د. اخليف الطراونة
سلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركاته اهل الجهاد والرباط، وقلبي وقلبكم يعتصر: ألماً؛ وحزناً؛ وحسرةً، كما شرفاء الأمة وأحرار الإنسانية من هول ما نرى وما نسمع. وسلام على الشهداء في فلسطين وغزة: أطفالاً؛ ونساءً؛ وشيوخاً؛ ورجالاً. وسلامٌ على غزة التي أصبحت اليوم جامعةً عالمية، تعلّم الإنسانية معنى الإيمان والصبر والثبات على الحق، ومعنى الفداء والتضحية، والصمود في وجه القوة الغاشمة البربرية.
وسلام على أهل غزة المرابطين الصابرين الذين يروون بدمائهم الزكية الطاهرة ثراها، ويأبون الرحيل عنها، فهم ملتصقون بأرضهم لا ينفصمون عنها، يتسابقون في ميادين الشهادة ونُبل المعارك، ويسطرون أروع الأمثلة في الذود عن حياضها وعروبتها وإسلاميتها.
أي صمود هذا- يا أهلنا في غزة- الذي تسطرونه اليوم أمام أعتى قوة بربرية عرفتها البشرية. إجرام وحشي وعدوان همجي لم يترك حجراً ولا شجراً ولا دور عبادة إسلامية ومسيحية ولا مشفى ولا منبر علمٍ إلا ودمره. إجرام يندى له جبين كل إنسان حرٍّ في قلبه ضمير حيٌّ في هذا العالم. إنهم أعداء الحياة وأعداء الإنسانية، هكذا هم في الماضي وهكذا هم في الحاضر وهكذا هم في المستقبل، لا يأبهون بالقيم الإنسانية ولا بالقانون الدولي الذي يُجرّم اعتداءهم هذا الذي جعلوا منه وقوداً لأطماعهم العنصرية وظلاميتهم البشعة وأجندتهم المأفونة التي تلقى كل الدعم والتأييد والمساندة من دول تدعي أنها دولٌ حضارية ترعى حقوق الإنسان وقيمه النبيلة في الحرية والكرامة والعيش بأمان واستقرار، وفي ظل صمت واستحياء من المنظمات الدولية المنوط بها تحقيق العدالة وتطبيق الشرعية الدولية في الكرامة والحرية وردع المعتدي مهما كان قوياً ومتغطرساُ.
إن أفضل السُبل التي يمكن من خلالها للأكاديميين الأجلاء المساهمة في تخفيف آثار العدوان على أشقائنا في غزة خلال هذه الأزمة وما بعدها. فنحن مدعوون جميعاً، وإيماناً بواجبنا الديني والأخوي والإنساني والعلمي لبذل الغالي والنفيس من أجل دعم غزة وأهلها. وندرك، وبكل مرارة وأسى أن أمتنا العربية تتعرض لهجمة على انسانها ومعتقداتها وثقافتها وحضارتها.
واسمحوا لي أن أعرض بعضاً من الأفكار والمبادرات التي يمكن من خلالها تعزيز صمود الأهل في غزة: ماديا؛ ومعنوياً؛ وأكاديمياً:
أولاُ: إنشاء صندوق لدعم الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية؛ بهدف تمكين هؤلاء الطلبة من تأمين نفقات دراستهم الجامعية، يكون مقره الجامعة الأردنية أو أي جامعة أردنية أخرى يتم تسميتها.
ثانياً: دعوة الجامعات الأردنية لمعاملة الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية معاملة الطلبة الأردنيين من حيث الرسوم الجامعية – البرنامج العادي.
ثالثاً: توفير الدعم النفسي للأهل في غزة: أطفالاً؛ وشيوخاً؛ ونساءً؛ ورجالاً، الذين فقدوا أسرهم في هذه الحرب وشاهدوا أهوالها، وعانوا من ويلاتها من تدمير للمنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور عبادة، وتشريد وقتل، مشاهد تترك ذكرياتها المريرة وآلامها الحزينة وآثارها المدمرة النفسية والعقلية والجسدية على الأطفال والناس الذين شاهدوا أسرهم وقد أُبيدت ومدارسهم ومنازلهم وقد دُمرت ؛ بهدف تأهيلهم ومساعدتهم على التعافي من صدمات هذه الحرب، وتعزيز قدرتهم على العودة الى حالتهم الطبيعية، وإعادة الثقة بأنفسهم وبالآخرين.
