مكرم أحمد الطراونة
في عصر الجهل، وفوضى الفضاء الإلكتروني، وانسياق البعض نحو ما هو مثير بدلا مما هو دقيق، لا يتوانى البعض؛ محليا وإقليميا، عن رمي سهامهم المسمومة باتجاه هذا البلد، في محاولة للانتقاص من دوره الذي يقوم به لمحاصرة العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
هناك محتوى كبير ينتشر من قبل جهات بعينها، تسعى جاهدة إلى محاولة تشويه الموقف الأردني من العدوان، ومسح الإنجازات الكبيرة التي حملتها الدبلوماسية الأردنية إلى جميع المنابر العالمية. هذا المحتوى لا يمكن أن يكون من إنتاج أفراد فحسب، بل هو عمل منظم، يمتلك الإمكانيات المالية والتكنولوجية والخبراء، لترويجه على نطاق واسع.
هؤلاء يسارعون إلى إنتاج محتوى مغلوط ومسيء، ويتفننون في صناعة الأخبار المضللة، والزجّ بها في شبكة الإنترنت للاستلام مِن قبل مَن لا يحاولون التثبت منها، لتصبح بعدها معلومات رائجة ترسم صورة قاتمة عن هذا البلد، وكأنه ضالع في مؤامرة كونية تستهدف العرب والمسلمين، وتسعى إلى نصرة الاحتلال.
خلال اليومين الماضيين، باتت الهجمة كبيرة جدا، وانتشرت الأخبار المضللة بشكل هستيري من جهات تغذيها على مدار الساعة، والأمثلة كثيرة، مثل ما أورده وزير الخارجية أيمن الصفدي في مقابلته مع قناة المملكة مؤخرا، عندما أشار إلى أن هناك من يسوّق بأن المساعدات الأردنية للغزيين احتوت على أجهزة إلكترونية هدفها خدمة العدو.
وفيما يسعى الأردن إلى بناء جسر من المساعدات للقطاع المنكوب، وهو أول من أطلق هذه المبادرة وضغط على الاحتلال لإدخال هذه المساعدات، فيرسل طائرتين تحملان جزءا مما يحتاجه الأشقاء في القطاع، ما يزال أصحاب الأجندات المشبوهة يروّجون الأكاذيب للنيل من جهوده، وزرع الفتنة في المجتمع، وهو هدف بعيد عن التحقيق في وطن عنوانه الوحدة والتماسك، وكل أزمات التاريخ لم تستطع النيل منه أو التأثير به.
كنت أستمع لتعليقات لغير الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا تطبيق 'تك توك'، على ما تقوم به المملكة. للأسف فالمعلومات التي يتم تداولها مغلوطة بحسن نية، أو بخبث كبير، وغالبا ما يتم التفاعل عليها من قبل جماعات 'متفاهمة' عليها، لاصطياد المغفلين أو غير المنتبهين إلى مقاصدها الأساسية.
ولكن هل جميع المروّجين هم غير أردنيين؟ بالتأكيد لا، فهناك فئة قليلة منا انطلى عليها التضليل، واختارت طريقا مغايرا للأكثرية، واستمرأت النهش بسمعة البلد، والاشتراك مع خصوم خارجيين للترويج للأكاذيب والتضليل، وهي غير مدركة، أو ربما مدركة، لخطورة ما تقوم به.
إن مروجي التضليل الخارجيين يسعون لزرع الانقسام بين أفراد الشعب الواحد، وهم لا يتجرأون على انتقاد دولهم، ولا يستطيعون التعبير عن رأيهم فيما يحدث، فيما الأردنيون لا يتوانون عن النزول إلى الشوارع، يدا واحدة، يحرسهم رجال الأمن، لتأكيد موقف الأردن الثابت برفض الجرائم الإسرائيلية، وضرورة منح الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
وإن تحدثنا عن حالات التوقيف التي نفذها الأمن بحق بعض المتظاهرين، وقبل اعتبار ذلك محاربة لحرية التعبير، وأنه 'داعم للاحتلال'، كما روّج بعضهم، فعلينا البحث عن أسباب توقيف كل حالة على حدة، قبل أن نطلق العنان لخيالاتنا الخصبة.
بصراحة؛ أتفهم أن يتعرض الأردن لهجمات ومحاولة اغتيال للمواقف من قبل الاحتلال، وبعض الأجندات الخارجية، لكن ما لا يمكن تفهمه أن ينبري بعضنا للتشكيك في مصداقية بلده. هذه خيانة للأردن. وكذلك، لا أتفهم غياب النشطاء الأردنيين عن مواقع التواصل الاجتماعي، وهم كثر ويمتلكون أدوات جيدة لمواجهة التضليل، وتفنيد الافتراءات. هذا الأمر يعكس خذلان أولئك النشطاء لبلدهم حين احتاجهم، وكذلك يعكس تقصير الدولة في الترويج لروايتها الحقيقية، بدلا من أن نترك الميدان لروايات مضللة كاذبة.
