الموضة السائدة حاليا في الأردن، ومنذ سنوات، تقوم على التكرم بمكاشفة الرأي العام بشأن المشاكل العامة، والازمات، والتحديات، والمنحنيات الصعبة التي نمر بها، بل ان بعض من يكاشفنا يمدح نفسه، لكونه كاشفنا، على اعتبار ان الشفافية هنا، ميزة يتوجب حمدها وشكرها.
لقد تعب الناس من قصة المكاشفات، وتعبوا ايضا من تشخيص الازمات، ونحن مثل اختصاصي الاشعة الذي يواصل تصوير الصورة الطبقية ويرسلها للطبيب، ليقول لنا ان العلة هنا او هناك، وكلما جاء اختصاصي جديد، وطبيب جديد، اعاد تصوير ذات الصورة الطبقية ليقول لنا نفس الكلام، ونفس التشخيص، بل ان الفرق ان كل صورة اشعة تأتيك بنتائج أسوأ واصعب ربما.
مهمة التشخيص يتورط بها الكل، الحكومات، النواب، الاعيان، الحزبيون، النقابيون، الصحفيون، مراكز البحث والدراسات، المفكرون، الاكاديميون، عابرو السبيل، المؤلفة قلوبهم، وربما ايضا معنا ثلة من المستشرقين، ثم عموم الناس الذين يتحدثون ايضا عن طبيعة مشكلاتهم الفردية التي تعد عينة عشوائية او منتقاة، من جملة المشكلات العامة في هذه البلاد.
لكن تكليف المسؤولين بمسؤولياتهم لم يأت لغاية تشخيص الازمات المشخصة اساسا، بل جيء بهم من اجل حلها، فإن لم يكن حلها جذريا، فإن التخفيف منها والتلطيف من كلفتها، ميزة هنا، فيما نحن نكتفي فقط بالالعاب النارية، والابهار من خلال القول للجمهور، اننا نتحدث اليكم، ونعرف مشاكلكم، وازماتكم، ولسنا غرباء عن احوالكم، وكأن هذه ميزة اصلا، يتم التشاوف بها على الجمهور الذي بحاجة الى حلول وليس الى من يعيد التشخيص ذاته يوميا.
هذا يعني ان لدينا مشكلة اعمق، اي عدم القدرة على تغيير احوالنا المزمنة، اذ منذ سنوات نتحدث مثلا عن مشاكل الجامعات، فلا يتغير شيء، نتحدث عن مشاكل الزراعة فلا يتغير شيء، نتحدث عن ازمة اللجوء السوري، فلا يتغير شيء، نتحدث عن حل الدولتين فلا يتغير شيء، نتحدث عن الفقر والبطالة ونسبهما، ولا يتغير شيء، نتحدث عن مشاكل القطاع الصحي الحكومي، فلا يتغير شيء والامر يمتد الى اغلب العناوين الداخلية والاقليمية التي يقوم كثيرون منا، بطرحها دون ارفاقها بتصورات فاعلة او حلول كلية او جزئية.
اذا بقينا بهذه الطريقة سوف تتعمق الازمات وتزيد المشاكل، لأن الفرادة هنا غائبة، والفرادة لا تكمن في صنعة الكلام، ولا جرأة التشخيص، ولا في الشفافية التي ترهقنا لكونها تتنزل دون بقية الحزمة، وتخضع للتوظيف من باب اخلاء المسؤولية، وتحميل الناس الكلف وحدهم، على طريقة.. لقد ابلغناكم، ولم نخف عنكم شيئا من واقعنا الصعب على مستويات متعددة ومختلفة.
ربما التورط فقط في مهمة المكاشفات دون حلول جذرية كلية او جزئية، بات يؤدي الى نتائج عكسية تماما، اي التسبب بالشعور باليأس والضعف، وانعدام الخيارات والحلول، ومشاعر الاستسلام هنا لهذا الواقع، ليست جيدة، فهي لن تبقى كما هي، بل سترتد لوماً في كل توقيت، عمن اوصلنا الى هذه الحالة، وبحيث تتحول المكاشفات الى سبب لجدل الجمهور حول المسؤول عن كل هذا ان كان موظفا من الدرجة الثالثة، او وزيرا، او طامحا يهرول ويسعى في كل المسارات، لعله يفوز بحصته من مائدة الوجاهة، باعتباره هو الحل الواحد والاوحد.
ألم يأن لنا ان ندخل مرحلة الحلول القابلة للتنفيذ، والخروج من مرحلة المكاشفات، والتشخيص، وجدولة الازمات، والسؤال مفرود لمن لديه اجابة، ان كان هناك اجابة اصلا أيها الرفاق.
