فاطمة الزهراء - لم تعد الشاشات العربية اليوم تتسع للأعمال الدرامية الهادفة والرسالية، فقد أخذت الأعمال الهابطة والتفاهية المساحة كاملة وجعلت لها جمهورًا تأثر وانقاد بها، رغم تنافي الكثير من قيمها وأفكارها عن قيمنا الدينية والمجتمعية وأفكارنا المحلية.
في ظل الانفتاح الواسع وانكشاف العالم على الشاشات، واللاحدود في الدراما وغيرها من الأشكال الإعلامية، نجد المتابع العربي تعرض لجرعات كبيرة ومكثفة من الدراما اللاقيمية، والتي تبرز 'التفاهة' وتعزز انحدار القيم في المجتمعات، في مختلف المواسم والتي لم تستثنِ شهر العبادات من ذلك، فطاله نصيب الأسد من هذه المسلسلات.
الفنان والكاتب، محمود الزيودي قال لـ'أخبار اليوم' إن الدراما العربية تأثرت بالدراما الأجنبية التي يهمها الإبهار لذلك هذا ما نراه ونجده رائجًا في الدراما العربية.
وأضاف أن حتى موضوع 'تأويل الغيبيات' في الدراما الغربية نجد أن الدراما العربية عملت عليه وأظهرته لتبهر المشاهد العربي وتشده لها.
وبيّن أن المخرجين لإبراز عنصر الإبهار قاموا بتبديل وتزييف الحقائق التاريخية، واللباس، والديكور، وذلك رغبةً منهم في جذب المشاهد العربي عبر الشاشات.
تغيُّر الدراما
وقال أن الجيل والدراما يتجددان كل أربعة عقود، وجيل اليوم متأثر بالحداثة الواقعة، وانقاد وراء هذا التجديد وتماشى مع سرعته، 'ونحن الآن في مرحلة طيران الدراما العربية ولا أعرف متى سوف نهبط' علمًا أن الدراما الغربية تنتج اليوم الوثائقيات والأعمال التاريخية لشخصيات عظيمة ومهمة، والدراما العربية لا تزال تطير في عالم المبهرات، ولنا وقت طويل جدًا لم نشاهد عملًا مثل: ليلة سقوط غرناطة الذي تناولت أحداثه آخر ليلة من ليالي غرناطة 'آخر معاقل المسلمين في الأندلس' هذه الدراما العظيمة التي تبرز التاريخ وتقدم الشخصيات المهمة.
وقال أننا في مرحلة درامية غريبة وأن الحال يحتاج إلى 10-15 عام ليتغير 'وأرجو أن يتغير للأفضل'.
وأضاف أنه يتأمل عودة فن وأدب عقلاني يخاطب العقل العربي ولا يستهتر به.
السياسة وتأثيرها
يذكر بعض المواطنين أن الأعمال الدرامية الرسالية والهادفة قد تكون غابت عن الشاشات لأبعاد سياسية، ويبقى علينا أن نفهم هل ما يبث من أعمال درامية على الشاشات العربية عن جهل أم وعي؟ فإن كان عن جهل 'فتلك مصيبة وإن كان عن وعي فالمصيبة أعظمُ'، وهذا إرسال للجيل الحالي إلى الهاوية.
كما أن هنالك انحدارًا في الذوق العام والجماهيري، وهذا تخلقه وسائل الإعلام، فعندما يُسوَق للتفاهة يميل ويستمتع المتلقي العربي بها.
ولفتوا إلى أن القضايا المركزية تغيب عن الدراما العربية، فالقضية الفلسطينية أهم أحداث الوطن العربي حاليًا، 'ولكن أين هي من الدراما؟'
دور المال
وتابعوا، يبقى السؤال الأبرز من المتحكم بالآلة الإعلامية، أم أن رأس المال الإعلاني هو المتحكم بالمحتوى؟ وهذه أسئلة كبيرة تحتاج إلى وقفات عندها، مضيفين أن الجماهير أُفسِدت وأُفسِدَ ذوقها فباتت تخضع لهذا المحتوى المعروض.
وقالوا إن أردنا بناء وطن علينا أن نبني الإنسان المتصدر للحق والخير والجمال ولا يكون ذلك إلا ببناء الثقافة والفنون عنده، لتأثير الفن الكبير على الإنسان.
