رشاد ابو داود
صعب أن تتحدث بعقلانية وسط هذا الجنون الإسرائيلي وأنت ترى جثامين الشهداء الأطفال والنساء. وتسمع أنين الأحياء تحت أنقاض هيروشيما العصر التي دمرت آلاف المباني في مناطق محاصرة منذ سبع عشرة سنة. لكن لا بأس من العض على الجرح لنفهم ما سر هذه الهمجية الصهيونية.
كلمة السر في الوحشية الاسرائيلية الحالية على الشعب الفلسطيني وردت على لسان الجنرال السياسي للعدوان رئيس الوزراء نتنياهو والجنرال العسكري وزير الحرب غالنت. الأول قال : هذه الحرب مسألة «حياة أو موت» بالنسبة لاسرائيل. الثاني قال «إما نحن أو هم» يقصد الفلسطينيين.
هذه الكلمات تمثل الهاجس المتجذر داخل كل الاسرائيليين، أو بالأحرى أولئك الذين جاؤوا من أصقاع الدنيا ليحتلوا فلسطين ويقيموا فيها «وطناً قومياً» لليهود. شكلوا في البداية عصابات وفرت لها الحماية دولة الانتداب على فلسطين بريطانيا التي كانت وعدتهم بإقامة هذا «الوطن» من خلال وعد بلفور عام 1917. سرقوا الأرض عام 1948 وطردوا الشعب وارتكبوا المذابح الموثقة بألسنة بعض من قاموا بها من صهاينة «عتقيين» في فيديوهات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
هاجس بقاء «الدولة» كان عبر عنه نتنياهو نفسه في الماضي بقوله ان عمر أطول ممالك اسرائيل كان ثمانين سنة وهي مملكة حشمونائيم «ونحن نسعى لتعيش دولتنا اكثر «. وكان يهودا باراك رئيس الوزراء الأسبق عبر عن المخاوف نفسها في مقال بصحيفة «يديعوت أحرونوت « العام الماضي بقوله إن مملكة سلالة داود و سليمان ومملكة حشمونائيم لم تصمدا أكثر من ثمانين سنة.
انها «لعنة الثمانين « التي تعيشها اسرائيل لقيطة الخمس و سبعين سنة. وهذا ما يدفعها أولاً لاختيار حكومة يمينية هي الأشد تطرفاً في تاريخها. وثانياً الغرور الذي أصابها وجعلها تقوم بممارسات غير مسبوقة سواء في المسجد الأقصى أو قوانين القتل ضد كل من يشتبه به من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس و..أي مكان. وثالثاً هذا الجنون الذي تمارسه ضد غزة متحدية القانون الدولي والأمم المتحدة التي هاجمت أمينها لمجرد قوله يجب إدخال المساعدات الطبية و الغذائية الى المدنيين في غزة. اضافة الى القصف الوحشي المتواصل والذي أدى الى استشهاد - حتى كتابة هذا المقال – أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني نصفهم من الأطفال و النساء وعشرين ألف جريح. ناهيك عن تدمير الأبنية والبيوت على رؤوس ساكنيها.
حسب تعبير سياسيين و مراقبين دوليين فان اسرائيل تقوم بإبادة جماعية للفلسطينيين في غزة وجرائم حرب يعاقب عليها ميثاق الأمم المتحدة. طبعاً لولا الدعم العسكري الأميركي الفوري والمباركة الغربية من الدول الاستعمارية الغربية القديمة المتجددة لما تجرأت اسرائيل على كل هذه الخروقات.
الساعات الأولى من يوم السابع من اكتوبر وضعت حداً فاصلاً بين زمنين. زمن العنجهية العسكرية الاسرائيلية من قتل وتدمير و تشريد وفصل عنصري للفلسطينيين و انهيار مقولة «الحياة مفاوضات» و الاعترافات وبين زمن القوة مقابل القوة. ففي ساعات قليلة انهارت مقولة «الجيش الذي لا يُقهر» وتبين أن اسرائيل نمر من ورق عندما تتوفر الارادة لمواجهتها.
حكومة نتنياهو ومن خلال نوبة الجنون الحالية تقود «الدولة « المزعومة الى قدرها وتسرع في نهايتها المحتومة. فقد بدأ المجتمع الاسرائيلي يتفكك، والذين أغرتهم الحركة الصهيونية باللبن و العسل في «أرض الميعاد» حان ميعاد عودتهم الى دولهم التي جاؤوا منها !
