قال رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك، اليوم الثلاثاء، إنه على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان عدة محاذير وحسابات، منها مخاطر اندلاع حرب مع “حزب الله” بالتزامن مع الحرب في غزة، علاوة على المخطوفين فيها والشرعية الدولية، وهي ليست مفتوحة.
في حديث للإذاعة العبرية العامة، قال إيهود باراك إن “حماس” قلقة من وصمها بـ “داعش”، ولها منظومة مصالح مقابل دول، وعلينا رفض الإفراج بالتقسيط، أو التمييز بين أسرى إسرائيليين وأجانب، وأقولها بأسى: أنا لا أتوقع أن تطرح “حماس” صفقة شاملة قوامها “كل الأسرى مقابل الأسرى”، وهي تدرك أن إسرائيل بعد ذلك في مساعيها للقضاء على قدراتها العسكرية واقتلاعها من الحكم.
وتابع باراك، ورداً على سؤال: “أتفق مع التقدير بأن التوغل البري يساعد في الضغط على “حماس” نحو الإفراج عن الأسرى، وينتج فرصاً جديدة، ولكن في ذات الوقت هذا يصعد المخاطر، خاصة أن “حماس” من ضمن خياراتها القيام بحرب نفسية، أو التنكيل بهم، ولا أريد هنا أن أعطيهم أفكاراً. كنت أفضّل أن تكون هناك اتصالات تنتهي بتحرير كل الأسرى أولاً، والتفرغ للمرحلة الثانية، فهذا لن يجري ببساطة”.
ما هو الهدف للحرب، فهناك من يدعو لقتل جنودهم داخل الأنفاق كما فعلوا مع أدولف هتلر؟
رداً على هذا السؤال قال باراك إنه عندما قتلوا هتلر في نفقه قتل خمسة ملايين شخص، وتابع: “دعونا ألا نستعجل. لسنا هناك. هدف الحرب تم تحديده بشكل صحيح من قبل الحكومة، وهو انتزاع القدرات العسكرية والسلطوية لـ “حماس”، وهذا لا يمكن فقط بالقصف عن بعد. جنوب القطاع منطقة مفتوحة نحاول دفع الغزيين لجنوب القطاع من شأنه أن يتحول ملجأ لقيادات “حماس”، ولذلك من المحتمل أن تبقى مجموعة من قيادة “حماس”، وبعض قدراتها العسكرية، لجانب حضورها حتى بعد انتهاء الحرب. لذلك ليس الأمر بسيطاً،
وينبغي التفكير باليوم التالي سلفاً، والأخذ بالحسبان الكثير من الأمور، منها المخطوفون واشتعال الجبهة الشمالية، ومشكلة الشرعية الدولية وهي ليست غير محدودة. هناك عدم تناسب بين صبر العالم ووتيرة عمل الجيش نحو تحقيق أهداف الحرب”.
وماذا مع حزب الله ومستقبل التصعيد؟
عن ذلك قال باراك إن طابع الاحتكاك مع “حزب الله” ينطوي على مشكلة. وتابع: “لا أعرف إذا ما كان “حزب الله” يريد الانضمام للحرب، مثلما لا أعرف إذا كانت إيران معنية وربما أمريكا تردعهم. لكن طبيعة وعمق التراشق في الشمال تشي بأن من الممكن تدهور الوضع نحو حرب واصطدام شامل معه، بكل ما لديه من قدرات خلال أيام، وعلينا أن نأخذ بالحسبان أن نجد أنفسنا في حرب ثانية في الشمال قبل إتمام مهماتنا داخل قطاع غزة، وعلينا أن نكون جاهزين لهذا السيناريو. وهذا ما يفسر إدارة الحرب في غزة بحذر”.
رداً على سؤال حول مستقبل نتنياهو، قال إنه ليس مهماً ما يقوله باراك، إنما ما تقوله أغلبية الإسرائيليين التي ترى به مسؤولاً مركزياً عن الفشل الذريع، وبالتالي عليه الرحيل”.
ويواصل عدد من المراقبين الإسرائيليين التحذير من نفاد الساعة الرملية الدبلوماسية، ومن انتهاء شرعية الحرب على المستوى الدولي، بعد نحو الشهر على نشوبها.