مكرم أحمد الطراونة
في عصر الجهل، وفوضى الفضاء الإلكتروني، وانسياق البعض نحو ما هو مثير بدلا مما هو دقيق، لا يتوانى البعض؛ محليا وإقليميا، عن رمي سهامهم المسمومة باتجاه هذا البلد، في محاولة للانتقاص من دوره الذي يقوم به لمحاصرة العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
هناك محتوى كبير ينتشر من قبل جهات بعينها، تسعى جاهدة إلى محاولة تشويه الموقف الأردني من العدوان، ومسح الإنجازات الكبيرة التي حملتها الدبلوماسية الأردنية إلى جميع المنابر العالمية. هذا المحتوى لا يمكن أن يكون من إنتاج أفراد فحسب، بل هو عمل منظم، يمتلك الإمكانيات المالية والتكنولوجية والخبراء، لترويجه على نطاق واسع.
هؤلاء يسارعون إلى إنتاج محتوى مغلوط ومسيء، ويتفننون في صناعة الأخبار المضللة، والزجّ بها في شبكة الإنترنت للاستلام مِن قبل مَن لا يحاولون التثبت منها، لتصبح بعدها معلومات رائجة ترسم صورة قاتمة عن هذا البلد، وكأنه ضالع في مؤامرة كونية تستهدف العرب والمسلمين، وتسعى إلى نصرة الاحتلال.
خلال اليومين الماضيين، باتت الهجمة كبيرة جدا، وانتشرت الأخبار المضللة بشكل هستيري من جهات تغذيها على مدار الساعة، والأمثلة كثيرة، مثل ما أورده وزير الخارجية أيمن الصفدي في مقابلته مع قناة المملكة مؤخرا، عندما أشار إلى أن هناك من يسوّق بأن المساعدات الأردنية للغزيين احتوت على أجهزة إلكترونية هدفها خدمة العدو.
وفيما يسعى الأردن إلى بناء جسر من المساعدات للقطاع المنكوب، وهو أول من أطلق هذه المبادرة وضغط على الاحتلال لإدخال هذه المساعدات، فيرسل طائرتين تحملان جزءا مما يحتاجه الأشقاء في القطاع، ما يزال أصحاب الأجندات المشبوهة يروّجون الأكاذيب للنيل من جهوده، وزرع الفتنة في المجتمع، وهو هدف بعيد عن التحقيق في وطن عنوانه الوحدة والتماسك، وكل أزمات التاريخ لم تستطع النيل منه أو التأثير به.
كنت أستمع لتعليقات لغير الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا تطبيق 'تك توك'، على ما تقوم به المملكة. للأسف فالمعلومات التي يتم تداولها مغلوطة بحسن نية، أو بخبث كبير، وغالبا ما يتم التفاعل عليها من قبل جماعات 'متفاهمة' عليها، لاصطياد المغفلين أو غير المنتبهين إلى مقاصدها الأساسية.
ولكن هل جميع المروّجين هم غير أردنيين؟ بالتأكيد لا، فهناك فئة قليلة منا انطلى عليها التضليل، واختارت طريقا مغايرا للأكثرية، واستمرأت النهش بسمعة البلد، والاشتراك مع خصوم خارجيين للترويج للأكاذيب والتضليل، وهي غير مدركة، أو ربما مدركة، لخطورة ما تقوم به.
إن مروجي التضليل الخارجيين يسعون لزرع الانقسام بين أفراد الشعب الواحد، وهم لا يتجرأون على انتقاد دولهم، ولا يستطيعون التعبير عن رأيهم فيما يحدث، فيما الأردنيون لا يتوانون عن النزول إلى الشوارع، يدا واحدة، يحرسهم رجال الأمن، لتأكيد موقف الأردن الثابت برفض الجرائم الإسرائيلية، وضرورة منح الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
وإن تحدثنا عن حالات التوقيف التي نفذها الأمن بحق بعض المتظاهرين، وقبل اعتبار ذلك محاربة لحرية التعبير، وأنه 'داعم للاحتلال'، كما روّج بعضهم، فعلينا البحث عن أسباب توقيف كل حالة على حدة، قبل أن نطلق العنان لخيالاتنا الخصبة.
بصراحة؛ أتفهم أن يتعرض الأردن لهجمات ومحاولة اغتيال للمواقف من قبل الاحتلال، وبعض الأجندات الخارجية، لكن ما لا يمكن تفهمه أن ينبري بعضنا للتشكيك في مصداقية بلده. هذه خيانة للأردن. وكذلك، لا أتفهم غياب النشطاء الأردنيين عن مواقع التواصل الاجتماعي، وهم كثر ويمتلكون أدوات جيدة لمواجهة التضليل، وتفنيد الافتراءات. هذا الأمر يعكس خذلان أولئك النشطاء لبلدهم حين احتاجهم، وكذلك يعكس تقصير الدولة في الترويج لروايتها الحقيقية، بدلا من أن نترك الميدان لروايات مضللة كاذبة.
