أخبار اليوم - لم يحتمل قلب الشابة الفلسطينية شذا الكفارنة ما يقاسيه أهلها في قطاع غزة من ويلات الحرب والنزوح؛ فكانت الصدمة أكبر من طاقتها، وفارقت الحياة حزنًا وكمدًا.
ما إن اندلعت الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي حتى انقلبت حياة الشابة شذا (23 عامًا) رأسًا على عقب، وأصبحت كل اهتمامتها تنصب على سلامة أسرتها.
شذا خريجة تخصص الوسائط المتعددة (ملتميديا) من قطاع غزة، انتقلت للعيش مع شقيقتها في اسطنبول قبل نحو عامين، وخططت هناك لتحقيق الكثير من طموحاتها وأحلامها.
مع بدء الهجوم البري وما رافقه من قصف عشوائي همجي على منازل المواطنين الأبرياء في القطاع اضّطرت عائلة الشابة الكفارنة للنزوح من بلدتها بيت حانون أقصى شمالي القطاع، إلى رفح أقصى الجنوب، فكان وقع ذلك كالصاعقة عليها.
تقول شقيقتها ولاء، لوكالة 'صفا': 'كانت شذا شديدة القلق والتوتر والخوف على أهلي، وتتابع الأخبار أولًا بأول، وتعيش طوال الوقت على أعصابها'.
متابعة شذا أدق تفاصيل حياة أهلها في غزة لم يكن من فراغ، إذ كانت 'الصغيرة المدللة' بين إخوتها، وكانت تربطها علاقة فريدة بوالديها وأشقائها، فلم تتصور ما جرى لهم من معاناة.
وتضيف ولاء 'شذا كانت مدللة كثيرًا، وخفيفة الظل، ومحبوبة من الجميع، حتى أن أخي أسمى ابنته على اسمها لأنها محبوبة جدًا'.
كان قلب الشابة يتقطع حزنًا بسبب تدهور الحالة المعيشية لأهلها، في ظل حالة الحرب والقتل المستمرة، إذ لم تكن تتخيل أن تؤوي أسرتها إلى مدرسة مع آلاف النازحين، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، بعد أن كانت في بيت جميل وحياة مستقرة وسعيدة.
'لم تكن تتحمل رؤية أهلي في هذا الوضع، وكانت تتألم كثيرًا، وتتابع تفاصيل حياتهم القاسية، وأكثر ما يزعجها حالة التعب والحاجة التي أصابتهم، وتتمنى أن تأتي بهم إليها'، تقول ولاء وكلها حسرة على شقيقتها ورفيقتها في رحلة الاغتراب.
لم يصمد قلب الشابة الصغيرة أمام كل هذا الألم أكثر من شهرين، إذ أصابتها سكتة قلبية مفاجئة في اليوم السابع من ديسمبر، وأدخلت إلى قسم العناية المكثفة في أحد مستشفيات اسطنبول لنحو أسبوعين.
كان وقع خبر إصابة شذا بسكتة قلبية على عائلتها في غزة أكثر ألمًا من واقعها الكارثي، إذ أصبحت الأسرة التي تعاني من الحرب والنزوح وندرة المواد الغذائية والماء، في وضع أكثر سوءًا، من أي شيء عاشته.
وتتابع ولاء 'نسي أهلي الحرب وكل كوارثها، وأصبح رجاؤهم الوحيد- بدلًا من سلامتهم ووقف الحرب والعودة إلى البيت- أن تتعافى شذا مما أصابها، وترجع كما كانت'.
وفي وقت كانت أسرة شذا تتلهف على خبر عن الحالة الصحية لابنتهم المغتربة، زاد قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات عن القطاع لأيام متواصلة، من الوضع الصعب، وكانت النار 'تأكل' قلب الأسرة على مدار الثانية.
بعد 12 يومًا من الصراع، وبالتحديد يوم 19 ديسمبر الجاري، استسلم قلب الشابة الصغيرة إلى مصيره، وفارقت الحياة حزنًا على أوضاع أسرتها التي تشتت بفعل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ورغم أن مفارقة الحياة كان احتمالًا واردًا لدى أسرتها بسبب سوء حالتها الصحية، إلا أن خبر وفاة شذا نزل كالصاعقة على أسرتها النازحة في غزة، لكن لم يكن لديها خيار إلا التسليم بقضاء الله، أمام كل هذه المصائب.
