فاطمة الزهراء - انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من المشاكل في المجتمع المدرسي وبين الطلبة، الأمر الذي استنكره المعلمون وإداراتهم لوجود مثل هذا النوع من المشاكل بين طلبة لم يتجاوزوا السبعة عشر عاما.
تأخذ المدارس على عاتقها التربية مع التعليم، فتقف على مشاكل الطالب وهمومه وتسعى معه لحلها إلى جانب تأهيله الدراسي، إلا أن بعض ما يجري في دهاليز المدارس يجدر الوقوف على أسبابه لتوعية المجتمع.
تقول المعلمة في مدرسة ثانوية سلمى عماد (اسم مستعار)، إن الجيل الحالي أكثر انفتاحًا على العالم من جيل سبق، مع غياب رقابة الأهل على أولادهم، أو الثقة المطلقة بهم ما يجعلهم يتمردون، مضيفةً أنهم باتوا يجدون مع الطالبات السجائر الإلكترونية وبعض الأمور التي لا يسعف الحال للحديث عنها ناهيك بالهواتف النقالة التي باتت أمرًا اعتياديًا، وهذا فساد كبير يشتد وقعه على جيل اليوم.
وذكرت أن المدرسة تحاول معالجة الأسباب واستدعاء الأهل لإبلاغهم والنقاش معهم في بعض هذه المخالفات، إلا أنهم كانوا يجدون الكثير من الأهل يردُّون بأن هذا يدخل في نمط العائلة اليومي وليس مشكلةً بحد ذاتها، وهو ما تستغربه الإدارة والمعلمون.
تسيُّب بين الطلبة
وذكر الطالب في المرحلة الإعدادية، محمد علي إن يوم الخميس من كل أسبوع عطلة لديهم، وهذا لاتفاق الطلبة على عدم الحضور وهذا ما يحدث منذ بداية العام، منوهًا إلى أنه يحاول إقناع والديه بأن الحاضرين عدد قليل لا يتجاوز خمس طلاب وبناءً عليه لا يدرسون ذلك اليوم، إلا أن أهله يرسلونه دومًا للحضور.
وأضاف أنه لا إجراء يتخذ بحق أولئك الطلبة، فقط يقوم المعلمون بتوبيخهم عند عودتهم للدوام ولا عقاب رادع يقع عليهم.
من جانبها بينت اسمهان صالح أن ابنها في المرحلة الإعدادية ويروي لها كيف يتبادل الطلبة في المدرسة حبوبًا فيما بينهم ويدفعون ثمنها، ويتكرر هذا المشهد أمامه شبه يومي، ما اضطرها للذهاب للمدرسة وتقديم شكوى أكثر من مرة، غير أنه لم يؤخذ بشكواها، على حد قولها.
وأضافت أنها قررت نقل ابنها من هذه المدرسة خوفًا عليه من الضياع، في ظل غياب المسؤولية وتحديدًا في مدارس الطلبة الذكور.
تغير القدوة عند الطلبة
وفي سياق متصل قال الخبير التربوي، الدكتور محمد أبو عمارة إن أهم أسباب تغير سلوك الطالب هي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي انتشر فيها المحتوى غير القيمي والذي يتصدره أبطال وهميون متمردون على القيم والأخلاق والمبادئ، فهذا جعل الجيل الحالي تتغير سلوكاته وتختلف طباعه واحترامه لأهله ومجتمعه.
وأضاف أن لرقابة الأسرة على الأبناء دورًا كبيرًا في تحسين سلوكياتهم وتصرفاتهم، وردعهم عن الأخطاء التي قد يقعون فيها، وهذا الدور نجده تراجع لدى العائلة، لافتًا إلى أن الأبناء يبحروف في 'سفينة بلا ربان' في هذا العالم والخطر يحدق بهم من كل جانب إن غفلوا عن الرقابة.
وذكر أن غياب القدوة وتغيرها لدى الأبناء مؤشر خطير يجب الوقوف عليه، فالطالب النجيب المحافظ على الأخلاق لم يعد نموذج الاحتذاء ويصوّر إعلاميًا على أنه 'منبوذ' وذو شخصية ضعيفة، وبات المتمرد عديم الأخلاق هو البطل الذي يحصل على الأمور عنوة هو القدوة، مضيفًا أن البعد الديني الذي كان يضبط مسار حياتنا وضمير المساءلة والشعور بالرقابة على القول والعمل يغيب عن أبناء اليوم وهذا ما أثر عليهم كذلك.
