عبدالحافظ الهروط
أي عمل تقدم اليه اسرائيل، تكون الآلة الاعلامية قد أُعدت سلفاً بما فيها من وقود كاذبة لتضليل العالم والرأي العام، فكيف عندما يكون العمل حرباً عسكرية؟
في الحرب التي تخوضها المقاومة الاسلامية (حماس) ضد العدو الاسرائيلي، على الارض الفلسطينية ومنها قطاع غزة، سارعت الماكينة الاسرائيلية الى أن حماس قامت بجّز رؤوس الاطفال وقتل النساء والمدنيين وأسروا إسرائيليين وجنسيات دول أجنبية، بهدف تحشيد هذه الدول لمشاركتها في الحرب الدائرة، سعياً للإجهاز على المقاومة وتدمير قطاع غزة وتهجير السكان الى الدول العربية المجاورة.
واصلت الآلة العسكرية للعدو بكل اعمال البشاعة والجنون والإجرام التي طالت الاطفال والنساء وكبار السن وتدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة ومرافق الطاقة والمياه والكهرباء وهدم المنازل والمؤسسات المدنية بما فيها الشبكات الاعلامية، إذ لم يراع العدو أي محرمات في كل هجوم عسكري.
في سؤال طرحته «الرأي» حول دور الاعلام العربي في دحض وفضح الرواية الاعلامية الاسرائيلية المضللة، بيّن كل من الأستاذ عبدالسلام الطراونة ود. تيسير ابو عرجة ومن خلال خبرتهما الواسعة في المجال الاعلامي، دور الاعلام العربي في مواجهة العدو الصهيوني الذي يحتل أراضي عربية بدأها بفلسطين منذ نحو ٨ عقود.
• الطراونة
ما من شك بأن الإنتصار المبين الذي تحقق بفضل الله عز وجل وعزيمة وشجاعة الأبطال الفلسطينيين فرسان(طوفان الاقصى) قد ثأر وبكل اقتدار للمسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وكنيسة القيامة وفلسطين ولكرامة أمتنا العربية التي استباحها الاحت لال الصهيوني النازي البغيض.
فالنصر المؤزر ضد النازية الجديدة في (تل أبيب) والذي تحقق على يد حركة (حماس) الفلسطينية فتح العيون على واقع متغير يتطلب اعلاماً بلبوس جديد وواقع جديد بحيث يعاد انتاج توجهه ومفعوله بطريقة تواكب متطلبات التغيير والمرحلة الراهنة ومخاطبة الاخرين في هذا العالم بدلا من الوسيلة المتبعة وهي مخاطبة بعضنا بعضاً!! فالتغيير يحتم في الدرجة الاولى ان يكون الاعلام إعلام دولة لا إعلام حكومات يأتمر بأمرها وسيلته في الغالب مراكمة الجمل الانشائية والروتين البائس بدل ايراد الحقائق والمعلومات الاستقصائية بحلوها ومُرّها.
فالإعلام سلاح مؤثر جدا اذا ما توفرت له حاضنة مأمونة ومستديمة تحوي في جنباتها مساحة واسعة من الحرية وتدفق المعلومات وتقدير دوره والعمل على سكة احترام الرأي والرأي الآخر المعارض وعلى ارضية من الجرأة لما فيه مصلحة الوطن والامة.
وفيما يتعلق بالظرف الراهن والمتغيرات التي حدثت في أعقاب (طوفان الاقصى) فإني أورد بعض الامثلة التي وفرت خدمة جُلّى لقضيتنا المصيرية القضية الفلسطينية ولوجهة النظر الفلسطينية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام في مواجهة الدعاية المزيفة والمضللة التي ينتهجها العدو الصهيوني والتي أبدع العدو في مجالها بسبب ضعف الإعلام العربي وتخاذل الواقع العربي أما الآن ومع التغير الجديد فقد انقلب السحر على الساحر وسقط القناع عن الوجه الصهيوني البشع بحيث اصبح في موقف الدفاع المميت بدلا من موقف الهجوم الذي احتله حقباً طويلة.
المثال الاول يتلخص في تلك المظاهرة اليهودية التي انطلقت منذ يومين في شوارع (نيويورك) ونددّت بالعدوان الهمجي الصهيوني الذي تمارسه إسرائيل ضد المواطنين العزل في غزة المجد.
ووصف المتظاهرون اليهود الوضع في (غزة) بانه سجن مفتوح يضم نيفاً ومليونين من المواطنين الفلسطينيين العزل الذين يواجهون إبادة جماعية من قبل عساكر العدو الصهيوني.
وناشد المتظاهرون اليهود الدنيا بأسرها لوقف الظلم الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء وقال المتظاهرون لرئيس الوزراء الصهيوني والعصابة الحاكمة في تل ابيب وبالفم الملآن يا ايها المجرمون المعتدون لا ترتكبوا الجرائم باسمنا نحن اليهود وكرروها ثلاثاً!!!
فهل استثمر الاعلام العربي هذه المظاهرة الاحتجاجية ضد العدو الصهيوني وأعاد انتاجها بحيث نبرهن للجماهير وصانعي القرار في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وغيرها من دول العالم بأن الفلسطينيين والعرب وكذلك اليهود هم رهائن في يد حكومة نازية صهيونية يقودها متطرفون ومتعصبون ومعتوهون إلى هاوية الجحيم و الضلال !!
فنحن واليهود ضحايا العسكرتاريا النازية الجديدة والمتطرفين والمستوطنين الصهاينة !!
أما المثال الثاني فهو تلك المقابلة المتلفزة التي اجريت مع المستوطنة الإسرائيلية الأ سيرة لدى حماس (ميا شيم) وتلك الرعاية الطبية التي قدمت لها والأثر الإيجابي على الأسيرة وعائلتها والتي قدرت عالياً الاسلوب الحضاري والانساني الذي تعامل به الفلسطينيون مع الأسيرة اليهودية.
وجرت مظاهرات تم خلالها توجيه اللوم والتوبيخ لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وشجب التطرف الصهيوني والمطالبة الحثيثة بالعمل على الإفراج عن الأسرى في أسرع وقت ممكن واحترام حق الشعب الفلسطيني المشروع.