مكرم أحمد الطراونة
في عصر الجهل، وفوضى الفضاء الإلكتروني، وانسياق البعض نحو ما هو مثير بدلا مما هو دقيق، لا يتوانى البعض؛ محليا وإقليميا، عن رمي سهامهم المسمومة باتجاه هذا البلد، في محاولة للانتقاص من دوره الذي يقوم به لمحاصرة العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
هناك محتوى كبير ينتشر من قبل جهات بعينها، تسعى جاهدة إلى محاولة تشويه الموقف الأردني من العدوان، ومسح الإنجازات الكبيرة التي حملتها الدبلوماسية الأردنية إلى جميع المنابر العالمية. هذا المحتوى لا يمكن أن يكون من إنتاج أفراد فحسب، بل هو عمل منظم، يمتلك الإمكانيات المالية والتكنولوجية والخبراء، لترويجه على نطاق واسع.
هؤلاء يسارعون إلى إنتاج محتوى مغلوط ومسيء، ويتفننون في صناعة الأخبار المضللة، والزجّ بها في شبكة الإنترنت للاستلام مِن قبل مَن لا يحاولون التثبت منها، لتصبح بعدها معلومات رائجة ترسم صورة قاتمة عن هذا البلد، وكأنه ضالع في مؤامرة كونية تستهدف العرب والمسلمين، وتسعى إلى نصرة الاحتلال.
خلال اليومين الماضيين، باتت الهجمة كبيرة جدا، وانتشرت الأخبار المضللة بشكل هستيري من جهات تغذيها على مدار الساعة، والأمثلة كثيرة، مثل ما أورده وزير الخارجية أيمن الصفدي في مقابلته مع قناة المملكة مؤخرا، عندما أشار إلى أن هناك من يسوّق بأن المساعدات الأردنية للغزيين احتوت على أجهزة إلكترونية هدفها خدمة العدو.
وفيما يسعى الأردن إلى بناء جسر من المساعدات للقطاع المنكوب، وهو أول من أطلق هذه المبادرة وضغط على الاحتلال لإدخال هذه المساعدات، فيرسل طائرتين تحملان جزءا مما يحتاجه الأشقاء في القطاع، ما يزال أصحاب الأجندات المشبوهة يروّجون الأكاذيب للنيل من جهوده، وزرع الفتنة في المجتمع، وهو هدف بعيد عن التحقيق في وطن عنوانه الوحدة والتماسك، وكل أزمات التاريخ لم تستطع النيل منه أو التأثير به.
كنت أستمع لتعليقات لغير الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا تطبيق 'تك توك'، على ما تقوم به المملكة. للأسف فالمعلومات التي يتم تداولها مغلوطة بحسن نية، أو بخبث كبير، وغالبا ما يتم التفاعل عليها من قبل جماعات 'متفاهمة' عليها، لاصطياد المغفلين أو غير المنتبهين إلى مقاصدها الأساسية.
ولكن هل جميع المروّجين هم غير أردنيين؟ بالتأكيد لا، فهناك فئة قليلة منا انطلى عليها التضليل، واختارت طريقا مغايرا للأكثرية، واستمرأت النهش بسمعة البلد، والاشتراك مع خصوم خارجيين للترويج للأكاذيب والتضليل، وهي غير مدركة، أو ربما مدركة، لخطورة ما تقوم به.
إن مروجي التضليل الخارجيين يسعون لزرع الانقسام بين أفراد الشعب الواحد، وهم لا يتجرأون على انتقاد دولهم، ولا يستطيعون التعبير عن رأيهم فيما يحدث، فيما الأردنيون لا يتوانون عن النزول إلى الشوارع، يدا واحدة، يحرسهم رجال الأمن، لتأكيد موقف الأردن الثابت برفض الجرائم الإسرائيلية، وضرورة منح الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
وإن تحدثنا عن حالات التوقيف التي نفذها الأمن بحق بعض المتظاهرين، وقبل اعتبار ذلك محاربة لحرية التعبير، وأنه 'داعم للاحتلال'، كما روّج بعضهم، فعلينا البحث عن أسباب توقيف كل حالة على حدة، قبل أن نطلق العنان لخيالاتنا الخصبة.
بصراحة؛ أتفهم أن يتعرض الأردن لهجمات ومحاولة اغتيال للمواقف من قبل الاحتلال، وبعض الأجندات الخارجية، لكن ما لا يمكن تفهمه أن ينبري بعضنا للتشكيك في مصداقية بلده. هذه خيانة للأردن. وكذلك، لا أتفهم غياب النشطاء الأردنيين عن مواقع التواصل الاجتماعي، وهم كثر ويمتلكون أدوات جيدة لمواجهة التضليل، وتفنيد الافتراءات. هذا الأمر يعكس خذلان أولئك النشطاء لبلدهم حين احتاجهم، وكذلك يعكس تقصير الدولة في الترويج لروايتها الحقيقية، بدلا من أن نترك الميدان لروايات مضللة كاذبة.
التعليقات