مثال: محاضرات من خلال عيادات الطب النفسي والعلاج عبر الانترنت
رابعاً: فجامعاتنا بإمكانها فتح فروع لها في غزة أو الضفة لتصل لهذه الشريحة التي عانت من ويلات الحرب وأهوالها، أو يكون الوصول إليهم من خلال التعليم الإلكتروني عن بُعد أو من خلال «كورسات مكثفة».
خامساً: إعداد أبحاث ودراسات معمقة على مستوى الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأردنية عن القضية الفلسطينية وعن الحرب على غزة معركة طوفان الأقصى» وتوثيق جرائم الحرب الصهيونية الوحشية، وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الأرض والإنسان، وبيان حقيقة وزيف ادعاءاتهم الباطلة وافتراءاتهم الكاذبة.
سادساً: تشجيع الجامعات الأردنية، على أن تتضمن موادها وخططها الدراسية ومشاريعها البحثية موضوعات في مجال تكنولوجيا الحروب الحديثة والمتطورة والمعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني، ودعم المشاريع الخاصة بها، وزيادة الوعي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومواكبة كل تحديثات العالم الرقمي، ولا سيما طرق اختراق الأنظمة الإلكترونية الحديثة والمتطورة، وسدّ الثغرات في أنظمة الحماية والشبكات؛ لأن الحرب الإعلامية والمعلوماتية والإلكترونية لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية التقليدية؛. ولأن الصهاينة وحلفاءهم يحاربوننا بتكنولوجيا متطورة وبوسائل عسكرية حديثة، تساعدهم في الترويج لدعايتهم وتضليلهم الإعلامي الذي يشوه الصورة ويقلب الحقيقة ويبرر القتل العشوائي للفلسطينيين.
سابعاً: استحداث كرسي للدراسات الفلسطينية لتوثيق السردية الفلسطينية للأحداث ولكل ما قام وما يقوم به الاحتلال لتكون في مواجهة السردية الاسرائيلية الكاذبة.
ثامناً: إعادة صياغة مناهجنا وبرامجها الدراسية بحيث تؤهل هذا الجيل للاعتماد على النفس – معرفياً وانتاجياً حتى نتخلص من شعور الحاجة للآخر.
تاسعاً: التشبيك مع كافة القطاعات الصناعية بما فيها العسكرية، لمقاربة الاعتماد على النفس في مجال الصناعات الغذائية والدوائية والمواد الاستهلاكية وصولاً إلى مرحلة التصنيع العسكري.
عاشراً: يمكن أن تتبنى مكتبات الجامعات الأردنية وعمادات شؤون الطلبة سلسلة ندوات ومحاضرات للحديث عن المقاومة الفلسطينية في غزة ومعركة طوفان الأقصى، وبث روح نشوة النصر والقدوة وحب الاوطان.
الحادي عشر: احتضان طلبة الجامعات الغزية لإكمال متطلبات الحصول على شهاداتهم العلمية، وبالتنسيق ما بين الجامعات الأردنية ونظيراتها في غزة.
الثاني عشر: يمكن لأعضاء هيئة التدريس في كافة جامعاتنا الوطنية المشاركة في جهود المناصرة من خلال المنتديات العامة، وكتابة المقالات وبكافة اللغات، والانضمام أو تنظيم الحملات لجمع التبرعات أو لرفع مستوى الوعي حول تأثير العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة والدعوة إلى الحلول السلمية واقامة دولة فلسطين على كامل أرضه.
علينا ألاّ نلوذ بالصمت وبالخطاب؛ بل علينا أن نشحذ هممنا، ونتمثل الموقف، ونستجيب لنداء العروبة ولنداء الإسلام الذي جعل خدمة طالب العلم فريضةً وواجباً في زمن سادت فيه الفرقة والتناحر.
كما علينا أن ندرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كباحثين وعلماء وأكاديميين، المتمثلة في نصرة غزة–جامعة القلوب التواقة للحرية والتحرر- كلٌ ضمن اختصاصه وإمكانياته. فنصرة إخواننا في أرض الرباط دفاع عن مقدساتنا ودفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وطوبى لمن يعين غزة وأهلها على الصمود والبقاء في أرضهم كشجرة الزيتون.
