يعدّ اختيار الأطفال لملابسهم وسيلة للتعبير عن أنفسهم، ويرى خبراء تربويون أن لذلك فوائد عدة، منها أنه يبني احترام الطفل لذاته ويساعده في الاستقلال، كما يسمح له بتنمية حسّ الأناقة لديه. وثمة أسئلة تطرحها أمهات كثيرات، هي: في أي سن يجب على الطفل انتقاء ملابسه بنفسه؟ وهل سيُحسن الاختيار؟ وهل سيتوافق ذوقه مع أذواقهن؟
ترى المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك أن على الأهل أن يتقبلوا أولًا الطبيعة النمائية للطفل، ويعزّزوا سلوك اختيار ملابس الطفل بنفسه وتجربة ما يدور في خلده، بدءًا من مرافقته إلى السوق، ومقارنة الأسعار والمفاضلة بينها.
وتقول 'هذا يعلمه الكثير، وهو جانب قد يغفل عنه الآباء أحيانًا، فهو السبيل الأول للتشاركية والتواصل بين الأهل والطفل، وفرصة لنقش ذكريات جميلة تضيء عتمة حياتهم المستقبلية وتسهم في بناء شخصية سوية تشق طريقها نحو النجاح المبدئي'.
وتضيف بورشك 'بدلًا من أن تكون الثياب هي المهمة ونخشى اتساخها، وينفر الطفل منها ولا يرغب في ارتدائها فتبقى في الخزانة مهملة، يمكن تحويلها إلى أداة إيجابية لتنشئة الطفل لتخلصه من الخجل وتزيد من اندماجه في المجتمع عندما يزهو بنفسه وباختياره فيشعر بالفخر والاعتزاز'، وترى أنه لا يوجد شيء جميل وآخر قبيح 'فهي مجرد مشاعر نحملها معنا'.
وتنصح المستشارة بورشك الأم، قائلة 'تذكري أنها مجرد ثياب وسوف تصغر عليه بعد مدة وجيزة، لذا ركّزي على تنمية قدرة انتقائه لها، فقد تجعله يحافظ عليها وينتظم في ارتدائها ويعبر عن امتنانه لأهله لغرسهم الثقة فيه من خلال حفاظهم على استقلاله، وابتعدي عن تحويلها إلى أداة نزاع وإظهار عدم الرضا حتى لا تطفو المشاعر السلبية بينكما من خلال الثياب'.
وتكمل 'حوّلوا هذه اللحظة إلى مساحة حرية للاختيار والتعبير عن الفرحة بالملابس الجديدة والمناسبة، دعوا البرعم الصغير ينمو بملابس تفرحه، وعلّموه أن ينتقي ما يناسبه وما لا يعيق حركته والتفكير بالهدف من شرائها'.
تطوير أحاسيس الطفل
يبدأ الأطفال اختيار ملابسهم الخاصة في سن الثالثة أو الرابعة، بحيث يصبحون أكثر وعيًا بتفضيلاتهم، ولديهم المهارات الحركية اللازمة لارتداء ملابسهم بأنفسهم، وفي عمر 6 أو 7 سنوات يكون لدى معظم الأطفال إحساس واضح بأسلوبهم وما يحبّون ارتداءه.
تقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولا أبو بكر 'مع نمو الأطفال، يبدأ تطوير إحساسهم الفريد بالأسلوب والتفضيلات الشخصية. وغالبًا ما يكون السماح للأطفال باختيار ملابسهم طريقة جيدة لتعزيز استقلاليتهم وإبداعهم، وشعورهم بالثقة في التعبير عن أنفسهم. ومع ذلك، يمكن أن يختلف العمر الذي يُسمح فيه للأطفال باختيار ملابسهم الخاصة، تبعًا لمستوى نضجهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات'.
وترى أبو بكر أن هذه الاستقلالية في اختيار ملابسهم تساعدهم على تطوير إحساسهم بالهوية والتعبير عن الذات، الذي بدوره يمكن أن يعزز ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لها، وتطوير مهارات اتخاذ القرار لديهم بحيث يتعلمون تقييم خياراتهم واتخاذها بناءً على تفضيلاتهم الخاصة.
