أجبرت التغيرات المُناخية التي تشهدها المملكة ودول العالم منذ أعوام، طائرات على تغيير مسار رحلاتها المقررة في وقت سابق لسوء الظروف الجوية التي تتعرض لها أثناء تحليقها في الأجواء.
وأعادت للأذهان حادثة عدم تمكن إحدى رحلات الملكية الأردنية، التي كانت متوجهة من عمان الى العقبة قبيل خمسة أيام، من الهبوط في مطار الملك الحسين الدولي بسبب كثافة الغبار، وتدني مدى الرؤية الافقية، حوادث مماثلة تعرضت لها طائرات الملكية -على سبيل المثال لا الحصر- في أعوام 2010، و2012، و2013، و2017.
يذكر أن ثمة حوادث مماثلة تعرضت لها طائرات الملكية - على سبيل المثال لا الحصر- في أعوام 2010، و2012، و2013، و2017.
ففي شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2010 هبطت طائرتان تابعتان لشركة الملكية في مطار عمان المدني في ماركا، بدلا من مطار الملكة علياء الدولي نتيجة حالة عدم الاستقرار الجوي، والرياح الشديدة متغيرة الاتجاه، وكثافة الغبار العالقة في الأجواء، وفق بيان صدر عن الشركة في ذلك الوقت.
وتسبب تساقط الثلوج على المملكة في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 بإلغاء ست رحلات طيران متعددة كانت مبرمجة للإقلاع إلى وجهات مختلفة، وتأجيل مواعيد إقلاع خمس رحلات أخرى، بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي في ذلك الوقت.
وعلى صعيد الاضطرابات الجوية التي تتعرض لها الطائرات عالمياً، وخلال مساراتها المتعددة، تسبب سوء الأحوال الجوية بحدوث أضرار طفيفة في هيكل إحدى الطائرات الأردنية التي كانت متجهة من بانكوك الى هونغ كونغ في شهر نيسان (ابريل) عام 2010، كان على متنها 131 راكباً، وفق بيان رسمي صادر عن الشركة في الفترة ذاتها.
وجاء في دراسة نشرت مطلع الشهر الحالي في دورية 'جيوفيزيكال ريسرش ليترز' أن 'بعض طرق الطيران الرئيسية في العالم عانت بالفعل من زيادة بنسبة 55 % في مدة الاضطرابات الشديدة على مدى العقود الأربعة الماضية'.
فيما وجدت دراسة أخرى نشرت عام 2017 في مجلة 'أدفانسيس إن أتموسفيرك ساينسس' أن 'مضاعفة مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستزيد من متوسط كمية الاضطرابات الهوائية الشديدة عند ارتفاع 39 ألف قدم (نحو 11 كيلومتراً) بنسبة 149 في المائة'.
ولا تقتصر تلك الحوادث على الأردن وحده بل إن الكثير من الحوادث المماثلة شهدتها دول عدة في الفترات الماضية، إذ أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي عودة حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي بشكل طبيعي، بعد أن توقفت لمدة ساعة ونصف بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد في آذار (مارس) العام الماضي.
كما عادت الملاحة الجوية في مطار بغداد الدولي بعد توقف مؤقت بسبب الطقس مطلع العام الحالي، فيما أدى سوء الأحوال الجوية التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، لتأجيل 1000 رحلة جوية، بحسب بيانات رسمية.
بيد أن رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن هيثم مستو أكد أن 'الطائرات صممت لتحمل كافة الظروف الجوية المختلفة التي تتعرض لها خلال مساراتها المتعددة بين دول العالم، وخاصة تلك الناجمة عن التغيرات المُناخية'.
كما وأن 'الأطقم الجوية العاملة على متن الطائرات لديهم المهارات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأجواء الجوية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك'، بحسبه.