(الدستور)
رشاد ابو داود
صعب أن تتحدث بعقلانية وسط هذا الجنون الإسرائيلي وأنت ترى جثامين الشهداء الأطفال والنساء. وتسمع أنين الأحياء تحت أنقاض هيروشيما العصر التي دمرت آلاف المباني في مناطق محاصرة منذ سبع عشرة سنة. لكن لا بأس من العض على الجرح لنفهم ما سر هذه الهمجية الصهيونية.
كلمة السر في الوحشية الاسرائيلية الحالية على الشعب الفلسطيني وردت على لسان الجنرال السياسي للعدوان رئيس الوزراء نتنياهو والجنرال العسكري وزير الحرب غالنت. الأول قال : هذه الحرب مسألة «حياة أو موت» بالنسبة لاسرائيل. الثاني قال «إما نحن أو هم» يقصد الفلسطينيين.
هذه الكلمات تمثل الهاجس المتجذر داخل كل الاسرائيليين، أو بالأحرى أولئك الذين جاؤوا من أصقاع الدنيا ليحتلوا فلسطين ويقيموا فيها «وطناً قومياً» لليهود. شكلوا في البداية عصابات وفرت لها الحماية دولة الانتداب على فلسطين بريطانيا التي كانت وعدتهم بإقامة هذا «الوطن» من خلال وعد بلفور عام 1917. سرقوا الأرض عام 1948 وطردوا الشعب وارتكبوا المذابح الموثقة بألسنة بعض من قاموا بها من صهاينة «عتقيين» في فيديوهات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
هاجس بقاء «الدولة» كان عبر عنه نتنياهو نفسه في الماضي بقوله ان عمر أطول ممالك اسرائيل كان ثمانين سنة وهي مملكة حشمونائيم «ونحن نسعى لتعيش دولتنا اكثر «. وكان يهودا باراك رئيس الوزراء الأسبق عبر عن المخاوف نفسها في مقال بصحيفة «يديعوت أحرونوت « العام الماضي بقوله إن مملكة سلالة داود و سليمان ومملكة حشمونائيم لم تصمدا أكثر من ثمانين سنة.
انها «لعنة الثمانين « التي تعيشها اسرائيل لقيطة الخمس و سبعين سنة. وهذا ما يدفعها أولاً لاختيار حكومة يمينية هي الأشد تطرفاً في تاريخها. وثانياً الغرور الذي أصابها وجعلها تقوم بممارسات غير مسبوقة سواء في المسجد الأقصى أو قوانين القتل ضد كل من يشتبه به من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس و..أي مكان. وثالثاً هذا الجنون الذي تمارسه ضد غزة متحدية القانون الدولي والأمم المتحدة التي هاجمت أمينها لمجرد قوله يجب إدخال المساعدات الطبية و الغذائية الى المدنيين في غزة. اضافة الى القصف الوحشي المتواصل والذي أدى الى استشهاد - حتى كتابة هذا المقال – أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني نصفهم من الأطفال و النساء وعشرين ألف جريح. ناهيك عن تدمير الأبنية والبيوت على رؤوس ساكنيها.
حسب تعبير سياسيين و مراقبين دوليين فان اسرائيل تقوم بإبادة جماعية للفلسطينيين في غزة وجرائم حرب يعاقب عليها ميثاق الأمم المتحدة. طبعاً لولا الدعم العسكري الأميركي الفوري والمباركة الغربية من الدول الاستعمارية الغربية القديمة المتجددة لما تجرأت اسرائيل على كل هذه الخروقات.
الساعات الأولى من يوم السابع من اكتوبر وضعت حداً فاصلاً بين زمنين. زمن العنجهية العسكرية الاسرائيلية من قتل وتدمير و تشريد وفصل عنصري للفلسطينيين و انهيار مقولة «الحياة مفاوضات» و الاعترافات وبين زمن القوة مقابل القوة. ففي ساعات قليلة انهارت مقولة «الجيش الذي لا يُقهر» وتبين أن اسرائيل نمر من ورق عندما تتوفر الارادة لمواجهتها.
حكومة نتنياهو ومن خلال نوبة الجنون الحالية تقود «الدولة « المزعومة الى قدرها وتسرع في نهايتها المحتومة. فقد بدأ المجتمع الاسرائيلي يتفكك، والذين أغرتهم الحركة الصهيونية باللبن و العسل في «أرض الميعاد» حان ميعاد عودتهم الى دولهم التي جاؤوا منها !
