حسين الرواشدة
صحيح، لا يوجد في معظم جامعاتنا إنجازات تستحق أن نُصفّق لها، المشكلة، بالطبع، تتعلق بالإدارات أولا، هذه التي أقحمتها حظوظها لتجلس على المقاعد الأمامية، فتمترست فيها، ولم تقدم أي إنجاز جديد لكن هذا لا يمنع من وجود استثناءات، وأخبار سارة أيضا، ليس قدرا علينا، أبدا، أن نستغرق بالفشل، ونجترّ خيباتنا، أو ان نحدق بالجزء الأسود من مشهدنا العام، لابد أن نبحث عن نقطة ضوء، او بارقة أمل، مهما كانت صغيرة.
في هذا السياق، « الأردنية»، الجامعة « الأم» (عمرها 60 عاما) تستعيد جزءا من عافيتها، هذا خبر مفرح بالتأكيد، ، ويحتاج لمزيد من التفاصيل، لكن قبل ذلك لدي استدراك على الهامش، منذ نحو عامين تم تعيين وزير سابق، خرج من وزارته باستقالة علنية، (بعد حادثة مستشفى السلط)، انتصارا لأخلاقيات الوظيفة العامة، رئيسا للجامعة الأردنية، وكأي رئيس جديد، وجد (د. نذير عبيدات) أمامه الكثير من الملفات العالقة، والكثير- أيضا -من الناصحين المتطوعين لإبقاء الأوضاع على ما هي عليه، النصيحة، هنا، غالبا ما ترتبط بالغنيمة، لكنه تجاوز كل ذلك بما لديه من حكمة واستطاعة، وبدأ يدقق بالمشكلات الكبرى التي تواجه الجامعة، ثم يرتب أولويات حلولها، بالتعاون مع المعنيين فيها.
أربعة ملفات وضعها على الطاولة : ملف إعادة صيانة قاعات التدريس، ملف الابتعاث للدراسة بالخارج، ملف التعيينات لأعضاء هيئة التدريس، وملف الأداء التعليمي وبرامج تحسين الجودة، من بين أكثر من 500 قاعة تدريس بالجامعة، كانت أوضاعها مخجلة، تم، حتى الآن، تجهيز 100 قاعة، بما يلزم من أجهزة وتقنيات تضاهي أفضل الجامعات بالعالم، وسيتم خلال الأعوام القادمة استكمال هذا المشروع، وفق موازنة خصصت لذلك، اما ملف الابتعاث، فقد قامت الجامعة بإطلاق مشروع مدته خمس سنوات، لإرسال الطلبة للدراسة في أفضل الجامعات العالمية، بدأ هذا العام بإيفاد 117 طالبا (منهم 40 بموجب اتفاقية مع جامعة سيدني)، وسيستمر بمعدل 100 طالب سنويا.
في ملف التعيينات، وجد الرئيس أن معظم الكليات والأقسام مغلقة، منذ سنوات، على هيئات تدريسية ووجوه لم تتغير (أسباب الإغلاق، بالطبع، مفهومة لمن يعمل بالجامعات في بلدنا )، فأطلق اكبر حملة تعيينات، شملت معظم الكليات (بلغ عدد المطلوبين للتعيين اكثر من 50 عضو هيئة تدريسها حتى الآن) وفق ضوابط تتوخى اختيار الكفاءات، ما زال المشروع في بداياته، لكن من المتوقع أن تتوسع تعيينات «الدماء الجديدة «لتشمل كل الكليات بالجامعة، اما ملف تحسين الأداء التعليمي، بعد أن حصلت الجامعة على مرتبة 498 ضمن أفضل 500 جامعة في العالم (تصنيف QS العالمي 2024 ) فيحتاج إلى شرح طويل، ليس هذا مكانه، لكنه، بتقديري، سيكون التحدي الاكبر أمام الجامعة، والرئيس أيضا.
