول، لذلك عقدت فيها المؤتمرات الوطنية، بالإضافة الى عرض بعض المسرحيات الغنائية وفقرات الحكواتي(37).
· قهوة البرازيل: تعود هذه القهوة لرجل من لبنان، وفي مصادر أخرى هي لرفعت الحافظ وشوكت حميد كلمات(38)، وكانت تقع أول شارع الملك حسين بجوار البنك العربي.
ومن المقاهي التي لم يذكره المرحوم رشيد: مقهى الجامعة العربية لمحمد الديراني ومعروف اللبابيدي وهو مقابل الجامع الحسيني، ومقهى الصباغ لمحي الدين الصباغ في شارع فيصل، ومقهى بشير كاتبي في شارع الرضا(39).
ومع تطور الحياة في عمان أصبح لوجود السينما ما يبرره، فأنشئت بعض دور السينما التي كانت تعرض أفلاما عربية وأجنبية، كما كان يُعرض فيها المسرحيات العربية الكوميدية والجادة، ومنها:
· سينما النصر: وهي لرجل سوري وكان يطلق عليها سينما أبو صياح القباني، وهي عبارة عن دار مسقوفة بصفائح التنك وتقع في شارع سينما البتراء الحالي بجوار مقهى شقير خلف شارع طلال، وكانت تعرض الأفلام الصامتة ويُنادى الى العرض عن طريق بوق يسمى(البورزان)(40).
· سينما البترا: وكانت في موقع سينما البترا الحالي قرب السيل، وكانت تعرض أيضا المسرحيات وفقرات من السيرك، ومن المشهور عنها أنها خصصت حفلات للنساء فقط، وهي لتوفيق قطان وأنيس المعشر ورفيق صلاح وشفيق العلبي ووديع اسعد وشكري العموري(41).
· سينما الإمارة: وعُرفت هذه السينما في الأربعينيات، وكان موقعها في شارع الملك حسين مكان البنك الإسلامي حاليا، وأصحابها من سوريا، وفي مصادر أخرى تعود ملكيتها لصلاح العلبي وشكري العموري وتأسست سنة 1943 في شارع فيصل(42).
وعند قراءة كتاب المرحوم رشيد(الكتاتيب ونظمها التقليدية في مدينة عمان بين 1900ـ1958) نتوقف عند بعض الأمكنة التي رصدها البحث مثل:
· كُتّاب الشيخ سليم الكيالي: بعد إعادة بناء الجامع الحسيني عام1924م عمل الشيخ سليم مؤذناً في الجامع، وسُمح له بفتح كُتّاب في منزله الكائن في حرم الجامع وكان يقيم حلقات للذكر فضلا عن التدريس، واستمر الكُتّاب الى ان توفي الشيخ في1958م.
· كُتّاب الشيخ بكر ارتسوغ الملقب ب(نانا): فُتح هذا الكُتاب سنة1924 في حي الميدان بجوار المدرج الروماني، وحينما توفي سنة1928(نانا) بمهمة التدريس، واستمرت نانا في كُتابها حتى أوائل الثلاثينيات، وكانت الدراسة فيه مختلطة.
· كُتّاب الشيخ حسين المدلل: انشأ هذا الكُتاب سنة1924م الشيخ حسين المدلل بجوار مسجد حي المعانية في المحطة الذي كان يعمل إماما فيه، واستمر في التدريس حتى أواخر الثلاثينيات.
· كُتّاب الشيخ حسن البرغوثي: بدأ أولا بتعليم أبناء البدو في منطقة ماركا بين 1924و1944م، وعُرف عنه انه لم يكن يشترط أجراً لعمله في الكُتاب ولم يكن يتقاضى أجراً من أولاد الفقراء.
· كُتّاب الشيخ حافظ النوباني: وابتدأ العمل به عام1928 وحتى عام1931 في منزله بحي المهاجرين، ثم انتقل الى شارع الخطيب في جبل عمان، وكان طلابه من أبناء المنطقتين ومن وسط البلد ومن البدو الذين كان يرسلهم غلوب باشا ليدرسوا على نفقته.
· كُتّاب الشيخ سليمان المعلواني: وابتدأ العمل به سنة 1931م في أول حي وادي سرور، وأغلقه سنة 1945لعدم التفرغ له.
· كُتّاب الشيخ فارس الخطيب: وابتدأ العمل به سنة 1934م في حي المهاجرين، واستمر حتى أواخر الأربعينيات، وفي مطلع العقد الخامس انتقل الى حي وادي سرور ومارس التعليم أيضا.
· كُتّاب(المدرسة العلوية): قام كلوب باشا وزوجته بتأسيس كُتاب في مطلع الأربعينيات وأطلق عليه اسم المدرسة العلوية، وخصصه للطلاب الفقراء القادمين من جنوبي ووسط الأردن، والمعلم الذي يُدرّس فيه هو ناصر أبو دلبوح، وكان يُقدم للطلاب الغذاء والقرطاسية مع عشرة قروش أسبوعيا للطالب، وتوفير المبيت لبعض الطلاب، وكان المنهاج هو منهاج وزارة المعارف آنذاك.
أما كتاتيب المعلمات فهي:
· كُتّاب نانا ارتسوغ: وقد مر ذكر هذا الكُتاب عند الحديث عن كُتّاب الشيخ بكر ارتسوغ، ومن المعروف ان(نانا) استمرت في التعليم عشر سنوات بعد وفاة زوجها.
