ضرورة تدريس الصحة النفسية كمتطلب جامعي
- أي صحة نفسية لا تضم فريقاً متكاملاً تكون خدماتها قاصرة
دعا مستشار أول الطب النفسي ممثل الشرق الأوسط في الجمعية العالمية للأطباء النفسيين الدكتور وليد سرحان وزارة الأوقاف الى مكافحة آلاف المشعوذين المنتشرين في أنحاء المملكة لما يتسببوا به من أضرار نفسية على المواطنين.
واضاف في تصريح الى «الرأي» ان دور وزارة الأوقاف في مكافحة المشعوذين هو أساسي وله أثر فعال، حيث لا يجوز ان يبقى الحديث عن هذا الأمر على استحياء، ونحن نعلم ان عشرات آلاف المشعوذين ينتشرون بكل المملكة، ويغرقون الناس بالخرافات والأكاذيب سيما في ما يتعلق بالأمراض النفسية، ولا أحد يتصدى لهم، في الوقت الذي يستطيع فيه الواعظون وأئمة المساجد تحذير المواطنين، ونشر التوعية اللازمة المكثفة بخصوصهم، ودعوتهم للاتجاه الى الطب النفسي لعلاجهم وشفائهم.
وبين ان تطوير الصحة النفسية يقع على عاتق عدة وزارات وجهات، وهذا ما أوصى به المؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية الذي عقد الأسبوع الماضي، مشددا على ان تطوير الخدمات النفسية في المملكة يجب ان يكون بتشاركية جميع الجهات ذات العلاقة، منها وزارات الأوقاف والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية.
وقال: أثناء الجائحة وبعدها اتضح مدى الحاجةان تكون خدمات الصحة النفسية ضمن الخدمة المدرسية والإرشاد، وهذا يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، في حين ان وزارة التنمية الاجتماعية مطالبة بالتعامل مع من حصلوا على تقارير بأن لديهم إعاقة نفسية، لأن هذه الإعاقة حسب قانون ذوي الاحتياجات الخاصة تندرج ضمن الإعاقات.
ولفت سرحان الى ان اكثر من 2 مليون مواطن بالمملكة بحاجة لخدمات الصحة النفسية، «اي ان كل بيت بالأردن بحاجة لهذه الخدمات، وكلما كانت المطالبات بتحسين خدمات الصحة النفسية أكبر، كلما بدأنا بالتحدث عن المرض النفسي دون خجل وبعيدا عن الوصمة الاجتماعية التي عادة ما ترافق هؤلاء المرضى وأهاليهم».
وأشار الى ان اكثر المتأثرين نفسيا بعد كورونا هم فئات النساء والشباب والأطفال، خصوصا بعد ما ارتفعت معدلات الاضطرابات النفسية في كل العالم، والاردن، مبينا انه على مدى الجائحة كانت هناك مطالبات مستمرة بإرفاق العلاج النفسي مع البروتوكول العلاجي لكورونا، إلا انه لم يتم الالتفات لذلك،ولم تؤخذ هذه النداءات بجدية.
كما ان منظمة الصحة العالمية وفق سرحان، أعلنت في وقت سابق ان الجائحة انتهت، لكن تبعتها جائحة الصحة النفسية والإدمان والانتحار، والتي بدأت مع كورونا ولم تنته للان، وقد لا تنتهي لسنوات طويلة قادمة، نظرا لانتشار الاضطرابات والأمراض كالقلق والاكتئاب والوسواس القهري وانواع الرهاب المختلفة، والمرضى حتى اللحظة ما زالوا يعانون دون الوصول للعلاج.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية، أكد رئيسه الدكتور سرحان انه جاء كمبادرة من قسم علم النفس في الجامعة الأردنية، وكان الهدف منه جمع العاملين في كل المجالات ذات العلاقة بالصحة النفسية، نظرا للحاجة الملحة التي ابرزتها جائحة كورونا، وكشفها عن العيوب والنقص الموجود في خدمات الصحة النفسية.
وحضر المؤتمر اكثر من 500 مشارك من الأردن ودول عربية وأجنبية، وتناول كافة جوانب الصحة النفسية وعمل الفريق النفسي، وكيفية تطوير الخدمات النفسية بالمملكة، وكان هناك 150 ورقة عمل، و22 ورشة عمل، حيث كانت المرة الاولى التي يجتمع فيها جميع العاملين بالصحة النفسية بالمملكة وعلى مستوى المنطقة بمؤتمر واحد.