آراء الطفل وتفضيلاته
تقول الدكتورة أبو بكر 'من المهم أن يدرك الأهل أن خيارات ملابس أطفالهم قد لا تتوافق دائمًا مع أذواقهم، وقد يقوم الأهل بتجاوز قرار الطفل واختيار ملابس أخرى له من دون أي توضيح، وذلك يوصِل رسالة إلى الطفل مفادها أن آراءك وتفضيلاتك ليست موضع تقدير أو احترام، وهو أمر قد يُضر بتقديره لذاته وشعوره بالاستقلال'.
بدلًا من ذلك، على الأهل محاولة التعامل مع الموقف بتعاطف وتفهّم وشرح سبب عدم ملاءمة خيارات معينة للملابس لمواقف معينة، مثل المدرسة أو الحديقة، وأن يكون الأهل على دراية بمرحلة النمو الخاصة بطفلهم، ففي مرحلة الطفولة المبكّرة يكون العناد السبب الرئيس لتصميم الطفل على اختيار ملابسه، كما تقول رولا أبو بكر التي ترى أن إعطاء الطفل حرية الاختيار بين لباسَيْن مناسبين لاختيار أحدهما يكون حلا سهلا وذكيا.
وتضيف 'في مرحلة النمو المتوسطة، يكون استقلال الطفل وشعوره بالمسؤولية الخاصة أساسا في اختياره ملابسه'.
وتنصح الأهل بقولها 'كونوا على استعداد للاستماع إلى منطق أطفالكم، ومحاولة إيجاد حل وسط يسمح لهم بالتعبير عن فرديتهم، مع أهمية التنبيه على احترام الدين والعادات والأعراف الاجتماعية، واختيار الملابس المناسبة لعمره وجنسه بعيدًا عن التقليد الأعمى للموضة'.
وتردف 'عمومًا، السماح للأطفال باختيار ملابسهم يساعد الأهل في معرفة اهتمام أطفالهم ومدى تأثرهم بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. كذلك يعد وسيلة قيّمة لدعم نموهم وتشجيعهم في التعبير عن أنفسهم، من خلال التعامل مع الموقف بالتعاطف والتفاهم والاحترام'.
فوائد اختيار الطفل ملابسه بنفسه
نشر موقع 'فاميلي إديوكيشن' (familyeducation) عددًا من الفوائد المترتبة على السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه، منها:
بناء الثقة عن طريق اختيار الملابس الخاصة: عندما يتمكّن الطفل من إتقان المشكلات والخيارات الصغيرة فإنه يشعر بالفخر، وحينئذ يبني احترامه لذاته وثقته بنفسه.
تعلم أي الألوان والأنماط وأنواع الملابس الأفضل في حياة الطفل: يعد العثور على الإحساس بالأناقة والتعبير عن شخصية الطفل من خلال 'الموضة' أمرا ممتعا للطفل الذي بدأ في استكشاف هويته.
تحسين مهارات الأطفال في حل المشكلات واتخاذ القرار: إن تقديم بعض الخيارات الصغيرة للطفل في روتينه اليومي، مثل المعطف الذي يرتديه في ذلك اليوم، يساعده في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
نصائح مهمة للأهل
وهنا، ينصح الموقع ذاته الأهل باتباع الخطوات التالية لتحقيق الفائدة القصوى من اختيار الطفل لملابسه:
أظهر لطفلك أنك تحترم آراءه: عندما يحترم أحد الوالدين أو كلاهما اختيار الطفل فإنه يتعلم بدوره أهمية الاحترام وكيفية احترام خيارات الآخرين، والأهم من ذلك أنه يتعلم أنه يستحق الاحترام في حياته.
امنح الأطفال الصغار فرصة الشعور بالسيطرة: فذلك يساعدهم على الشعور بمزيد من الراحة والثقة.
وفر الوقت في تجهيز الأطفال في الصباح: إن منح أطفالك خيار انتقاء ملابسهم سيوفر لك الوقت على المدى البعيد، فعندما يتمكّن طفلك من اختيار ملابسه لهذا اليوم فمن المرجح أن يرتدي ملابسه وأن يحافظ على جدوله الصباحي المزدحم.