· مدرسة خيرية فاخر ماضي: تأسست سنة1930 في وسط المدينة مقابل مبنى البريد الآلي في شارع الأمير محمد(43)، واستمرت المدرسة حتى سنة1945، حينما تفرغت السيدة خيرية لبيتها وأولادها.
· مدرسة حكمت عيسى جانخط: وهي مدرسة خاصة مختلطة تم تأسيسها سنة 1931، وكان موقعها في شارع بسمان، جوار المحكمة الشرعية(44).
· كُتّاب شهيرة عبد الهادي: ابتدأ العمل في هذا الُكتاب سنة1934، وأسمته مدرسة الاعتصام، وكان موقعه في شارع الأمير محمد خلف البريد(45)، واستمر عمله حتى سنة 1956.
· كُتّاب منيرة إسماعيل الكاشف: ابتدأ العمل في هذا الكُتاب سنة 1938م، وموقعه في حي المهاجرين على درج العقاربة في حي المصاروة(46)، وكان يطلق عليه(المدرسة المنيرية) واستقبلت هذه المدرسة أبناء اللاجئين الفلسطينيين على حساب وكالة الغوث الدولية للاجئين، وكان التعليم فيها مختلطاً.
· مدرسة ربيعة الغزاوي: وكان موقعها عند سبيل الحوريات، وبدأ التدريس فيها للبنات فقط وفي غرفة واحدة منذ أواخر الأربعينيات واستمر حتى مطلع الخمسينيات.
· كُتّاب حميدة الشركسية: ابتدأ التدريس فيه أوائل الأربعينيات، ويقع خلف مبنى أمانة عمان القديم مقابل المدرج الروماني(47)، والتعليم فيه مختلط.
· كُتّاب فريدة القلطقجي(أم سمية): يقع هذا الكُتاب في دخلة عصفور أول شارع الهاشمي، وهو من غرفة واحدة والتعليم فيه مختلط، واستمر التدريس فيه حتى عام 1952م.
· كُتّاب فريدة الحموي: وابتدأ التدريس فيه عام 1944م، ويقع هذا الكُتاب في رأس حي وادي سرور، وهو صغير وخاص بالبنات والمتزوجات وكن يدرسن فيه القرآن الكريم.
· كُتّاب كريمة الخطيب الوزني: وابتدأ التعليم فيه سنة 1952م وهو عبارة عن غرفة واحدة ملحقة ببيت أهلها في رأس حي وادي سرور، والتعليم مختلط، وبعد زواجها نقلت معها كُتابها الى مكان سكنها الجديد في حي خرفان بجبل عمان، واستمر حتى سنة 1959م.
· كُتّاب أمنة كلبونة: وكان يوجد في رأس حي وادي سرور، والتدريس فيه بأجرة زهيدة، وأغلق في أواخر الخمسينيات.
· مدرسة شفيقة الديسي: ابتدأ العمل في هذه المدرسة سنة 1953م، في حي وادي سرور/شارع الجوفة/قرب فرن الجزائر، واستمر التدريس فيها حتى عام 1958م
المكان العمّاني عند الباحث التراثي عبدالله رشيد
بقلم : نايف النوايسة
أخبار اليوم - ارتبط المكان عند الباحث الدكتور المرحوم عبد الله رشيد بكل ما قدّم من جهود تراثية وعلى الأخص في بيئة بحثه(عمان) الذي شغله كثيرا الى حد الهيام، وسنلاحظ هذا الارتباط في كتابيه:(ملامح الحياة الشعبية في مدينة عمان 1878ـ 1948)*، (الكتاتيب ونظمها التقليدية في مدينة عمان1900ـ 1958)**. ومن نافلة الفائدة في هذا البحث إجراء مقاربة كاشفة مع من شغلتهم عمان وعنوا بشؤونها من باحثين ومؤرخين.
تضمن كتابه الأول(ملامح الحياة الشعبية في مدينة عمان..) ثمانية أبواب ضمت جميعها ستة وثلاثين فصلاً تناول فيها الباحث رشيد شؤون تراثية عمانية بدءاً من التكوين التاريخي والمأثور التراثي وانتهاء الى بزوغ فجر المملكة الأردنية الهاشمية، وجاء ورود المكان ملازما للمسيرة الحضارية لهذه المدينة، ولأنني وجدت زخماً لأسماء الأمكنة هنا وددت تسليط الضوء عليها بهدف لفت النظر الى أهميتها وتحفيز الباحثين لأخذها بعين الاعتبار عند الشروع بكتابة أبحاثهم.
أورد المرحوم رشيد في الباب الأول الذي خصصه للشراكسة جملة من أسماء الأماكن وجعل من عمان النقطة المركزية لدائرة المكان بالمجمل، فالشركس القادمون من بلادهم القوقاز اختاروا لسكنهم الجديد في عمان أماكن مثل: المحطة والشابسوغ وجبل القلعة وحي المهاجرين، وتطرق الباحث الى أماكن كثيرة راس العين وجبل عمان وجبل الحسين وطبربور وسوق الحلال وحي اللفاتوة في جبل عمان والمدرج الرومان والكاتدرائية، وفي معرض وصفه لعمان وردت صفة مدينة العيون ومدينة المياه لكثرة عيون الماء والينابيع الأمر الذي جذب لهذه المدينة أشتاتاً من الناس سواء من الشركس أو العشائر البدوية الأردنية(البلقاوية) مثل الحديد والذريوات والدعجة والقهيوي وغيرهم..
ودخل الشركس في تحالف كان ضروريا مع الصخور من اجل المحافظة على امن طريق الحاج، وتأتي أهمية هذا التحالف بعد ان وصلت علاقة الشركس مع القبائل البلقاوية الى حد الشحناء الحادة على الماء واقتسام المكان والمراعي..