في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، قال المحلل السياسي بن درور يميني إن الإفراج عن الجندية مهم، لكنه لا يؤثر على الساعة الرملية الدبلوماسية. وتابع محذراً: “لست بحاجة لأن تكون خبيراً بالرأي العام العالمي لكي تتخيل شكل المظاهرات ضد إسرائيل عندما تتوقف الصحافة الدولية عن الانشغال بفظائع “حماس” داخل مستوطنات “غلاف غزة”، في السابع من أكتوبر، وتبدأ بالتركيز على مشاهد الدمار والنار وقتل الأبرياء داخل قطاع غزة، بعدما تم تهجير مليون مواطن من غزة من بيوتهم”.
وبخلاف محللين عسكريين إسرائيليين ممن يتماثلون مع الرواية الإسرائيلية الرسمية بالكامل، يقرّ محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، في مقاله، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي يكثف الضغط على قطاع غزة أملاً بتليين مواقف “حماس”، وبتحسين شروط إطلاق سراح المخطوفين.
ويضيف هارئيل، متوافقاً مع باراك حول مخاطر اشتعال الجبهة الشمالية: “الجيش الإسرائيلي يعمّق سيطرته على شمال القطاع مستغلاً امتيازه من ناحية قوة النار والمراقبة. وفي الشمال يلاحظ أن إسرائيل و”حزب الله” غير راغبين بالانجرار لمعركة شاملة، لكن من شأنهما التورط بها بالذات لهذا السبب”.
وعدا صحيفة “هآرتس”، احتفلت وسائل الإعلام العبرية بعملية “الإفراج عن جندية كانت في الأسر”، وتتحدث بمصطلحات البطولة والشجاعة، دون طرح أسئلة حول كيفية تخليصها، ولماذا أعلن ذلك فقط بعد يوم من عودتها، ولماذا لا توجد شهادات بصرية عن العملية التي تلفها إسرائيل بضبابية كبيرة، وتحظر على الجندية، وعلى عائلتها، التحدث بأي كلمة، بخلاف السيدة اليهودية ليفشتس، التي أفرجت عنها “حماس”، قبل أسبوع، وقالت إن هذه عاملتْها بلطف ولبّت احتياجاتها الإنسانية، وأطعموها هي وبقية الأسرى والمخطوفين مما أكل عناصر حماس”.
وسعت الصحافة العبرية لتهميش فيديو “حماس” حول الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في تغطياتها، وذهبت بعضها، كـ “يديعوت أحرونوت”، لتجاهل الموضوع بالكامل.
في ذات الوقت سعت وسائل الاعلام العبرية للتماثل مع رواية إسرائيل الرسمية حول حيوية التوغل البري لإطلاق سراح المخطوفين والأسرى، وقالت إن الإفراج عن الجندية، أمس، ينطوي على وجبة أكسجين للحكومة، تتمكن من خلالها مواجهة ضغوط عائلات الأسرى، وإقناعهم بالتريث والصمت، كي لا يصب الماء على طاحونة “حماس”، لكن يبدو أن ذلك لن يعمل، فمن المرجح أن يصعد ذوو الأسرى والمخطوفين من احتجاجاتهم ومطالبهم بالسعي الحقيقي الفوري لاستعادتهم وقبل التورط بحرب برية واسعة تهدد حياتهم. في ذاكرة الإسرائيليين تجارب مرة مثل تجربة ملاح الجو الاسرائيلي رون أراد، الذي ما زال مفقوداً منذ وقع بالأسر في لبنان، عام 1983، وهناك من يعتقد أن إسرائيل فوّتت فرصة وقتها بعدم استعادته في صفقة تبادل سريعة، وهناك مخاوف دفينة من تكرار السيناريو، خاصة أن الحديث يدور عن وجود مدنيين ونساء وأطفال ومسنّين في يد “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وبخلاف كافة المعلقين الإسرائيليين ممن يتحدثون عن الحلول العسكرية، قال الوزير السابق عوزي برعام إن الحل الحقيقي بعد انتهاء الحرب هو قيام دولة فلسطينية، منوها لما أكد عليه الرئيس الأمريكي، خلال زيارته للبلاد، قبل عشرة أيام.-(وكالات)
قال رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك، اليوم الثلاثاء، إنه على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان عدة محاذير وحسابات، منها مخاطر اندلاع حرب مع “حزب الله” بالتزامن مع الحرب في غزة، علاوة على المخطوفين فيها والشرعية الدولية، وهي ليست مفتوحة.