وعن ابرز توصيات المؤتمر، كشف سرحان بأنها تتضمن عدم القبول بالخدمات النفسية الموجودة حاليا وضرورة تطويرها، وضرورة مشاركة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والوزارات والنقابات كاملة برفع مستوى الصحة النفسية، بحيث تكون من أولويات وزارة الصحة، كذلك تحسين المناهج وتدريس الصحة النفسية فيها كمتطلب جامعي، وتطوير برامج جديدة، وفتح مراكز للعلوم النفسية العصبية، كما هو موجود في كل العالم.
أما بموضوع الرعاية الصحية الأولية، بين ان المؤتمر أوصى بأهمية إنشاء المستشفيات النفسية، وتوفير الأطباء المختصين والعيادات الاستشارية، وقبل ذلك الوصول لمراكز الرعاية الصحية الاولية، وتدريب العاملين بها، وان يكون هناك فريق نفسي متكامل من أطباء وممرضين نفسيين، وباحثين اجتماعيين وعلم نفس، وتأهيل وعلاج وظيفي، فأي صحة نفسية تقدم دون هذا الفريق تكون ناقصة، علما ان الخدمات المقدمة حاليا تقوم على فرد وليس فريق، وهذا ما يجب تغييره.
وأكد سرحان ان المؤتمر سيعقد كل عامين، تحت مظلة الجامعة الأردنية، وسيستمر في متابعة التوصيات الى المؤتمر القادم والتأكد من تحقيقها على أرض الواقع، وتحويلها الى خطط عمل منفذة.
(سائدة السيد - الرأي)
ضرورة تدريس الصحة النفسية كمتطلب جامعي
- أي صحة نفسية لا تضم فريقاً متكاملاً تكون خدماتها قاصرة
دعا مستشار أول الطب النفسي ممثل الشرق الأوسط في الجمعية العالمية للأطباء النفسيين الدكتور وليد سرحان وزارة الأوقاف الى مكافحة آلاف المشعوذين المنتشرين في أنحاء المملكة لما يتسببوا به من أضرار نفسية على المواطنين.
واضاف في تصريح الى «الرأي» ان دور وزارة الأوقاف في مكافحة المشعوذين هو أساسي وله أثر فعال، حيث لا يجوز ان يبقى الحديث عن هذا الأمر على استحياء، ونحن نعلم ان عشرات آلاف المشعوذين ينتشرون بكل المملكة، ويغرقون الناس بالخرافات والأكاذيب سيما في ما يتعلق بالأمراض النفسية، ولا أحد يتصدى لهم، في الوقت الذي يستطيع فيه الواعظون وأئمة المساجد تحذير المواطنين، ونشر التوعية اللازمة المكثفة بخصوصهم، ودعوتهم للاتجاه الى الطب النفسي لعلاجهم وشفائهم.
وبين ان تطوير الصحة النفسية يقع على عاتق عدة وزارات وجهات، وهذا ما أوصى به المؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية الذي عقد الأسبوع الماضي، مشددا على ان تطوير الخدمات النفسية في المملكة يجب ان يكون بتشاركية جميع الجهات ذات العلاقة، منها وزارات الأوقاف والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية.
وقال: أثناء الجائحة وبعدها اتضح مدى الحاجةان تكون خدمات الصحة النفسية ضمن الخدمة المدرسية والإرشاد، وهذا يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، في حين ان وزارة التنمية الاجتماعية مطالبة بالتعامل مع من حصلوا على تقارير بأن لديهم إعاقة نفسية، لأن هذه الإعاقة حسب قانون ذوي الاحتياجات الخاصة تندرج ضمن الإعاقات.
ولفت سرحان الى ان اكثر من 2 مليون مواطن بالمملكة بحاجة لخدمات الصحة النفسية، «اي ان كل بيت بالأردن بحاجة لهذه الخدمات، وكلما كانت المطالبات بتحسين خدمات الصحة النفسية أكبر، كلما بدأنا بالتحدث عن المرض النفسي دون خجل وبعيدا عن الوصمة الاجتماعية التي عادة ما ترافق هؤلاء المرضى وأهاليهم».
وأشار الى ان اكثر المتأثرين نفسيا بعد كورونا هم فئات النساء والشباب والأطفال، خصوصا بعد ما ارتفعت معدلات الاضطرابات النفسية في كل العالم، والاردن، مبينا انه على مدى الجائحة كانت هناك مطالبات مستمرة بإرفاق العلاج النفسي مع البروتوكول العلاجي لكورونا، إلا انه لم يتم الالتفات لذلك،ولم تؤخذ هذه النداءات بجدية.