وذكر في هذا الباب بعض أماكن الشركس في بلادهم القوقاز مثل: نهر القويان ونهر اللابار وتلة(تحه مافه) وفي هذه التلة غابة اله الخير وهو من أقدس الأماكن عند الشركس، كما ذكر في عمان عددا من المقابر مثل مقبرة رأس العين، والمقبرة التي كانت تحاذي مجمع رغدان، ومقبرة جسر الحمام التي كانت كائنة أول وادي سرور، ونُقلت هذه المقابر حين تمددت عمان واتسعت حدودها.
وفي حديثه في الباب الثاني عن التجمعات السكانية في عمان والسلط يرد ذكرٌ لفلسطين وسوريا بسبب الهجرات السكانية من هذين البلدين، كما يرد ذكر بعض الأماكن التي تشكّل المكون الجغرافي لعمان مثل الشابسوغ وجبل الجوفة وجبل القلعة ووادي سرور الذي تُنسب تسميته الى الشيخ عبد الرحمن سرور الجزازي الذي استقر في هذه المنطقة قادما من السلط، ومن الأماكن أيضا اليادودة وشارع الملك فيصل.
ويذكر الباحث بعضاً من الجبال والأحياء الشعبية والمواقع في المدينة وأسماءها مثل:
· جبل عمان وكان اسمه القديم رجم الملفوف، وأطلق هذا الاسم على الجهة الشمالية منه نسبة الى برجين أثريين مستديرين كالملفوف وهما من الآثار العمونية(1).
· جبل التاج واسمه القديم الخريطة(2).
· جبل اللويبدة، ويتفق جميع الباحثين على هذا الاسم، ولكنهم اختلفوا في سبب التسمية، فمنهم من ذهب الى وجود نبتة شوكية موجودة بكثافة في الجبل، ومنهم من نسب التسمية الى وجود حيوانات مفترسة(تلبد) في الجبل(3)، وفي رأيي ان الأمرين يصحان.
· جبل الجوفة، وينسب البعض تسميته بهذا الاسم الى كثرة التجاويف الرومانية القديمة(4)، ونجد من يسميه ب(جبل الكهوف) أو(مغارة القبور)، وفي الستينيات أطلقت عليه أمانة العاصمة اسم(جبل الجزائر) ثم تناساه الناس وظلوا على اسم جبل الجوفة(5).
· جبل وادي النصر ويعرف بوادي أم الرمم، وذلك لأنه كان مكبّاً لرمم الحيوانات النافقة عند أهل المدينة، وهناك من يسميه بوادي الجسور العشرة(6).
· جبل النظيف ويعتلي هذا الجبل منطقة رأس العين ولتسميته أسباب ثلاثة ذكرها الباحث المرحوم.
· حي المهاجرين نسبة الى المهاجرين الشركس ويقع على يمين سيل عمان(7).
· المدرج الروماني ويعرف بدرج فرعون، ويُعرف أيضا بمدرج عمان، بني في زمن الإمبراطور(انطونيوس بيوس)، له محراب في الدور العلوي ويتسع لستة آلاف متفرج، وتعُرض فيه المصارعة بالسيف والمصارعة الحرة أو مع الوحوش( ويحاذيه من الجنوب درج الخلايلة.
· جبل المريخ وكان يعرف بقبيب الغولة او بيت الغولة(9).
· جبل القلعة نسبة الى قلعة عمان.
· حي الشابسوغ نسبة الى عائلة من الشركس، ويتفرع من شارع المحطة ويصعد الى المنطقة التي تقع تحت قلعة عمان(10).
· وادي الحدادة نسبة الى جماعة امتهنوا الحدادة ويوجد فيه بستان قعوار وكان يُلقب به، وعُرف أيضاً باسم(وادي الرواق)(11).
· حي وادي سرور نسبة الى الشيخ عبد الرحمن سرور.
· حي السيل وهو المحاذي لسيل عمان من المهاجرين حتى المدرج الروماني، وينبع سيل عمان من رأس العين، ويمر خلف مطحنة الصابر ليشكل نهراً صغيراً، ويسميه الرحالة السويسري بمية عمان ويأخذ مياهه من بركة رأس العين وعند الرحالة ستيزن(وادي عمان)، كما يُعرف بنهر عمان(12).
· حي المصدار ويسمى بمصدار عيشة ويمتد من المهاجرين حتى الوحدات، وهو نسبة لامرأة اسمها عيشة، وكان يسمى أيضاً ب(مصدار المئذنة)(13).
· حي المعانية وهو حي المحطة.
· شارع الملك حسين وهو طريق السلط.
· حي العورتانية ويوجد في جبل الاشرفية الشرقي وهو جزء من الرسيسية.
· حي خرفان وبقي محافظا على اسمه وينسب لعائلة فريد خرفان.
· جبل نزال وهو في منطقة رأس العين ويُطل على الطريق المؤدية الى ناعور، والتسمية نسبة لعائلة نزال العرموطي(14).
· حي المصاروة وبقي محافظا على اسمه وينسب في تسميته لبعض العائلات التي سكنته قادمة من سحاب.
· حي الدروز في جبل عمان وتحديد ما بين حي المصاروة وحاووز جبل عمان، وهو نسبة لبعض العائلات الدرزية.
· ولم يذكر المرحوم رشيد جبل الحسين وكان اسمه جبل الطهطور(15).