في حديث للإذاعة العبرية العامة، قال إيهود باراك إن “حماس” قلقة من وصمها بـ “داعش”، ولها منظومة مصالح مقابل دول، وعلينا رفض الإفراج بالتقسيط، أو التمييز بين أسرى إسرائيليين وأجانب، وأقولها بأسى: أنا لا أتوقع أن تطرح “حماس” صفقة شاملة قوامها “كل الأسرى مقابل الأسرى”، وهي تدرك أن إسرائيل بعد ذلك في مساعيها للقضاء على قدراتها العسكرية واقتلاعها من الحكم.
وتابع باراك، ورداً على سؤال: “أتفق مع التقدير بأن التوغل البري يساعد في الضغط على “حماس” نحو الإفراج عن الأسرى، وينتج فرصاً جديدة، ولكن في ذات الوقت هذا يصعد المخاطر، خاصة أن “حماس” من ضمن خياراتها القيام بحرب نفسية، أو التنكيل بهم، ولا أريد هنا أن أعطيهم أفكاراً. كنت أفضّل أن تكون هناك اتصالات تنتهي بتحرير كل الأسرى أولاً، والتفرغ للمرحلة الثانية، فهذا لن يجري ببساطة”.
ما هو الهدف للحرب، فهناك من يدعو لقتل جنودهم داخل الأنفاق كما فعلوا مع أدولف هتلر؟
رداً على هذا السؤال قال باراك إنه عندما قتلوا هتلر في نفقه قتل خمسة ملايين شخص، وتابع: “دعونا ألا نستعجل. لسنا هناك. هدف الحرب تم تحديده بشكل صحيح من قبل الحكومة، وهو انتزاع القدرات العسكرية والسلطوية لـ “حماس”، وهذا لا يمكن فقط بالقصف عن بعد. جنوب القطاع منطقة مفتوحة نحاول دفع الغزيين لجنوب القطاع من شأنه أن يتحول ملجأ لقيادات “حماس”، ولذلك من المحتمل أن تبقى مجموعة من قيادة “حماس”، وبعض قدراتها العسكرية، لجانب حضورها حتى بعد انتهاء الحرب. لذلك ليس الأمر بسيطاً،
وينبغي التفكير باليوم التالي سلفاً، والأخذ بالحسبان الكثير من الأمور، منها المخطوفون واشتعال الجبهة الشمالية، ومشكلة الشرعية الدولية وهي ليست غير محدودة. هناك عدم تناسب بين صبر العالم ووتيرة عمل الجيش نحو تحقيق أهداف الحرب”.
وماذا مع حزب الله ومستقبل التصعيد؟
عن ذلك قال باراك إن طابع الاحتكاك مع “حزب الله” ينطوي على مشكلة. وتابع: “لا أعرف إذا ما كان “حزب الله” يريد الانضمام للحرب، مثلما لا أعرف إذا كانت إيران معنية وربما أمريكا تردعهم. لكن طبيعة وعمق التراشق في الشمال تشي بأن من الممكن تدهور الوضع نحو حرب واصطدام شامل معه، بكل ما لديه من قدرات خلال أيام، وعلينا أن نأخذ بالحسبان أن نجد أنفسنا في حرب ثانية في الشمال قبل إتمام مهماتنا داخل قطاع غزة، وعلينا أن نكون جاهزين لهذا السيناريو. وهذا ما يفسر إدارة الحرب في غزة بحذر”.
رداً على سؤال حول مستقبل نتنياهو، قال إنه ليس مهماً ما يقوله باراك، إنما ما تقوله أغلبية الإسرائيليين التي ترى به مسؤولاً مركزياً عن الفشل الذريع، وبالتالي عليه الرحيل”.
ويواصل عدد من المراقبين الإسرائيليين التحذير من نفاد الساعة الرملية الدبلوماسية، ومن انتهاء شرعية الحرب على المستوى الدولي، بعد نحو الشهر على نشوبها.