ما أريد أن أقوله نقطتان، الأولى : بوسع الادارة، متى كانت كفؤة وحريصة على تطوير أداء المؤسسة التي تتولى مسؤولياتها، أن تنجح، النجاح -هنا - ليس معجزة، وإنما إرادة يترجمها العمل المدروس، والمنزه عن الأهواء الشخصية، وعن المغامرات غير المحسوبة، والخوف على الموقع وحُرّاسه أيضا، النقطة الثانية : يمكن لأحدنا أن ينضم إلى المجموعات التي ترفع راية التيئيس والاحباط، او ربما الشماتة، والاحتفاء بالفشل، ويمكن، أيضا، أن يسجل في حزب «اعداء النجاح»، أو حزب المطبلين، لكن لا بأس أن نفكر في طريق ثالث، وهو ما أحاول أن أسير فيه، اقصد طريق الإنصاف والدفاع عن الإنجاز، وإعادة الأمل للناس، أقول : إعادة الأمل، لا ترويج الوهم، أو تسويق الخداع.
الإشادة بما يحدث في الجامعة الأردنية، وما أنجزه رئيسها، دكتور ندير عبيدات، هو جزء من مهمة اصحاب الطريق الثالث، الذين يتصدون للدفاع عن إنجازات الدولة ومؤسساتها، مثلما أنهم لا يغمضون أعينهم، أبدا، عن اخفاقات الادارات العامة، ولا عن تقصير بعض من يتربع على الكراسي، ثم ينام عليها، بقي ملاحظة أخيرة تستحق الإشادة ايضا، أربعة أطباء من أبنائنا، خريجي الجامعة الأردنية ( والخامس من جامعة البلقاء ) حصلوا، قبل ايام، على أعلى معدلات بامتحان القبول للتخصصات الطبية في الولايات المتحدة الامريكية، ألا يستحق هؤلاء أن نقول لهم : شكرا أبدعتم، لقد شرفتمونا فعلا.
حسين الرواشدة
صحيح، لا يوجد في معظم جامعاتنا إنجازات تستحق أن نُصفّق لها، المشكلة، بالطبع، تتعلق بالإدارات أولا، هذه التي أقحمتها حظوظها لتجلس على المقاعد الأمامية، فتمترست فيها، ولم تقدم أي إنجاز جديد لكن هذا لا يمنع من وجود استثناءات، وأخبار سارة أيضا، ليس قدرا علينا، أبدا، أن نستغرق بالفشل، ونجترّ خيباتنا، أو ان نحدق بالجزء الأسود من مشهدنا العام، لابد أن نبحث عن نقطة ضوء، او بارقة أمل، مهما كانت صغيرة.
في هذا السياق، « الأردنية»، الجامعة « الأم» (عمرها 60 عاما) تستعيد جزءا من عافيتها، هذا خبر مفرح بالتأكيد، ، ويحتاج لمزيد من التفاصيل، لكن قبل ذلك لدي استدراك على الهامش، منذ نحو عامين تم تعيين وزير سابق، خرج من وزارته باستقالة علنية، (بعد حادثة مستشفى السلط)، انتصارا لأخلاقيات الوظيفة العامة، رئيسا للجامعة الأردنية، وكأي رئيس جديد، وجد (د. نذير عبيدات) أمامه الكثير من الملفات العالقة، والكثير- أيضا -من الناصحين المتطوعين لإبقاء الأوضاع على ما هي عليه، النصيحة، هنا، غالبا ما ترتبط بالغنيمة، لكنه تجاوز كل ذلك بما لديه من حكمة واستطاعة، وبدأ يدقق بالمشكلات الكبرى التي تواجه الجامعة، ثم يرتب أولويات حلولها، بالتعاون مع المعنيين فيها.
أربعة ملفات وضعها على الطاولة : ملف إعادة صيانة قاعات التدريس، ملف الابتعاث للدراسة بالخارج، ملف التعيينات لأعضاء هيئة التدريس، وملف الأداء التعليمي وبرامج تحسين الجودة، من بين أكثر من 500 قاعة تدريس بالجامعة، كانت أوضاعها مخجلة، تم، حتى الآن، تجهيز 100 قاعة، بما يلزم من أجهزة وتقنيات تضاهي أفضل الجامعات بالعالم، وسيتم خلال الأعوام القادمة استكمال هذا المشروع، وفق موازنة خصصت لذلك، اما ملف الابتعاث، فقد قامت الجامعة بإطلاق مشروع مدته خمس سنوات، لإرسال الطلبة للدراسة في أفضل الجامعات العالمية، بدأ هذا العام بإيفاد 117 طالبا (منهم 40 بموجب اتفاقية مع جامعة سيدني)، وسيستمر بمعدل 100 طالب سنويا.