ويتناول في الفصل الثالث الأسواق العامة مشيرا الى طبيعة عمان الوعرة وما فرضته على السكان من نمط هندسي متناسب معها، ومن هذه الأسواق:
· سوق السكر: وبناه رجل يدعى محمد عنقور ثم باعه ليوسف باشا السكر الذي أضاف إليه أجزاء جديدة ويعرف هذا السوق بشهرته بالتجارة العامة، وكانت الدكاكين المتجاورة فيه تسمى(خانة)(16).
· سوق الخضار: وكان محاذيا لسوق السكر وأنشئ متزامنا معه(17).
· سوق الحلال: أقيم هذا السوق أبان تأسيس الإمارة في منطقة جسر الحمام الحالي، وفي مصدر اخر مقابل شارع الاشرفية، وكان يوم الخميس أكثر أيام الأسبوع ازدحاما فيه، ويطلق عليه أحيانا(الموقف)، وبقي السوق في مكانه حتى سنة 1957ثم انتقل الى منطقة رأس العين، وبقي فيها حتى سنة1967 ثم انتقل الى منطقة القويسمة(18).
· سوق السعادة: ويقع هذا السوق مقابل الجامع الحسيني، وكان يعرف بسوق الشوام واختص ببيع الأقمشة والبقالة وحاجات الأفراح ولوازم العرائس وهذا هو السبب في تسميته من قبل بلدية عمان(19).
· سوق البخارية: تأسس هذا السوق سنة1930 وضم عددا من التجار الأفغان والإيرانيين والهنود والبخاريين وهو في محيط المسجد الحسيني وتخصص السوق في بيع الخردوات، وكان ملكاً للشركسي فوزي المفتي(20).
· سوق الحدادة: يقع على جانبي السيل بمحاذاة شارع الملك طلال، ويضم السوق أصحاب مهن الحدادة والبيطرة والحلاقة والخردوات القديمة، ويسميه البعض بسوق الخردة.
ولم يذكر الباحث بعض الأسواق على الرغم من شهرتها مثل سوق اليمنية وسوق البلابسة.
وفي حديثه عن السيل والجسور ذكر رشيد المنخفضات التي تتشكل في سيل عمان والتي يتراوح عمقها من متر الى أربعة أمتار، وعرفت هذه المنخفضات بالحوامات، ويبلغ عرض بعضها خمسة أمتار وكان أشهرها الحوام الواقع قرب جسر المهاجرين، والحوام المجاور للكنيسة، والحوام القريب من مبنى أمانة العاصمة، وحوام العراق قرب المدرج الروماني، وحوام الدود جنوبي الأمانة.
أما الجسور فهي:
· جسر المهاجرين: وهي قنطرة رومانية يبلغ طولها متران ونصف، او عرضها،وكانت تستخدم في أوقات فيضان سيل عمان، وأزيلت القنطرة ثم الجسر البديل لها بعد التطورات العمرانية الأخيرة في عمان(21).
· جسر حي الخلايلة: ويقع قرب سوق الخضار الحالي وربطته بحي الخلايلة، وهو قنطرة رومانية قديمة وكان يطلق عليها أيضا جسر الحجر، وسبب التسمية يعود الى عائلات خليلية قادمة من السلط سكنت حول الجسر(22).
· جسر البلبيسي: وكان بمحاذاة موقع أمانة العاصمة أو عند محلة الشابسوغ، وهو جسر خشبي عادي عرضه أربعة أمتار وسمي بهذا الاسم نسبة لعائلة البلبيسي التي سكنت بجواره(23).
· جسر الحمام: وهو موقع الحمام الحالي، وكان عبارة عن جسر خشبي عرضه ثلاثة أمتار، يربط الجوفة والاشرفية بمركز المدينة(24).
ولم يذكر الباحث جسر العسبلي الذي كان مكان مبنى أمانة العاصمة(25)، وكذلك جسر الحكومة(26).
أما ينابيع الماء التي ذكره رشيد في كتابه فكانت مورد الناس يشربون منها مثل نبع(الآبار)، ونبع آخر في موقع البنك العربي حاليا، في دخلة شريم على يمين شارع فيصل(27)، ونبع كان يوجد في سوق منكو عُرف ب(نبع منكو).
ويورد رشيد في الفصل السابع أسماء القنوات والمطاحن في عمان، ويذكر أنها قامت على جوانب القنوات المائية الرومانية أو العادية وكانت هناك قناتان كبيرتان إحداهما رومانية قديمة قِدم المدينة والأخرى طبيعية وكانتا تجريان من مصدر واحد هو نبع رأس العين؛ أما القناة الرومانية فهي أثرية يبلغ ارتفاعها متراً وكذلك عرضها، وكانت تجري من رأس العين بمحاذاة حي المصاروة وتصب في وسط المدينة في موقع الثلاث بحرات مقابل الجامع الحسيني وهي مبنية من الحجارة المستطيلة التي تشبه البلاط، ولها طاقات مستديرة على مسافات متقاربة، واستخدمت الطاقات كاستخدام المناهل للتنظيف، أما القناة الثانية فهي قناة البساتين فهي قناة طبيعية تجري بمحاذاة القناة الرومانية حتى موقع حي المهاجرين ثم تنعطف شرقاً تجاه مبنى شركة الدخان(سابقاً) ثم تستمر في مسيرها بمحاذاة سيل عمان لتسقي البساتين الموجودة على ضفاف السيل ومن أشهرها بستان جواد بك خوتات الشركسي.