في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، قال المحلل السياسي بن درور يميني إن الإفراج عن الجندية مهم، لكنه لا يؤثر على الساعة الرملية الدبلوماسية. وتابع محذراً: “لست بحاجة لأن تكون خبيراً بالرأي العام العالمي لكي تتخيل شكل المظاهرات ضد إسرائيل عندما تتوقف الصحافة الدولية عن الانشغال بفظائع “حماس” داخل مستوطنات “غلاف غزة”، في السابع من أكتوبر، وتبدأ بالتركيز على مشاهد الدمار والنار وقتل الأبرياء داخل قطاع غزة، بعدما تم تهجير مليون مواطن من غزة من بيوتهم”.
وبخلاف محللين عسكريين إسرائيليين ممن يتماثلون مع الرواية الإسرائيلية الرسمية بالكامل، يقرّ محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، في مقاله، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي يكثف الضغط على قطاع غزة أملاً بتليين مواقف “حماس”، وبتحسين شروط إطلاق سراح المخطوفين.
ويضيف هارئيل، متوافقاً مع باراك حول مخاطر اشتعال الجبهة الشمالية: “الجيش الإسرائيلي يعمّق سيطرته على شمال القطاع مستغلاً امتيازه من ناحية قوة النار والمراقبة. وفي الشمال يلاحظ أن إسرائيل و”حزب الله” غير راغبين بالانجرار لمعركة شاملة، لكن من شأنهما التورط بها بالذات لهذا السبب”.
وعدا صحيفة “هآرتس”، احتفلت وسائل الإعلام العبرية بعملية “الإفراج عن جندية كانت في الأسر”، وتتحدث بمصطلحات البطولة والشجاعة، دون طرح أسئلة حول كيفية تخليصها، ولماذا أعلن ذلك فقط بعد يوم من عودتها، ولماذا لا توجد شهادات بصرية عن العملية التي تلفها إسرائيل بضبابية كبيرة، وتحظر على الجندية، وعلى عائلتها، التحدث بأي كلمة، بخلاف السيدة اليهودية ليفشتس، التي أفرجت عنها “حماس”، قبل أسبوع، وقالت إن هذه عاملتْها بلطف ولبّت احتياجاتها الإنسانية، وأطعموها هي وبقية الأسرى والمخطوفين مما أكل عناصر حماس”.
وسعت الصحافة العبرية لتهميش فيديو “حماس” حول الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في تغطياتها، وذهبت بعضها، كـ “يديعوت أحرونوت”، لتجاهل الموضوع بالكامل.
في ذات الوقت سعت وسائل الاعلام العبرية للتماثل مع رواية إسرائيل الرسمية حول حيوية التوغل البري لإطلاق سراح المخطوفين والأسرى، وقالت إن الإفراج عن الجندية، أمس، ينطوي على وجبة أكسجين للحكومة، تتمكن من خلالها مواجهة ضغوط عائلات الأسرى، وإقناعهم بالتريث والصمت، كي لا يصب الماء على طاحونة “حماس”، لكن يبدو أن ذلك لن يعمل، فمن المرجح أن يصعد ذوو الأسرى والمخطوفين من احتجاجاتهم ومطالبهم بالسعي الحقيقي الفوري لاستعادتهم وقبل التورط بحرب برية واسعة تهدد حياتهم. في ذاكرة الإسرائيليين تجارب مرة مثل تجربة ملاح الجو الاسرائيلي رون أراد، الذي ما زال مفقوداً منذ وقع بالأسر في لبنان، عام 1983، وهناك من يعتقد أن إسرائيل فوّتت فرصة وقتها بعدم استعادته في صفقة تبادل سريعة، وهناك مخاوف دفينة من تكرار السيناريو، خاصة أن الحديث يدور عن وجود مدنيين ونساء وأطفال ومسنّين في يد “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وبخلاف كافة المعلقين الإسرائيليين ممن يتحدثون عن الحلول العسكرية، قال الوزير السابق عوزي برعام إن الحل الحقيقي بعد انتهاء الحرب هو قيام دولة فلسطينية، منوها لما أكد عليه الرئيس الأمريكي، خلال زيارته للبلاد، قبل عشرة أيام.-(وكالات)
قال رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك، اليوم الثلاثاء، إنه على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان عدة محاذير وحسابات، منها مخاطر اندلاع حرب مع “حزب الله” بالتزامن مع الحرب في غزة، علاوة على المخطوفين فيها والشرعية الدولية، وهي ليست مفتوحة.