الموضة السائدة حاليا في الأردن، ومنذ سنوات، تقوم على التكرم بمكاشفة الرأي العام بشأن المشاكل العامة، والازمات، والتحديات، والمنحنيات الصعبة التي نمر بها، بل ان بعض من يكاشفنا يمدح نفسه، لكونه كاشفنا، على اعتبار ان الشفافية هنا، ميزة يتوجب حمدها وشكرها.
لقد تعب الناس من قصة المكاشفات، وتعبوا ايضا من تشخيص الازمات، ونحن مثل اختصاصي الاشعة الذي يواصل تصوير الصورة الطبقية ويرسلها للطبيب، ليقول لنا ان العلة هنا او هناك، وكلما جاء اختصاصي جديد، وطبيب جديد، اعاد تصوير ذات الصورة الطبقية ليقول لنا نفس الكلام، ونفس التشخيص، بل ان الفرق ان كل صورة اشعة تأتيك بنتائج أسوأ واصعب ربما.
مهمة التشخيص يتورط بها الكل، الحكومات، النواب، الاعيان، الحزبيون، النقابيون، الصحفيون، مراكز البحث والدراسات، المفكرون، الاكاديميون، عابرو السبيل، المؤلفة قلوبهم، وربما ايضا معنا ثلة من المستشرقين، ثم عموم الناس الذين يتحدثون ايضا عن طبيعة مشكلاتهم الفردية التي تعد عينة عشوائية او منتقاة، من جملة المشكلات العامة في هذه البلاد.
لكن تكليف المسؤولين بمسؤولياتهم لم يأت لغاية تشخيص الازمات المشخصة اساسا، بل جيء بهم من اجل حلها، فإن لم يكن حلها جذريا، فإن التخفيف منها والتلطيف من كلفتها، ميزة هنا، فيما نحن نكتفي فقط بالالعاب النارية، والابهار من خلال القول للجمهور، اننا نتحدث اليكم، ونعرف مشاكلكم، وازماتكم، ولسنا غرباء عن احوالكم، وكأن هذه ميزة اصلا، يتم التشاوف بها على الجمهور الذي بحاجة الى حلول وليس الى من يعيد التشخيص ذاته يوميا.
هذا يعني ان لدينا مشكلة اعمق، اي عدم القدرة على تغيير احوالنا المزمنة، اذ منذ سنوات نتحدث مثلا عن مشاكل الجامعات، فلا يتغير شيء، نتحدث عن مشاكل الزراعة فلا يتغير شيء، نتحدث عن ازمة اللجوء السوري، فلا يتغير شيء، نتحدث عن حل الدولتين فلا يتغير شيء، نتحدث عن الفقر والبطالة ونسبهما، ولا يتغير شيء، نتحدث عن مشاكل القطاع الصحي الحكومي، فلا يتغير شيء والامر يمتد الى اغلب العناوين الداخلية والاقليمية التي يقوم كثيرون منا، بطرحها دون ارفاقها بتصورات فاعلة او حلول كلية او جزئية.
اذا بقينا بهذه الطريقة سوف تتعمق الازمات وتزيد المشاكل، لأن الفرادة هنا غائبة، والفرادة لا تكمن في صنعة الكلام، ولا جرأة التشخيص، ولا في الشفافية التي ترهقنا لكونها تتنزل دون بقية الحزمة، وتخضع للتوظيف من باب اخلاء المسؤولية، وتحميل الناس الكلف وحدهم، على طريقة.. لقد ابلغناكم، ولم نخف عنكم شيئا من واقعنا الصعب على مستويات متعددة ومختلفة.
ربما التورط فقط في مهمة المكاشفات دون حلول جذرية كلية او جزئية، بات يؤدي الى نتائج عكسية تماما، اي التسبب بالشعور باليأس والضعف، وانعدام الخيارات والحلول، ومشاعر الاستسلام هنا لهذا الواقع، ليست جيدة، فهي لن تبقى كما هي، بل سترتد لوماً في كل توقيت، عمن اوصلنا الى هذه الحالة، وبحيث تتحول المكاشفات الى سبب لجدل الجمهور حول المسؤول عن كل هذا ان كان موظفا من الدرجة الثالثة، او وزيرا، او طامحا يهرول ويسعى في كل المسارات، لعله يفوز بحصته من مائدة الوجاهة، باعتباره هو الحل الواحد والاوحد.
ألم يأن لنا ان ندخل مرحلة الحلول القابلة للتنفيذ، والخروج من مرحلة المكاشفات، والتشخيص، وجدولة الازمات، والسؤال مفرود لمن لديه اجابة، ان كان هناك اجابة اصلا أيها الرفاق.