أما المطاحن فهي:
· مطحنة سطام: هي من أقدم المطاحن المائية في عمان وهي تعود للشيخ سطام الفايز والد الشيخ مثقال، وقد استمر العمل بالمطحنة حتى عام1918، وكانت مقامة على القناة الرومانية قرب جسر المهاجرين.
· مطحنة ميرزا: وكانت للمرحوم وصفي ميرزا، والبناء كان لمطحنتين قرب جسر الحمام الحالي، وعُرفت هذه المطحنة في عشرينيات القرن العشرين.
· بابور المفتي: بعد ان توقفت مطحنة سطام انشأ محمد المفتي سنة1930م مطحنة جديدة في حي المهاجرين أول طريق رأس العين وكانت تعمل بواسطة موتور ديزل.
· بابور طاش: أنشئت هذه المطحنة في بداية عشرينيات القرن الماضي واستمرت حتى سنة1930، وقد ورثها ميرزا باشا ثم باعها للجمعية الأرثوذكسية سنة1932م حيث أقيم على أنقاضها كنيسة الروم الحالية بمحاذاة شارع الطلياني.
· بابور السعودي: انشأ هذه المطحنة خيرو السعودي سنة1935 على جسر المهاجرين وابتدأ العمل بها سنة1945م، ثم أزالتها أمانة العاصمة وأقامت مكانها نافورة ماء.
· مطحنة الخطيب: كانت هذه المطحنة تقع بجوار مبنى أمانة العاصمة القديم وهي لشخص شركسي اسمه احمد الخطيب.
· مطحنة ملحس: مطحنة كبيرة لمجموعة من أبناء ملحس وتقع في أول شارع المهاجرين بجوار مطحنة السعودي، وأزيلت في بداية التسعينيات.
ولم يذكر الباحث مطحنة الحموي قرب رئاسة النظار، ومطحنة نجم الدين بيطاط قرب السيل(27).
وفي حديثه عن المخابز يذكر الباحث أنواع الخبز والوسائل الخاصة المستعملة كالصاج وصينية الرمل والطابون والتنور والفرن(بيت النار) ومن المخابز:
· فرن الهندي: وكان في طلعة خرفان مقابل جسر الحمام.
· فرن أبو قاسم العطعوط: في أول شارع الرضا.
· فرن أبو احمد صوفة: في شارع الأمير محمد.
· فرن أبو محمد متولي: مكان سوق البخارية الحالي.
ولم يذكر الباحث رشيد من المخابز أكثر من ذلك، وربما أراد التمثيل عليها فقط، في حين ذكر الباحث محمد رفيع والروائي العربي عبد الرحمن منيف ما نيّف على ثلاثين فرنا في مناطق عمان المختلفة(28).
يتحدث المرحوم رشيد في الباب الرابع عن الحرف اليدوية ويذكر في الفصل الثاني شيئا عن الصباغة كمرحلة ضرورية من مراحل إعداد الغزل لصناعة البسط ومن أشهر المصابغ في عمان آنذاك والتي اختصت بها العائلات الشامية:
o مصبغة أبو ياسين الصباغ: في أول طلوع المصدار.
o مصبغة أبو شاكر: في شارع الطلياني.
o مصبغة أبو فهد: على جسر الحمام.
ونلتقط من احد الهوامش في الباب الخامس تاريخاً للجامع الحسيني في معرض حديثه عن الكتاتيب كلون من ألوان الثقافة الشعبية، فهذا الجامع أقيم على أنقاض مسجد عباسي قديم،في وسط المدينة، ويرجح ان بناء الجامع كان في العقد الثاني من القرن الماضي وتحديدا سنة 1923عندما أرسى حجر الأساس الأمير عبدالله بن الحسين، وحددت قبلته بواسطة بوصلة كانت مع المندوب السامي البريطاني المستر فيلبي، وكان لأهالي القرى المحيطة دور في بنائه اذ فُرضت على كل واحد مبلغ مجيدي وعلى كل رأس غنم ربع مجيدي فضلا عمّا فُرض على أهالي عمان وتجارها، ويقال ان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو الذي خطّ محرابه وهو في طريق عودته من القدس(29).
وفي حديثه عن أصحاب الكرامات والطريقة يذكر بعض الأماكن الخاصة بهم وهي مقصد العديد من المواطنين الذي يبحثون عن العلاج أو الدعاء عندهم ليخرجهم الله تعالى مما هم فيه من ضنك ومصائب وضيق، ومن هؤلاء:
o الشيخ الفقير: وهو حسب المرويات الشعبية رجل اسمه محمد، دُفن في مغارة في وادي القطر بحي القلعة، وسمي الشارع الذي يحاذيه بشارع الفقير.. يذهب الناس الى ضريح الفقير للتبرك وتقديم النذور وفرش السجاد وإشعال الشموع.
o جامع رويزق: وأقيم هذا الجامع على تلة في جبل النظيف مقابل أمانة عمان، وينسب الجامع لرجل فقير يدعى الشيخ عبد الرزاق كان يقيم في مغارة ويزوره الناس وهو حي، وأمضى الشيخ رويزق عمره صامتاً، وقبل ذلك خدم في الجيش العربي إماماً، وحينما توفاه الله بُني على ضريحه جامعا ما يزال قائما حتى الآن(30).
ويذكر في تفصيله عن الحمام الشعبي قصة حمام النصر وهو الحمام الشعبي الوحيد في عمان الذي أنشئ على الجسر الذي يربط شارع الملك طلال بسيل عمان ووادي سرور، وسمي الجسر بعد ذلك بجسر الحمام.