الجزيرة
يعدّ اختيار الأطفال لملابسهم وسيلة للتعبير عن أنفسهم، ويرى خبراء تربويون أن لذلك فوائد عدة، منها أنه يبني احترام الطفل لذاته ويساعده في الاستقلال، كما يسمح له بتنمية حسّ الأناقة لديه. وثمة أسئلة تطرحها أمهات كثيرات، هي: في أي سن يجب على الطفل انتقاء ملابسه بنفسه؟ وهل سيُحسن الاختيار؟ وهل سيتوافق ذوقه مع أذواقهن؟
ترى المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك أن على الأهل أن يتقبلوا أولًا الطبيعة النمائية للطفل، ويعزّزوا سلوك اختيار ملابس الطفل بنفسه وتجربة ما يدور في خلده، بدءًا من مرافقته إلى السوق، ومقارنة الأسعار والمفاضلة بينها.
وتقول 'هذا يعلمه الكثير، وهو جانب قد يغفل عنه الآباء أحيانًا، فهو السبيل الأول للتشاركية والتواصل بين الأهل والطفل، وفرصة لنقش ذكريات جميلة تضيء عتمة حياتهم المستقبلية وتسهم في بناء شخصية سوية تشق طريقها نحو النجاح المبدئي'.
وتضيف بورشك 'بدلًا من أن تكون الثياب هي المهمة ونخشى اتساخها، وينفر الطفل منها ولا يرغب في ارتدائها فتبقى في الخزانة مهملة، يمكن تحويلها إلى أداة إيجابية لتنشئة الطفل لتخلصه من الخجل وتزيد من اندماجه في المجتمع عندما يزهو بنفسه وباختياره فيشعر بالفخر والاعتزاز'، وترى أنه لا يوجد شيء جميل وآخر قبيح 'فهي مجرد مشاعر نحملها معنا'.
وتنصح المستشارة بورشك الأم، قائلة 'تذكري أنها مجرد ثياب وسوف تصغر عليه بعد مدة وجيزة، لذا ركّزي على تنمية قدرة انتقائه لها، فقد تجعله يحافظ عليها وينتظم في ارتدائها ويعبر عن امتنانه لأهله لغرسهم الثقة فيه من خلال حفاظهم على استقلاله، وابتعدي عن تحويلها إلى أداة نزاع وإظهار عدم الرضا حتى لا تطفو المشاعر السلبية بينكما من خلال الثياب'.
وتكمل 'حوّلوا هذه اللحظة إلى مساحة حرية للاختيار والتعبير عن الفرحة بالملابس الجديدة والمناسبة، دعوا البرعم الصغير ينمو بملابس تفرحه، وعلّموه أن ينتقي ما يناسبه وما لا يعيق حركته والتفكير بالهدف من شرائها'.
تطوير أحاسيس الطفل
يبدأ الأطفال اختيار ملابسهم الخاصة في سن الثالثة أو الرابعة، بحيث يصبحون أكثر وعيًا بتفضيلاتهم، ولديهم المهارات الحركية اللازمة لارتداء ملابسهم بأنفسهم، وفي عمر 6 أو 7 سنوات يكون لدى معظم الأطفال إحساس واضح بأسلوبهم وما يحبّون ارتداءه.
تقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولا أبو بكر 'مع نمو الأطفال، يبدأ تطوير إحساسهم الفريد بالأسلوب والتفضيلات الشخصية. وغالبًا ما يكون السماح للأطفال باختيار ملابسهم طريقة جيدة لتعزيز استقلاليتهم وإبداعهم، وشعورهم بالثقة في التعبير عن أنفسهم. ومع ذلك، يمكن أن يختلف العمر الذي يُسمح فيه للأطفال باختيار ملابسهم الخاصة، تبعًا لمستوى نضجهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات'.
وترى أبو بكر أن هذه الاستقلالية في اختيار ملابسهم تساعدهم على تطوير إحساسهم بالهوية والتعبير عن الذات، الذي بدوره يمكن أن يعزز ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لها، وتطوير مهارات اتخاذ القرار لديهم بحيث يتعلمون تقييم خياراتهم واتخاذها بناءً على تفضيلاتهم الخاصة.