ولفت مستو لـ'الغد' إلى أن 'الظروف الجوية التي تتعرض لها المنطقة تختلف كلياً عن تلك التي تشهدها مناطق حول العالم، سواء من ناحية انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة، إذ أنها لا تصل الى مستويات قاسية ومتطرفة'.
هذا التوصيف، على حد قوله 'ينطبق على قطاع الطيران، إذ إن الظروف الجوية المتطرفة غير المسبوقة التي تشهدها المملكة، قد يتم توصيف تأثيراتها على القطاعات الأخرى بأنها شديدة، وذات انعكاسات سلبية'.
وأشار إلى أن 'الاضطرابات الجوية التي تتعرض لها الطائرات خلال مسارات رحلاتها تندرج ضمن الإطار الطبيعي للأجواء التي تُحلق بها'.
ومن وجهة نظره، فإن 'العواصف الغبارية والثلجية، وغيرها من الظروف الجوية المتطرفة لا تشكل مصدر قلق للهيئة، أو للعاملين في قطاع الطيران بصورة عامة'.
وبين أن 'التغيرات المُناخية باتت تأثيراتها واضحة للعيان، والمجتمع الدولي يُدرك ذلك، والدليل على ذلك التعهدات المقدمة من شركات طيران في العالم للوصول الى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050'.
وتلك الخطوة ستترجم، بحسبه 'عبر تصنيع طائرات ذات محركات تستهلك وقوداً بنسب أقل من المعدلات الحالية، في ضوء التوجه الى استخدام الهيدروجين الأخضر في تشغيل الطائرة، فضلا عن الاعتماد على تصاميم هيكلية خفيفة الوزن'.
وتشير توقعات الأمم المتحدة إلى تضاعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطائرات إلى ثلاثة أضعاف بحلول 2050، إذ إن الانبعاثات الحالية تمثل ثلاثة إلى أربعة في المائة من إجمالي الانبعاثات.
وعلى المستوى الدولي شدد مستو على أن 'الحسابات المالية السنوية لشركات الطيران تدرج بندا يتعلق بالخسائر النقدية المتوقعة نتيجة تأخر، أو الغاء رحلات نتيجة الأحوال الجوية، أو لأعطال فنية، أو لإغلاق المطارات وغيرها'.
ولفت الى أن 'عدد المسافرين سيصل لـ4.5 مليار سنوياً، لذلك فإن نسب التأخر في رحلات الطيران قليلة جداً مقارنة بتلك التي لا يجري أي تغيير على مواعيدها'.
ورغم ذلك أشارت دراسات دولية إلى أن 'آلاف الطائرات تواجه فعلا اضطرابات هوائية شديدة كل عام، مكلفةً قطاع الطيران ما يصل إلى مليار دولار سنوياً بسبب حالات التأخر في مواعيد الرحلات، والأضرار الهيكلية التي تصيب الطائرة'.
ونوه مستو إلى أن 'التقنية الحديثة التي تستخدمها الطائرات في الوقت الحالي يُمكن من خلالها الاستدلال على العواصف التي قد تواجه مسار الرحلة وتفاديها، في حين أن مطار الملكة علياء يمتلك راداراً للطقس يحدد أماكن حدوث العاصفة وتزويد كل طائرة قادمة للمملكة بهذه المعلومات'.
لذلك فإن 'الطائرات تعد من وسائل النقل الأكثر أمنا في العالم في ضوء استخدام التكنولوجيات الجديدة في تصاميم هياكلها، والتي تخضع لتجارب قبيل منح الموافقات على السماح لها بالإقلاع بشكل رسمي'، تبعاً له.
ووفق سيناريوهات رسمتها مسودة تقرير البلاغات الوطني الرابع، فإن 'معدلات الغبار والعواصف الترابية، نتيجة التغيرات المناخية سيزداد تكرارها بشكل مضاعف حتى عام 2050، والتي سترفع من وتيرة الإصابة بالأمراض التنفسية، بخاصة لدى كبار السن، ومن لديهم أمراض تنفسية'.