أسس هذا الحمام سنة1927 رجل نابلسي يدعى أبو نعيم حشيش، ثم انتقلت ملكيته لأكثر من شخص حتى انتقلت الى ورثة من الحجاز والعراق، ويستثمره الآن شخص سوري هو السيد عمر فارس سعيد الحمصي..
يتكون الحمام من مدخل على شكل صالون، ومن خمس غرف صغيرة، ومن مكان الاغتسال، ومن بيت النار.
وللحمام وظائفه المتعلقة بحفلات الأعراس أو اللجوء إليه بقصد الاستطباب من العقم أو البردية او القشعريرة، وللحمام تقاليده وطرائفه التي يعرفها رواده.
في باب الفرح الشعبي يضع الباحث عنوانا بارزا للفصل الأول وهو(المدرج الروماني)، الذي يُعد من أعظم المدرجات الرومانية في بلاد الشام ويرتبط المدرج في وعي أبناء عمان بالمهرجانات العامة كمهرجان المولد النبوي والأعياد والمبارزات والمصارعات الرياضية.
أما تاريخ هذا المدرج فيعود بناؤه الى عهد الإمبراطور انطونيوس بيوس(138ـ161م)، ويتسع المدرج لعشرة آلاف متفرج، ويطلق عليه أهالي عمان اسم درج فرعون كما ورد ذكره عند بعض الجغرافيين باسم مدرج سليمان.
وفي باب اللقاءات الشعبية يتطرق الباحث رشيد للمضافات ودورها في البناء الاجتماعي والثقافي ومواجهة المشكلات التي تعترض حياة الناس بالحلول، وللمركز الشعبي والاقتصادي لصاحب المضافة أهمية واضحة في ديمومة تأثير المضافات في الحياة الاجتماعية وتوجيه وعي الناس بما يجري من حولهم.
ومن هذه المضافات:
· مضافة آل المفتي: وهي لمحمد المفتي وكانت تقع خلف المسجد الحسيني، ويتردد عليها الجيران والأقارب.
· مضافة آل ميرزا: وهي لميرزا باشا وكانت تقع على السيل ويتردد عليها الأقارب وتُحل فيها الكثير من المشاكل.
· مضافة آل البلبيسي: هي للحاج سليمان البلبيسي وهي أول مضافة لغير الشركس، وكانت تقع على سيل عمان خلف مبنى أمانة العاصمة، ويرتادها معظم الناس، وأبّن فيها الزعيم المصري سعيد زغلول.
· مضافة آل خير: هي للمرحوم سعيد خير، وكانت تقع في حي الشابسوغ، وكان لها مصطبة خارجية يجلس عليها الضيوف بعد صلاة العصر.
· مضافة آل النابلسي: وهي لمسعود النابلسي، الذي يقيم في بيته الكائن في شارع السعادة مضافة طوال شهر رمضان ويرتادها الفقراء والأغنياء وحتى الأطفال لتناول طعام الإفطار.
· مضافة آل عصفور: وهي للمرحوم يوسف عصفور احد رؤساء بلدية عمان وتقع في شارع فيصل دخلة بنك الإسكان، وهي ديوان للمجاورين والأصدقاء.
· مضافة آل القيسي: وهي للحاج سالم القيسي، وقد كانت آخر المضافات التي انتهت بموت أصحابها سنة1963م، وكانت في جبل القلعة، ويرتادها الضيوف والمجاورون والأصدقاء والأقارب.
· مضافة آل تحبسم: وهي للمرحوم محمد تحبسم، على سيل عمان قرب جسر الحمام، وكان صاحبها يستقبل فيها الضيوف بخاصة الصخور، بالإضافة الى العرب الآخرين والشراكسة، وفي نهاية الأربعينيات تحولت الى بيت خاص.
· مضافة آل القريوتي: وهي للمرحوم سعيد القريوتي، وكانت تقع قرب سوق الخضار في موقع عمارة منكو، ويتردد عليها الضيوف والأقارب القادمون من فلسطين.
· مضافة ال برمامت: وهي للمرحوم ماهر برمامت، وتقع في شارع وادي السير، ويرتادها الضيوف والأقارب.
· مضافة ال الشربجي: وهي للمرحوم حسن مصلح الشربجي، وكانت تقع على سيل عمان قرب جسر الحمام، وفيها يتم تدارس الكثير من القضايا وإيجاد الحلول لها.
· مضافة الكردي: وتعود هذه المضافة الى الإخوة خليل ومحمد ومحمود واحمد وسيدو الكردي وتقع في منزل لآل الكردي في حي الشابسوغ، مدرسة الإمام علي حالياً، وكان يرتادها الضيوف والأقارب.
· مضافة ال حميد: وتعود للمرحوم مسعود حميد وكانت من المضافات الشهيرة عند الشركس.
· مضافة ال حلاوة: وصاحبها المرحوم خالد حلاوة مختار النوابلسية.
· ديوان ال الطباع: وتعود للمرحوم صبري الطباع، احد رجال الاقتصاد في الأردن وكان يستقبل فيه رجالات الثورة السورية، وضيوف الملك عبد الله.
· ديوان ال الحلبي: ويعود للمرحوم صبحي الحلبي وكان يقوم بالوظيفة نفسها كمثل المضافات والدواوين المار ذكرها.
مع بداية تأسيس الدولة أصبحت عمان عاصمة سياسية ومن الطبيعي ان يأتي إليها زوار من مستويات عالية ولم تعد المضافات قادرة على إيوائهم فنشأت الفنادق البسيطة والكبيرة، ومنها:
· فندق الكمال في سوق السكر.