د. اخليف الطراونة
سلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركاته اهل الجهاد والرباط، وقلبي وقلبكم يعتصر: ألماً؛ وحزناً؛ وحسرةً، كما شرفاء الأمة وأحرار الإنسانية من هول ما نرى وما نسمع. وسلام على الشهداء في فلسطين وغزة: أطفالاً؛ ونساءً؛ وشيوخاً؛ ورجالاً. وسلامٌ على غزة التي أصبحت اليوم جامعةً عالمية، تعلّم الإنسانية معنى الإيمان والصبر والثبات على الحق، ومعنى الفداء والتضحية، والصمود في وجه القوة الغاشمة البربرية.
وسلام على أهل غزة المرابطين الصابرين الذين يروون بدمائهم الزكية الطاهرة ثراها، ويأبون الرحيل عنها، فهم ملتصقون بأرضهم لا ينفصمون عنها، يتسابقون في ميادين الشهادة ونُبل المعارك، ويسطرون أروع الأمثلة في الذود عن حياضها وعروبتها وإسلاميتها.
أي صمود هذا- يا أهلنا في غزة- الذي تسطرونه اليوم أمام أعتى قوة بربرية عرفتها البشرية. إجرام وحشي وعدوان همجي لم يترك حجراً ولا شجراً ولا دور عبادة إسلامية ومسيحية ولا مشفى ولا منبر علمٍ إلا ودمره. إجرام يندى له جبين كل إنسان حرٍّ في قلبه ضمير حيٌّ في هذا العالم. إنهم أعداء الحياة وأعداء الإنسانية، هكذا هم في الماضي وهكذا هم في الحاضر وهكذا هم في المستقبل، لا يأبهون بالقيم الإنسانية ولا بالقانون الدولي الذي يُجرّم اعتداءهم هذا الذي جعلوا منه وقوداً لأطماعهم العنصرية وظلاميتهم البشعة وأجندتهم المأفونة التي تلقى كل الدعم والتأييد والمساندة من دول تدعي أنها دولٌ حضارية ترعى حقوق الإنسان وقيمه النبيلة في الحرية والكرامة والعيش بأمان واستقرار، وفي ظل صمت واستحياء من المنظمات الدولية المنوط بها تحقيق العدالة وتطبيق الشرعية الدولية في الكرامة والحرية وردع المعتدي مهما كان قوياً ومتغطرساُ.
إن أفضل السُبل التي يمكن من خلالها للأكاديميين الأجلاء المساهمة في تخفيف آثار العدوان على أشقائنا في غزة خلال هذه الأزمة وما بعدها. فنحن مدعوون جميعاً، وإيماناً بواجبنا الديني والأخوي والإنساني والعلمي لبذل الغالي والنفيس من أجل دعم غزة وأهلها. وندرك، وبكل مرارة وأسى أن أمتنا العربية تتعرض لهجمة على انسانها ومعتقداتها وثقافتها وحضارتها.
واسمحوا لي أن أعرض بعضاً من الأفكار والمبادرات التي يمكن من خلالها تعزيز صمود الأهل في غزة: ماديا؛ ومعنوياً؛ وأكاديمياً:
أولاُ: إنشاء صندوق لدعم الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية؛ بهدف تمكين هؤلاء الطلبة من تأمين نفقات دراستهم الجامعية، يكون مقره الجامعة الأردنية أو أي جامعة أردنية أخرى يتم تسميتها.
ثانياً: دعوة الجامعات الأردنية لمعاملة الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية معاملة الطلبة الأردنيين من حيث الرسوم الجامعية – البرنامج العادي.
ثالثاً: توفير الدعم النفسي للأهل في غزة: أطفالاً؛ وشيوخاً؛ ونساءً؛ ورجالاً، الذين فقدوا أسرهم في هذه الحرب وشاهدوا أهوالها، وعانوا من ويلاتها من تدمير للمنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور عبادة، وتشريد وقتل، مشاهد تترك ذكرياتها المريرة وآلامها الحزينة وآثارها المدمرة النفسية والعقلية والجسدية على الأطفال والناس الذين شاهدوا أسرهم وقد أُبيدت ومدارسهم ومنازلهم وقد دُمرت ؛ بهدف تأهيلهم ومساعدتهم على التعافي من صدمات هذه الحرب، وتعزيز قدرتهم على العودة الى حالتهم الطبيعية، وإعادة الثقة بأنفسهم وبالآخرين.