الموضة السائدة حاليا في الأردن، ومنذ سنوات، تقوم على التكرم بمكاشفة الرأي العام بشأن المشاكل العامة، والازمات، والتحديات، والمنحنيات الصعبة التي نمر بها، بل ان بعض من يكاشفنا يمدح نفسه، لكونه كاشفنا، على اعتبار ان الشفافية هنا، ميزة يتوجب حمدها وشكرها.
لقد تعب الناس من قصة المكاشفات، وتعبوا ايضا من تشخيص الازمات، ونحن مثل اختصاصي الاشعة الذي يواصل تصوير الصورة الطبقية ويرسلها للطبيب، ليقول لنا ان العلة هنا او هناك، وكلما جاء اختصاصي جديد، وطبيب جديد، اعاد تصوير ذات الصورة الطبقية ليقول لنا نفس الكلام، ونفس التشخيص، بل ان الفرق ان كل صورة اشعة تأتيك بنتائج أسوأ واصعب ربما.
مهمة التشخيص يتورط بها الكل، الحكومات، النواب، الاعيان، الحزبيون، النقابيون، الصحفيون، مراكز البحث والدراسات، المفكرون، الاكاديميون، عابرو السبيل، المؤلفة قلوبهم، وربما ايضا معنا ثلة من المستشرقين، ثم عموم الناس الذين يتحدثون ايضا عن طبيعة مشكلاتهم الفردية التي تعد عينة عشوائية او منتقاة، من جملة المشكلات العامة في هذه البلاد.
لكن تكليف المسؤولين بمسؤولياتهم لم يأت لغاية تشخيص الازمات المشخصة اساسا، بل جيء بهم من اجل حلها، فإن لم يكن حلها جذريا، فإن التخفيف منها والتلطيف من كلفتها، ميزة هنا، فيما نحن نكتفي فقط بالالعاب النارية، والابهار من خلال القول للجمهور، اننا نتحدث اليكم، ونعرف مشاكلكم، وازماتكم، ولسنا غرباء عن احوالكم، وكأن هذه ميزة اصلا، يتم التشاوف بها على الجمهور الذي بحاجة الى حلول وليس الى من يعيد التشخيص ذاته يوميا.
هذا يعني ان لدينا مشكلة اعمق، اي عدم القدرة على تغيير احوالنا المزمنة، اذ منذ سنوات نتحدث مثلا عن مشاكل الجامعات، فلا يتغير شيء، نتحدث عن مشاكل الزراعة فلا يتغير شيء، نتحدث عن ازمة اللجوء السوري، فلا يتغير شيء، نتحدث عن حل الدولتين فلا يتغير شيء، نتحدث عن الفقر والبطالة ونسبهما، ولا يتغير شيء، نتحدث عن مشاكل القطاع الصحي الحكومي، فلا يتغير شيء والامر يمتد الى اغلب العناوين الداخلية والاقليمية التي يقوم كثيرون منا، بطرحها دون ارفاقها بتصورات فاعلة او حلول كلية او جزئية.
اذا بقينا بهذه الطريقة سوف تتعمق الازمات وتزيد المشاكل، لأن الفرادة هنا غائبة، والفرادة لا تكمن في صنعة الكلام، ولا جرأة التشخيص، ولا في الشفافية التي ترهقنا لكونها تتنزل دون بقية الحزمة، وتخضع للتوظيف من باب اخلاء المسؤولية، وتحميل الناس الكلف وحدهم، على طريقة.. لقد ابلغناكم، ولم نخف عنكم شيئا من واقعنا الصعب على مستويات متعددة ومختلفة.
ربما التورط فقط في مهمة المكاشفات دون حلول جذرية كلية او جزئية، بات يؤدي الى نتائج عكسية تماما، اي التسبب بالشعور باليأس والضعف، وانعدام الخيارات والحلول، ومشاعر الاستسلام هنا لهذا الواقع، ليست جيدة، فهي لن تبقى كما هي، بل سترتد لوماً في كل توقيت، عمن اوصلنا الى هذه الحالة، وبحيث تتحول المكاشفات الى سبب لجدل الجمهور حول المسؤول عن كل هذا ان كان موظفا من الدرجة الثالثة، او وزيرا، او طامحا يهرول ويسعى في كل المسارات، لعله يفوز بحصته من مائدة الوجاهة، باعتباره هو الحل الواحد والاوحد.
ألم يأن لنا ان ندخل مرحلة الحلول القابلة للتنفيذ، والخروج من مرحلة المكاشفات، والتشخيص، وجدولة الازمات، والسؤال مفرود لمن لديه اجابة، ان كان هناك اجابة اصلا أيها الرفاق.
التعليقات