· فندق السكر بجوار الأول.
· فندق التوفيق في المنطقة نفسها.
· فندق فلسطين المجاور لتلك الفنادق، وهو لعودة الصوالحة ويقع في شارع الأمير عبدالله(31).
· فندق السعادة مقابل المسجد الحسيني، ومن أصحابه فهمي الزعيم وفوزي المفتي وأنور السعودي وآخر(32).
· فندق المنظر الجميل الى الغرب من فندق السعادة.
· فندق فيلادلفيا لمحمد العسبلي، مقابل المدرج الروماني وله مستوى خاص لأنه يستقبل الزوار الكبار وعددا من السائحين(33).
وهناك فنادق كثيرة لم يذكرها الباحث رشيد ووردت في مصادر أخرى مثل فنادق: القاهرة، فكتوريا، اللبابيدي، الكردي، السعودي(34).
وشكلت المقاهي ركيزة مهمة في التحولات الاجتماعية التي شهدتها عمان منذ تأسيس الإمارة باستقطابها الكثير من فئات المجتمع العماني من التجار والموظفين والعمال، ومن ابرز ما تميزت بها هو تحولها لتكون مؤسسات ثقافية واحتضنت العديد من الفعاليات الوطنية التي خاضت في مختلف القضايا السياسية والقومية ومن هذه المقاهي:
· مقهى المنشية(التحتة): كان موقع هذا المقهى مكان سينما البتراء الحالي عند جسر الحمام بجانب سيل عمان على ارض لآل المفتي(35)، ورواده من الأثرياء وعلية القوم.
· مقهى المنشية(الفوقة): وهي قهوة شعبية للمرحوم قاسم شقير كانت تحاذي (التحتة) من الجهة الغربية ويرتادها أواسط الناس وأصحاب المهن البسيطة.
· قهوة المحروم: وهي قهوة شعبية مثل كانت تقع في أول شارع الرضا ويرتادها العمال ومن هم في مستواهم، وتميزت هذه القهوة بأنها كانت تقدم فقرة فنية خاصة بالحكواتي، وكان الحكواتية يقدمون من سوريا ومصر(36).
· قهوة حمدان: صاحب هذه القهوة رجل فلسطيني يدعى حمدان، وتضيف بعض المصادر بأن صاحب هذا المقهى هو حمدان أبو سويد والمقهى شتوي وصيفي ويسمى أحيانا(لوكاندة)، وتصفه بعض المصادر بأنه مثل النادي وكان موقع القهوة في سوق الصاغة الحالي في شارع فيصل، ويرتاده المثقفون والوطنيون وهواة سباق الخيول، لذلك عقدت فيها المؤتمرات الوطنية، بالإضافة الى عرض بعض المسرحيات الغنائية وفقرات الحكواتي(37).
· قهوة البرازيل: تعود هذه القهوة لرجل من لبنان، وفي مصادر أخرى هي لرفعت الحافظ وشوكت حميد كلمات(38)، وكانت تقع أول شارع الملك حسين بجوار البنك العربي.
ومن المقاهي التي لم يذكره المرحوم رشيد: مقهى الجامعة العربية لمحمد الديراني ومعروف اللبابيدي وهو مقابل الجامع الحسيني، ومقهى الصباغ لمحي الدين الصباغ في شارع فيصل، ومقهى بشير كاتبي في شارع الرضا(39).
ومع تطور الحياة في عمان أصبح لوجود السينما ما يبرره، فأنشئت بعض دور السينما التي كانت تعرض أفلاما عربية وأجنبية، كما كان يُعرض فيها المسرحيات العربية الكوميدية والجادة، ومنها:
· سينما النصر: وهي لرجل سوري وكان يطلق عليها سينما أبو صياح القباني، وهي عبارة عن دار مسقوفة بصفائح التنك وتقع في شارع سينما البتراء الحالي بجوار مقهى شقير خلف شارع طلال، وكانت تعرض الأفلام الصامتة ويُنادى الى العرض عن طريق بوق يسمى(البورزان)(40).
· سينما البترا: وكانت في موقع سينما البترا الحالي قرب السيل، وكانت تعرض أيضا المسرحيات وفقرات من السيرك، ومن المشهور عنها أنها خصصت حفلات للنساء فقط، وهي لتوفيق قطان وأنيس المعشر ورفيق صلاح وشفيق العلبي ووديع اسعد وشكري العموري(41).
· سينما الإمارة: وعُرفت هذه السينما في الأربعينيات، وكان موقعها في شارع الملك حسين مكان البنك الإسلامي حاليا، وأصحابها من سوريا، وفي مصادر أخرى تعود ملكيتها لصلاح العلبي وشكري العموري وتأسست سنة 1943 في شارع فيصل(42).
وعند قراءة كتاب المرحوم رشيد(الكتاتيب ونظمها التقليدية في مدينة عمان بين 1900ـ1958) نتوقف عند بعض الأمكنة التي رصدها البحث مثل:
· كُتّاب الشيخ سليم الكيالي: بعد إعادة بناء الجامع الحسيني عام1924م عمل الشيخ سليم مؤذناً في الجامع، وسُمح له بفتح كُتّاب في منزله الكائن في حرم الجامع وكان يقيم حلقات للذكر فضلا عن التدريس، واستمر الكُتّاب الى ان توفي الشيخ في1958م.
· كُتّاب الشيخ بكر ارتسوغ الملقب ب(نانا): فُتح هذا الكُتاب سنة1924 في حي الميدان بجوار المدرج الروماني، وحينما توفي سنة1928(نانا) بمهمة التدريس، واستمرت نانا في كُتابها حتى أوائل الثلاثينيات، وكانت الدراسة فيه مختلطة.