أما المثال الثالث فيتعلق بالتصريح المتلفز الذي أدلى به أحد الجنود الأسرى لدى (حماس) والذي اعترف من خلاله بأن الجيش الإسرائيلي يعتمد الإجرام والعدوان ويقوم بإبادة جماعية. واضاف الجندي وهو يستغيث باكياً بأنه إذا تم إطلاق سراحه فلن يعود إلى الجيش الصهيوني بل سيغادر الى أي مكان باستثناء اسرائيل لانها تشكل الجحيم الذي يتحكم به مجموعة من المتطرفين والمجرمين الذين يمارسون الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وقال في ختام حديثه نحن الاسرائيليون شعب مجرم لا يفهم !!
ولعلي لأجانب الصواب إذا قلت بأن الضرورة تقضي بأن يقوم الاعلام العربي بالتركيز على مثل هذه الوقائع وإعادة انتاجها واستثمارها لما فيه خدمة قضيتنا المقدسة ومخرجات انتصار طوفان الأقصى الذي سطر الخطوة الأولى والمذهلة على درب إنهاء الإحتلال الصهيوني البغيض.
وأود ان أعيد إلى الذهن تلك الوقائع والخطط التي ساهمت في إثراء نهضة الإعلام في بلدنا في سالف من الزمن حيث قام الشهيد وصفي التل طيب الله ثراه عندما تسلم زمام الاعلام في دار الإذاعة بتاسيس برنامج باللغة العبرية في الإذاعة الاردنية لكي نخاطب من خلاله الجمهور الاسرائيلي وايراد الحقائق وبلغة وأسلوب العدو الصهيوني وقد كان لذلك البرنامج اثره الايجابي الكبير على صعيد التاثير في معنويات الجمهور ا لاسرائيلي وما ينعكس من آثار سلبية على المسؤولين الصهاينة الذين ينتهجون العدوان والاجرام كنهج لا يحيدون عنه ابداً.
وإني أتساءل ما الذي يمنع من إعادة هذا البرنامج العبري حالياً وضمن معطيات جديدة تخدم القضية والوطن والامة.
وهناك حقيقة واضحة برزت في أعقاب انتصار طوفان الأقصى وهي أن الإعلام الإ لكتروني قد أقض مضاجع العدو والصهيوني وفتح جبهة لا يستهان بها في مواجهة زيف وادعاء النازية الجديدة في تل أبيب وللحقيقة ايضا فقد أبدع فرسان (طوفان الا قصى) في استثمار هذا المضمار بالشكل الأمثل مما يجعل الإعلام الصهيوني يتخبط دون جدوى بحيث أضحى وللمرة الاولى في تاريخه ينتهج الدفاع بدل الهجوم وانكشفت أساليبه الاعلامية المضللة الخبيثة لزرع الخوارزميات لإخفاء الحقائق في بعض وسائل التواصل والمنصات العالمية.
فقد كانت الحرب الاعلامية الفلسطينية حرباً موازية لمعركة النصر بحيث اذعرت العدو الصهيوني المذعور أصلا ً من عواقب معركة الاختراق وغيرت تلك الحرب الاعلامية الفلسطينية والمدروسة بكل ذكاء وحرفية مفاهيم كثيرة لدى الناس والاحزاب وصانعي القرار في دول كثيرة تجاه قضيتنا المصيرية والحق الفلسطيني المشروع كما استطاعت تعرية الوجه الصهيوني القبيح وتسليط الضوء على نزعته النازية الخطيرة.
نخلص من هذا كله إلى أننا بحاجه الى إعلام دولة زوادته الحقيقة وأسلوبه اعتماد الصوت والصورة والوسائل الالكترونية.
بمثابة تكتيك يخدم استراتيجية تتقن فن التعاطي مع الأعداء والآخرين بلغة يفهمونها ونهج يقوم على ايراد الحقائق بعيداً عن السطحية والنفاق والغوغائية والأساليب الإعلا مية البدائية التي كانت إحدى إفرازات النكسات والهزائم المتتالية.
كما أننا بحاجة إلى مراجعة مدروسة هدفها إعادة إنتاج إعلامنا والذي شكل طوفان الأ قصى رصيداً جيداً له بحيث نضع في الإعتبار استيعاب الرأي والرأي الآخر واستثمار المعارضة لتكون جنباً إلى جنب كشريك إيجابي في خوض المعركة الإعلامية التي تعتبر خير ظهير وسند للجهود المبذولة على صعيد إنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية.
وفي الختام نترحم على اخوتنا واخواتنا الشهداء الأبرار الذين سقوا بتضحياتهم ودمائهم أرض غزة الطاهرة ونرفع أكف الضراعة بأن يدخلهم جنات الخلد.. وأن يَمن الباري عز وجل علينا باستكمال النصر المؤزر وفصول طوفان الأقصى على درب تحرير الأرض الفلسطينية من براثن العدو الصهيوني النازي البغيض.
• ابو عرجة
يتساءل البعض أين الاعلام العربي المؤثر على الساحة الدولية وأين هم الإعلاميون العرب القادرون على تقديم رسالة اعلامية قوية متماسكة موحدة المنطلقات معززة بالحقائق والمعلومات؟.
بداية نقول هل يمتلك الاعلام العربي نفسه داخل الوطن العربي إمكانية صنع وصياغة رسائل اعلامية بهذا المعنى تصل الى الرأي العام العربي؟.
وهل في دوائرنا الاعلامية العربية خبراء مختصون بهذا النوع من الاعلام الذي يفهم حقائق التاريخ والسياسة ويعرف مفاهيم الاعلام وسيكولوجية الرأي العام؟.
وهل هناك موقف عربي موحد ازاء القضية المطروحة التي يراد تقديمها وتكون الرسالة التي تتحدث عنها موحدة وثابتة ومقنعة وتعبر عن عدالة القضية وسلامة الطرح حولها؟.
وهل أعددنا أناسًا مختصين لمخاطبة الشعوب الأجنبية بلغاتها وبالأسلوب الذي يضمن النجاح في وصول الرسالة للمتلقي؟.