بعد ساعات من إبلاغ العائلة بوفاة ابنتهم الشابة، عاد الاحتلال إلى فصل خدمات الاتصال والإنترنت عن جنوبي القطاع بشكل كامل، وما زالت أسرة شذا بانتظار خبر يطمئنها على دفنها وإكرام جثمانها، وهو ما كان، لكن دون أن تتمكن من معرفة ذلك بسبب انقطاع الاتصال، حتى كتابة هذه السطور.
وتختم ولاء بالحديث عن شخصية شذا: 'كانت تحب الحياة للغاية، كثيرة الحركة والنشاط، روحها مرحة وجميلة، كل من يعرفها أو يراها يعلم كم هي إنسانة طيّبة، كانت ملاكًا على الأرض'.
ومما يواسي ولاء في غربتها ووفاة شقيقتها وجود أحد أشقائها إلى جانبها في اسطنبول، إذ ساقه القدر من غزة إلى المدينة التركية بعد أن أرد زيارة شقيقتيه للاطمئنان عليهما؛ لكن الحرب اندلعت وهو خارج القطاع، وبقي عالقًا هناك، لكن كان وجوده جوهريًا للغاية بالنسبة لشقيقته المكلومة.
وعلى الرغم من أن الحرب تجري داخل حدود القطاع إلا أن لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون على أرضه أهل وأقارب في الخارج يشعرون بمعاناتهم وآلامهم لحظة بلحظة، وكان بعضهم ضحايا لهذا العدوان الهمجي المستمر منذ 76 يومًا، إلى جانب أكثر من 20 ألف شهيد و52 ألف جريح في غزة.
أخبار اليوم - لم يحتمل قلب الشابة الفلسطينية شذا الكفارنة ما يقاسيه أهلها في قطاع غزة من ويلات الحرب والنزوح؛ فكانت الصدمة أكبر من طاقتها، وفارقت الحياة حزنًا وكمدًا.
ما إن اندلعت الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي حتى انقلبت حياة الشابة شذا (23 عامًا) رأسًا على عقب، وأصبحت كل اهتمامتها تنصب على سلامة أسرتها.
شذا خريجة تخصص الوسائط المتعددة (ملتميديا) من قطاع غزة، انتقلت للعيش مع شقيقتها في اسطنبول قبل نحو عامين، وخططت هناك لتحقيق الكثير من طموحاتها وأحلامها.
مع بدء الهجوم البري وما رافقه من قصف عشوائي همجي على منازل المواطنين الأبرياء في القطاع اضّطرت عائلة الشابة الكفارنة للنزوح من بلدتها بيت حانون أقصى شمالي القطاع، إلى رفح أقصى الجنوب، فكان وقع ذلك كالصاعقة عليها.
تقول شقيقتها ولاء، لوكالة 'صفا': 'كانت شذا شديدة القلق والتوتر والخوف على أهلي، وتتابع الأخبار أولًا بأول، وتعيش طوال الوقت على أعصابها'.
متابعة شذا أدق تفاصيل حياة أهلها في غزة لم يكن من فراغ، إذ كانت 'الصغيرة المدللة' بين إخوتها، وكانت تربطها علاقة فريدة بوالديها وأشقائها، فلم تتصور ما جرى لهم من معاناة.
وتضيف ولاء 'شذا كانت مدللة كثيرًا، وخفيفة الظل، ومحبوبة من الجميع، حتى أن أخي أسمى ابنته على اسمها لأنها محبوبة جدًا'.
كان قلب الشابة يتقطع حزنًا بسبب تدهور الحالة المعيشية لأهلها، في ظل حالة الحرب والقتل المستمرة، إذ لم تكن تتخيل أن تؤوي أسرتها إلى مدرسة مع آلاف النازحين، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، بعد أن كانت في بيت جميل وحياة مستقرة وسعيدة.
'لم تكن تتحمل رؤية أهلي في هذا الوضع، وكانت تتألم كثيرًا، وتتابع تفاصيل حياتهم القاسية، وأكثر ما يزعجها حالة التعب والحاجة التي أصابتهم، وتتمنى أن تأتي بهم إليها'، تقول ولاء وكلها حسرة على شقيقتها ورفيقتها في رحلة الاغتراب.
لم يصمد قلب الشابة الصغيرة أمام كل هذا الألم أكثر من شهرين، إذ أصابتها سكتة قلبية مفاجئة في اليوم السابع من ديسمبر، وأدخلت إلى قسم العناية المكثفة في أحد مستشفيات اسطنبول لنحو أسبوعين.
