ما يحدث من حرب في غزة وما حولها غير مسبوق منذ العام 1973. ستغير الأحداث الجارية قواعد العمل السياسي والأمني والعسكري في الصراع الدائر.
إسرائيل أخفقت بكل المقاييس العسكرية والأمنية، فقد جاءت العملية التي قامت بها حماس كمفاجأة كاملة لم تستطع الآلة العسكرية الإسرائيلية التنبؤ بها أو التعامل معها. القصة ليست انتصارا عسكريا على إسرائيل، فهذا أمر بعيد المنال، ولكن مجرد حدوث العملية، وبحجم الخسائر التي تمت بشريا وماديا، رتب كلفا على إسرائيل غير مسبوقة، وأدخلتها في دوامة سياسية داخلية، وأضرت بشكل كبير بمعادلات الردع القائمة والقادمة.
عسكريا وأمنيا، الاختراق بحد ذاته استوقف الجميع، وحجم القتل كبير فالأعداد بالآلاف، والجديد عدد الأسرى الكبير الذي ما يزال للآن عاملا حاسما في أي ردة فعل من قبل إسرائيل. لا مقارنة بين نوعية وحجم القوى العسكرية بين الطرفين، لكن ليس هكذا ينظر للأمور ولا بهذا الشكل تقيم معادلات الردع. القبة الحديدة أخفقت، وباتت أضحوكة في الإعلام الإسرائيلي، والقوة العسكرية الكبيرة لإسرائيل لم توقف اختراقات قوات حماس فهي مصنعة لمواجهة الجيوش بالدرجة الأولى وليس قوات مليشيات.
سياسيا ثمة الكثير من الأسئلة التي لم تحسم بعد، أولها وأهمها، لماذا علقت حماس الهدنة غير المعلنة مع إسرائيل، ولماذا في هذا التوقيت بالذات جاءت العملية؟ هل تضحي حماس بمصداقيتها مع الجانب المصري وهي الوسيط الأساسي بالهدنة؟
وهل قرار العملية حمساوي بحت أم ثمة داعمون إقليميون وافقوا أو طلبوا أو أعطوا ضوءا أخضر للعملية؟ هذه أسئلة سياسية غير محسومة، ما هو محسوم وإن كان لا يتم الحديث عنه الآن بسبب كبر ما يحدث، أن استمرار الاستفزاز في القدس ووصوله لحدود غير مسبوقة قد أفضى لحالة من الغليان.
هذا ما حذرت منه دول عديدة ومنها الأردن، إن اللعب في ملف القدس على طريقة بن غفير لعب خطير بالنار، لأن هذا بالفعل يؤذي مشاعر مئات الملايين من المسلمين، ولا أحد كائن من كان يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه هذه الاستفزازات.
نتنياهو دعا على خجل المعارضة لتنضم لحكومة موسعة، كون إسرائيل أعلنت رسميا حالة الحرب، وهذا من شأنه أن يوقف استفزازات بن غفير وغيره، لكن غير واضح للآن إذا ما كان هذا سيحدث أم لا.
الأعصاب العالمية مشدودة، ومعظم المواقف الدولية والإقليمية متوقعة، وإسرائيل ليست في وضع يسمح بالحديث معها سياسيا، لكن ما يجب أن يقال وقيل مرارا في السابق، إن هذه الدوامة من المواجهات سوف تستمر ما دام هناك ظلم واستفزاز وانتهاك للحقوق، وإعلان من وزراء عاملين في الحكومة الإسرائيلية أن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة، وأن لا دولة ولا أرض لهم فهذه الأرض لشعب الله المختار.
الجيرة الجيدة من دولة فلسطينية قادرة ومتمكنة هو ما سيجلب الأمن للفلسطينيين ولإسرائيل وهذا كلام عاقل ومنطقي لكنه بالطبع لا يروق للحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
الغد
ما يحدث من حرب في غزة وما حولها غير مسبوق منذ العام 1973. ستغير الأحداث الجارية قواعد العمل السياسي والأمني والعسكري في الصراع الدائر.
إسرائيل أخفقت بكل المقاييس العسكرية والأمنية، فقد جاءت العملية التي قامت بها حماس كمفاجأة كاملة لم تستطع الآلة العسكرية الإسرائيلية التنبؤ بها أو التعامل معها. القصة ليست انتصارا عسكريا على إسرائيل، فهذا أمر بعيد المنال، ولكن مجرد حدوث العملية، وبحجم الخسائر التي تمت بشريا وماديا، رتب كلفا على إسرائيل غير مسبوقة، وأدخلتها في دوامة سياسية داخلية، وأضرت بشكل كبير بمعادلات الردع القائمة والقادمة.
عسكريا وأمنيا، الاختراق بحد ذاته استوقف الجميع، وحجم القتل كبير فالأعداد بالآلاف، والجديد عدد الأسرى الكبير الذي ما يزال للآن عاملا حاسما في أي ردة فعل من قبل إسرائيل. لا مقارنة بين نوعية وحجم القوى العسكرية بين الطرفين، لكن ليس هكذا ينظر للأمور ولا بهذا الشكل تقيم معادلات الردع. القبة الحديدة أخفقت، وباتت أضحوكة في الإعلام الإسرائيلي، والقوة العسكرية الكبيرة لإسرائيل لم توقف اختراقات قوات حماس فهي مصنعة لمواجهة الجيوش بالدرجة الأولى وليس قوات مليشيات.