وهل يوجد في سفاراتنا العربية على تعددها ملحقون إعلاميون معدون لأن يكونوا قادرين على تقديم الرسائل الاعلامية المطلوبة صحفية وإذاعية وتلفزيونية ناهيك عن إمكانية التحدث في المؤتمرات والندوات والمنتديات المهمة؟
وهل هناك ذلك القدر من التواصل مع العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات العرب الذين يعملون في الجامعات الاجنبية ولديهم اللغة والمعرفة بطبيعة الشعوب ومؤثرات صناعة القرار؟.
وهل تتواصل بلداننا مع الجاليات التي تنتمي اليها في عواصم العالم باعتبارها امتدادًا لهذه البلدان وتمتلك الشعور والموقف بما يسمح لها بالتأثير المباشر في شعوب البلدان التي تتواجد فيها.؟
وأخيرًا هل نحن في بلداننا العربية نولي الاعلام ذلك القدر من الاهتمام وننظر إليه بما يستحقه من الدعم ومده بالخبرات العلمية القادرة على أداء المهام بنجاح ومسؤولية سواء على صعيد الاعلام المحلي أو في الإطار العربي والدولي؟
إلى جانب الحرب العدوانية على غزة التي تحصد أرواح المدنيين الابرياء وتدمر فيها كل شيء فإن هناك حربا مهمة تدور على الجبهة الإعلامية. فقد وجدنا الآلة الاعلامية الصهيونية تسارع الى العالم وإلى الرأي العام الدولي وخصوصا في الدول الغربية العظمى بأنها تتعرض للعدوان من جانب الفلسطينيين الذين يمارسون الحرق والذبح ضد السكان المدنيين في المستوطنات اليهودية مقدمة مع هذه الدعاية صورًا مفبركة ومعلومات مضللة. وهو الأمر الذي وجد آذانًا صاغية لدى حكومات هذه الدول لأن اسرائيل قدمت الفلسطينيين بأنهم أصحاب أيديولوجية مميتة وأنهم داعشيون يمارسون ضدها حرب الإبادة وبدا أنها تذكرهم بالهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.
ولكن سرعان ماحدثت استدارة مهمة عندما بدأت الحقائق تظهر على الارض حيث حرب الابادة الفعلية التي تشنها اسرائيل على غزة موجهة نار قذائفها الى المدنيين الابرياء بالغارات اليومية المدمرة التي تطال كل شيء نساء وأطفالًا ومرافق صحية الخ.
ان هذا التضليل الاعلامي الصهيوني في الحرب على غزة يتطلب المواجهة من خلال:
بيان ما يتعرض له المدنيون الأبرياء وهو مخالف لكل قوانين الحرب التي تحمي المدنيين وحياتهم ومرافقهم
بيان ما يتعرض له أطفال غزة ونساؤها من قتل تحت أنقاض البنايات المدمرة
أن اسرائيل تقطع الماء والكهرباء وتدمر سيارات الاسعاف والدفاع المدني ولاتسمح بإدخال المساعدات الانسانية الغذائية والدوائية القادمة لمواطني غزة
عرض حقائق الصراع وبيان سجل اسرائيل في المذابح والمجازر التي سبق ان مارستها ضد الفلسطينيين اضافة الى المجزرة الراهنة
أن هذه الحرب تتطلب الغوص في لب المشكلة وإيجاد حل للصراع يمنح الفلسطينيين حقهم المشروع في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف
ان هذه الحرب العدوانية على غزة تنبهنا الى أهمية استدامة التحرك الاعلامي الموجه الى الراي العام العالمي من خلال عديد القنوات الرسمية والدبلوماسية والشعبية. وهنا نشير الى ضرورة تفعيل مؤسسات الاعلام العربي المشترك في اطار الجامعة العربية وكذلك الدور الاعلامي المنوط بالسفارات العربية والجاليات العربية في الدول الأجنبية التي تتعايش مع الشعوب الاجنبية وتعرف لغاتها وسيكولوجيتها ومصالحها.وتستطيع أن تمتلك وسائل الاعلام والتواصل والتأثير والحوار بكل ما يتوفر لديها من الحقائق والمعلومات والإحصائيات والشهادات الحية وأن ينطلق ذلك كله على شكل حملات اعلامية مخططة ومنظمة.
(عبدالحافظ الهروط / الرأي)
عبدالحافظ الهروط
أي عمل تقدم اليه اسرائيل، تكون الآلة الاعلامية قد أُعدت سلفاً بما فيها من وقود كاذبة لتضليل العالم والرأي العام، فكيف عندما يكون العمل حرباً عسكرية؟
في الحرب التي تخوضها المقاومة الاسلامية (حماس) ضد العدو الاسرائيلي، على الارض الفلسطينية ومنها قطاع غزة، سارعت الماكينة الاسرائيلية الى أن حماس قامت بجّز رؤوس الاطفال وقتل النساء والمدنيين وأسروا إسرائيليين وجنسيات دول أجنبية، بهدف تحشيد هذه الدول لمشاركتها في الحرب الدائرة، سعياً للإجهاز على المقاومة وتدمير قطاع غزة وتهجير السكان الى الدول العربية المجاورة.
واصلت الآلة العسكرية للعدو بكل اعمال البشاعة والجنون والإجرام التي طالت الاطفال والنساء وكبار السن وتدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة ومرافق الطاقة والمياه والكهرباء وهدم المنازل والمؤسسات المدنية بما فيها الشبكات الاعلامية، إذ لم يراع العدو أي محرمات في كل هجوم عسكري.
في سؤال طرحته «الرأي» حول دور الاعلام العربي في دحض وفضح الرواية الاعلامية الاسرائيلية المضللة، بيّن كل من الأستاذ عبدالسلام الطراونة ود. تيسير ابو عرجة ومن خلال خبرتهما الواسعة في المجال الاعلامي، دور الاعلام العربي في مواجهة العدو الصهيوني الذي يحتل أراضي عربية بدأها بفلسطين منذ نحو ٨ عقود.
• الطراونة
ما من شك بأن الإنتصار المبين الذي تحقق بفضل الله عز وجل وعزيمة وشجاعة الأبطال الفلسطينيين فرسان(طوفان الاقصى) قد ثأر وبكل اقتدار للمسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وكنيسة القيامة وفلسطين ولكرامة أمتنا العربية التي استباحها الاحت لال الصهيوني النازي البغيض.