مثال: محاضرات من خلال عيادات الطب النفسي والعلاج عبر الانترنت
رابعاً: فجامعاتنا بإمكانها فتح فروع لها في غزة أو الضفة لتصل لهذه الشريحة التي عانت من ويلات الحرب وأهوالها، أو يكون الوصول إليهم من خلال التعليم الإلكتروني عن بُعد أو من خلال «كورسات مكثفة».
خامساً: إعداد أبحاث ودراسات معمقة على مستوى الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأردنية عن القضية الفلسطينية وعن الحرب على غزة معركة طوفان الأقصى» وتوثيق جرائم الحرب الصهيونية الوحشية، وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الأرض والإنسان، وبيان حقيقة وزيف ادعاءاتهم الباطلة وافتراءاتهم الكاذبة.
سادساً: تشجيع الجامعات الأردنية، على أن تتضمن موادها وخططها الدراسية ومشاريعها البحثية موضوعات في مجال تكنولوجيا الحروب الحديثة والمتطورة والمعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني، ودعم المشاريع الخاصة بها، وزيادة الوعي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومواكبة كل تحديثات العالم الرقمي، ولا سيما طرق اختراق الأنظمة الإلكترونية الحديثة والمتطورة، وسدّ الثغرات في أنظمة الحماية والشبكات؛ لأن الحرب الإعلامية والمعلوماتية والإلكترونية لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية التقليدية؛. ولأن الصهاينة وحلفاءهم يحاربوننا بتكنولوجيا متطورة وبوسائل عسكرية حديثة، تساعدهم في الترويج لدعايتهم وتضليلهم الإعلامي الذي يشوه الصورة ويقلب الحقيقة ويبرر القتل العشوائي للفلسطينيين.
سابعاً: استحداث كرسي للدراسات الفلسطينية لتوثيق السردية الفلسطينية للأحداث ولكل ما قام وما يقوم به الاحتلال لتكون في مواجهة السردية الاسرائيلية الكاذبة.
ثامناً: إعادة صياغة مناهجنا وبرامجها الدراسية بحيث تؤهل هذا الجيل للاعتماد على النفس – معرفياً وانتاجياً حتى نتخلص من شعور الحاجة للآخر.
تاسعاً: التشبيك مع كافة القطاعات الصناعية بما فيها العسكرية، لمقاربة الاعتماد على النفس في مجال الصناعات الغذائية والدوائية والمواد الاستهلاكية وصولاً إلى مرحلة التصنيع العسكري.
عاشراً: يمكن أن تتبنى مكتبات الجامعات الأردنية وعمادات شؤون الطلبة سلسلة ندوات ومحاضرات للحديث عن المقاومة الفلسطينية في غزة ومعركة طوفان الأقصى، وبث روح نشوة النصر والقدوة وحب الاوطان.
الحادي عشر: احتضان طلبة الجامعات الغزية لإكمال متطلبات الحصول على شهاداتهم العلمية، وبالتنسيق ما بين الجامعات الأردنية ونظيراتها في غزة.
الثاني عشر: يمكن لأعضاء هيئة التدريس في كافة جامعاتنا الوطنية المشاركة في جهود المناصرة من خلال المنتديات العامة، وكتابة المقالات وبكافة اللغات، والانضمام أو تنظيم الحملات لجمع التبرعات أو لرفع مستوى الوعي حول تأثير العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة والدعوة إلى الحلول السلمية واقامة دولة فلسطين على كامل أرضه.
علينا ألاّ نلوذ بالصمت وبالخطاب؛ بل علينا أن نشحذ هممنا، ونتمثل الموقف، ونستجيب لنداء العروبة ولنداء الإسلام الذي جعل خدمة طالب العلم فريضةً وواجباً في زمن سادت فيه الفرقة والتناحر.
كما علينا أن ندرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كباحثين وعلماء وأكاديميين، المتمثلة في نصرة غزة–جامعة القلوب التواقة للحرية والتحرر- كلٌ ضمن اختصاصه وإمكانياته. فنصرة إخواننا في أرض الرباط دفاع عن مقدساتنا ودفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وطوبى لمن يعين غزة وأهلها على الصمود والبقاء في أرضهم كشجرة الزيتون.