الغد
أجبرت التغيرات المُناخية التي تشهدها المملكة ودول العالم منذ أعوام، طائرات على تغيير مسار رحلاتها المقررة في وقت سابق لسوء الظروف الجوية التي تتعرض لها أثناء تحليقها في الأجواء.
وأعادت للأذهان حادثة عدم تمكن إحدى رحلات الملكية الأردنية، التي كانت متوجهة من عمان الى العقبة قبيل خمسة أيام، من الهبوط في مطار الملك الحسين الدولي بسبب كثافة الغبار، وتدني مدى الرؤية الافقية، حوادث مماثلة تعرضت لها طائرات الملكية -على سبيل المثال لا الحصر- في أعوام 2010، و2012، و2013، و2017.
يذكر أن ثمة حوادث مماثلة تعرضت لها طائرات الملكية - على سبيل المثال لا الحصر- في أعوام 2010، و2012، و2013، و2017.
ففي شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2010 هبطت طائرتان تابعتان لشركة الملكية في مطار عمان المدني في ماركا، بدلا من مطار الملكة علياء الدولي نتيجة حالة عدم الاستقرار الجوي، والرياح الشديدة متغيرة الاتجاه، وكثافة الغبار العالقة في الأجواء، وفق بيان صدر عن الشركة في ذلك الوقت.
وتسبب تساقط الثلوج على المملكة في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 بإلغاء ست رحلات طيران متعددة كانت مبرمجة للإقلاع إلى وجهات مختلفة، وتأجيل مواعيد إقلاع خمس رحلات أخرى، بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي في ذلك الوقت.
وعلى صعيد الاضطرابات الجوية التي تتعرض لها الطائرات عالمياً، وخلال مساراتها المتعددة، تسبب سوء الأحوال الجوية بحدوث أضرار طفيفة في هيكل إحدى الطائرات الأردنية التي كانت متجهة من بانكوك الى هونغ كونغ في شهر نيسان (ابريل) عام 2010، كان على متنها 131 راكباً، وفق بيان رسمي صادر عن الشركة في الفترة ذاتها.
وجاء في دراسة نشرت مطلع الشهر الحالي في دورية 'جيوفيزيكال ريسرش ليترز' أن 'بعض طرق الطيران الرئيسية في العالم عانت بالفعل من زيادة بنسبة 55 % في مدة الاضطرابات الشديدة على مدى العقود الأربعة الماضية'.
فيما وجدت دراسة أخرى نشرت عام 2017 في مجلة 'أدفانسيس إن أتموسفيرك ساينسس' أن 'مضاعفة مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستزيد من متوسط كمية الاضطرابات الهوائية الشديدة عند ارتفاع 39 ألف قدم (نحو 11 كيلومتراً) بنسبة 149 في المائة'.
ولا تقتصر تلك الحوادث على الأردن وحده بل إن الكثير من الحوادث المماثلة شهدتها دول عدة في الفترات الماضية، إذ أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي عودة حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي بشكل طبيعي، بعد أن توقفت لمدة ساعة ونصف بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد في آذار (مارس) العام الماضي.
كما عادت الملاحة الجوية في مطار بغداد الدولي بعد توقف مؤقت بسبب الطقس مطلع العام الحالي، فيما أدى سوء الأحوال الجوية التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، لتأجيل 1000 رحلة جوية، بحسب بيانات رسمية.
بيد أن رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن هيثم مستو أكد أن 'الطائرات صممت لتحمل كافة الظروف الجوية المختلفة التي تتعرض لها خلال مساراتها المتعددة بين دول العالم، وخاصة تلك الناجمة عن التغيرات المُناخية'.
كما وأن 'الأطقم الجوية العاملة على متن الطائرات لديهم المهارات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأجواء الجوية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك'، بحسبه.