سياسيا ثمة الكثير من الأسئلة التي لم تحسم بعد، أولها وأهمها، لماذا علقت حماس الهدنة غير المعلنة مع إسرائيل، ولماذا في هذا التوقيت بالذات جاءت العملية؟ هل تضحي حماس بمصداقيتها مع الجانب المصري وهي الوسيط الأساسي بالهدنة؟
وهل قرار العملية حمساوي بحت أم ثمة داعمون إقليميون وافقوا أو طلبوا أو أعطوا ضوءا أخضر للعملية؟ هذه أسئلة سياسية غير محسومة، ما هو محسوم وإن كان لا يتم الحديث عنه الآن بسبب كبر ما يحدث، أن استمرار الاستفزاز في القدس ووصوله لحدود غير مسبوقة قد أفضى لحالة من الغليان.
هذا ما حذرت منه دول عديدة ومنها الأردن، إن اللعب في ملف القدس على طريقة بن غفير لعب خطير بالنار، لأن هذا بالفعل يؤذي مشاعر مئات الملايين من المسلمين، ولا أحد كائن من كان يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه هذه الاستفزازات.
نتنياهو دعا على خجل المعارضة لتنضم لحكومة موسعة، كون إسرائيل أعلنت رسميا حالة الحرب، وهذا من شأنه أن يوقف استفزازات بن غفير وغيره، لكن غير واضح للآن إذا ما كان هذا سيحدث أم لا.
الأعصاب العالمية مشدودة، ومعظم المواقف الدولية والإقليمية متوقعة، وإسرائيل ليست في وضع يسمح بالحديث معها سياسيا، لكن ما يجب أن يقال وقيل مرارا في السابق، إن هذه الدوامة من المواجهات سوف تستمر ما دام هناك ظلم واستفزاز وانتهاك للحقوق، وإعلان من وزراء عاملين في الحكومة الإسرائيلية أن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة، وأن لا دولة ولا أرض لهم فهذه الأرض لشعب الله المختار.
الجيرة الجيدة من دولة فلسطينية قادرة ومتمكنة هو ما سيجلب الأمن للفلسطينيين ولإسرائيل وهذا كلام عاقل ومنطقي لكنه بالطبع لا يروق للحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
الغد
ما يحدث من حرب في غزة وما حولها غير مسبوق منذ العام 1973. ستغير الأحداث الجارية قواعد العمل السياسي والأمني والعسكري في الصراع الدائر.
إسرائيل أخفقت بكل المقاييس العسكرية والأمنية، فقد جاءت العملية التي قامت بها حماس كمفاجأة كاملة لم تستطع الآلة العسكرية الإسرائيلية التنبؤ بها أو التعامل معها. القصة ليست انتصارا عسكريا على إسرائيل، فهذا أمر بعيد المنال، ولكن مجرد حدوث العملية، وبحجم الخسائر التي تمت بشريا وماديا، رتب كلفا على إسرائيل غير مسبوقة، وأدخلتها في دوامة سياسية داخلية، وأضرت بشكل كبير بمعادلات الردع القائمة والقادمة.
عسكريا وأمنيا، الاختراق بحد ذاته استوقف الجميع، وحجم القتل كبير فالأعداد بالآلاف، والجديد عدد الأسرى الكبير الذي ما يزال للآن عاملا حاسما في أي ردة فعل من قبل إسرائيل. لا مقارنة بين نوعية وحجم القوى العسكرية بين الطرفين، لكن ليس هكذا ينظر للأمور ولا بهذا الشكل تقيم معادلات الردع. القبة الحديدة أخفقت، وباتت أضحوكة في الإعلام الإسرائيلي، والقوة العسكرية الكبيرة لإسرائيل لم توقف اختراقات قوات حماس فهي مصنعة لمواجهة الجيوش بالدرجة الأولى وليس قوات مليشيات.
سياسيا ثمة الكثير من الأسئلة التي لم تحسم بعد، أولها وأهمها، لماذا علقت حماس الهدنة غير المعلنة مع إسرائيل، ولماذا في هذا التوقيت بالذات جاءت العملية؟ هل تضحي حماس بمصداقيتها مع الجانب المصري وهي الوسيط الأساسي بالهدنة؟
وهل قرار العملية حمساوي بحت أم ثمة داعمون إقليميون وافقوا أو طلبوا أو أعطوا ضوءا أخضر للعملية؟ هذه أسئلة سياسية غير محسومة، ما هو محسوم وإن كان لا يتم الحديث عنه الآن بسبب كبر ما يحدث، أن استمرار الاستفزاز في القدس ووصوله لحدود غير مسبوقة قد أفضى لحالة من الغليان.
هذا ما حذرت منه دول عديدة ومنها الأردن، إن اللعب في ملف القدس على طريقة بن غفير لعب خطير بالنار، لأن هذا بالفعل يؤذي مشاعر مئات الملايين من المسلمين، ولا أحد كائن من كان يستطيع التنبؤ بما ستؤول إليه هذه الاستفزازات.
نتنياهو دعا على خجل المعارضة لتنضم لحكومة موسعة، كون إسرائيل أعلنت رسميا حالة الحرب، وهذا من شأنه أن يوقف استفزازات بن غفير وغيره، لكن غير واضح للآن إذا ما كان هذا سيحدث أم لا.
الأعصاب العالمية مشدودة، ومعظم المواقف الدولية والإقليمية متوقعة، وإسرائيل ليست في وضع يسمح بالحديث معها سياسيا، لكن ما يجب أن يقال وقيل مرارا في السابق، إن هذه الدوامة من المواجهات سوف تستمر ما دام هناك ظلم واستفزاز وانتهاك للحقوق، وإعلان من وزراء عاملين في الحكومة الإسرائيلية أن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة، وأن لا دولة ولا أرض لهم فهذه الأرض لشعب الله المختار.
الجيرة الجيدة من دولة فلسطينية قادرة ومتمكنة هو ما سيجلب الأمن للفلسطينيين ولإسرائيل وهذا كلام عاقل ومنطقي لكنه بالطبع لا يروق للحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
الغد
التعليقات