فالنصر المؤزر ضد النازية الجديدة في (تل أبيب) والذي تحقق على يد حركة (حماس) الفلسطينية فتح العيون على واقع متغير يتطلب اعلاماً بلبوس جديد وواقع جديد بحيث يعاد انتاج توجهه ومفعوله بطريقة تواكب متطلبات التغيير والمرحلة الراهنة ومخاطبة الاخرين في هذا العالم بدلا من الوسيلة المتبعة وهي مخاطبة بعضنا بعضاً!! فالتغيير يحتم في الدرجة الاولى ان يكون الاعلام إعلام دولة لا إعلام حكومات يأتمر بأمرها وسيلته في الغالب مراكمة الجمل الانشائية والروتين البائس بدل ايراد الحقائق والمعلومات الاستقصائية بحلوها ومُرّها.
فالإعلام سلاح مؤثر جدا اذا ما توفرت له حاضنة مأمونة ومستديمة تحوي في جنباتها مساحة واسعة من الحرية وتدفق المعلومات وتقدير دوره والعمل على سكة احترام الرأي والرأي الآخر المعارض وعلى ارضية من الجرأة لما فيه مصلحة الوطن والامة.
وفيما يتعلق بالظرف الراهن والمتغيرات التي حدثت في أعقاب (طوفان الاقصى) فإني أورد بعض الامثلة التي وفرت خدمة جُلّى لقضيتنا المصيرية القضية الفلسطينية ولوجهة النظر الفلسطينية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام في مواجهة الدعاية المزيفة والمضللة التي ينتهجها العدو الصهيوني والتي أبدع العدو في مجالها بسبب ضعف الإعلام العربي وتخاذل الواقع العربي أما الآن ومع التغير الجديد فقد انقلب السحر على الساحر وسقط القناع عن الوجه الصهيوني البشع بحيث اصبح في موقف الدفاع المميت بدلا من موقف الهجوم الذي احتله حقباً طويلة.
المثال الاول يتلخص في تلك المظاهرة اليهودية التي انطلقت منذ يومين في شوارع (نيويورك) ونددّت بالعدوان الهمجي الصهيوني الذي تمارسه إسرائيل ضد المواطنين العزل في غزة المجد.
ووصف المتظاهرون اليهود الوضع في (غزة) بانه سجن مفتوح يضم نيفاً ومليونين من المواطنين الفلسطينيين العزل الذين يواجهون إبادة جماعية من قبل عساكر العدو الصهيوني.
وناشد المتظاهرون اليهود الدنيا بأسرها لوقف الظلم الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء وقال المتظاهرون لرئيس الوزراء الصهيوني والعصابة الحاكمة في تل ابيب وبالفم الملآن يا ايها المجرمون المعتدون لا ترتكبوا الجرائم باسمنا نحن اليهود وكرروها ثلاثاً!!!
فهل استثمر الاعلام العربي هذه المظاهرة الاحتجاجية ضد العدو الصهيوني وأعاد انتاجها بحيث نبرهن للجماهير وصانعي القرار في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وغيرها من دول العالم بأن الفلسطينيين والعرب وكذلك اليهود هم رهائن في يد حكومة نازية صهيونية يقودها متطرفون ومتعصبون ومعتوهون إلى هاوية الجحيم و الضلال !!
فنحن واليهود ضحايا العسكرتاريا النازية الجديدة والمتطرفين والمستوطنين الصهاينة !!
أما المثال الثاني فهو تلك المقابلة المتلفزة التي اجريت مع المستوطنة الإسرائيلية الأ سيرة لدى حماس (ميا شيم) وتلك الرعاية الطبية التي قدمت لها والأثر الإيجابي على الأسيرة وعائلتها والتي قدرت عالياً الاسلوب الحضاري والانساني الذي تعامل به الفلسطينيون مع الأسيرة اليهودية.
وجرت مظاهرات تم خلالها توجيه اللوم والتوبيخ لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وشجب التطرف الصهيوني والمطالبة الحثيثة بالعمل على الإفراج عن الأسرى في أسرع وقت ممكن واحترام حق الشعب الفلسطيني المشروع.
أما المثال الثالث فيتعلق بالتصريح المتلفز الذي أدلى به أحد الجنود الأسرى لدى (حماس) والذي اعترف من خلاله بأن الجيش الإسرائيلي يعتمد الإجرام والعدوان ويقوم بإبادة جماعية. واضاف الجندي وهو يستغيث باكياً بأنه إذا تم إطلاق سراحه فلن يعود إلى الجيش الصهيوني بل سيغادر الى أي مكان باستثناء اسرائيل لانها تشكل الجحيم الذي يتحكم به مجموعة من المتطرفين والمجرمين الذين يمارسون الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وقال في ختام حديثه نحن الاسرائيليون شعب مجرم لا يفهم !!
ولعلي لأجانب الصواب إذا قلت بأن الضرورة تقضي بأن يقوم الاعلام العربي بالتركيز على مثل هذه الوقائع وإعادة انتاجها واستثمارها لما فيه خدمة قضيتنا المقدسة ومخرجات انتصار طوفان الأقصى الذي سطر الخطوة الأولى والمذهلة على درب إنهاء الإحتلال الصهيوني البغيض.
وأود ان أعيد إلى الذهن تلك الوقائع والخطط التي ساهمت في إثراء نهضة الإعلام في بلدنا في سالف من الزمن حيث قام الشهيد وصفي التل طيب الله ثراه عندما تسلم زمام الاعلام في دار الإذاعة بتاسيس برنامج باللغة العبرية في الإذاعة الاردنية لكي نخاطب من خلاله الجمهور الاسرائيلي وايراد الحقائق وبلغة وأسلوب العدو الصهيوني وقد كان لذلك البرنامج اثره الايجابي الكبير على صعيد التاثير في معنويات الجمهور ا لاسرائيلي وما ينعكس من آثار سلبية على المسؤولين الصهاينة الذين ينتهجون العدوان والاجرام كنهج لا يحيدون عنه ابداً.
وإني أتساءل ما الذي يمنع من إعادة هذا البرنامج العبري حالياً وضمن معطيات جديدة تخدم القضية والوطن والامة.