آراء الطفل وتفضيلاته
تقول الدكتورة أبو بكر 'من المهم أن يدرك الأهل أن خيارات ملابس أطفالهم قد لا تتوافق دائمًا مع أذواقهم، وقد يقوم الأهل بتجاوز قرار الطفل واختيار ملابس أخرى له من دون أي توضيح، وذلك يوصِل رسالة إلى الطفل مفادها أن آراءك وتفضيلاتك ليست موضع تقدير أو احترام، وهو أمر قد يُضر بتقديره لذاته وشعوره بالاستقلال'.
بدلًا من ذلك، على الأهل محاولة التعامل مع الموقف بتعاطف وتفهّم وشرح سبب عدم ملاءمة خيارات معينة للملابس لمواقف معينة، مثل المدرسة أو الحديقة، وأن يكون الأهل على دراية بمرحلة النمو الخاصة بطفلهم، ففي مرحلة الطفولة المبكّرة يكون العناد السبب الرئيس لتصميم الطفل على اختيار ملابسه، كما تقول رولا أبو بكر التي ترى أن إعطاء الطفل حرية الاختيار بين لباسَيْن مناسبين لاختيار أحدهما يكون حلا سهلا وذكيا.
وتضيف 'في مرحلة النمو المتوسطة، يكون استقلال الطفل وشعوره بالمسؤولية الخاصة أساسا في اختياره ملابسه'.
وتنصح الأهل بقولها 'كونوا على استعداد للاستماع إلى منطق أطفالكم، ومحاولة إيجاد حل وسط يسمح لهم بالتعبير عن فرديتهم، مع أهمية التنبيه على احترام الدين والعادات والأعراف الاجتماعية، واختيار الملابس المناسبة لعمره وجنسه بعيدًا عن التقليد الأعمى للموضة'.
وتردف 'عمومًا، السماح للأطفال باختيار ملابسهم يساعد الأهل في معرفة اهتمام أطفالهم ومدى تأثرهم بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. كذلك يعد وسيلة قيّمة لدعم نموهم وتشجيعهم في التعبير عن أنفسهم، من خلال التعامل مع الموقف بالتعاطف والتفاهم والاحترام'.
فوائد اختيار الطفل ملابسه بنفسه
نشر موقع 'فاميلي إديوكيشن' (familyeducation) عددًا من الفوائد المترتبة على السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه، منها:
بناء الثقة عن طريق اختيار الملابس الخاصة: عندما يتمكّن الطفل من إتقان المشكلات والخيارات الصغيرة فإنه يشعر بالفخر، وحينئذ يبني احترامه لذاته وثقته بنفسه.
تعلم أي الألوان والأنماط وأنواع الملابس الأفضل في حياة الطفل: يعد العثور على الإحساس بالأناقة والتعبير عن شخصية الطفل من خلال 'الموضة' أمرا ممتعا للطفل الذي بدأ في استكشاف هويته.
تحسين مهارات الأطفال في حل المشكلات واتخاذ القرار: إن تقديم بعض الخيارات الصغيرة للطفل في روتينه اليومي، مثل المعطف الذي يرتديه في ذلك اليوم، يساعده في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
نصائح مهمة للأهل
وهنا، ينصح الموقع ذاته الأهل باتباع الخطوات التالية لتحقيق الفائدة القصوى من اختيار الطفل لملابسه:
أظهر لطفلك أنك تحترم آراءه: عندما يحترم أحد الوالدين أو كلاهما اختيار الطفل فإنه يتعلم بدوره أهمية الاحترام وكيفية احترام خيارات الآخرين، والأهم من ذلك أنه يتعلم أنه يستحق الاحترام في حياته.
امنح الأطفال الصغار فرصة الشعور بالسيطرة: فذلك يساعدهم على الشعور بمزيد من الراحة والثقة.
وفر الوقت في تجهيز الأطفال في الصباح: إن منح أطفالك خيار انتقاء ملابسهم سيوفر لك الوقت على المدى البعيد، فعندما يتمكّن طفلك من اختيار ملابسه لهذا اليوم فمن المرجح أن يرتدي ملابسه وأن يحافظ على جدوله الصباحي المزدحم.