الحلول تبدأ من المناهج
ويعتقد أبو عمارة أن أول الحلول تعديل المناهج الدراسية التي تكاد تخلو منها القيم والوازع الديني، وتأهيل المعلمين ليقوموا بدور التربية ودور التعليم، وتوجيه أولياء الأمور ليتابعوا مستجدات العالم والانترنت والتطبيقات الذكية ليقوموا بدور الرقيب كلها حلول تساهم في الحد من توسع المشكلات المدرسية.
وقالت المرشدة المدرسية سمر حسين إن هذه المشكلات التي تتفاقم يومًا بعد يوم، والطلبة الذين نتعامل معهم يوميًا نجد فيهم نوعًا من الجرأة على ارتكاب الأخطاء وقوة في الرد ولا مبالاة واضحة، وذلك عند بحثه والتعرف أكثر على الطالب نجد أنه جاء من بيئة مفككة لوالدين منفصلين أو بينهم مشاكل كثيرة، أو لعائلة تتصف بهدوء الشخصيات لا تولي قضايا أبنائها اهتمامًا، وتثق بهم عمومًا دون رقابة، ويجب علينا دومًا نشر الوعي بين الآباء وتثقيف الأهل بالطرق المثلى للتربية وحل المشكلات للحد مما نراه منتشرًا في مجتمع الطلبة ومنعه من التفاقم مستقبلًا.
فاطمة الزهراء - انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من المشاكل في المجتمع المدرسي وبين الطلبة، الأمر الذي استنكره المعلمون وإداراتهم لوجود مثل هذا النوع من المشاكل بين طلبة لم يتجاوزوا السبعة عشر عاما.
تأخذ المدارس على عاتقها التربية مع التعليم، فتقف على مشاكل الطالب وهمومه وتسعى معه لحلها إلى جانب تأهيله الدراسي، إلا أن بعض ما يجري في دهاليز المدارس يجدر الوقوف على أسبابه لتوعية المجتمع.
تقول المعلمة في مدرسة ثانوية سلمى عماد (اسم مستعار)، إن الجيل الحالي أكثر انفتاحًا على العالم من جيل سبق، مع غياب رقابة الأهل على أولادهم، أو الثقة المطلقة بهم ما يجعلهم يتمردون، مضيفةً أنهم باتوا يجدون مع الطالبات السجائر الإلكترونية وبعض الأمور التي لا يسعف الحال للحديث عنها ناهيك بالهواتف النقالة التي باتت أمرًا اعتياديًا، وهذا فساد كبير يشتد وقعه على جيل اليوم.
وذكرت أن المدرسة تحاول معالجة الأسباب واستدعاء الأهل لإبلاغهم والنقاش معهم في بعض هذه المخالفات، إلا أنهم كانوا يجدون الكثير من الأهل يردُّون بأن هذا يدخل في نمط العائلة اليومي وليس مشكلةً بحد ذاتها، وهو ما تستغربه الإدارة والمعلمون.
تسيُّب بين الطلبة
وذكر الطالب في المرحلة الإعدادية، محمد علي إن يوم الخميس من كل أسبوع عطلة لديهم، وهذا لاتفاق الطلبة على عدم الحضور وهذا ما يحدث منذ بداية العام، منوهًا إلى أنه يحاول إقناع والديه بأن الحاضرين عدد قليل لا يتجاوز خمس طلاب وبناءً عليه لا يدرسون ذلك اليوم، إلا أن أهله يرسلونه دومًا للحضور.
وأضاف أنه لا إجراء يتخذ بحق أولئك الطلبة، فقط يقوم المعلمون بتوبيخهم عند عودتهم للدوام ولا عقاب رادع يقع عليهم.
من جانبها بينت اسمهان صالح أن ابنها في المرحلة الإعدادية ويروي لها كيف يتبادل الطلبة في المدرسة حبوبًا فيما بينهم ويدفعون ثمنها، ويتكرر هذا المشهد أمامه شبه يومي، ما اضطرها للذهاب للمدرسة وتقديم شكوى أكثر من مرة، غير أنه لم يؤخذ بشكواها، على حد قولها.
وأضافت أنها قررت نقل ابنها من هذه المدرسة خوفًا عليه من الضياع، في ظل غياب المسؤولية وتحديدًا في مدارس الطلبة الذكور.