وهناك حقيقة واضحة برزت في أعقاب انتصار طوفان الأقصى وهي أن الإعلام الإ لكتروني قد أقض مضاجع العدو والصهيوني وفتح جبهة لا يستهان بها في مواجهة زيف وادعاء النازية الجديدة في تل أبيب وللحقيقة ايضا فقد أبدع فرسان (طوفان الا قصى) في استثمار هذا المضمار بالشكل الأمثل مما يجعل الإعلام الصهيوني يتخبط دون جدوى بحيث أضحى وللمرة الاولى في تاريخه ينتهج الدفاع بدل الهجوم وانكشفت أساليبه الاعلامية المضللة الخبيثة لزرع الخوارزميات لإخفاء الحقائق في بعض وسائل التواصل والمنصات العالمية.
فقد كانت الحرب الاعلامية الفلسطينية حرباً موازية لمعركة النصر بحيث اذعرت العدو الصهيوني المذعور أصلا ً من عواقب معركة الاختراق وغيرت تلك الحرب الاعلامية الفلسطينية والمدروسة بكل ذكاء وحرفية مفاهيم كثيرة لدى الناس والاحزاب وصانعي القرار في دول كثيرة تجاه قضيتنا المصيرية والحق الفلسطيني المشروع كما استطاعت تعرية الوجه الصهيوني القبيح وتسليط الضوء على نزعته النازية الخطيرة.
نخلص من هذا كله إلى أننا بحاجه الى إعلام دولة زوادته الحقيقة وأسلوبه اعتماد الصوت والصورة والوسائل الالكترونية.
بمثابة تكتيك يخدم استراتيجية تتقن فن التعاطي مع الأعداء والآخرين بلغة يفهمونها ونهج يقوم على ايراد الحقائق بعيداً عن السطحية والنفاق والغوغائية والأساليب الإعلا مية البدائية التي كانت إحدى إفرازات النكسات والهزائم المتتالية.
كما أننا بحاجة إلى مراجعة مدروسة هدفها إعادة إنتاج إعلامنا والذي شكل طوفان الأ قصى رصيداً جيداً له بحيث نضع في الإعتبار استيعاب الرأي والرأي الآخر واستثمار المعارضة لتكون جنباً إلى جنب كشريك إيجابي في خوض المعركة الإعلامية التي تعتبر خير ظهير وسند للجهود المبذولة على صعيد إنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية.
وفي الختام نترحم على اخوتنا واخواتنا الشهداء الأبرار الذين سقوا بتضحياتهم ودمائهم أرض غزة الطاهرة ونرفع أكف الضراعة بأن يدخلهم جنات الخلد.. وأن يَمن الباري عز وجل علينا باستكمال النصر المؤزر وفصول طوفان الأقصى على درب تحرير الأرض الفلسطينية من براثن العدو الصهيوني النازي البغيض.
• ابو عرجة
يتساءل البعض أين الاعلام العربي المؤثر على الساحة الدولية وأين هم الإعلاميون العرب القادرون على تقديم رسالة اعلامية قوية متماسكة موحدة المنطلقات معززة بالحقائق والمعلومات؟.
بداية نقول هل يمتلك الاعلام العربي نفسه داخل الوطن العربي إمكانية صنع وصياغة رسائل اعلامية بهذا المعنى تصل الى الرأي العام العربي؟.
وهل في دوائرنا الاعلامية العربية خبراء مختصون بهذا النوع من الاعلام الذي يفهم حقائق التاريخ والسياسة ويعرف مفاهيم الاعلام وسيكولوجية الرأي العام؟.
وهل هناك موقف عربي موحد ازاء القضية المطروحة التي يراد تقديمها وتكون الرسالة التي تتحدث عنها موحدة وثابتة ومقنعة وتعبر عن عدالة القضية وسلامة الطرح حولها؟.
وهل أعددنا أناسًا مختصين لمخاطبة الشعوب الأجنبية بلغاتها وبالأسلوب الذي يضمن النجاح في وصول الرسالة للمتلقي؟.
وهل يوجد في سفاراتنا العربية على تعددها ملحقون إعلاميون معدون لأن يكونوا قادرين على تقديم الرسائل الاعلامية المطلوبة صحفية وإذاعية وتلفزيونية ناهيك عن إمكانية التحدث في المؤتمرات والندوات والمنتديات المهمة؟
وهل هناك ذلك القدر من التواصل مع العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات العرب الذين يعملون في الجامعات الاجنبية ولديهم اللغة والمعرفة بطبيعة الشعوب ومؤثرات صناعة القرار؟.
وهل تتواصل بلداننا مع الجاليات التي تنتمي اليها في عواصم العالم باعتبارها امتدادًا لهذه البلدان وتمتلك الشعور والموقف بما يسمح لها بالتأثير المباشر في شعوب البلدان التي تتواجد فيها.؟
وأخيرًا هل نحن في بلداننا العربية نولي الاعلام ذلك القدر من الاهتمام وننظر إليه بما يستحقه من الدعم ومده بالخبرات العلمية القادرة على أداء المهام بنجاح ومسؤولية سواء على صعيد الاعلام المحلي أو في الإطار العربي والدولي؟
إلى جانب الحرب العدوانية على غزة التي تحصد أرواح المدنيين الابرياء وتدمر فيها كل شيء فإن هناك حربا مهمة تدور على الجبهة الإعلامية. فقد وجدنا الآلة الاعلامية الصهيونية تسارع الى العالم وإلى الرأي العام الدولي وخصوصا في الدول الغربية العظمى بأنها تتعرض للعدوان من جانب الفلسطينيين الذين يمارسون الحرق والذبح ضد السكان المدنيين في المستوطنات اليهودية مقدمة مع هذه الدعاية صورًا مفبركة ومعلومات مضللة. وهو الأمر الذي وجد آذانًا صاغية لدى حكومات هذه الدول لأن اسرائيل قدمت الفلسطينيين بأنهم أصحاب أيديولوجية مميتة وأنهم داعشيون يمارسون ضدها حرب الإبادة وبدا أنها تذكرهم بالهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.