كان وقع خبر إصابة شذا بسكتة قلبية على عائلتها في غزة أكثر ألمًا من واقعها الكارثي، إذ أصبحت الأسرة التي تعاني من الحرب والنزوح وندرة المواد الغذائية والماء، في وضع أكثر سوءًا، من أي شيء عاشته.
وتتابع ولاء 'نسي أهلي الحرب وكل كوارثها، وأصبح رجاؤهم الوحيد- بدلًا من سلامتهم ووقف الحرب والعودة إلى البيت- أن تتعافى شذا مما أصابها، وترجع كما كانت'.
وفي وقت كانت أسرة شذا تتلهف على خبر عن الحالة الصحية لابنتهم المغتربة، زاد قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات عن القطاع لأيام متواصلة، من الوضع الصعب، وكانت النار 'تأكل' قلب الأسرة على مدار الثانية.
بعد 12 يومًا من الصراع، وبالتحديد يوم 19 ديسمبر الجاري، استسلم قلب الشابة الصغيرة إلى مصيره، وفارقت الحياة حزنًا على أوضاع أسرتها التي تشتت بفعل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ورغم أن مفارقة الحياة كان احتمالًا واردًا لدى أسرتها بسبب سوء حالتها الصحية، إلا أن خبر وفاة شذا نزل كالصاعقة على أسرتها النازحة في غزة، لكن لم يكن لديها خيار إلا التسليم بقضاء الله، أمام كل هذه المصائب.
بعد ساعات من إبلاغ العائلة بوفاة ابنتهم الشابة، عاد الاحتلال إلى فصل خدمات الاتصال والإنترنت عن جنوبي القطاع بشكل كامل، وما زالت أسرة شذا بانتظار خبر يطمئنها على دفنها وإكرام جثمانها، وهو ما كان، لكن دون أن تتمكن من معرفة ذلك بسبب انقطاع الاتصال، حتى كتابة هذه السطور.
وتختم ولاء بالحديث عن شخصية شذا: 'كانت تحب الحياة للغاية، كثيرة الحركة والنشاط، روحها مرحة وجميلة، كل من يعرفها أو يراها يعلم كم هي إنسانة طيّبة، كانت ملاكًا على الأرض'.
ومما يواسي ولاء في غربتها ووفاة شقيقتها وجود أحد أشقائها إلى جانبها في اسطنبول، إذ ساقه القدر من غزة إلى المدينة التركية بعد أن أرد زيارة شقيقتيه للاطمئنان عليهما؛ لكن الحرب اندلعت وهو خارج القطاع، وبقي عالقًا هناك، لكن كان وجوده جوهريًا للغاية بالنسبة لشقيقته المكلومة.
وعلى الرغم من أن الحرب تجري داخل حدود القطاع إلا أن لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون على أرضه أهل وأقارب في الخارج يشعرون بمعاناتهم وآلامهم لحظة بلحظة، وكان بعضهم ضحايا لهذا العدوان الهمجي المستمر منذ 76 يومًا، إلى جانب أكثر من 20 ألف شهيد و52 ألف جريح في غزة.
أخبار اليوم - لم يحتمل قلب الشابة الفلسطينية شذا الكفارنة ما يقاسيه أهلها في قطاع غزة من ويلات الحرب والنزوح؛ فكانت الصدمة أكبر من طاقتها، وفارقت الحياة حزنًا وكمدًا.
ما إن اندلعت الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي حتى انقلبت حياة الشابة شذا (23 عامًا) رأسًا على عقب، وأصبحت كل اهتمامتها تنصب على سلامة أسرتها.
شذا خريجة تخصص الوسائط المتعددة (ملتميديا) من قطاع غزة، انتقلت للعيش مع شقيقتها في اسطنبول قبل نحو عامين، وخططت هناك لتحقيق الكثير من طموحاتها وأحلامها.
مع بدء الهجوم البري وما رافقه من قصف عشوائي همجي على منازل المواطنين الأبرياء في القطاع اضّطرت عائلة الشابة الكفارنة للنزوح من بلدتها بيت حانون أقصى شمالي القطاع، إلى رفح أقصى الجنوب، فكان وقع ذلك كالصاعقة عليها.
تقول شقيقتها ولاء، لوكالة 'صفا': 'كانت شذا شديدة القلق والتوتر والخوف على أهلي، وتتابع الأخبار أولًا بأول، وتعيش طوال الوقت على أعصابها'.
متابعة شذا أدق تفاصيل حياة أهلها في غزة لم يكن من فراغ، إذ كانت 'الصغيرة المدللة' بين إخوتها، وكانت تربطها علاقة فريدة بوالديها وأشقائها، فلم تتصور ما جرى لهم من معاناة.
