صديقي (أبو مؤيد), وكلما زرته للمنزل... جاء لي ببعض مقتنياته الثمينة, أولها الزعتر الذي جاء من (البلاد), ويقصد (فلسطين) ويجبرني على أن أشم رائحته وأتذوقه... ثم يحضر لي الزيت الذي جاءت به ابنة شقيقته من نابلس, ويسكب لي بعضا منه ثم يجعلني أرى مدى النقاء وحجم الحموضة فيه..
صديقي (أبو مؤيد)... لا بد أيضا أن يجعلني أتذوق (المخلل) الذي أحضره ابن شقيقته من الخليل... يبدو أن الرجل قد وظف جميع أفراد العائلة فقط لإحضار خيرات فلسطين له, وفي هذا الصدد داعبته أمس وقلت له: ما تبقى هو أن يحضروا لك فلسطين يا (ابو مؤيد)..
الفلسطيني الذي عاش زمن الستينات والسبعينات من القرن المنصرم, وحتى الجيل الجديد ما زال يصر أن يتعاطى مع (فلسطين) كحالة تسكنه, صدقوني حين كان (أبو مؤيد) يحضر لي (علبة المخلل) التي جاء بها أقاربه من جنين, كان يشعرني بأنه يحتضن جزءا من ترابها... أو كأن جنين حضرت له بكل تفاصليها العذبة.
اخر مرة دعاني إلى (مسخن), السماق أخبرني من أين أتى به, والزيت أخبرني أيضا بأنه جاء من نابلس, والمخللات التي قدمت أيضا.. استفاض بالشرح عنها, وأثناء الحديث سرد لي تأصيلا تاريخيا عن المسخن, وأكد أن الأصل كان يتم طبخه (بالديك البلدي)... وحدثني أيضا, عن أهمية أن يكون الخبز (نصف استواء) حتى يتشرب بالزيت... أخبرني أيضا عن (السماق البلدي) وعن (سلفيت) التي تشتهر بإنتاجه, وأنه لايقبل من أبناء الأشقاء والشقيقات الذين يحضرون لزيارته من فلسطين إلا أن يحضروا له (سماق سلفيت)... ووضح لي أهمية المناطق الجبلية والوعرة في إنتاجه, وكيف أن الفلسطيني كان يستعمله كبديل عن الليمون.
ذات مرة كتب أحد الشعراء عن فلسطين وقال: مذاقها في الروح أشهى... ومن خلال معرفتي الطويلة بصديقي (ابو مؤيد), تبين لي أن فلسطين ليس الناس فيها وحدهم من يقاتلون لأجل وجودهم وهويتهم ووطنهم... تبين لي أن (السماق) في سلفيت يقاتل, (والمخلل) يقاتل.. والزيت الذي يصدر عبر القناني هو الاخر يقاتل.. حين كان (ابو مؤيد) يحضر لي علبة الزيت كي يجعلني أرى نقاء وعذوبة (زيت البلاد), كنت أشعر أنه يحمل بيده قنبلة يدوية...ويحلم بتفجيرها في الإحتلال..الرجل كان يحمل أسلحة ولم يكن يحمل أغذية.
الكيان التي يهزمه (سماق سلفيت).. صدقوني إنه كيان مصاب بالعجز... على الأقل (سماق سلفيت).. ما زال وسيبقى فلسطينيا, وطعمه في افواهنا أجمل..
Abdelhadi18@yahoo.com
صديقي (أبو مؤيد), وكلما زرته للمنزل... جاء لي ببعض مقتنياته الثمينة, أولها الزعتر الذي جاء من (البلاد), ويقصد (فلسطين) ويجبرني على أن أشم رائحته وأتذوقه... ثم يحضر لي الزيت الذي جاءت به ابنة شقيقته من نابلس, ويسكب لي بعضا منه ثم يجعلني أرى مدى النقاء وحجم الحموضة فيه..
صديقي (أبو مؤيد)... لا بد أيضا أن يجعلني أتذوق (المخلل) الذي أحضره ابن شقيقته من الخليل... يبدو أن الرجل قد وظف جميع أفراد العائلة فقط لإحضار خيرات فلسطين له, وفي هذا الصدد داعبته أمس وقلت له: ما تبقى هو أن يحضروا لك فلسطين يا (ابو مؤيد)..
الفلسطيني الذي عاش زمن الستينات والسبعينات من القرن المنصرم, وحتى الجيل الجديد ما زال يصر أن يتعاطى مع (فلسطين) كحالة تسكنه, صدقوني حين كان (أبو مؤيد) يحضر لي (علبة المخلل) التي جاء بها أقاربه من جنين, كان يشعرني بأنه يحتضن جزءا من ترابها... أو كأن جنين حضرت له بكل تفاصليها العذبة.