ولفت مستو لـ'الغد' إلى أن 'الظروف الجوية التي تتعرض لها المنطقة تختلف كلياً عن تلك التي تشهدها مناطق حول العالم، سواء من ناحية انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة، إذ أنها لا تصل الى مستويات قاسية ومتطرفة'.
هذا التوصيف، على حد قوله 'ينطبق على قطاع الطيران، إذ إن الظروف الجوية المتطرفة غير المسبوقة التي تشهدها المملكة، قد يتم توصيف تأثيراتها على القطاعات الأخرى بأنها شديدة، وذات انعكاسات سلبية'.
وأشار إلى أن 'الاضطرابات الجوية التي تتعرض لها الطائرات خلال مسارات رحلاتها تندرج ضمن الإطار الطبيعي للأجواء التي تُحلق بها'.
ومن وجهة نظره، فإن 'العواصف الغبارية والثلجية، وغيرها من الظروف الجوية المتطرفة لا تشكل مصدر قلق للهيئة، أو للعاملين في قطاع الطيران بصورة عامة'.
وبين أن 'التغيرات المُناخية باتت تأثيراتها واضحة للعيان، والمجتمع الدولي يُدرك ذلك، والدليل على ذلك التعهدات المقدمة من شركات طيران في العالم للوصول الى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050'.
وتلك الخطوة ستترجم، بحسبه 'عبر تصنيع طائرات ذات محركات تستهلك وقوداً بنسب أقل من المعدلات الحالية، في ضوء التوجه الى استخدام الهيدروجين الأخضر في تشغيل الطائرة، فضلا عن الاعتماد على تصاميم هيكلية خفيفة الوزن'.
وتشير توقعات الأمم المتحدة إلى تضاعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطائرات إلى ثلاثة أضعاف بحلول 2050، إذ إن الانبعاثات الحالية تمثل ثلاثة إلى أربعة في المائة من إجمالي الانبعاثات.
وعلى المستوى الدولي شدد مستو على أن 'الحسابات المالية السنوية لشركات الطيران تدرج بندا يتعلق بالخسائر النقدية المتوقعة نتيجة تأخر، أو الغاء رحلات نتيجة الأحوال الجوية، أو لأعطال فنية، أو لإغلاق المطارات وغيرها'.
ولفت الى أن 'عدد المسافرين سيصل لـ4.5 مليار سنوياً، لذلك فإن نسب التأخر في رحلات الطيران قليلة جداً مقارنة بتلك التي لا يجري أي تغيير على مواعيدها'.
ورغم ذلك أشارت دراسات دولية إلى أن 'آلاف الطائرات تواجه فعلا اضطرابات هوائية شديدة كل عام، مكلفةً قطاع الطيران ما يصل إلى مليار دولار سنوياً بسبب حالات التأخر في مواعيد الرحلات، والأضرار الهيكلية التي تصيب الطائرة'.
ونوه مستو إلى أن 'التقنية الحديثة التي تستخدمها الطائرات في الوقت الحالي يُمكن من خلالها الاستدلال على العواصف التي قد تواجه مسار الرحلة وتفاديها، في حين أن مطار الملكة علياء يمتلك راداراً للطقس يحدد أماكن حدوث العاصفة وتزويد كل طائرة قادمة للمملكة بهذه المعلومات'.
لذلك فإن 'الطائرات تعد من وسائل النقل الأكثر أمنا في العالم في ضوء استخدام التكنولوجيات الجديدة في تصاميم هياكلها، والتي تخضع لتجارب قبيل منح الموافقات على السماح لها بالإقلاع بشكل رسمي'، تبعاً له.
ووفق سيناريوهات رسمتها مسودة تقرير البلاغات الوطني الرابع، فإن 'معدلات الغبار والعواصف الترابية، نتيجة التغيرات المناخية سيزداد تكرارها بشكل مضاعف حتى عام 2050، والتي سترفع من وتيرة الإصابة بالأمراض التنفسية، بخاصة لدى كبار السن، ومن لديهم أمراض تنفسية'.