في ملف التعيينات، وجد الرئيس أن معظم الكليات والأقسام مغلقة، منذ سنوات، على هيئات تدريسية ووجوه لم تتغير (أسباب الإغلاق، بالطبع، مفهومة لمن يعمل بالجامعات في بلدنا )، فأطلق اكبر حملة تعيينات، شملت معظم الكليات (بلغ عدد المطلوبين للتعيين اكثر من 50 عضو هيئة تدريسها حتى الآن) وفق ضوابط تتوخى اختيار الكفاءات، ما زال المشروع في بداياته، لكن من المتوقع أن تتوسع تعيينات «الدماء الجديدة «لتشمل كل الكليات بالجامعة، اما ملف تحسين الأداء التعليمي، بعد أن حصلت الجامعة على مرتبة 498 ضمن أفضل 500 جامعة في العالم (تصنيف QS العالمي 2024 ) فيحتاج إلى شرح طويل، ليس هذا مكانه، لكنه، بتقديري، سيكون التحدي الاكبر أمام الجامعة، والرئيس أيضا.
ما أريد أن أقوله نقطتان، الأولى : بوسع الادارة، متى كانت كفؤة وحريصة على تطوير أداء المؤسسة التي تتولى مسؤولياتها، أن تنجح، النجاح -هنا - ليس معجزة، وإنما إرادة يترجمها العمل المدروس، والمنزه عن الأهواء الشخصية، وعن المغامرات غير المحسوبة، والخوف على الموقع وحُرّاسه أيضا، النقطة الثانية : يمكن لأحدنا أن ينضم إلى المجموعات التي ترفع راية التيئيس والاحباط، او ربما الشماتة، والاحتفاء بالفشل، ويمكن، أيضا، أن يسجل في حزب «اعداء النجاح»، أو حزب المطبلين، لكن لا بأس أن نفكر في طريق ثالث، وهو ما أحاول أن أسير فيه، اقصد طريق الإنصاف والدفاع عن الإنجاز، وإعادة الأمل للناس، أقول : إعادة الأمل، لا ترويج الوهم، أو تسويق الخداع.
الإشادة بما يحدث في الجامعة الأردنية، وما أنجزه رئيسها، دكتور ندير عبيدات، هو جزء من مهمة اصحاب الطريق الثالث، الذين يتصدون للدفاع عن إنجازات الدولة ومؤسساتها، مثلما أنهم لا يغمضون أعينهم، أبدا، عن اخفاقات الادارات العامة، ولا عن تقصير بعض من يتربع على الكراسي، ثم ينام عليها، بقي ملاحظة أخيرة تستحق الإشادة ايضا، أربعة أطباء من أبنائنا، خريجي الجامعة الأردنية ( والخامس من جامعة البلقاء ) حصلوا، قبل ايام، على أعلى معدلات بامتحان القبول للتخصصات الطبية في الولايات المتحدة الامريكية، ألا يستحق هؤلاء أن نقول لهم : شكرا أبدعتم، لقد شرفتمونا فعلا.
حسين الرواشدة
صحيح، لا يوجد في معظم جامعاتنا إنجازات تستحق أن نُصفّق لها، المشكلة، بالطبع، تتعلق بالإدارات أولا، هذه التي أقحمتها حظوظها لتجلس على المقاعد الأمامية، فتمترست فيها، ولم تقدم أي إنجاز جديد لكن هذا لا يمنع من وجود استثناءات، وأخبار سارة أيضا، ليس قدرا علينا، أبدا، أن نستغرق بالفشل، ونجترّ خيباتنا، أو ان نحدق بالجزء الأسود من مشهدنا العام، لابد أن نبحث عن نقطة ضوء، او بارقة أمل، مهما كانت صغيرة.
في هذا السياق، « الأردنية»، الجامعة « الأم» (عمرها 60 عاما) تستعيد جزءا من عافيتها، هذا خبر مفرح بالتأكيد، ، ويحتاج لمزيد من التفاصيل، لكن قبل ذلك لدي استدراك على الهامش، منذ نحو عامين تم تعيين وزير سابق، خرج من وزارته باستقالة علنية، (بعد حادثة مستشفى السلط)، انتصارا لأخلاقيات الوظيفة العامة، رئيسا للجامعة الأردنية، وكأي رئيس جديد، وجد (د. نذير عبيدات) أمامه الكثير من الملفات العالقة، والكثير- أيضا -من الناصحين المتطوعين لإبقاء الأوضاع على ما هي عليه، النصيحة، هنا، غالبا ما ترتبط بالغنيمة، لكنه تجاوز كل ذلك بما لديه من حكمة واستطاعة، وبدأ يدقق بالمشكلات الكبرى التي تواجه الجامعة، ثم يرتب أولويات حلولها، بالتعاون مع المعنيين فيها.