ولكن سرعان ماحدثت استدارة مهمة عندما بدأت الحقائق تظهر على الارض حيث حرب الابادة الفعلية التي تشنها اسرائيل على غزة موجهة نار قذائفها الى المدنيين الابرياء بالغارات اليومية المدمرة التي تطال كل شيء نساء وأطفالًا ومرافق صحية الخ.
ان هذا التضليل الاعلامي الصهيوني في الحرب على غزة يتطلب المواجهة من خلال:
بيان ما يتعرض له المدنيون الأبرياء وهو مخالف لكل قوانين الحرب التي تحمي المدنيين وحياتهم ومرافقهم
بيان ما يتعرض له أطفال غزة ونساؤها من قتل تحت أنقاض البنايات المدمرة
أن اسرائيل تقطع الماء والكهرباء وتدمر سيارات الاسعاف والدفاع المدني ولاتسمح بإدخال المساعدات الانسانية الغذائية والدوائية القادمة لمواطني غزة
عرض حقائق الصراع وبيان سجل اسرائيل في المذابح والمجازر التي سبق ان مارستها ضد الفلسطينيين اضافة الى المجزرة الراهنة
أن هذه الحرب تتطلب الغوص في لب المشكلة وإيجاد حل للصراع يمنح الفلسطينيين حقهم المشروع في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف
ان هذه الحرب العدوانية على غزة تنبهنا الى أهمية استدامة التحرك الاعلامي الموجه الى الراي العام العالمي من خلال عديد القنوات الرسمية والدبلوماسية والشعبية. وهنا نشير الى ضرورة تفعيل مؤسسات الاعلام العربي المشترك في اطار الجامعة العربية وكذلك الدور الاعلامي المنوط بالسفارات العربية والجاليات العربية في الدول الأجنبية التي تتعايش مع الشعوب الاجنبية وتعرف لغاتها وسيكولوجيتها ومصالحها.وتستطيع أن تمتلك وسائل الاعلام والتواصل والتأثير والحوار بكل ما يتوفر لديها من الحقائق والمعلومات والإحصائيات والشهادات الحية وأن ينطلق ذلك كله على شكل حملات اعلامية مخططة ومنظمة.
(عبدالحافظ الهروط / الرأي)
عبدالحافظ الهروط
أي عمل تقدم اليه اسرائيل، تكون الآلة الاعلامية قد أُعدت سلفاً بما فيها من وقود كاذبة لتضليل العالم والرأي العام، فكيف عندما يكون العمل حرباً عسكرية؟
في الحرب التي تخوضها المقاومة الاسلامية (حماس) ضد العدو الاسرائيلي، على الارض الفلسطينية ومنها قطاع غزة، سارعت الماكينة الاسرائيلية الى أن حماس قامت بجّز رؤوس الاطفال وقتل النساء والمدنيين وأسروا إسرائيليين وجنسيات دول أجنبية، بهدف تحشيد هذه الدول لمشاركتها في الحرب الدائرة، سعياً للإجهاز على المقاومة وتدمير قطاع غزة وتهجير السكان الى الدول العربية المجاورة.
واصلت الآلة العسكرية للعدو بكل اعمال البشاعة والجنون والإجرام التي طالت الاطفال والنساء وكبار السن وتدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة ومرافق الطاقة والمياه والكهرباء وهدم المنازل والمؤسسات المدنية بما فيها الشبكات الاعلامية، إذ لم يراع العدو أي محرمات في كل هجوم عسكري.
في سؤال طرحته «الرأي» حول دور الاعلام العربي في دحض وفضح الرواية الاعلامية الاسرائيلية المضللة، بيّن كل من الأستاذ عبدالسلام الطراونة ود. تيسير ابو عرجة ومن خلال خبرتهما الواسعة في المجال الاعلامي، دور الاعلام العربي في مواجهة العدو الصهيوني الذي يحتل أراضي عربية بدأها بفلسطين منذ نحو ٨ عقود.
• الطراونة
ما من شك بأن الإنتصار المبين الذي تحقق بفضل الله عز وجل وعزيمة وشجاعة الأبطال الفلسطينيين فرسان(طوفان الاقصى) قد ثأر وبكل اقتدار للمسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وكنيسة القيامة وفلسطين ولكرامة أمتنا العربية التي استباحها الاحت لال الصهيوني النازي البغيض.
فالنصر المؤزر ضد النازية الجديدة في (تل أبيب) والذي تحقق على يد حركة (حماس) الفلسطينية فتح العيون على واقع متغير يتطلب اعلاماً بلبوس جديد وواقع جديد بحيث يعاد انتاج توجهه ومفعوله بطريقة تواكب متطلبات التغيير والمرحلة الراهنة ومخاطبة الاخرين في هذا العالم بدلا من الوسيلة المتبعة وهي مخاطبة بعضنا بعضاً!! فالتغيير يحتم في الدرجة الاولى ان يكون الاعلام إعلام دولة لا إعلام حكومات يأتمر بأمرها وسيلته في الغالب مراكمة الجمل الانشائية والروتين البائس بدل ايراد الحقائق والمعلومات الاستقصائية بحلوها ومُرّها.
فالإعلام سلاح مؤثر جدا اذا ما توفرت له حاضنة مأمونة ومستديمة تحوي في جنباتها مساحة واسعة من الحرية وتدفق المعلومات وتقدير دوره والعمل على سكة احترام الرأي والرأي الآخر المعارض وعلى ارضية من الجرأة لما فيه مصلحة الوطن والامة.
وفيما يتعلق بالظرف الراهن والمتغيرات التي حدثت في أعقاب (طوفان الاقصى) فإني أورد بعض الامثلة التي وفرت خدمة جُلّى لقضيتنا المصيرية القضية الفلسطينية ولوجهة النظر الفلسطينية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام في مواجهة الدعاية المزيفة والمضللة التي ينتهجها العدو الصهيوني والتي أبدع العدو في مجالها بسبب ضعف الإعلام العربي وتخاذل الواقع العربي أما الآن ومع التغير الجديد فقد انقلب السحر على الساحر وسقط القناع عن الوجه الصهيوني البشع بحيث اصبح في موقف الدفاع المميت بدلا من موقف الهجوم الذي احتله حقباً طويلة.