د. اخليف الطراونة
سلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركاته اهل الجهاد والرباط، وقلبي وقلبكم يعتصر: ألماً؛ وحزناً؛ وحسرةً، كما شرفاء الأمة وأحرار الإنسانية من هول ما نرى وما نسمع. وسلام على الشهداء في فلسطين وغزة: أطفالاً؛ ونساءً؛ وشيوخاً؛ ورجالاً. وسلامٌ على غزة التي أصبحت اليوم جامعةً عالمية، تعلّم الإنسانية معنى الإيمان والصبر والثبات على الحق، ومعنى الفداء والتضحية، والصمود في وجه القوة الغاشمة البربرية.
وسلام على أهل غزة المرابطين الصابرين الذين يروون بدمائهم الزكية الطاهرة ثراها، ويأبون الرحيل عنها، فهم ملتصقون بأرضهم لا ينفصمون عنها، يتسابقون في ميادين الشهادة ونُبل المعارك، ويسطرون أروع الأمثلة في الذود عن حياضها وعروبتها وإسلاميتها.
أي صمود هذا- يا أهلنا في غزة- الذي تسطرونه اليوم أمام أعتى قوة بربرية عرفتها البشرية. إجرام وحشي وعدوان همجي لم يترك حجراً ولا شجراً ولا دور عبادة إسلامية ومسيحية ولا مشفى ولا منبر علمٍ إلا ودمره. إجرام يندى له جبين كل إنسان حرٍّ في قلبه ضمير حيٌّ في هذا العالم. إنهم أعداء الحياة وأعداء الإنسانية، هكذا هم في الماضي وهكذا هم في الحاضر وهكذا هم في المستقبل، لا يأبهون بالقيم الإنسانية ولا بالقانون الدولي الذي يُجرّم اعتداءهم هذا الذي جعلوا منه وقوداً لأطماعهم العنصرية وظلاميتهم البشعة وأجندتهم المأفونة التي تلقى كل الدعم والتأييد والمساندة من دول تدعي أنها دولٌ حضارية ترعى حقوق الإنسان وقيمه النبيلة في الحرية والكرامة والعيش بأمان واستقرار، وفي ظل صمت واستحياء من المنظمات الدولية المنوط بها تحقيق العدالة وتطبيق الشرعية الدولية في الكرامة والحرية وردع المعتدي مهما كان قوياً ومتغطرساُ.
إن أفضل السُبل التي يمكن من خلالها للأكاديميين الأجلاء المساهمة في تخفيف آثار العدوان على أشقائنا في غزة خلال هذه الأزمة وما بعدها. فنحن مدعوون جميعاً، وإيماناً بواجبنا الديني والأخوي والإنساني والعلمي لبذل الغالي والنفيس من أجل دعم غزة وأهلها. وندرك، وبكل مرارة وأسى أن أمتنا العربية تتعرض لهجمة على انسانها ومعتقداتها وثقافتها وحضارتها.
واسمحوا لي أن أعرض بعضاً من الأفكار والمبادرات التي يمكن من خلالها تعزيز صمود الأهل في غزة: ماديا؛ ومعنوياً؛ وأكاديمياً:
أولاُ: إنشاء صندوق لدعم الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية؛ بهدف تمكين هؤلاء الطلبة من تأمين نفقات دراستهم الجامعية، يكون مقره الجامعة الأردنية أو أي جامعة أردنية أخرى يتم تسميتها.
ثانياً: دعوة الجامعات الأردنية لمعاملة الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية معاملة الطلبة الأردنيين من حيث الرسوم الجامعية – البرنامج العادي.
ثالثاً: توفير الدعم النفسي للأهل في غزة: أطفالاً؛ وشيوخاً؛ ونساءً؛ ورجالاً، الذين فقدوا أسرهم في هذه الحرب وشاهدوا أهوالها، وعانوا من ويلاتها من تدمير للمنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور عبادة، وتشريد وقتل، مشاهد تترك ذكرياتها المريرة وآلامها الحزينة وآثارها المدمرة النفسية والعقلية والجسدية على الأطفال والناس الذين شاهدوا أسرهم وقد أُبيدت ومدارسهم ومنازلهم وقد دُمرت ؛ بهدف تأهيلهم ومساعدتهم على التعافي من صدمات هذه الحرب، وتعزيز قدرتهم على العودة الى حالتهم الطبيعية، وإعادة الثقة بأنفسهم وبالآخرين.