وتمنوا أن يأخذ الفن الحقيقي دوره في بناء الإنسان وأن يطرح قضايا الناس المركزية والتربوية والاجتماعية وأن يقوم الفن برسالته الحقيقية ودوره الأساسي.
وقالت أسيل عوض إنها لم تتابع خلال رمضان أيًا من المسلسلات التي عرضت، 'كنا زمان نتسلى ببعض المسلسلات تحاكي حياتنا اليومية، قد تبث لنا قضية معينة، حتى الكوميدي كان في حدود المعقول، أما اليوم المسلسلات تمتلئ بالعري وانعدام الأخلاق والقتل والجرائم وهذا لا يشجع على المتابعة أصلًا'
وذكرت هند عمر أنها منذ سنوات تعتزل التلفزيون ولا تتبع المسلسلات المعروضة فلا مسلسل 'يستحق'، التمثيل مبتذل والشاشات تعج بالسقاطة و'قلة الأدب' ولا تتوفر مسلسلات قد تروي قصة ثقافية او تاريخية دون تهويل أو تبديل لكثير من الأمور وهذا ما يدفعنا للابتعاد عنها'
ولفتت سناء عبد الرحيم إلى أن المسلسلات اليوم تتماشى مع تفاهة المجتمع، تجد الشباب يفرحون بها ويتابعون أدق تفاصيلها، وينتظرونها أولًا بأول، وفي نهاية المطاف لا تعدو القصة كونها 'قصة إعجاب' بين طلاب في الثانوية، وهذا في الحقيقة تشجيع على انحدار الاخلاق.
فاطمة الزهراء - لم تعد الشاشات العربية اليوم تتسع للأعمال الدرامية الهادفة والرسالية، فقد أخذت الأعمال الهابطة والتفاهية المساحة كاملة وجعلت لها جمهورًا تأثر وانقاد بها، رغم تنافي الكثير من قيمها وأفكارها عن قيمنا الدينية والمجتمعية وأفكارنا المحلية.
في ظل الانفتاح الواسع وانكشاف العالم على الشاشات، واللاحدود في الدراما وغيرها من الأشكال الإعلامية، نجد المتابع العربي تعرض لجرعات كبيرة ومكثفة من الدراما اللاقيمية، والتي تبرز 'التفاهة' وتعزز انحدار القيم في المجتمعات، في مختلف المواسم والتي لم تستثنِ شهر العبادات من ذلك، فطاله نصيب الأسد من هذه المسلسلات.
الفنان والكاتب، محمود الزيودي قال لـ'أخبار اليوم' إن الدراما العربية تأثرت بالدراما الأجنبية التي يهمها الإبهار لذلك هذا ما نراه ونجده رائجًا في الدراما العربية.
وأضاف أن حتى موضوع 'تأويل الغيبيات' في الدراما الغربية نجد أن الدراما العربية عملت عليه وأظهرته لتبهر المشاهد العربي وتشده لها.
وبيّن أن المخرجين لإبراز عنصر الإبهار قاموا بتبديل وتزييف الحقائق التاريخية، واللباس، والديكور، وذلك رغبةً منهم في جذب المشاهد العربي عبر الشاشات.
تغيُّر الدراما
وقال أن الجيل والدراما يتجددان كل أربعة عقود، وجيل اليوم متأثر بالحداثة الواقعة، وانقاد وراء هذا التجديد وتماشى مع سرعته، 'ونحن الآن في مرحلة طيران الدراما العربية ولا أعرف متى سوف نهبط' علمًا أن الدراما الغربية تنتج اليوم الوثائقيات والأعمال التاريخية لشخصيات عظيمة ومهمة، والدراما العربية لا تزال تطير في عالم المبهرات، ولنا وقت طويل جدًا لم نشاهد عملًا مثل: ليلة سقوط غرناطة الذي تناولت أحداثه آخر ليلة من ليالي غرناطة 'آخر معاقل المسلمين في الأندلس' هذه الدراما العظيمة التي تبرز التاريخ وتقدم الشخصيات المهمة.
وقال أننا في مرحلة درامية غريبة وأن الحال يحتاج إلى 10-15 عام ليتغير 'وأرجو أن يتغير للأفضل'.
وأضاف أنه يتأمل عودة فن وأدب عقلاني يخاطب العقل العربي ولا يستهتر به.