الجزيرة
يعدّ اختيار الأطفال لملابسهم وسيلة للتعبير عن أنفسهم، ويرى خبراء تربويون أن لذلك فوائد عدة، منها أنه يبني احترام الطفل لذاته ويساعده في الاستقلال، كما يسمح له بتنمية حسّ الأناقة لديه. وثمة أسئلة تطرحها أمهات كثيرات، هي: في أي سن يجب على الطفل انتقاء ملابسه بنفسه؟ وهل سيُحسن الاختيار؟ وهل سيتوافق ذوقه مع أذواقهن؟
ترى المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك أن على الأهل أن يتقبلوا أولًا الطبيعة النمائية للطفل، ويعزّزوا سلوك اختيار ملابس الطفل بنفسه وتجربة ما يدور في خلده، بدءًا من مرافقته إلى السوق، ومقارنة الأسعار والمفاضلة بينها.
وتقول 'هذا يعلمه الكثير، وهو جانب قد يغفل عنه الآباء أحيانًا، فهو السبيل الأول للتشاركية والتواصل بين الأهل والطفل، وفرصة لنقش ذكريات جميلة تضيء عتمة حياتهم المستقبلية وتسهم في بناء شخصية سوية تشق طريقها نحو النجاح المبدئي'.
وتضيف بورشك 'بدلًا من أن تكون الثياب هي المهمة ونخشى اتساخها، وينفر الطفل منها ولا يرغب في ارتدائها فتبقى في الخزانة مهملة، يمكن تحويلها إلى أداة إيجابية لتنشئة الطفل لتخلصه من الخجل وتزيد من اندماجه في المجتمع عندما يزهو بنفسه وباختياره فيشعر بالفخر والاعتزاز'، وترى أنه لا يوجد شيء جميل وآخر قبيح 'فهي مجرد مشاعر نحملها معنا'.
وتنصح المستشارة بورشك الأم، قائلة 'تذكري أنها مجرد ثياب وسوف تصغر عليه بعد مدة وجيزة، لذا ركّزي على تنمية قدرة انتقائه لها، فقد تجعله يحافظ عليها وينتظم في ارتدائها ويعبر عن امتنانه لأهله لغرسهم الثقة فيه من خلال حفاظهم على استقلاله، وابتعدي عن تحويلها إلى أداة نزاع وإظهار عدم الرضا حتى لا تطفو المشاعر السلبية بينكما من خلال الثياب'.
وتكمل 'حوّلوا هذه اللحظة إلى مساحة حرية للاختيار والتعبير عن الفرحة بالملابس الجديدة والمناسبة، دعوا البرعم الصغير ينمو بملابس تفرحه، وعلّموه أن ينتقي ما يناسبه وما لا يعيق حركته والتفكير بالهدف من شرائها'.
تطوير أحاسيس الطفل
يبدأ الأطفال اختيار ملابسهم الخاصة في سن الثالثة أو الرابعة، بحيث يصبحون أكثر وعيًا بتفضيلاتهم، ولديهم المهارات الحركية اللازمة لارتداء ملابسهم بأنفسهم، وفي عمر 6 أو 7 سنوات يكون لدى معظم الأطفال إحساس واضح بأسلوبهم وما يحبّون ارتداءه.
تقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولا أبو بكر 'مع نمو الأطفال، يبدأ تطوير إحساسهم الفريد بالأسلوب والتفضيلات الشخصية. وغالبًا ما يكون السماح للأطفال باختيار ملابسهم طريقة جيدة لتعزيز استقلاليتهم وإبداعهم، وشعورهم بالثقة في التعبير عن أنفسهم. ومع ذلك، يمكن أن يختلف العمر الذي يُسمح فيه للأطفال باختيار ملابسهم الخاصة، تبعًا لمستوى نضجهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات'.
وترى أبو بكر أن هذه الاستقلالية في اختيار ملابسهم تساعدهم على تطوير إحساسهم بالهوية والتعبير عن الذات، الذي بدوره يمكن أن يعزز ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لها، وتطوير مهارات اتخاذ القرار لديهم بحيث يتعلمون تقييم خياراتهم واتخاذها بناءً على تفضيلاتهم الخاصة.