مثال: محاضرات من خلال عيادات الطب النفسي والعلاج عبر الانترنت
رابعاً: فجامعاتنا بإمكانها فتح فروع لها في غزة أو الضفة لتصل لهذه الشريحة التي عانت من ويلات الحرب وأهوالها، أو يكون الوصول إليهم من خلال التعليم الإلكتروني عن بُعد أو من خلال «كورسات مكثفة».
خامساً: إعداد أبحاث ودراسات معمقة على مستوى الماجستير والدكتوراه في الجامعات الأردنية عن القضية الفلسطينية وعن الحرب على غزة معركة طوفان الأقصى» وتوثيق جرائم الحرب الصهيونية الوحشية، وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الأرض والإنسان، وبيان حقيقة وزيف ادعاءاتهم الباطلة وافتراءاتهم الكاذبة.
سادساً: تشجيع الجامعات الأردنية، على أن تتضمن موادها وخططها الدراسية ومشاريعها البحثية موضوعات في مجال تكنولوجيا الحروب الحديثة والمتطورة والمعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني، ودعم المشاريع الخاصة بها، وزيادة الوعي بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومواكبة كل تحديثات العالم الرقمي، ولا سيما طرق اختراق الأنظمة الإلكترونية الحديثة والمتطورة، وسدّ الثغرات في أنظمة الحماية والشبكات؛ لأن الحرب الإعلامية والمعلوماتية والإلكترونية لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية التقليدية؛. ولأن الصهاينة وحلفاءهم يحاربوننا بتكنولوجيا متطورة وبوسائل عسكرية حديثة، تساعدهم في الترويج لدعايتهم وتضليلهم الإعلامي الذي يشوه الصورة ويقلب الحقيقة ويبرر القتل العشوائي للفلسطينيين.
سابعاً: استحداث كرسي للدراسات الفلسطينية لتوثيق السردية الفلسطينية للأحداث ولكل ما قام وما يقوم به الاحتلال لتكون في مواجهة السردية الاسرائيلية الكاذبة.
ثامناً: إعادة صياغة مناهجنا وبرامجها الدراسية بحيث تؤهل هذا الجيل للاعتماد على النفس – معرفياً وانتاجياً حتى نتخلص من شعور الحاجة للآخر.
تاسعاً: التشبيك مع كافة القطاعات الصناعية بما فيها العسكرية، لمقاربة الاعتماد على النفس في مجال الصناعات الغذائية والدوائية والمواد الاستهلاكية وصولاً إلى مرحلة التصنيع العسكري.
عاشراً: يمكن أن تتبنى مكتبات الجامعات الأردنية وعمادات شؤون الطلبة سلسلة ندوات ومحاضرات للحديث عن المقاومة الفلسطينية في غزة ومعركة طوفان الأقصى، وبث روح نشوة النصر والقدوة وحب الاوطان.
الحادي عشر: احتضان طلبة الجامعات الغزية لإكمال متطلبات الحصول على شهاداتهم العلمية، وبالتنسيق ما بين الجامعات الأردنية ونظيراتها في غزة.
الثاني عشر: يمكن لأعضاء هيئة التدريس في كافة جامعاتنا الوطنية المشاركة في جهود المناصرة من خلال المنتديات العامة، وكتابة المقالات وبكافة اللغات، والانضمام أو تنظيم الحملات لجمع التبرعات أو لرفع مستوى الوعي حول تأثير العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة والدعوة إلى الحلول السلمية واقامة دولة فلسطين على كامل أرضه.
علينا ألاّ نلوذ بالصمت وبالخطاب؛ بل علينا أن نشحذ هممنا، ونتمثل الموقف، ونستجيب لنداء العروبة ولنداء الإسلام الذي جعل خدمة طالب العلم فريضةً وواجباً في زمن سادت فيه الفرقة والتناحر.
كما علينا أن ندرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كباحثين وعلماء وأكاديميين، المتمثلة في نصرة غزة–جامعة القلوب التواقة للحرية والتحرر- كلٌ ضمن اختصاصه وإمكانياته. فنصرة إخواننا في أرض الرباط دفاع عن مقدساتنا ودفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وطوبى لمن يعين غزة وأهلها على الصمود والبقاء في أرضهم كشجرة الزيتون.
التعليقات