السياسة وتأثيرها
يذكر بعض المواطنين أن الأعمال الدرامية الرسالية والهادفة قد تكون غابت عن الشاشات لأبعاد سياسية، ويبقى علينا أن نفهم هل ما يبث من أعمال درامية على الشاشات العربية عن جهل أم وعي؟ فإن كان عن جهل 'فتلك مصيبة وإن كان عن وعي فالمصيبة أعظمُ'، وهذا إرسال للجيل الحالي إلى الهاوية.
كما أن هنالك انحدارًا في الذوق العام والجماهيري، وهذا تخلقه وسائل الإعلام، فعندما يُسوَق للتفاهة يميل ويستمتع المتلقي العربي بها.
ولفتوا إلى أن القضايا المركزية تغيب عن الدراما العربية، فالقضية الفلسطينية أهم أحداث الوطن العربي حاليًا، 'ولكن أين هي من الدراما؟'
دور المال
وتابعوا، يبقى السؤال الأبرز من المتحكم بالآلة الإعلامية، أم أن رأس المال الإعلاني هو المتحكم بالمحتوى؟ وهذه أسئلة كبيرة تحتاج إلى وقفات عندها، مضيفين أن الجماهير أُفسِدت وأُفسِدَ ذوقها فباتت تخضع لهذا المحتوى المعروض.
وقالوا إن أردنا بناء وطن علينا أن نبني الإنسان المتصدر للحق والخير والجمال ولا يكون ذلك إلا ببناء الثقافة والفنون عنده، لتأثير الفن الكبير على الإنسان.
وتمنوا أن يأخذ الفن الحقيقي دوره في بناء الإنسان وأن يطرح قضايا الناس المركزية والتربوية والاجتماعية وأن يقوم الفن برسالته الحقيقية ودوره الأساسي.
وقالت أسيل عوض إنها لم تتابع خلال رمضان أيًا من المسلسلات التي عرضت، 'كنا زمان نتسلى ببعض المسلسلات تحاكي حياتنا اليومية، قد تبث لنا قضية معينة، حتى الكوميدي كان في حدود المعقول، أما اليوم المسلسلات تمتلئ بالعري وانعدام الأخلاق والقتل والجرائم وهذا لا يشجع على المتابعة أصلًا'
وذكرت هند عمر أنها منذ سنوات تعتزل التلفزيون ولا تتبع المسلسلات المعروضة فلا مسلسل 'يستحق'، التمثيل مبتذل والشاشات تعج بالسقاطة و'قلة الأدب' ولا تتوفر مسلسلات قد تروي قصة ثقافية او تاريخية دون تهويل أو تبديل لكثير من الأمور وهذا ما يدفعنا للابتعاد عنها'
ولفتت سناء عبد الرحيم إلى أن المسلسلات اليوم تتماشى مع تفاهة المجتمع، تجد الشباب يفرحون بها ويتابعون أدق تفاصيلها، وينتظرونها أولًا بأول، وفي نهاية المطاف لا تعدو القصة كونها 'قصة إعجاب' بين طلاب في الثانوية، وهذا في الحقيقة تشجيع على انحدار الاخلاق.
فاطمة الزهراء - لم تعد الشاشات العربية اليوم تتسع للأعمال الدرامية الهادفة والرسالية، فقد أخذت الأعمال الهابطة والتفاهية المساحة كاملة وجعلت لها جمهورًا تأثر وانقاد بها، رغم تنافي الكثير من قيمها وأفكارها عن قيمنا الدينية والمجتمعية وأفكارنا المحلية.
في ظل الانفتاح الواسع وانكشاف العالم على الشاشات، واللاحدود في الدراما وغيرها من الأشكال الإعلامية، نجد المتابع العربي تعرض لجرعات كبيرة ومكثفة من الدراما اللاقيمية، والتي تبرز 'التفاهة' وتعزز انحدار القيم في المجتمعات، في مختلف المواسم والتي لم تستثنِ شهر العبادات من ذلك، فطاله نصيب الأسد من هذه المسلسلات.
الفنان والكاتب، محمود الزيودي قال لـ'أخبار اليوم' إن الدراما العربية تأثرت بالدراما الأجنبية التي يهمها الإبهار لذلك هذا ما نراه ونجده رائجًا في الدراما العربية.
وأضاف أن حتى موضوع 'تأويل الغيبيات' في الدراما الغربية نجد أن الدراما العربية عملت عليه وأظهرته لتبهر المشاهد العربي وتشده لها.
وبيّن أن المخرجين لإبراز عنصر الإبهار قاموا بتبديل وتزييف الحقائق التاريخية، واللباس، والديكور، وذلك رغبةً منهم في جذب المشاهد العربي عبر الشاشات.