تغير القدوة عند الطلبة
وفي سياق متصل قال الخبير التربوي، الدكتور محمد أبو عمارة إن أهم أسباب تغير سلوك الطالب هي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي انتشر فيها المحتوى غير القيمي والذي يتصدره أبطال وهميون متمردون على القيم والأخلاق والمبادئ، فهذا جعل الجيل الحالي تتغير سلوكاته وتختلف طباعه واحترامه لأهله ومجتمعه.
وأضاف أن لرقابة الأسرة على الأبناء دورًا كبيرًا في تحسين سلوكياتهم وتصرفاتهم، وردعهم عن الأخطاء التي قد يقعون فيها، وهذا الدور نجده تراجع لدى العائلة، لافتًا إلى أن الأبناء يبحروف في 'سفينة بلا ربان' في هذا العالم والخطر يحدق بهم من كل جانب إن غفلوا عن الرقابة.
وذكر أن غياب القدوة وتغيرها لدى الأبناء مؤشر خطير يجب الوقوف عليه، فالطالب النجيب المحافظ على الأخلاق لم يعد نموذج الاحتذاء ويصوّر إعلاميًا على أنه 'منبوذ' وذو شخصية ضعيفة، وبات المتمرد عديم الأخلاق هو البطل الذي يحصل على الأمور عنوة هو القدوة، مضيفًا أن البعد الديني الذي كان يضبط مسار حياتنا وضمير المساءلة والشعور بالرقابة على القول والعمل يغيب عن أبناء اليوم وهذا ما أثر عليهم كذلك.
الحلول تبدأ من المناهج
ويعتقد أبو عمارة أن أول الحلول تعديل المناهج الدراسية التي تكاد تخلو منها القيم والوازع الديني، وتأهيل المعلمين ليقوموا بدور التربية ودور التعليم، وتوجيه أولياء الأمور ليتابعوا مستجدات العالم والانترنت والتطبيقات الذكية ليقوموا بدور الرقيب كلها حلول تساهم في الحد من توسع المشكلات المدرسية.
وقالت المرشدة المدرسية سمر حسين إن هذه المشكلات التي تتفاقم يومًا بعد يوم، والطلبة الذين نتعامل معهم يوميًا نجد فيهم نوعًا من الجرأة على ارتكاب الأخطاء وقوة في الرد ولا مبالاة واضحة، وذلك عند بحثه والتعرف أكثر على الطالب نجد أنه جاء من بيئة مفككة لوالدين منفصلين أو بينهم مشاكل كثيرة، أو لعائلة تتصف بهدوء الشخصيات لا تولي قضايا أبنائها اهتمامًا، وتثق بهم عمومًا دون رقابة، ويجب علينا دومًا نشر الوعي بين الآباء وتثقيف الأهل بالطرق المثلى للتربية وحل المشكلات للحد مما نراه منتشرًا في مجتمع الطلبة ومنعه من التفاقم مستقبلًا.
فاطمة الزهراء - انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من المشاكل في المجتمع المدرسي وبين الطلبة، الأمر الذي استنكره المعلمون وإداراتهم لوجود مثل هذا النوع من المشاكل بين طلبة لم يتجاوزوا السبعة عشر عاما.
تأخذ المدارس على عاتقها التربية مع التعليم، فتقف على مشاكل الطالب وهمومه وتسعى معه لحلها إلى جانب تأهيله الدراسي، إلا أن بعض ما يجري في دهاليز المدارس يجدر الوقوف على أسبابه لتوعية المجتمع.
تقول المعلمة في مدرسة ثانوية سلمى عماد (اسم مستعار)، إن الجيل الحالي أكثر انفتاحًا على العالم من جيل سبق، مع غياب رقابة الأهل على أولادهم، أو الثقة المطلقة بهم ما يجعلهم يتمردون، مضيفةً أنهم باتوا يجدون مع الطالبات السجائر الإلكترونية وبعض الأمور التي لا يسعف الحال للحديث عنها ناهيك بالهواتف النقالة التي باتت أمرًا اعتياديًا، وهذا فساد كبير يشتد وقعه على جيل اليوم.
وذكرت أن المدرسة تحاول معالجة الأسباب واستدعاء الأهل لإبلاغهم والنقاش معهم في بعض هذه المخالفات، إلا أنهم كانوا يجدون الكثير من الأهل يردُّون بأن هذا يدخل في نمط العائلة اليومي وليس مشكلةً بحد ذاتها، وهو ما تستغربه الإدارة والمعلمون.
