أثناء دراسة نهر بيترمان الجليدي في غرينلاند أظهرت صور الأقمار الصناعية أن خط الهبوط -وهي قاعدة النهر الجليدي في المنطقة الموشكة على الانفصال عن اليابسة- تتقدم وتتراجع تحت تأثير المد والجزر.
ووفقا للبيان الصحفي الصادر عن جامعة كاليفورنيا، إيرفين (UCI) والذي نُشر في 8 مايو/أيار الجاري صرح الباحث إنريكو تشيراتشي قائد فريق الدراسة بأنه بسبب المد والجزر يتحرك خط الهبوط تارة مقتربا وتارة مبتعدا عن اليابسة مسافة كبيرة تتراوح بين 2 و6 كيلومترات.
وأثناء هذه الحركة تحتك مياه المحيط الدافئة بمنطقة الهبوط وتتوغل فيها وتسبب تآكلها، ونتج عن ذلك تكوين تجويف ارتفاعه 204 أمتار في قاعدة النهر الجليدي، حسب ما أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية 'بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس' (PNAS) بتاريخ 8 مايو/أيار 2023.
الأنهار الجليدية وتآكلها
النهر الجليدي كتلة جليدية تتحرك ببطء فوق سطح الأرض بتأثير الجاذبية الأرضية، وعلى عكس المتوقع فهي لا توجد فقط في القطبين وإنما على خطوط عرضية أخرى، فهي توجد مثلا على خط الاستواء، ولكن على قمم الجبال (في الإكوادور وكينيا وأوغندا).
وتحمل القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) أكبر كتلة جليدية على سطح الأرض، بينما جزيرة غرينلاند تحمل ثاني أكبر كتلة جليدية، وتخزن هاتان الكتلتان ثلثي الماء العذب على سطح الأرض.
وتحت تأثير الاحتباس الحراري ينصهر الجليد على سطح الكوكب بمعدلات متفاوتة، فتتآكل كتلة أنتاركتيكا الضخمة بمعدل 150 مليار طن في السنة، في حين يتآكل جليد غرينلاند بمعدل 270 مليار طن في السنة.
وبالطبع فإن معدل انصهار كهذا لن يكون هين الأثر على الكوكب، إذ هو مسؤول عن ثلث معدل ارتفاع مستوى سطح البحر، في حين يتسبب تمدد مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة الحرارة في ثلثي الارتفاع.
وخطورة هذا التغيير ليست فقط في تهديد وجود التجمعات البشرية التي تقطن السواحل (900 مليون إنسان) وإنما تهديد الأمن الغذائي بإغراق الدلتا الخصبة للأنهار، ولن تكون قارة بمعزل عن هذه التحديات.
إعادة النظر في الحسابات
كان معلوما لدى العلماء أن خطوط الهبوط لا تتحرك بتأثير المد والجزر ولا تتآكل بفعل مياه المحيط، لذلك لم تكن هذه الظاهرة مأخوذة بالحسبان في معادلات حساب مستوى ارتفاع سطح البحر، فحين أظهرت الأقمار الصناعية عكس ذلك رأى العلماء أهمية إعادة النظر فيما كان معلوما لديهم.
وقد أظهرت الدراسة أن مياه المحيط تتفاعل مع قاعدة نهر بيترمان الجليدي بشكل لم يكن معروفا من قبل، إذ تتوغل في منطقة الهبوط عن طريق مرورها في قنوات موجودة في جليد قاعدة النهر، فيتآكل الجليد وتكون منطقة الهبوط أكثر المناطق تأثرا.
ويرى الباحث إيريك ريجنوت المشارك في الدراسة أن هذه النتائج تعني أن الأنهار الجليدية حساسة أكثر مما كان معلوما للاحتباس الحراري وتنصهر بمعدل أسرع وتسبب ارتفاع سطح البحر بمعدل يبلغ ضعف ما كان مقدرا من قبل، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على نهر بيترمان إنما تحدث في كل الأنهار الجليدية التي تصب في المحيط، وهي تشمل معظم أنهار شمال غرينلاند وكل أنهار أنتاركتيكا.