الغد
أجبرت التغيرات المُناخية التي تشهدها المملكة ودول العالم منذ أعوام، طائرات على تغيير مسار رحلاتها المقررة في وقت سابق لسوء الظروف الجوية التي تتعرض لها أثناء تحليقها في الأجواء.
وأعادت للأذهان حادثة عدم تمكن إحدى رحلات الملكية الأردنية، التي كانت متوجهة من عمان الى العقبة قبيل خمسة أيام، من الهبوط في مطار الملك الحسين الدولي بسبب كثافة الغبار، وتدني مدى الرؤية الافقية، حوادث مماثلة تعرضت لها طائرات الملكية -على سبيل المثال لا الحصر- في أعوام 2010، و2012، و2013، و2017.
يذكر أن ثمة حوادث مماثلة تعرضت لها طائرات الملكية - على سبيل المثال لا الحصر- في أعوام 2010، و2012، و2013، و2017.
ففي شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2010 هبطت طائرتان تابعتان لشركة الملكية في مطار عمان المدني في ماركا، بدلا من مطار الملكة علياء الدولي نتيجة حالة عدم الاستقرار الجوي، والرياح الشديدة متغيرة الاتجاه، وكثافة الغبار العالقة في الأجواء، وفق بيان صدر عن الشركة في ذلك الوقت.
وتسبب تساقط الثلوج على المملكة في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 2013 بإلغاء ست رحلات طيران متعددة كانت مبرمجة للإقلاع إلى وجهات مختلفة، وتأجيل مواعيد إقلاع خمس رحلات أخرى، بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي في ذلك الوقت.
وعلى صعيد الاضطرابات الجوية التي تتعرض لها الطائرات عالمياً، وخلال مساراتها المتعددة، تسبب سوء الأحوال الجوية بحدوث أضرار طفيفة في هيكل إحدى الطائرات الأردنية التي كانت متجهة من بانكوك الى هونغ كونغ في شهر نيسان (ابريل) عام 2010، كان على متنها 131 راكباً، وفق بيان رسمي صادر عن الشركة في الفترة ذاتها.
وجاء في دراسة نشرت مطلع الشهر الحالي في دورية 'جيوفيزيكال ريسرش ليترز' أن 'بعض طرق الطيران الرئيسية في العالم عانت بالفعل من زيادة بنسبة 55 % في مدة الاضطرابات الشديدة على مدى العقود الأربعة الماضية'.
فيما وجدت دراسة أخرى نشرت عام 2017 في مجلة 'أدفانسيس إن أتموسفيرك ساينسس' أن 'مضاعفة مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستزيد من متوسط كمية الاضطرابات الهوائية الشديدة عند ارتفاع 39 ألف قدم (نحو 11 كيلومتراً) بنسبة 149 في المائة'.
ولا تقتصر تلك الحوادث على الأردن وحده بل إن الكثير من الحوادث المماثلة شهدتها دول عدة في الفترات الماضية، إذ أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني الكويتي عودة حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي بشكل طبيعي، بعد أن توقفت لمدة ساعة ونصف بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد في آذار (مارس) العام الماضي.
كما عادت الملاحة الجوية في مطار بغداد الدولي بعد توقف مؤقت بسبب الطقس مطلع العام الحالي، فيما أدى سوء الأحوال الجوية التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، لتأجيل 1000 رحلة جوية، بحسب بيانات رسمية.
بيد أن رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن هيثم مستو أكد أن 'الطائرات صممت لتحمل كافة الظروف الجوية المختلفة التي تتعرض لها خلال مساراتها المتعددة بين دول العالم، وخاصة تلك الناجمة عن التغيرات المُناخية'.
كما وأن 'الأطقم الجوية العاملة على متن الطائرات لديهم المهارات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأجواء الجوية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك'، بحسبه.