كما ان منظمة الصحة العالمية وفق سرحان، أعلنت في وقت سابق ان الجائحة انتهت، لكن تبعتها جائحة الصحة النفسية والإدمان والانتحار، والتي بدأت مع كورونا ولم تنته للان، وقد لا تنتهي لسنوات طويلة قادمة، نظرا لانتشار الاضطرابات والأمراض كالقلق والاكتئاب والوسواس القهري وانواع الرهاب المختلفة، والمرضى حتى اللحظة ما زالوا يعانون دون الوصول للعلاج.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية، أكد رئيسه الدكتور سرحان انه جاء كمبادرة من قسم علم النفس في الجامعة الأردنية، وكان الهدف منه جمع العاملين في كل المجالات ذات العلاقة بالصحة النفسية، نظرا للحاجة الملحة التي ابرزتها جائحة كورونا، وكشفها عن العيوب والنقص الموجود في خدمات الصحة النفسية.
وحضر المؤتمر اكثر من 500 مشارك من الأردن ودول عربية وأجنبية، وتناول كافة جوانب الصحة النفسية وعمل الفريق النفسي، وكيفية تطوير الخدمات النفسية بالمملكة، وكان هناك 150 ورقة عمل، و22 ورشة عمل، حيث كانت المرة الاولى التي يجتمع فيها جميع العاملين بالصحة النفسية بالمملكة وعلى مستوى المنطقة بمؤتمر واحد.
وعن ابرز توصيات المؤتمر، كشف سرحان بأنها تتضمن عدم القبول بالخدمات النفسية الموجودة حاليا وضرورة تطويرها، وضرورة مشاركة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والوزارات والنقابات كاملة برفع مستوى الصحة النفسية، بحيث تكون من أولويات وزارة الصحة، كذلك تحسين المناهج وتدريس الصحة النفسية فيها كمتطلب جامعي، وتطوير برامج جديدة، وفتح مراكز للعلوم النفسية العصبية، كما هو موجود في كل العالم.
أما بموضوع الرعاية الصحية الأولية، بين ان المؤتمر أوصى بأهمية إنشاء المستشفيات النفسية، وتوفير الأطباء المختصين والعيادات الاستشارية، وقبل ذلك الوصول لمراكز الرعاية الصحية الاولية، وتدريب العاملين بها، وان يكون هناك فريق نفسي متكامل من أطباء وممرضين نفسيين، وباحثين اجتماعيين وعلم نفس، وتأهيل وعلاج وظيفي، فأي صحة نفسية تقدم دون هذا الفريق تكون ناقصة، علما ان الخدمات المقدمة حاليا تقوم على فرد وليس فريق، وهذا ما يجب تغييره.
وأكد سرحان ان المؤتمر سيعقد كل عامين، تحت مظلة الجامعة الأردنية، وسيستمر في متابعة التوصيات الى المؤتمر القادم والتأكد من تحقيقها على أرض الواقع، وتحويلها الى خطط عمل منفذة.
(سائدة السيد - الرأي)
ضرورة تدريس الصحة النفسية كمتطلب جامعي
- أي صحة نفسية لا تضم فريقاً متكاملاً تكون خدماتها قاصرة
دعا مستشار أول الطب النفسي ممثل الشرق الأوسط في الجمعية العالمية للأطباء النفسيين الدكتور وليد سرحان وزارة الأوقاف الى مكافحة آلاف المشعوذين المنتشرين في أنحاء المملكة لما يتسببوا به من أضرار نفسية على المواطنين.
واضاف في تصريح الى «الرأي» ان دور وزارة الأوقاف في مكافحة المشعوذين هو أساسي وله أثر فعال، حيث لا يجوز ان يبقى الحديث عن هذا الأمر على استحياء، ونحن نعلم ان عشرات آلاف المشعوذين ينتشرون بكل المملكة، ويغرقون الناس بالخرافات والأكاذيب سيما في ما يتعلق بالأمراض النفسية، ولا أحد يتصدى لهم، في الوقت الذي يستطيع فيه الواعظون وأئمة المساجد تحذير المواطنين، ونشر التوعية اللازمة المكثفة بخصوصهم، ودعوتهم للاتجاه الى الطب النفسي لعلاجهم وشفائهم.
وبين ان تطوير الصحة النفسية يقع على عاتق عدة وزارات وجهات، وهذا ما أوصى به المؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية الذي عقد الأسبوع الماضي، مشددا على ان تطوير الخدمات النفسية في المملكة يجب ان يكون بتشاركية جميع الجهات ذات العلاقة، منها وزارات الأوقاف والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية.