تسيُّب بين الطلبة
وذكر الطالب في المرحلة الإعدادية، محمد علي إن يوم الخميس من كل أسبوع عطلة لديهم، وهذا لاتفاق الطلبة على عدم الحضور وهذا ما يحدث منذ بداية العام، منوهًا إلى أنه يحاول إقناع والديه بأن الحاضرين عدد قليل لا يتجاوز خمس طلاب وبناءً عليه لا يدرسون ذلك اليوم، إلا أن أهله يرسلونه دومًا للحضور.
وأضاف أنه لا إجراء يتخذ بحق أولئك الطلبة، فقط يقوم المعلمون بتوبيخهم عند عودتهم للدوام ولا عقاب رادع يقع عليهم.
من جانبها بينت اسمهان صالح أن ابنها في المرحلة الإعدادية ويروي لها كيف يتبادل الطلبة في المدرسة حبوبًا فيما بينهم ويدفعون ثمنها، ويتكرر هذا المشهد أمامه شبه يومي، ما اضطرها للذهاب للمدرسة وتقديم شكوى أكثر من مرة، غير أنه لم يؤخذ بشكواها، على حد قولها.
وأضافت أنها قررت نقل ابنها من هذه المدرسة خوفًا عليه من الضياع، في ظل غياب المسؤولية وتحديدًا في مدارس الطلبة الذكور.
تغير القدوة عند الطلبة
وفي سياق متصل قال الخبير التربوي، الدكتور محمد أبو عمارة إن أهم أسباب تغير سلوك الطالب هي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي انتشر فيها المحتوى غير القيمي والذي يتصدره أبطال وهميون متمردون على القيم والأخلاق والمبادئ، فهذا جعل الجيل الحالي تتغير سلوكاته وتختلف طباعه واحترامه لأهله ومجتمعه.
وأضاف أن لرقابة الأسرة على الأبناء دورًا كبيرًا في تحسين سلوكياتهم وتصرفاتهم، وردعهم عن الأخطاء التي قد يقعون فيها، وهذا الدور نجده تراجع لدى العائلة، لافتًا إلى أن الأبناء يبحروف في 'سفينة بلا ربان' في هذا العالم والخطر يحدق بهم من كل جانب إن غفلوا عن الرقابة.
وذكر أن غياب القدوة وتغيرها لدى الأبناء مؤشر خطير يجب الوقوف عليه، فالطالب النجيب المحافظ على الأخلاق لم يعد نموذج الاحتذاء ويصوّر إعلاميًا على أنه 'منبوذ' وذو شخصية ضعيفة، وبات المتمرد عديم الأخلاق هو البطل الذي يحصل على الأمور عنوة هو القدوة، مضيفًا أن البعد الديني الذي كان يضبط مسار حياتنا وضمير المساءلة والشعور بالرقابة على القول والعمل يغيب عن أبناء اليوم وهذا ما أثر عليهم كذلك.
الحلول تبدأ من المناهج
ويعتقد أبو عمارة أن أول الحلول تعديل المناهج الدراسية التي تكاد تخلو منها القيم والوازع الديني، وتأهيل المعلمين ليقوموا بدور التربية ودور التعليم، وتوجيه أولياء الأمور ليتابعوا مستجدات العالم والانترنت والتطبيقات الذكية ليقوموا بدور الرقيب كلها حلول تساهم في الحد من توسع المشكلات المدرسية.
وقالت المرشدة المدرسية سمر حسين إن هذه المشكلات التي تتفاقم يومًا بعد يوم، والطلبة الذين نتعامل معهم يوميًا نجد فيهم نوعًا من الجرأة على ارتكاب الأخطاء وقوة في الرد ولا مبالاة واضحة، وذلك عند بحثه والتعرف أكثر على الطالب نجد أنه جاء من بيئة مفككة لوالدين منفصلين أو بينهم مشاكل كثيرة، أو لعائلة تتصف بهدوء الشخصيات لا تولي قضايا أبنائها اهتمامًا، وتثق بهم عمومًا دون رقابة، ويجب علينا دومًا نشر الوعي بين الآباء وتثقيف الأهل بالطرق المثلى للتربية وحل المشكلات للحد مما نراه منتشرًا في مجتمع الطلبة ومنعه من التفاقم مستقبلًا.
التعليقات