آراء الطفل وتفضيلاته
تقول الدكتورة أبو بكر 'من المهم أن يدرك الأهل أن خيارات ملابس أطفالهم قد لا تتوافق دائمًا مع أذواقهم، وقد يقوم الأهل بتجاوز قرار الطفل واختيار ملابس أخرى له من دون أي توضيح، وذلك يوصِل رسالة إلى الطفل مفادها أن آراءك وتفضيلاتك ليست موضع تقدير أو احترام، وهو أمر قد يُضر بتقديره لذاته وشعوره بالاستقلال'.
بدلًا من ذلك، على الأهل محاولة التعامل مع الموقف بتعاطف وتفهّم وشرح سبب عدم ملاءمة خيارات معينة للملابس لمواقف معينة، مثل المدرسة أو الحديقة، وأن يكون الأهل على دراية بمرحلة النمو الخاصة بطفلهم، ففي مرحلة الطفولة المبكّرة يكون العناد السبب الرئيس لتصميم الطفل على اختيار ملابسه، كما تقول رولا أبو بكر التي ترى أن إعطاء الطفل حرية الاختيار بين لباسَيْن مناسبين لاختيار أحدهما يكون حلا سهلا وذكيا.
وتضيف 'في مرحلة النمو المتوسطة، يكون استقلال الطفل وشعوره بالمسؤولية الخاصة أساسا في اختياره ملابسه'.
وتنصح الأهل بقولها 'كونوا على استعداد للاستماع إلى منطق أطفالكم، ومحاولة إيجاد حل وسط يسمح لهم بالتعبير عن فرديتهم، مع أهمية التنبيه على احترام الدين والعادات والأعراف الاجتماعية، واختيار الملابس المناسبة لعمره وجنسه بعيدًا عن التقليد الأعمى للموضة'.
وتردف 'عمومًا، السماح للأطفال باختيار ملابسهم يساعد الأهل في معرفة اهتمام أطفالهم ومدى تأثرهم بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. كذلك يعد وسيلة قيّمة لدعم نموهم وتشجيعهم في التعبير عن أنفسهم، من خلال التعامل مع الموقف بالتعاطف والتفاهم والاحترام'.
فوائد اختيار الطفل ملابسه بنفسه
نشر موقع 'فاميلي إديوكيشن' (familyeducation) عددًا من الفوائد المترتبة على السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه، منها:
بناء الثقة عن طريق اختيار الملابس الخاصة: عندما يتمكّن الطفل من إتقان المشكلات والخيارات الصغيرة فإنه يشعر بالفخر، وحينئذ يبني احترامه لذاته وثقته بنفسه.
تعلم أي الألوان والأنماط وأنواع الملابس الأفضل في حياة الطفل: يعد العثور على الإحساس بالأناقة والتعبير عن شخصية الطفل من خلال 'الموضة' أمرا ممتعا للطفل الذي بدأ في استكشاف هويته.
تحسين مهارات الأطفال في حل المشكلات واتخاذ القرار: إن تقديم بعض الخيارات الصغيرة للطفل في روتينه اليومي، مثل المعطف الذي يرتديه في ذلك اليوم، يساعده في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
نصائح مهمة للأهل
وهنا، ينصح الموقع ذاته الأهل باتباع الخطوات التالية لتحقيق الفائدة القصوى من اختيار الطفل لملابسه:
أظهر لطفلك أنك تحترم آراءه: عندما يحترم أحد الوالدين أو كلاهما اختيار الطفل فإنه يتعلم بدوره أهمية الاحترام وكيفية احترام خيارات الآخرين، والأهم من ذلك أنه يتعلم أنه يستحق الاحترام في حياته.
امنح الأطفال الصغار فرصة الشعور بالسيطرة: فذلك يساعدهم على الشعور بمزيد من الراحة والثقة.
وفر الوقت في تجهيز الأطفال في الصباح: إن منح أطفالك خيار انتقاء ملابسهم سيوفر لك الوقت على المدى البعيد، فعندما يتمكّن طفلك من اختيار ملابسه لهذا اليوم فمن المرجح أن يرتدي ملابسه وأن يحافظ على جدوله الصباحي المزدحم.
الجزيرة
التعليقات