وقال: أثناء الجائحة وبعدها اتضح مدى الحاجةان تكون خدمات الصحة النفسية ضمن الخدمة المدرسية والإرشاد، وهذا يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، في حين ان وزارة التنمية الاجتماعية مطالبة بالتعامل مع من حصلوا على تقارير بأن لديهم إعاقة نفسية، لأن هذه الإعاقة حسب قانون ذوي الاحتياجات الخاصة تندرج ضمن الإعاقات.
ولفت سرحان الى ان اكثر من 2 مليون مواطن بالمملكة بحاجة لخدمات الصحة النفسية، «اي ان كل بيت بالأردن بحاجة لهذه الخدمات، وكلما كانت المطالبات بتحسين خدمات الصحة النفسية أكبر، كلما بدأنا بالتحدث عن المرض النفسي دون خجل وبعيدا عن الوصمة الاجتماعية التي عادة ما ترافق هؤلاء المرضى وأهاليهم».
وأشار الى ان اكثر المتأثرين نفسيا بعد كورونا هم فئات النساء والشباب والأطفال، خصوصا بعد ما ارتفعت معدلات الاضطرابات النفسية في كل العالم، والاردن، مبينا انه على مدى الجائحة كانت هناك مطالبات مستمرة بإرفاق العلاج النفسي مع البروتوكول العلاجي لكورونا، إلا انه لم يتم الالتفات لذلك،ولم تؤخذ هذه النداءات بجدية.
كما ان منظمة الصحة العالمية وفق سرحان، أعلنت في وقت سابق ان الجائحة انتهت، لكن تبعتها جائحة الصحة النفسية والإدمان والانتحار، والتي بدأت مع كورونا ولم تنته للان، وقد لا تنتهي لسنوات طويلة قادمة، نظرا لانتشار الاضطرابات والأمراض كالقلق والاكتئاب والوسواس القهري وانواع الرهاب المختلفة، والمرضى حتى اللحظة ما زالوا يعانون دون الوصول للعلاج.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية، أكد رئيسه الدكتور سرحان انه جاء كمبادرة من قسم علم النفس في الجامعة الأردنية، وكان الهدف منه جمع العاملين في كل المجالات ذات العلاقة بالصحة النفسية، نظرا للحاجة الملحة التي ابرزتها جائحة كورونا، وكشفها عن العيوب والنقص الموجود في خدمات الصحة النفسية.
وحضر المؤتمر اكثر من 500 مشارك من الأردن ودول عربية وأجنبية، وتناول كافة جوانب الصحة النفسية وعمل الفريق النفسي، وكيفية تطوير الخدمات النفسية بالمملكة، وكان هناك 150 ورقة عمل، و22 ورشة عمل، حيث كانت المرة الاولى التي يجتمع فيها جميع العاملين بالصحة النفسية بالمملكة وعلى مستوى المنطقة بمؤتمر واحد.
وعن ابرز توصيات المؤتمر، كشف سرحان بأنها تتضمن عدم القبول بالخدمات النفسية الموجودة حاليا وضرورة تطويرها، وضرورة مشاركة الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والوزارات والنقابات كاملة برفع مستوى الصحة النفسية، بحيث تكون من أولويات وزارة الصحة، كذلك تحسين المناهج وتدريس الصحة النفسية فيها كمتطلب جامعي، وتطوير برامج جديدة، وفتح مراكز للعلوم النفسية العصبية، كما هو موجود في كل العالم.
أما بموضوع الرعاية الصحية الأولية، بين ان المؤتمر أوصى بأهمية إنشاء المستشفيات النفسية، وتوفير الأطباء المختصين والعيادات الاستشارية، وقبل ذلك الوصول لمراكز الرعاية الصحية الاولية، وتدريب العاملين بها، وان يكون هناك فريق نفسي متكامل من أطباء وممرضين نفسيين، وباحثين اجتماعيين وعلم نفس، وتأهيل وعلاج وظيفي، فأي صحة نفسية تقدم دون هذا الفريق تكون ناقصة، علما ان الخدمات المقدمة حاليا تقوم على فرد وليس فريق، وهذا ما يجب تغييره.
وأكد سرحان ان المؤتمر سيعقد كل عامين، تحت مظلة الجامعة الأردنية، وسيستمر في متابعة التوصيات الى المؤتمر القادم والتأكد من تحقيقها على أرض الواقع، وتحويلها الى خطط عمل منفذة.
(سائدة السيد - الرأي)
التعليقات