ويضيف ريجنوت أن غرينلاند فقدت مليارات الأطنان من الجليد في العقود القليلة الماضية، وسبب معظم الفقد كان ارتفاع درجة حرارة المحيط، ما يؤدي إلى انصهار مقدمة النهر التي تصب في الماء، وهذا يقلل المقاومة التي تمنع باقي جليد النهر الذي ما زال على اليابسة من أن ينزلق في المحيط، فينزلق بسرعة أكبر ويفقد النهر كتلا جليدية كبيرة.
ويستقبل المجتمع العلمي نتائج مثل هذه الدراسات بقلق بالغ إذ تشير إلى أن هناك جوانب خفية وعوامل لم تكن في الحسبان تتحكم في ظواهر بأهمية تآكل كتل الجليد الهائلة، وهذا يستوجب إجراء مزيد من الدراسات لحصر كل العوامل ذات التأثير. وفي نفس الوقت تتضح أهمية تنظيم الأنشطة البشرية التي تسبب الاحتباس الحراري، إذ هي بداية الطريق لمنع التأثيرات المدمرة التي يسببها على كل الكوكب.
أثناء دراسة نهر بيترمان الجليدي في غرينلاند أظهرت صور الأقمار الصناعية أن خط الهبوط -وهي قاعدة النهر الجليدي في المنطقة الموشكة على الانفصال عن اليابسة- تتقدم وتتراجع تحت تأثير المد والجزر.
ووفقا للبيان الصحفي الصادر عن جامعة كاليفورنيا، إيرفين (UCI) والذي نُشر في 8 مايو/أيار الجاري صرح الباحث إنريكو تشيراتشي قائد فريق الدراسة بأنه بسبب المد والجزر يتحرك خط الهبوط تارة مقتربا وتارة مبتعدا عن اليابسة مسافة كبيرة تتراوح بين 2 و6 كيلومترات.
وأثناء هذه الحركة تحتك مياه المحيط الدافئة بمنطقة الهبوط وتتوغل فيها وتسبب تآكلها، ونتج عن ذلك تكوين تجويف ارتفاعه 204 أمتار في قاعدة النهر الجليدي، حسب ما أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية 'بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس' (PNAS) بتاريخ 8 مايو/أيار 2023.
الأنهار الجليدية وتآكلها
النهر الجليدي كتلة جليدية تتحرك ببطء فوق سطح الأرض بتأثير الجاذبية الأرضية، وعلى عكس المتوقع فهي لا توجد فقط في القطبين وإنما على خطوط عرضية أخرى، فهي توجد مثلا على خط الاستواء، ولكن على قمم الجبال (في الإكوادور وكينيا وأوغندا).
وتحمل القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) أكبر كتلة جليدية على سطح الأرض، بينما جزيرة غرينلاند تحمل ثاني أكبر كتلة جليدية، وتخزن هاتان الكتلتان ثلثي الماء العذب على سطح الأرض.
وتحت تأثير الاحتباس الحراري ينصهر الجليد على سطح الكوكب بمعدلات متفاوتة، فتتآكل كتلة أنتاركتيكا الضخمة بمعدل 150 مليار طن في السنة، في حين يتآكل جليد غرينلاند بمعدل 270 مليار طن في السنة.
وبالطبع فإن معدل انصهار كهذا لن يكون هين الأثر على الكوكب، إذ هو مسؤول عن ثلث معدل ارتفاع مستوى سطح البحر، في حين يتسبب تمدد مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة الحرارة في ثلثي الارتفاع.
وخطورة هذا التغيير ليست فقط في تهديد وجود التجمعات البشرية التي تقطن السواحل (900 مليون إنسان) وإنما تهديد الأمن الغذائي بإغراق الدلتا الخصبة للأنهار، ولن تكون قارة بمعزل عن هذه التحديات.