في حديث للإذاعة العبرية العامة، قال إيهود باراك إن “حماس” قلقة من وصمها بـ “داعش”، ولها منظومة مصالح مقابل دول، وعلينا رفض الإفراج بالتقسيط، أو التمييز بين أسرى إسرائيليين وأجانب، وأقولها بأسى: أنا لا أتوقع أن تطرح “حماس” صفقة شاملة قوامها “كل الأسرى مقابل الأسرى”، وهي تدرك أن إسرائيل بعد ذلك في مساعيها للقضاء على قدراتها العسكرية واقتلاعها من الحكم.
وتابع باراك، ورداً على سؤال: “أتفق مع التقدير بأن التوغل البري يساعد في الضغط على “حماس” نحو الإفراج عن الأسرى، وينتج فرصاً جديدة، ولكن في ذات الوقت هذا يصعد المخاطر، خاصة أن “حماس” من ضمن خياراتها القيام بحرب نفسية، أو التنكيل بهم، ولا أريد هنا أن أعطيهم أفكاراً. كنت أفضّل أن تكون هناك اتصالات تنتهي بتحرير كل الأسرى أولاً، والتفرغ للمرحلة الثانية، فهذا لن يجري ببساطة”.
ما هو الهدف للحرب، فهناك من يدعو لقتل جنودهم داخل الأنفاق كما فعلوا مع أدولف هتلر؟
رداً على هذا السؤال قال باراك إنه عندما قتلوا هتلر في نفقه قتل خمسة ملايين شخص، وتابع: “دعونا ألا نستعجل. لسنا هناك. هدف الحرب تم تحديده بشكل صحيح من قبل الحكومة، وهو انتزاع القدرات العسكرية والسلطوية لـ “حماس”، وهذا لا يمكن فقط بالقصف عن بعد. جنوب القطاع منطقة مفتوحة نحاول دفع الغزيين لجنوب القطاع من شأنه أن يتحول ملجأ لقيادات “حماس”، ولذلك من المحتمل أن تبقى مجموعة من قيادة “حماس”، وبعض قدراتها العسكرية، لجانب حضورها حتى بعد انتهاء الحرب. لذلك ليس الأمر بسيطاً،
وينبغي التفكير باليوم التالي سلفاً، والأخذ بالحسبان الكثير من الأمور، منها المخطوفون واشتعال الجبهة الشمالية، ومشكلة الشرعية الدولية وهي ليست غير محدودة. هناك عدم تناسب بين صبر العالم ووتيرة عمل الجيش نحو تحقيق أهداف الحرب”.
وماذا مع حزب الله ومستقبل التصعيد؟
عن ذلك قال باراك إن طابع الاحتكاك مع “حزب الله” ينطوي على مشكلة. وتابع: “لا أعرف إذا ما كان “حزب الله” يريد الانضمام للحرب، مثلما لا أعرف إذا كانت إيران معنية وربما أمريكا تردعهم. لكن طبيعة وعمق التراشق في الشمال تشي بأن من الممكن تدهور الوضع نحو حرب واصطدام شامل معه، بكل ما لديه من قدرات خلال أيام، وعلينا أن نأخذ بالحسبان أن نجد أنفسنا في حرب ثانية في الشمال قبل إتمام مهماتنا داخل قطاع غزة، وعلينا أن نكون جاهزين لهذا السيناريو. وهذا ما يفسر إدارة الحرب في غزة بحذر”.
رداً على سؤال حول مستقبل نتنياهو، قال إنه ليس مهماً ما يقوله باراك، إنما ما تقوله أغلبية الإسرائيليين التي ترى به مسؤولاً مركزياً عن الفشل الذريع، وبالتالي عليه الرحيل”.
ويواصل عدد من المراقبين الإسرائيليين التحذير من نفاد الساعة الرملية الدبلوماسية، ومن انتهاء شرعية الحرب على المستوى الدولي، بعد نحو الشهر على نشوبها.