المثال الاول يتلخص في تلك المظاهرة اليهودية التي انطلقت منذ يومين في شوارع (نيويورك) ونددّت بالعدوان الهمجي الصهيوني الذي تمارسه إسرائيل ضد المواطنين العزل في غزة المجد.
ووصف المتظاهرون اليهود الوضع في (غزة) بانه سجن مفتوح يضم نيفاً ومليونين من المواطنين الفلسطينيين العزل الذين يواجهون إبادة جماعية من قبل عساكر العدو الصهيوني.
وناشد المتظاهرون اليهود الدنيا بأسرها لوقف الظلم الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء وقال المتظاهرون لرئيس الوزراء الصهيوني والعصابة الحاكمة في تل ابيب وبالفم الملآن يا ايها المجرمون المعتدون لا ترتكبوا الجرائم باسمنا نحن اليهود وكرروها ثلاثاً!!!
فهل استثمر الاعلام العربي هذه المظاهرة الاحتجاجية ضد العدو الصهيوني وأعاد انتاجها بحيث نبرهن للجماهير وصانعي القرار في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وغيرها من دول العالم بأن الفلسطينيين والعرب وكذلك اليهود هم رهائن في يد حكومة نازية صهيونية يقودها متطرفون ومتعصبون ومعتوهون إلى هاوية الجحيم و الضلال !!
فنحن واليهود ضحايا العسكرتاريا النازية الجديدة والمتطرفين والمستوطنين الصهاينة !!
أما المثال الثاني فهو تلك المقابلة المتلفزة التي اجريت مع المستوطنة الإسرائيلية الأ سيرة لدى حماس (ميا شيم) وتلك الرعاية الطبية التي قدمت لها والأثر الإيجابي على الأسيرة وعائلتها والتي قدرت عالياً الاسلوب الحضاري والانساني الذي تعامل به الفلسطينيون مع الأسيرة اليهودية.
وجرت مظاهرات تم خلالها توجيه اللوم والتوبيخ لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وشجب التطرف الصهيوني والمطالبة الحثيثة بالعمل على الإفراج عن الأسرى في أسرع وقت ممكن واحترام حق الشعب الفلسطيني المشروع.
أما المثال الثالث فيتعلق بالتصريح المتلفز الذي أدلى به أحد الجنود الأسرى لدى (حماس) والذي اعترف من خلاله بأن الجيش الإسرائيلي يعتمد الإجرام والعدوان ويقوم بإبادة جماعية. واضاف الجندي وهو يستغيث باكياً بأنه إذا تم إطلاق سراحه فلن يعود إلى الجيش الصهيوني بل سيغادر الى أي مكان باستثناء اسرائيل لانها تشكل الجحيم الذي يتحكم به مجموعة من المتطرفين والمجرمين الذين يمارسون الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وقال في ختام حديثه نحن الاسرائيليون شعب مجرم لا يفهم !!
ولعلي لأجانب الصواب إذا قلت بأن الضرورة تقضي بأن يقوم الاعلام العربي بالتركيز على مثل هذه الوقائع وإعادة انتاجها واستثمارها لما فيه خدمة قضيتنا المقدسة ومخرجات انتصار طوفان الأقصى الذي سطر الخطوة الأولى والمذهلة على درب إنهاء الإحتلال الصهيوني البغيض.
وأود ان أعيد إلى الذهن تلك الوقائع والخطط التي ساهمت في إثراء نهضة الإعلام في بلدنا في سالف من الزمن حيث قام الشهيد وصفي التل طيب الله ثراه عندما تسلم زمام الاعلام في دار الإذاعة بتاسيس برنامج باللغة العبرية في الإذاعة الاردنية لكي نخاطب من خلاله الجمهور الاسرائيلي وايراد الحقائق وبلغة وأسلوب العدو الصهيوني وقد كان لذلك البرنامج اثره الايجابي الكبير على صعيد التاثير في معنويات الجمهور ا لاسرائيلي وما ينعكس من آثار سلبية على المسؤولين الصهاينة الذين ينتهجون العدوان والاجرام كنهج لا يحيدون عنه ابداً.
وإني أتساءل ما الذي يمنع من إعادة هذا البرنامج العبري حالياً وضمن معطيات جديدة تخدم القضية والوطن والامة.
وهناك حقيقة واضحة برزت في أعقاب انتصار طوفان الأقصى وهي أن الإعلام الإ لكتروني قد أقض مضاجع العدو والصهيوني وفتح جبهة لا يستهان بها في مواجهة زيف وادعاء النازية الجديدة في تل أبيب وللحقيقة ايضا فقد أبدع فرسان (طوفان الا قصى) في استثمار هذا المضمار بالشكل الأمثل مما يجعل الإعلام الصهيوني يتخبط دون جدوى بحيث أضحى وللمرة الاولى في تاريخه ينتهج الدفاع بدل الهجوم وانكشفت أساليبه الاعلامية المضللة الخبيثة لزرع الخوارزميات لإخفاء الحقائق في بعض وسائل التواصل والمنصات العالمية.
فقد كانت الحرب الاعلامية الفلسطينية حرباً موازية لمعركة النصر بحيث اذعرت العدو الصهيوني المذعور أصلا ً من عواقب معركة الاختراق وغيرت تلك الحرب الاعلامية الفلسطينية والمدروسة بكل ذكاء وحرفية مفاهيم كثيرة لدى الناس والاحزاب وصانعي القرار في دول كثيرة تجاه قضيتنا المصيرية والحق الفلسطيني المشروع كما استطاعت تعرية الوجه الصهيوني القبيح وتسليط الضوء على نزعته النازية الخطيرة.
نخلص من هذا كله إلى أننا بحاجه الى إعلام دولة زوادته الحقيقة وأسلوبه اعتماد الصوت والصورة والوسائل الالكترونية.
بمثابة تكتيك يخدم استراتيجية تتقن فن التعاطي مع الأعداء والآخرين بلغة يفهمونها ونهج يقوم على ايراد الحقائق بعيداً عن السطحية والنفاق والغوغائية والأساليب الإعلا مية البدائية التي كانت إحدى إفرازات النكسات والهزائم المتتالية.