إعادة النظر في الحسابات
كان معلوما لدى العلماء أن خطوط الهبوط لا تتحرك بتأثير المد والجزر ولا تتآكل بفعل مياه المحيط، لذلك لم تكن هذه الظاهرة مأخوذة بالحسبان في معادلات حساب مستوى ارتفاع سطح البحر، فحين أظهرت الأقمار الصناعية عكس ذلك رأى العلماء أهمية إعادة النظر فيما كان معلوما لديهم.
وقد أظهرت الدراسة أن مياه المحيط تتفاعل مع قاعدة نهر بيترمان الجليدي بشكل لم يكن معروفا من قبل، إذ تتوغل في منطقة الهبوط عن طريق مرورها في قنوات موجودة في جليد قاعدة النهر، فيتآكل الجليد وتكون منطقة الهبوط أكثر المناطق تأثرا.
ويرى الباحث إيريك ريجنوت المشارك في الدراسة أن هذه النتائج تعني أن الأنهار الجليدية حساسة أكثر مما كان معلوما للاحتباس الحراري وتنصهر بمعدل أسرع وتسبب ارتفاع سطح البحر بمعدل يبلغ ضعف ما كان مقدرا من قبل، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على نهر بيترمان إنما تحدث في كل الأنهار الجليدية التي تصب في المحيط، وهي تشمل معظم أنهار شمال غرينلاند وكل أنهار أنتاركتيكا.
ويضيف ريجنوت أن غرينلاند فقدت مليارات الأطنان من الجليد في العقود القليلة الماضية، وسبب معظم الفقد كان ارتفاع درجة حرارة المحيط، ما يؤدي إلى انصهار مقدمة النهر التي تصب في الماء، وهذا يقلل المقاومة التي تمنع باقي جليد النهر الذي ما زال على اليابسة من أن ينزلق في المحيط، فينزلق بسرعة أكبر ويفقد النهر كتلا جليدية كبيرة.
ويستقبل المجتمع العلمي نتائج مثل هذه الدراسات بقلق بالغ إذ تشير إلى أن هناك جوانب خفية وعوامل لم تكن في الحسبان تتحكم في ظواهر بأهمية تآكل كتل الجليد الهائلة، وهذا يستوجب إجراء مزيد من الدراسات لحصر كل العوامل ذات التأثير. وفي نفس الوقت تتضح أهمية تنظيم الأنشطة البشرية التي تسبب الاحتباس الحراري، إذ هي بداية الطريق لمنع التأثيرات المدمرة التي يسببها على كل الكوكب.
أثناء دراسة نهر بيترمان الجليدي في غرينلاند أظهرت صور الأقمار الصناعية أن خط الهبوط -وهي قاعدة النهر الجليدي في المنطقة الموشكة على الانفصال عن اليابسة- تتقدم وتتراجع تحت تأثير المد والجزر.
ووفقا للبيان الصحفي الصادر عن جامعة كاليفورنيا، إيرفين (UCI) والذي نُشر في 8 مايو/أيار الجاري صرح الباحث إنريكو تشيراتشي قائد فريق الدراسة بأنه بسبب المد والجزر يتحرك خط الهبوط تارة مقتربا وتارة مبتعدا عن اليابسة مسافة كبيرة تتراوح بين 2 و6 كيلومترات.
وأثناء هذه الحركة تحتك مياه المحيط الدافئة بمنطقة الهبوط وتتوغل فيها وتسبب تآكلها، ونتج عن ذلك تكوين تجويف ارتفاعه 204 أمتار في قاعدة النهر الجليدي، حسب ما أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية 'بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس' (PNAS) بتاريخ 8 مايو/أيار 2023.