تغيُّر الدراما
وقال أن الجيل والدراما يتجددان كل أربعة عقود، وجيل اليوم متأثر بالحداثة الواقعة، وانقاد وراء هذا التجديد وتماشى مع سرعته، 'ونحن الآن في مرحلة طيران الدراما العربية ولا أعرف متى سوف نهبط' علمًا أن الدراما الغربية تنتج اليوم الوثائقيات والأعمال التاريخية لشخصيات عظيمة ومهمة، والدراما العربية لا تزال تطير في عالم المبهرات، ولنا وقت طويل جدًا لم نشاهد عملًا مثل: ليلة سقوط غرناطة الذي تناولت أحداثه آخر ليلة من ليالي غرناطة 'آخر معاقل المسلمين في الأندلس' هذه الدراما العظيمة التي تبرز التاريخ وتقدم الشخصيات المهمة.
وقال أننا في مرحلة درامية غريبة وأن الحال يحتاج إلى 10-15 عام ليتغير 'وأرجو أن يتغير للأفضل'.
وأضاف أنه يتأمل عودة فن وأدب عقلاني يخاطب العقل العربي ولا يستهتر به.
السياسة وتأثيرها
يذكر بعض المواطنين أن الأعمال الدرامية الرسالية والهادفة قد تكون غابت عن الشاشات لأبعاد سياسية، ويبقى علينا أن نفهم هل ما يبث من أعمال درامية على الشاشات العربية عن جهل أم وعي؟ فإن كان عن جهل 'فتلك مصيبة وإن كان عن وعي فالمصيبة أعظمُ'، وهذا إرسال للجيل الحالي إلى الهاوية.
كما أن هنالك انحدارًا في الذوق العام والجماهيري، وهذا تخلقه وسائل الإعلام، فعندما يُسوَق للتفاهة يميل ويستمتع المتلقي العربي بها.
ولفتوا إلى أن القضايا المركزية تغيب عن الدراما العربية، فالقضية الفلسطينية أهم أحداث الوطن العربي حاليًا، 'ولكن أين هي من الدراما؟'
دور المال
وتابعوا، يبقى السؤال الأبرز من المتحكم بالآلة الإعلامية، أم أن رأس المال الإعلاني هو المتحكم بالمحتوى؟ وهذه أسئلة كبيرة تحتاج إلى وقفات عندها، مضيفين أن الجماهير أُفسِدت وأُفسِدَ ذوقها فباتت تخضع لهذا المحتوى المعروض.
وقالوا إن أردنا بناء وطن علينا أن نبني الإنسان المتصدر للحق والخير والجمال ولا يكون ذلك إلا ببناء الثقافة والفنون عنده، لتأثير الفن الكبير على الإنسان.
وتمنوا أن يأخذ الفن الحقيقي دوره في بناء الإنسان وأن يطرح قضايا الناس المركزية والتربوية والاجتماعية وأن يقوم الفن برسالته الحقيقية ودوره الأساسي.
وقالت أسيل عوض إنها لم تتابع خلال رمضان أيًا من المسلسلات التي عرضت، 'كنا زمان نتسلى ببعض المسلسلات تحاكي حياتنا اليومية، قد تبث لنا قضية معينة، حتى الكوميدي كان في حدود المعقول، أما اليوم المسلسلات تمتلئ بالعري وانعدام الأخلاق والقتل والجرائم وهذا لا يشجع على المتابعة أصلًا'
وذكرت هند عمر أنها منذ سنوات تعتزل التلفزيون ولا تتبع المسلسلات المعروضة فلا مسلسل 'يستحق'، التمثيل مبتذل والشاشات تعج بالسقاطة و'قلة الأدب' ولا تتوفر مسلسلات قد تروي قصة ثقافية او تاريخية دون تهويل أو تبديل لكثير من الأمور وهذا ما يدفعنا للابتعاد عنها'
ولفتت سناء عبد الرحيم إلى أن المسلسلات اليوم تتماشى مع تفاهة المجتمع، تجد الشباب يفرحون بها ويتابعون أدق تفاصيلها، وينتظرونها أولًا بأول، وفي نهاية المطاف لا تعدو القصة كونها 'قصة إعجاب' بين طلاب في الثانوية، وهذا في الحقيقة تشجيع على انحدار الاخلاق.
التعليقات