كما أننا بحاجة إلى مراجعة مدروسة هدفها إعادة إنتاج إعلامنا والذي شكل طوفان الأ قصى رصيداً جيداً له بحيث نضع في الإعتبار استيعاب الرأي والرأي الآخر واستثمار المعارضة لتكون جنباً إلى جنب كشريك إيجابي في خوض المعركة الإعلامية التي تعتبر خير ظهير وسند للجهود المبذولة على صعيد إنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية.
وفي الختام نترحم على اخوتنا واخواتنا الشهداء الأبرار الذين سقوا بتضحياتهم ودمائهم أرض غزة الطاهرة ونرفع أكف الضراعة بأن يدخلهم جنات الخلد.. وأن يَمن الباري عز وجل علينا باستكمال النصر المؤزر وفصول طوفان الأقصى على درب تحرير الأرض الفلسطينية من براثن العدو الصهيوني النازي البغيض.
• ابو عرجة
يتساءل البعض أين الاعلام العربي المؤثر على الساحة الدولية وأين هم الإعلاميون العرب القادرون على تقديم رسالة اعلامية قوية متماسكة موحدة المنطلقات معززة بالحقائق والمعلومات؟.
بداية نقول هل يمتلك الاعلام العربي نفسه داخل الوطن العربي إمكانية صنع وصياغة رسائل اعلامية بهذا المعنى تصل الى الرأي العام العربي؟.
وهل في دوائرنا الاعلامية العربية خبراء مختصون بهذا النوع من الاعلام الذي يفهم حقائق التاريخ والسياسة ويعرف مفاهيم الاعلام وسيكولوجية الرأي العام؟.
وهل هناك موقف عربي موحد ازاء القضية المطروحة التي يراد تقديمها وتكون الرسالة التي تتحدث عنها موحدة وثابتة ومقنعة وتعبر عن عدالة القضية وسلامة الطرح حولها؟.
وهل أعددنا أناسًا مختصين لمخاطبة الشعوب الأجنبية بلغاتها وبالأسلوب الذي يضمن النجاح في وصول الرسالة للمتلقي؟.
وهل يوجد في سفاراتنا العربية على تعددها ملحقون إعلاميون معدون لأن يكونوا قادرين على تقديم الرسائل الاعلامية المطلوبة صحفية وإذاعية وتلفزيونية ناهيك عن إمكانية التحدث في المؤتمرات والندوات والمنتديات المهمة؟
وهل هناك ذلك القدر من التواصل مع العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات العرب الذين يعملون في الجامعات الاجنبية ولديهم اللغة والمعرفة بطبيعة الشعوب ومؤثرات صناعة القرار؟.
وهل تتواصل بلداننا مع الجاليات التي تنتمي اليها في عواصم العالم باعتبارها امتدادًا لهذه البلدان وتمتلك الشعور والموقف بما يسمح لها بالتأثير المباشر في شعوب البلدان التي تتواجد فيها.؟
وأخيرًا هل نحن في بلداننا العربية نولي الاعلام ذلك القدر من الاهتمام وننظر إليه بما يستحقه من الدعم ومده بالخبرات العلمية القادرة على أداء المهام بنجاح ومسؤولية سواء على صعيد الاعلام المحلي أو في الإطار العربي والدولي؟
إلى جانب الحرب العدوانية على غزة التي تحصد أرواح المدنيين الابرياء وتدمر فيها كل شيء فإن هناك حربا مهمة تدور على الجبهة الإعلامية. فقد وجدنا الآلة الاعلامية الصهيونية تسارع الى العالم وإلى الرأي العام الدولي وخصوصا في الدول الغربية العظمى بأنها تتعرض للعدوان من جانب الفلسطينيين الذين يمارسون الحرق والذبح ضد السكان المدنيين في المستوطنات اليهودية مقدمة مع هذه الدعاية صورًا مفبركة ومعلومات مضللة. وهو الأمر الذي وجد آذانًا صاغية لدى حكومات هذه الدول لأن اسرائيل قدمت الفلسطينيين بأنهم أصحاب أيديولوجية مميتة وأنهم داعشيون يمارسون ضدها حرب الإبادة وبدا أنها تذكرهم بالهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.
ولكن سرعان ماحدثت استدارة مهمة عندما بدأت الحقائق تظهر على الارض حيث حرب الابادة الفعلية التي تشنها اسرائيل على غزة موجهة نار قذائفها الى المدنيين الابرياء بالغارات اليومية المدمرة التي تطال كل شيء نساء وأطفالًا ومرافق صحية الخ.
ان هذا التضليل الاعلامي الصهيوني في الحرب على غزة يتطلب المواجهة من خلال:
بيان ما يتعرض له المدنيون الأبرياء وهو مخالف لكل قوانين الحرب التي تحمي المدنيين وحياتهم ومرافقهم
بيان ما يتعرض له أطفال غزة ونساؤها من قتل تحت أنقاض البنايات المدمرة
أن اسرائيل تقطع الماء والكهرباء وتدمر سيارات الاسعاف والدفاع المدني ولاتسمح بإدخال المساعدات الانسانية الغذائية والدوائية القادمة لمواطني غزة
عرض حقائق الصراع وبيان سجل اسرائيل في المذابح والمجازر التي سبق ان مارستها ضد الفلسطينيين اضافة الى المجزرة الراهنة
أن هذه الحرب تتطلب الغوص في لب المشكلة وإيجاد حل للصراع يمنح الفلسطينيين حقهم المشروع في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف
ان هذه الحرب العدوانية على غزة تنبهنا الى أهمية استدامة التحرك الاعلامي الموجه الى الراي العام العالمي من خلال عديد القنوات الرسمية والدبلوماسية والشعبية. وهنا نشير الى ضرورة تفعيل مؤسسات الاعلام العربي المشترك في اطار الجامعة العربية وكذلك الدور الاعلامي المنوط بالسفارات العربية والجاليات العربية في الدول الأجنبية التي تتعايش مع الشعوب الاجنبية وتعرف لغاتها وسيكولوجيتها ومصالحها.وتستطيع أن تمتلك وسائل الاعلام والتواصل والتأثير والحوار بكل ما يتوفر لديها من الحقائق والمعلومات والإحصائيات والشهادات الحية وأن ينطلق ذلك كله على شكل حملات اعلامية مخططة ومنظمة.
(عبدالحافظ الهروط / الرأي)
التعليقات