الأنهار الجليدية وتآكلها
النهر الجليدي كتلة جليدية تتحرك ببطء فوق سطح الأرض بتأثير الجاذبية الأرضية، وعلى عكس المتوقع فهي لا توجد فقط في القطبين وإنما على خطوط عرضية أخرى، فهي توجد مثلا على خط الاستواء، ولكن على قمم الجبال (في الإكوادور وكينيا وأوغندا).
وتحمل القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) أكبر كتلة جليدية على سطح الأرض، بينما جزيرة غرينلاند تحمل ثاني أكبر كتلة جليدية، وتخزن هاتان الكتلتان ثلثي الماء العذب على سطح الأرض.
وتحت تأثير الاحتباس الحراري ينصهر الجليد على سطح الكوكب بمعدلات متفاوتة، فتتآكل كتلة أنتاركتيكا الضخمة بمعدل 150 مليار طن في السنة، في حين يتآكل جليد غرينلاند بمعدل 270 مليار طن في السنة.
وبالطبع فإن معدل انصهار كهذا لن يكون هين الأثر على الكوكب، إذ هو مسؤول عن ثلث معدل ارتفاع مستوى سطح البحر، في حين يتسبب تمدد مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة الحرارة في ثلثي الارتفاع.
وخطورة هذا التغيير ليست فقط في تهديد وجود التجمعات البشرية التي تقطن السواحل (900 مليون إنسان) وإنما تهديد الأمن الغذائي بإغراق الدلتا الخصبة للأنهار، ولن تكون قارة بمعزل عن هذه التحديات.
إعادة النظر في الحسابات
كان معلوما لدى العلماء أن خطوط الهبوط لا تتحرك بتأثير المد والجزر ولا تتآكل بفعل مياه المحيط، لذلك لم تكن هذه الظاهرة مأخوذة بالحسبان في معادلات حساب مستوى ارتفاع سطح البحر، فحين أظهرت الأقمار الصناعية عكس ذلك رأى العلماء أهمية إعادة النظر فيما كان معلوما لديهم.
وقد أظهرت الدراسة أن مياه المحيط تتفاعل مع قاعدة نهر بيترمان الجليدي بشكل لم يكن معروفا من قبل، إذ تتوغل في منطقة الهبوط عن طريق مرورها في قنوات موجودة في جليد قاعدة النهر، فيتآكل الجليد وتكون منطقة الهبوط أكثر المناطق تأثرا.
ويرى الباحث إيريك ريجنوت المشارك في الدراسة أن هذه النتائج تعني أن الأنهار الجليدية حساسة أكثر مما كان معلوما للاحتباس الحراري وتنصهر بمعدل أسرع وتسبب ارتفاع سطح البحر بمعدل يبلغ ضعف ما كان مقدرا من قبل، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على نهر بيترمان إنما تحدث في كل الأنهار الجليدية التي تصب في المحيط، وهي تشمل معظم أنهار شمال غرينلاند وكل أنهار أنتاركتيكا.
ويضيف ريجنوت أن غرينلاند فقدت مليارات الأطنان من الجليد في العقود القليلة الماضية، وسبب معظم الفقد كان ارتفاع درجة حرارة المحيط، ما يؤدي إلى انصهار مقدمة النهر التي تصب في الماء، وهذا يقلل المقاومة التي تمنع باقي جليد النهر الذي ما زال على اليابسة من أن ينزلق في المحيط، فينزلق بسرعة أكبر ويفقد النهر كتلا جليدية كبيرة.
ويستقبل المجتمع العلمي نتائج مثل هذه الدراسات بقلق بالغ إذ تشير إلى أن هناك جوانب خفية وعوامل لم تكن في الحسبان تتحكم في ظواهر بأهمية تآكل كتل الجليد الهائلة، وهذا يستوجب إجراء مزيد من الدراسات لحصر كل العوامل ذات التأثير. وفي نفس الوقت تتضح أهمية تنظيم الأنشطة البشرية التي تسبب الاحتباس الحراري، إذ هي بداية الطريق لمنع التأثيرات المدمرة التي يسببها على كل الكوكب.
التعليقات