وتضيف ولاء 'شذا كانت مدللة كثيرًا، وخفيفة الظل، ومحبوبة من الجميع، حتى أن أخي أسمى ابنته على اسمها لأنها محبوبة جدًا'.
كان قلب الشابة يتقطع حزنًا بسبب تدهور الحالة المعيشية لأهلها، في ظل حالة الحرب والقتل المستمرة، إذ لم تكن تتخيل أن تؤوي أسرتها إلى مدرسة مع آلاف النازحين، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، بعد أن كانت في بيت جميل وحياة مستقرة وسعيدة.
'لم تكن تتحمل رؤية أهلي في هذا الوضع، وكانت تتألم كثيرًا، وتتابع تفاصيل حياتهم القاسية، وأكثر ما يزعجها حالة التعب والحاجة التي أصابتهم، وتتمنى أن تأتي بهم إليها'، تقول ولاء وكلها حسرة على شقيقتها ورفيقتها في رحلة الاغتراب.
لم يصمد قلب الشابة الصغيرة أمام كل هذا الألم أكثر من شهرين، إذ أصابتها سكتة قلبية مفاجئة في اليوم السابع من ديسمبر، وأدخلت إلى قسم العناية المكثفة في أحد مستشفيات اسطنبول لنحو أسبوعين.
كان وقع خبر إصابة شذا بسكتة قلبية على عائلتها في غزة أكثر ألمًا من واقعها الكارثي، إذ أصبحت الأسرة التي تعاني من الحرب والنزوح وندرة المواد الغذائية والماء، في وضع أكثر سوءًا، من أي شيء عاشته.
وتتابع ولاء 'نسي أهلي الحرب وكل كوارثها، وأصبح رجاؤهم الوحيد- بدلًا من سلامتهم ووقف الحرب والعودة إلى البيت- أن تتعافى شذا مما أصابها، وترجع كما كانت'.
وفي وقت كانت أسرة شذا تتلهف على خبر عن الحالة الصحية لابنتهم المغتربة، زاد قطع الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات عن القطاع لأيام متواصلة، من الوضع الصعب، وكانت النار 'تأكل' قلب الأسرة على مدار الثانية.
بعد 12 يومًا من الصراع، وبالتحديد يوم 19 ديسمبر الجاري، استسلم قلب الشابة الصغيرة إلى مصيره، وفارقت الحياة حزنًا على أوضاع أسرتها التي تشتت بفعل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ورغم أن مفارقة الحياة كان احتمالًا واردًا لدى أسرتها بسبب سوء حالتها الصحية، إلا أن خبر وفاة شذا نزل كالصاعقة على أسرتها النازحة في غزة، لكن لم يكن لديها خيار إلا التسليم بقضاء الله، أمام كل هذه المصائب.
بعد ساعات من إبلاغ العائلة بوفاة ابنتهم الشابة، عاد الاحتلال إلى فصل خدمات الاتصال والإنترنت عن جنوبي القطاع بشكل كامل، وما زالت أسرة شذا بانتظار خبر يطمئنها على دفنها وإكرام جثمانها، وهو ما كان، لكن دون أن تتمكن من معرفة ذلك بسبب انقطاع الاتصال، حتى كتابة هذه السطور.
وتختم ولاء بالحديث عن شخصية شذا: 'كانت تحب الحياة للغاية، كثيرة الحركة والنشاط، روحها مرحة وجميلة، كل من يعرفها أو يراها يعلم كم هي إنسانة طيّبة، كانت ملاكًا على الأرض'.
ومما يواسي ولاء في غربتها ووفاة شقيقتها وجود أحد أشقائها إلى جانبها في اسطنبول، إذ ساقه القدر من غزة إلى المدينة التركية بعد أن أرد زيارة شقيقتيه للاطمئنان عليهما؛ لكن الحرب اندلعت وهو خارج القطاع، وبقي عالقًا هناك، لكن كان وجوده جوهريًا للغاية بالنسبة لشقيقته المكلومة.
وعلى الرغم من أن الحرب تجري داخل حدود القطاع إلا أن لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون على أرضه أهل وأقارب في الخارج يشعرون بمعاناتهم وآلامهم لحظة بلحظة، وكان بعضهم ضحايا لهذا العدوان الهمجي المستمر منذ 76 يومًا، إلى جانب أكثر من 20 ألف شهيد و52 ألف جريح في غزة.
التعليقات