السؤال:
ما حكم الاستعانة بتقنية (chatgpt) من قبل الطلبة لإعداد الأبحاث العلمية، حيث إن التقنية تتيح للطالب كتابة السؤال، وهي بدورها تقوم بكتابة بحث كامل عن الموضوع، ولا يمكن في هذه التقنية معرفة هل تمت سرقة البحث أم لا؛ لأنه يقوم بالكتابة دون استخدام منصة جوجل، علماً بأن هنالك من الطلبة من يقوم بالتفكير والتحليل لكتابة البحث، وآخر يستخدم تقنية (chatgpt) ويقوم بعمل بحث عنه، وبهذا يتساوى الطالب المجتهد مع غيره؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تقنية (chatgpt) تعد نموذجاً تفاعلياً قائماً على الذكاء الاصطناعي، ويعد من الابتكارات الحديثة في هذا المجال، حيث يمكن استخدامه في إنشاء المحتوى، مثل: كتابة المقالات والنصوص الإبداعية، والمساعدة في كتابة الأبحاث وغيرها، وهذا البرنامج من تطوير شركة OpenAI الأمريكية، وتم إطلاقه في نوفمبر 2022م.
وأما حكم الاستعانة بهذه التقنية وتوظيفها في مجال كتابة الأبحاث العلمية أو حل الواجبات المعطاة للطلبة من حيث الحل أو الحرمة، فيتوقف على نوع الجهد المبذول المقصود في هذه الحالة وينقسم إلى قسمين:
أوّلاً: جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز للباحث إعداده عن طريق تقنية (chatgpt) وعزوه إلى نفسه بغرض إيهام المشرفين على البحث بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه مسلم.
ثانياً: جهد شكليّ يتمثل في البحث من خلال محركات البحث لجمع المعلومات والاحصائيات وجمع المصادر والتدقيق اللغوي... الخ، فلا حرج بالاستعانة بأي وسيلة من وسائل الذكاء الاصطناعي مما يعطي للبحث قوة، وأصالة علمية.
وعليه؛ فإننا ننصح الباحثين والطلبة في أعمالهم الدراسية بتقوى الله عزّ وجل، والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية، وأن يستغلوا هذه التقنيات بما يرضي الله عز وجل. والله تعالى أعلم.
دائرة الإفتاء الأردنية
رقم الفتوى: 3781
السؤال:
ما حكم الاستعانة بتقنية (chatgpt) من قبل الطلبة لإعداد الأبحاث العلمية، حيث إن التقنية تتيح للطالب كتابة السؤال، وهي بدورها تقوم بكتابة بحث كامل عن الموضوع، ولا يمكن في هذه التقنية معرفة هل تمت سرقة البحث أم لا؛ لأنه يقوم بالكتابة دون استخدام منصة جوجل، علماً بأن هنالك من الطلبة من يقوم بالتفكير والتحليل لكتابة البحث، وآخر يستخدم تقنية (chatgpt) ويقوم بعمل بحث عنه، وبهذا يتساوى الطالب المجتهد مع غيره؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تقنية (chatgpt) تعد نموذجاً تفاعلياً قائماً على الذكاء الاصطناعي، ويعد من الابتكارات الحديثة في هذا المجال، حيث يمكن استخدامه في إنشاء المحتوى، مثل: كتابة المقالات والنصوص الإبداعية، والمساعدة في كتابة الأبحاث وغيرها، وهذا البرنامج من تطوير شركة OpenAI الأمريكية، وتم إطلاقه في نوفمبر 2022م.
وأما حكم الاستعانة بهذه التقنية وتوظيفها في مجال كتابة الأبحاث العلمية أو حل الواجبات المعطاة للطلبة من حيث الحل أو الحرمة، فيتوقف على نوع الجهد المبذول المقصود في هذه الحالة وينقسم إلى قسمين:
أوّلاً: جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز للباحث إعداده عن طريق تقنية (chatgpt) وعزوه إلى نفسه بغرض إيهام المشرفين على البحث بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه مسلم.
ثانياً: جهد شكليّ يتمثل في البحث من خلال محركات البحث لجمع المعلومات والاحصائيات وجمع المصادر والتدقيق اللغوي... الخ، فلا حرج بالاستعانة بأي وسيلة من وسائل الذكاء الاصطناعي مما يعطي للبحث قوة، وأصالة علمية.
وعليه؛ فإننا ننصح الباحثين والطلبة في أعمالهم الدراسية بتقوى الله عزّ وجل، والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية، وأن يستغلوا هذه التقنيات بما يرضي الله عز وجل. والله تعالى أعلم.
دائرة الإفتاء الأردنية
رقم الفتوى: 3781
السؤال:
ما حكم الاستعانة بتقنية (chatgpt) من قبل الطلبة لإعداد الأبحاث العلمية، حيث إن التقنية تتيح للطالب كتابة السؤال، وهي بدورها تقوم بكتابة بحث كامل عن الموضوع، ولا يمكن في هذه التقنية معرفة هل تمت سرقة البحث أم لا؛ لأنه يقوم بالكتابة دون استخدام منصة جوجل، علماً بأن هنالك من الطلبة من يقوم بالتفكير والتحليل لكتابة البحث، وآخر يستخدم تقنية (chatgpt) ويقوم بعمل بحث عنه، وبهذا يتساوى الطالب المجتهد مع غيره؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تقنية (chatgpt) تعد نموذجاً تفاعلياً قائماً على الذكاء الاصطناعي، ويعد من الابتكارات الحديثة في هذا المجال، حيث يمكن استخدامه في إنشاء المحتوى، مثل: كتابة المقالات والنصوص الإبداعية، والمساعدة في كتابة الأبحاث وغيرها، وهذا البرنامج من تطوير شركة OpenAI الأمريكية، وتم إطلاقه في نوفمبر 2022م.
وأما حكم الاستعانة بهذه التقنية وتوظيفها في مجال كتابة الأبحاث العلمية أو حل الواجبات المعطاة للطلبة من حيث الحل أو الحرمة، فيتوقف على نوع الجهد المبذول المقصود في هذه الحالة وينقسم إلى قسمين:
أوّلاً: جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز للباحث إعداده عن طريق تقنية (chatgpt) وعزوه إلى نفسه بغرض إيهام المشرفين على البحث بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه مسلم.
ثانياً: جهد شكليّ يتمثل في البحث من خلال محركات البحث لجمع المعلومات والاحصائيات وجمع المصادر والتدقيق اللغوي... الخ، فلا حرج بالاستعانة بأي وسيلة من وسائل الذكاء الاصطناعي مما يعطي للبحث قوة، وأصالة علمية.
وعليه؛ فإننا ننصح الباحثين والطلبة في أعمالهم الدراسية بتقوى الله عزّ وجل، والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية، وأن يستغلوا هذه التقنيات بما يرضي الله عز وجل. والله تعالى أعلم.
دائرة الإفتاء الأردنية
رقم الفتوى: 3781
التعليقات