اخر مرة دعاني إلى (مسخن), السماق أخبرني من أين أتى به, والزيت أخبرني أيضا بأنه جاء من نابلس, والمخللات التي قدمت أيضا.. استفاض بالشرح عنها, وأثناء الحديث سرد لي تأصيلا تاريخيا عن المسخن, وأكد أن الأصل كان يتم طبخه (بالديك البلدي)... وحدثني أيضا, عن أهمية أن يكون الخبز (نصف استواء) حتى يتشرب بالزيت... أخبرني أيضا عن (السماق البلدي) وعن (سلفيت) التي تشتهر بإنتاجه, وأنه لايقبل من أبناء الأشقاء والشقيقات الذين يحضرون لزيارته من فلسطين إلا أن يحضروا له (سماق سلفيت)... ووضح لي أهمية المناطق الجبلية والوعرة في إنتاجه, وكيف أن الفلسطيني كان يستعمله كبديل عن الليمون.
ذات مرة كتب أحد الشعراء عن فلسطين وقال: مذاقها في الروح أشهى... ومن خلال معرفتي الطويلة بصديقي (ابو مؤيد), تبين لي أن فلسطين ليس الناس فيها وحدهم من يقاتلون لأجل وجودهم وهويتهم ووطنهم... تبين لي أن (السماق) في سلفيت يقاتل, (والمخلل) يقاتل.. والزيت الذي يصدر عبر القناني هو الاخر يقاتل.. حين كان (ابو مؤيد) يحضر لي علبة الزيت كي يجعلني أرى نقاء وعذوبة (زيت البلاد), كنت أشعر أنه يحمل بيده قنبلة يدوية...ويحلم بتفجيرها في الإحتلال..الرجل كان يحمل أسلحة ولم يكن يحمل أغذية.
الكيان التي يهزمه (سماق سلفيت).. صدقوني إنه كيان مصاب بالعجز... على الأقل (سماق سلفيت).. ما زال وسيبقى فلسطينيا, وطعمه في افواهنا أجمل..
Abdelhadi18@yahoo.com
صديقي (أبو مؤيد), وكلما زرته للمنزل... جاء لي ببعض مقتنياته الثمينة, أولها الزعتر الذي جاء من (البلاد), ويقصد (فلسطين) ويجبرني على أن أشم رائحته وأتذوقه... ثم يحضر لي الزيت الذي جاءت به ابنة شقيقته من نابلس, ويسكب لي بعضا منه ثم يجعلني أرى مدى النقاء وحجم الحموضة فيه..
صديقي (أبو مؤيد)... لا بد أيضا أن يجعلني أتذوق (المخلل) الذي أحضره ابن شقيقته من الخليل... يبدو أن الرجل قد وظف جميع أفراد العائلة فقط لإحضار خيرات فلسطين له, وفي هذا الصدد داعبته أمس وقلت له: ما تبقى هو أن يحضروا لك فلسطين يا (ابو مؤيد)..
الفلسطيني الذي عاش زمن الستينات والسبعينات من القرن المنصرم, وحتى الجيل الجديد ما زال يصر أن يتعاطى مع (فلسطين) كحالة تسكنه, صدقوني حين كان (أبو مؤيد) يحضر لي (علبة المخلل) التي جاء بها أقاربه من جنين, كان يشعرني بأنه يحتضن جزءا من ترابها... أو كأن جنين حضرت له بكل تفاصليها العذبة.
اخر مرة دعاني إلى (مسخن), السماق أخبرني من أين أتى به, والزيت أخبرني أيضا بأنه جاء من نابلس, والمخللات التي قدمت أيضا.. استفاض بالشرح عنها, وأثناء الحديث سرد لي تأصيلا تاريخيا عن المسخن, وأكد أن الأصل كان يتم طبخه (بالديك البلدي)... وحدثني أيضا, عن أهمية أن يكون الخبز (نصف استواء) حتى يتشرب بالزيت... أخبرني أيضا عن (السماق البلدي) وعن (سلفيت) التي تشتهر بإنتاجه, وأنه لايقبل من أبناء الأشقاء والشقيقات الذين يحضرون لزيارته من فلسطين إلا أن يحضروا له (سماق سلفيت)... ووضح لي أهمية المناطق الجبلية والوعرة في إنتاجه, وكيف أن الفلسطيني كان يستعمله كبديل عن الليمون.
ذات مرة كتب أحد الشعراء عن فلسطين وقال: مذاقها في الروح أشهى... ومن خلال معرفتي الطويلة بصديقي (ابو مؤيد), تبين لي أن فلسطين ليس الناس فيها وحدهم من يقاتلون لأجل وجودهم وهويتهم ووطنهم... تبين لي أن (السماق) في سلفيت يقاتل, (والمخلل) يقاتل.. والزيت الذي يصدر عبر القناني هو الاخر يقاتل.. حين كان (ابو مؤيد) يحضر لي علبة الزيت كي يجعلني أرى نقاء وعذوبة (زيت البلاد), كنت أشعر أنه يحمل بيده قنبلة يدوية...ويحلم بتفجيرها في الإحتلال..الرجل كان يحمل أسلحة ولم يكن يحمل أغذية.
الكيان التي يهزمه (سماق سلفيت).. صدقوني إنه كيان مصاب بالعجز... على الأقل (سماق سلفيت).. ما زال وسيبقى فلسطينيا, وطعمه في افواهنا أجمل..
Abdelhadi18@yahoo.com
التعليقات