(الدستور)
رشاد ابو داود
صعب أن تتحدث بعقلانية وسط هذا الجنون الإسرائيلي وأنت ترى جثامين الشهداء الأطفال والنساء. وتسمع أنين الأحياء تحت أنقاض هيروشيما العصر التي دمرت آلاف المباني في مناطق محاصرة منذ سبع عشرة سنة. لكن لا بأس من العض على الجرح لنفهم ما سر هذه الهمجية الصهيونية.
كلمة السر في الوحشية الاسرائيلية الحالية على الشعب الفلسطيني وردت على لسان الجنرال السياسي للعدوان رئيس الوزراء نتنياهو والجنرال العسكري وزير الحرب غالنت. الأول قال : هذه الحرب مسألة «حياة أو موت» بالنسبة لاسرائيل. الثاني قال «إما نحن أو هم» يقصد الفلسطينيين.
هذه الكلمات تمثل الهاجس المتجذر داخل كل الاسرائيليين، أو بالأحرى أولئك الذين جاؤوا من أصقاع الدنيا ليحتلوا فلسطين ويقيموا فيها «وطناً قومياً» لليهود. شكلوا في البداية عصابات وفرت لها الحماية دولة الانتداب على فلسطين بريطانيا التي كانت وعدتهم بإقامة هذا «الوطن» من خلال وعد بلفور عام 1917. سرقوا الأرض عام 1948 وطردوا الشعب وارتكبوا المذابح الموثقة بألسنة بعض من قاموا بها من صهاينة «عتقيين» في فيديوهات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
هاجس بقاء «الدولة» كان عبر عنه نتنياهو نفسه في الماضي بقوله ان عمر أطول ممالك اسرائيل كان ثمانين سنة وهي مملكة حشمونائيم «ونحن نسعى لتعيش دولتنا اكثر «. وكان يهودا باراك رئيس الوزراء الأسبق عبر عن المخاوف نفسها في مقال بصحيفة «يديعوت أحرونوت « العام الماضي بقوله إن مملكة سلالة داود و سليمان ومملكة حشمونائيم لم تصمدا أكثر من ثمانين سنة.
انها «لعنة الثمانين « التي تعيشها اسرائيل لقيطة الخمس و سبعين سنة. وهذا ما يدفعها أولاً لاختيار حكومة يمينية هي الأشد تطرفاً في تاريخها. وثانياً الغرور الذي أصابها وجعلها تقوم بممارسات غير مسبوقة سواء في المسجد الأقصى أو قوانين القتل ضد كل من يشتبه به من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس و..أي مكان. وثالثاً هذا الجنون الذي تمارسه ضد غزة متحدية القانون الدولي والأمم المتحدة التي هاجمت أمينها لمجرد قوله يجب إدخال المساعدات الطبية و الغذائية الى المدنيين في غزة. اضافة الى القصف الوحشي المتواصل والذي أدى الى استشهاد - حتى كتابة هذا المقال – أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني نصفهم من الأطفال و النساء وعشرين ألف جريح. ناهيك عن تدمير الأبنية والبيوت على رؤوس ساكنيها.
حسب تعبير سياسيين و مراقبين دوليين فان اسرائيل تقوم بإبادة جماعية للفلسطينيين في غزة وجرائم حرب يعاقب عليها ميثاق الأمم المتحدة. طبعاً لولا الدعم العسكري الأميركي الفوري والمباركة الغربية من الدول الاستعمارية الغربية القديمة المتجددة لما تجرأت اسرائيل على كل هذه الخروقات.
الساعات الأولى من يوم السابع من اكتوبر وضعت حداً فاصلاً بين زمنين. زمن العنجهية العسكرية الاسرائيلية من قتل وتدمير و تشريد وفصل عنصري للفلسطينيين و انهيار مقولة «الحياة مفاوضات» و الاعترافات وبين زمن القوة مقابل القوة. ففي ساعات قليلة انهارت مقولة «الجيش الذي لا يُقهر» وتبين أن اسرائيل نمر من ورق عندما تتوفر الارادة لمواجهتها.
حكومة نتنياهو ومن خلال نوبة الجنون الحالية تقود «الدولة « المزعومة الى قدرها وتسرع في نهايتها المحتومة. فقد بدأ المجتمع الاسرائيلي يتفكك، والذين أغرتهم الحركة الصهيونية باللبن و العسل في «أرض الميعاد» حان ميعاد عودتهم الى دولهم التي جاؤوا منها !
(الدستور)
التعليقات