في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم، قال المحلل السياسي بن درور يميني إن الإفراج عن الجندية مهم، لكنه لا يؤثر على الساعة الرملية الدبلوماسية. وتابع محذراً: “لست بحاجة لأن تكون خبيراً بالرأي العام العالمي لكي تتخيل شكل المظاهرات ضد إسرائيل عندما تتوقف الصحافة الدولية عن الانشغال بفظائع “حماس” داخل مستوطنات “غلاف غزة”، في السابع من أكتوبر، وتبدأ بالتركيز على مشاهد الدمار والنار وقتل الأبرياء داخل قطاع غزة، بعدما تم تهجير مليون مواطن من غزة من بيوتهم”.
وبخلاف محللين عسكريين إسرائيليين ممن يتماثلون مع الرواية الإسرائيلية الرسمية بالكامل، يقرّ محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، في مقاله، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي يكثف الضغط على قطاع غزة أملاً بتليين مواقف “حماس”، وبتحسين شروط إطلاق سراح المخطوفين.
ويضيف هارئيل، متوافقاً مع باراك حول مخاطر اشتعال الجبهة الشمالية: “الجيش الإسرائيلي يعمّق سيطرته على شمال القطاع مستغلاً امتيازه من ناحية قوة النار والمراقبة. وفي الشمال يلاحظ أن إسرائيل و”حزب الله” غير راغبين بالانجرار لمعركة شاملة، لكن من شأنهما التورط بها بالذات لهذا السبب”.
وعدا صحيفة “هآرتس”، احتفلت وسائل الإعلام العبرية بعملية “الإفراج عن جندية كانت في الأسر”، وتتحدث بمصطلحات البطولة والشجاعة، دون طرح أسئلة حول كيفية تخليصها، ولماذا أعلن ذلك فقط بعد يوم من عودتها، ولماذا لا توجد شهادات بصرية عن العملية التي تلفها إسرائيل بضبابية كبيرة، وتحظر على الجندية، وعلى عائلتها، التحدث بأي كلمة، بخلاف السيدة اليهودية ليفشتس، التي أفرجت عنها “حماس”، قبل أسبوع، وقالت إن هذه عاملتْها بلطف ولبّت احتياجاتها الإنسانية، وأطعموها هي وبقية الأسرى والمخطوفين مما أكل عناصر حماس”.
وسعت الصحافة العبرية لتهميش فيديو “حماس” حول الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في تغطياتها، وذهبت بعضها، كـ “يديعوت أحرونوت”، لتجاهل الموضوع بالكامل.
في ذات الوقت سعت وسائل الاعلام العبرية للتماثل مع رواية إسرائيل الرسمية حول حيوية التوغل البري لإطلاق سراح المخطوفين والأسرى، وقالت إن الإفراج عن الجندية، أمس، ينطوي على وجبة أكسجين للحكومة، تتمكن من خلالها مواجهة ضغوط عائلات الأسرى، وإقناعهم بالتريث والصمت، كي لا يصب الماء على طاحونة “حماس”، لكن يبدو أن ذلك لن يعمل، فمن المرجح أن يصعد ذوو الأسرى والمخطوفين من احتجاجاتهم ومطالبهم بالسعي الحقيقي الفوري لاستعادتهم وقبل التورط بحرب برية واسعة تهدد حياتهم. في ذاكرة الإسرائيليين تجارب مرة مثل تجربة ملاح الجو الاسرائيلي رون أراد، الذي ما زال مفقوداً منذ وقع بالأسر في لبنان، عام 1983، وهناك من يعتقد أن إسرائيل فوّتت فرصة وقتها بعدم استعادته في صفقة تبادل سريعة، وهناك مخاوف دفينة من تكرار السيناريو، خاصة أن الحديث يدور عن وجود مدنيين ونساء وأطفال ومسنّين في يد “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وبخلاف كافة المعلقين الإسرائيليين ممن يتحدثون عن الحلول العسكرية، قال الوزير السابق عوزي برعام إن الحل الحقيقي بعد انتهاء الحرب هو قيام دولة فلسطينية، منوها لما أكد عليه الرئيس الأمريكي، خلال زيارته للبلاد، قبل عشرة أيام.-(وكالات)
التعليقات