ولفت مستو لـ'الغد' إلى أن 'الظروف الجوية التي تتعرض لها المنطقة تختلف كلياً عن تلك التي تشهدها مناطق حول العالم، سواء من ناحية انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة، إذ أنها لا تصل الى مستويات قاسية ومتطرفة'.
هذا التوصيف، على حد قوله 'ينطبق على قطاع الطيران، إذ إن الظروف الجوية المتطرفة غير المسبوقة التي تشهدها المملكة، قد يتم توصيف تأثيراتها على القطاعات الأخرى بأنها شديدة، وذات انعكاسات سلبية'.
وأشار إلى أن 'الاضطرابات الجوية التي تتعرض لها الطائرات خلال مسارات رحلاتها تندرج ضمن الإطار الطبيعي للأجواء التي تُحلق بها'.
ومن وجهة نظره، فإن 'العواصف الغبارية والثلجية، وغيرها من الظروف الجوية المتطرفة لا تشكل مصدر قلق للهيئة، أو للعاملين في قطاع الطيران بصورة عامة'.
وبين أن 'التغيرات المُناخية باتت تأثيراتها واضحة للعيان، والمجتمع الدولي يُدرك ذلك، والدليل على ذلك التعهدات المقدمة من شركات طيران في العالم للوصول الى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050'.
وتلك الخطوة ستترجم، بحسبه 'عبر تصنيع طائرات ذات محركات تستهلك وقوداً بنسب أقل من المعدلات الحالية، في ضوء التوجه الى استخدام الهيدروجين الأخضر في تشغيل الطائرة، فضلا عن الاعتماد على تصاميم هيكلية خفيفة الوزن'.
وتشير توقعات الأمم المتحدة إلى تضاعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطائرات إلى ثلاثة أضعاف بحلول 2050، إذ إن الانبعاثات الحالية تمثل ثلاثة إلى أربعة في المائة من إجمالي الانبعاثات.
وعلى المستوى الدولي شدد مستو على أن 'الحسابات المالية السنوية لشركات الطيران تدرج بندا يتعلق بالخسائر النقدية المتوقعة نتيجة تأخر، أو الغاء رحلات نتيجة الأحوال الجوية، أو لأعطال فنية، أو لإغلاق المطارات وغيرها'.
ولفت الى أن 'عدد المسافرين سيصل لـ4.5 مليار سنوياً، لذلك فإن نسب التأخر في رحلات الطيران قليلة جداً مقارنة بتلك التي لا يجري أي تغيير على مواعيدها'.
ورغم ذلك أشارت دراسات دولية إلى أن 'آلاف الطائرات تواجه فعلا اضطرابات هوائية شديدة كل عام، مكلفةً قطاع الطيران ما يصل إلى مليار دولار سنوياً بسبب حالات التأخر في مواعيد الرحلات، والأضرار الهيكلية التي تصيب الطائرة'.
ونوه مستو إلى أن 'التقنية الحديثة التي تستخدمها الطائرات في الوقت الحالي يُمكن من خلالها الاستدلال على العواصف التي قد تواجه مسار الرحلة وتفاديها، في حين أن مطار الملكة علياء يمتلك راداراً للطقس يحدد أماكن حدوث العاصفة وتزويد كل طائرة قادمة للمملكة بهذه المعلومات'.
لذلك فإن 'الطائرات تعد من وسائل النقل الأكثر أمنا في العالم في ضوء استخدام التكنولوجيات الجديدة في تصاميم هياكلها، والتي تخضع لتجارب قبيل منح الموافقات على السماح لها بالإقلاع بشكل رسمي'، تبعاً له.
ووفق سيناريوهات رسمتها مسودة تقرير البلاغات الوطني الرابع، فإن 'معدلات الغبار والعواصف الترابية، نتيجة التغيرات المناخية سيزداد تكرارها بشكل مضاعف حتى عام 2050، والتي سترفع من وتيرة الإصابة بالأمراض التنفسية، بخاصة لدى كبار السن، ومن لديهم أمراض تنفسية'.
الغد
التعليقات