· كُتّاب الشيخ حسين المدلل: انشأ هذا الكُتاب سنة1924م الشيخ حسين المدلل بجوار مسجد حي المعانية في المحطة الذي كان يعمل إماما فيه، واستمر في التدريس حتى أواخر الثلاثينيات.
· كُتّاب الشيخ حسن البرغوثي: بدأ أولا بتعليم أبناء البدو في منطقة ماركا بين 1924و1944م، وعُرف عنه انه لم يكن يشترط أجراً لعمله في الكُتاب ولم يكن يتقاضى أجراً من أولاد الفقراء.
· كُتّاب الشيخ حافظ النوباني: وابتدأ العمل به عام1928 وحتى عام1931 في منزله بحي المهاجرين، ثم انتقل الى شارع الخطيب في جبل عمان، وكان طلابه من أبناء المنطقتين ومن وسط البلد ومن البدو الذين كان يرسلهم غلوب باشا ليدرسوا على نفقته.
· كُتّاب الشيخ سليمان المعلواني: وابتدأ العمل به سنة 1931م في أول حي وادي سرور، وأغلقه سنة 1945لعدم التفرغ له.
· كُتّاب الشيخ فارس الخطيب: وابتدأ العمل به سنة 1934م في حي المهاجرين، واستمر حتى أواخر الأربعينيات، وفي مطلع العقد الخامس انتقل الى حي وادي سرور ومارس التعليم أيضا.
· كُتّاب(المدرسة العلوية): قام كلوب باشا وزوجته بتأسيس كُتاب في مطلع الأربعينيات وأطلق عليه اسم المدرسة العلوية، وخصصه للطلاب الفقراء القادمين من جنوبي ووسط الأردن، والمعلم الذي يُدرّس فيه هو ناصر أبو دلبوح، وكان يُقدم للطلاب الغذاء والقرطاسية مع عشرة قروش أسبوعيا للطالب، وتوفير المبيت لبعض الطلاب، وكان المنهاج هو منهاج وزارة المعارف آنذاك.
أما كتاتيب المعلمات فهي:
· كُتّاب نانا ارتسوغ: وقد مر ذكر هذا الكُتاب عند الحديث عن كُتّاب الشيخ بكر ارتسوغ، ومن المعروف ان(نانا) استمرت في التعليم عشر سنوات بعد وفاة زوجها.
· مدرسة خيرية فاخر ماضي: تأسست سنة1930 في وسط المدينة مقابل مبنى البريد الآلي في شارع الأمير محمد(43)، واستمرت المدرسة حتى سنة1945، حينما تفرغت السيدة خيرية لبيتها وأولادها.
· مدرسة حكمت عيسى جانخط: وهي مدرسة خاصة مختلطة تم تأسيسها سنة 1931، وكان موقعها في شارع بسمان، جوار المحكمة الشرعية(44).
· كُتّاب شهيرة عبد الهادي: ابتدأ العمل في هذا الُكتاب سنة1934، وأسمته مدرسة الاعتصام، وكان موقعه في شارع الأمير محمد خلف البريد(45)، واستمر عمله حتى سنة 1956.
· كُتّاب منيرة إسماعيل الكاشف: ابتدأ العمل في هذا الكُتاب سنة 1938م، وموقعه في حي المهاجرين على درج العقاربة في حي المصاروة(46)، وكان يطلق عليه(المدرسة المنيرية) واستقبلت هذه المدرسة أبناء اللاجئين الفلسطينيين على حساب وكالة الغوث الدولية للاجئين، وكان التعليم فيها مختلطاً.
· مدرسة ربيعة الغزاوي: وكان موقعها عند سبيل الحوريات، وبدأ التدريس فيها للبنات فقط وفي غرفة واحدة منذ أواخر الأربعينيات واستمر حتى مطلع الخمسينيات.
· كُتّاب حميدة الشركسية: ابتدأ التدريس فيه أوائل الأربعينيات، ويقع خلف مبنى أمانة عمان القديم مقابل المدرج الروماني(47)، والتعليم فيه مختلط.
· كُتّاب فريدة القلطقجي(أم سمية): يقع هذا الكُتاب في دخلة عصفور أول شارع الهاشمي، وهو من غرفة واحدة والتعليم فيه مختلط، واستمر التدريس فيه حتى عام 1952م.
· كُتّاب فريدة الحموي: وابتدأ التدريس فيه عام 1944م، ويقع هذا الكُتاب في رأس حي وادي سرور، وهو صغير وخاص بالبنات والمتزوجات وكن يدرسن فيه القرآن الكريم.
· كُتّاب كريمة الخطيب الوزني: وابتدأ التعليم فيه سنة 1952م وهو عبارة عن غرفة واحدة ملحقة ببيت أهلها في رأس حي وادي سرور، والتعليم مختلط، وبعد زواجها نقلت معها كُتابها الى مكان سكنها الجديد في حي خرفان بجبل عمان، واستمر حتى سنة 1959م.
· كُتّاب أمنة كلبونة: وكان يوجد في رأس حي وادي سرور، والتدريس فيه بأجرة زهيدة، وأغلق في أواخر الخمسينيات.
· مدرسة شفيقة الديسي: ابتدأ العمل في هذه المدرسة سنة 1953م، في حي وادي سرور/شارع الجوفة/قرب فرن الجزائر، واستمر التدريس فيها حتى عام 1958م
التعليقات