أربعة ملفات وضعها على الطاولة : ملف إعادة صيانة قاعات التدريس، ملف الابتعاث للدراسة بالخارج، ملف التعيينات لأعضاء هيئة التدريس، وملف الأداء التعليمي وبرامج تحسين الجودة، من بين أكثر من 500 قاعة تدريس بالجامعة، كانت أوضاعها مخجلة، تم، حتى الآن، تجهيز 100 قاعة، بما يلزم من أجهزة وتقنيات تضاهي أفضل الجامعات بالعالم، وسيتم خلال الأعوام القادمة استكمال هذا المشروع، وفق موازنة خصصت لذلك، اما ملف الابتعاث، فقد قامت الجامعة بإطلاق مشروع مدته خمس سنوات، لإرسال الطلبة للدراسة في أفضل الجامعات العالمية، بدأ هذا العام بإيفاد 117 طالبا (منهم 40 بموجب اتفاقية مع جامعة سيدني)، وسيستمر بمعدل 100 طالب سنويا.
في ملف التعيينات، وجد الرئيس أن معظم الكليات والأقسام مغلقة، منذ سنوات، على هيئات تدريسية ووجوه لم تتغير (أسباب الإغلاق، بالطبع، مفهومة لمن يعمل بالجامعات في بلدنا )، فأطلق اكبر حملة تعيينات، شملت معظم الكليات (بلغ عدد المطلوبين للتعيين اكثر من 50 عضو هيئة تدريسها حتى الآن) وفق ضوابط تتوخى اختيار الكفاءات، ما زال المشروع في بداياته، لكن من المتوقع أن تتوسع تعيينات «الدماء الجديدة «لتشمل كل الكليات بالجامعة، اما ملف تحسين الأداء التعليمي، بعد أن حصلت الجامعة على مرتبة 498 ضمن أفضل 500 جامعة في العالم (تصنيف QS العالمي 2024 ) فيحتاج إلى شرح طويل، ليس هذا مكانه، لكنه، بتقديري، سيكون التحدي الاكبر أمام الجامعة، والرئيس أيضا.
ما أريد أن أقوله نقطتان، الأولى : بوسع الادارة، متى كانت كفؤة وحريصة على تطوير أداء المؤسسة التي تتولى مسؤولياتها، أن تنجح، النجاح -هنا - ليس معجزة، وإنما إرادة يترجمها العمل المدروس، والمنزه عن الأهواء الشخصية، وعن المغامرات غير المحسوبة، والخوف على الموقع وحُرّاسه أيضا، النقطة الثانية : يمكن لأحدنا أن ينضم إلى المجموعات التي ترفع راية التيئيس والاحباط، او ربما الشماتة، والاحتفاء بالفشل، ويمكن، أيضا، أن يسجل في حزب «اعداء النجاح»، أو حزب المطبلين، لكن لا بأس أن نفكر في طريق ثالث، وهو ما أحاول أن أسير فيه، اقصد طريق الإنصاف والدفاع عن الإنجاز، وإعادة الأمل للناس، أقول : إعادة الأمل، لا ترويج الوهم، أو تسويق الخداع.
الإشادة بما يحدث في الجامعة الأردنية، وما أنجزه رئيسها، دكتور ندير عبيدات، هو جزء من مهمة اصحاب الطريق الثالث، الذين يتصدون للدفاع عن إنجازات الدولة ومؤسساتها، مثلما أنهم لا يغمضون أعينهم، أبدا، عن اخفاقات الادارات العامة، ولا عن تقصير بعض من يتربع على الكراسي، ثم ينام عليها، بقي ملاحظة أخيرة تستحق الإشادة ايضا، أربعة أطباء من أبنائنا، خريجي الجامعة الأردنية ( والخامس من جامعة البلقاء ) حصلوا، قبل ايام، على أعلى معدلات بامتحان القبول للتخصصات الطبية في الولايات المتحدة الامريكية، ألا يستحق هؤلاء أن نقول لهم : شكرا أبدعتم، لقد شرفتمونا فعلا.
التعليقات