قد تكون مصاعب الأبوة والأمومة اليوم أكثر مع نشأة الأطفال في عصر رقمي، على عكس أي مرحلة زمنية أخرى في التاريخ. فكيف نتأكد من أن الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة لا يفسد قدراتهم؟ وكيف نحميهم من مشاهدة المواد الإباحية؟ وكيف نعرف إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تدمر احترامهم لذواتهم؟
في عام 2019 أوصت منظمة الصحة العالمية بمنع الأطفال دون سن الثانية من الجلوس أمام الشاشات، أما الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات فيجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة يوميا أمام الشاشة.
لكن الواقع كان مغايرا لهذا تماما، ففي العام ذاته وجدت دراسة استقصائية شملت ألفي أسرة بريطانية لديها أطفال دون سن 14 عاما أن 'الأطفال يقضون نحو 23 ساعة في الأسبوع وهم يُحدقون في شاشات هواتفهم الذكية وما شابهها'.
وبحلول عام 2020 لاحظ الخبراء أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات قد تضاعف كثيرا بسبب جائحة كورونا، وأصبحوا يجلسون أمام الشاشات أثناء فترة الإغلاق أكثر من أي وقت مضى.
وهو ما رصدته دراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة، شملت 3 آلاف أسرة وأظهرت أن ما يقرب من نصف الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما، يقضون أكثر من 6 ساعات يوميا أمام الشاشة، بزيادة قدرها 500% عما كانوا يقضونه قبل الإغلاق.
وقال 85% من الآباء إنهم 'قلقون بشأن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة' بعد أن لاحظوا أن الدراسة عن بعد شجعت هذه الظاهرة أكثر.
ففي مقال نشره موقع 'سايكولوجي توداي' الأميركي، سلطت الكاتبة أماندا إل جيوردانو الضوء على بعض النقاط التي يجب أخذها بالاعتبار لمساعدة الوالدين على اتخاذ قرارات مهمة بشأن استخدام أطفالهم للتكنولوجيا والوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
ما المقدار اللازم؟
غالبًا ما يسأل الآباء 'عن مقدار الوقت المناسب لاستخدام أطفالهم للهاتف الذكي؟'، لكن لسوء الحظ لم يعد هذا السؤال مجديا، وبدلًا من ذلك يجب الانتباه إلى عدة عوامل على غرار:
ـ نوع الوسائط الرقمية والمحتوى المستهلَك (الألعاب والوسائط الاجتماعية والمواد الإباحية والأخبار ومقاطع الفيديو والتطبيقات والرسائل النصية والمحتوى التعليمي).
ـ الخصائص الفردية للطفل (العمر ومستوى النضج والشخصية والصحة العقلية).
ـ الدافع إلى استخدام التكنولوجيا (الهروب من المشاكل، الملل، التواصل الاجتماعي، الشعور بالرضا، الإنجاز، التعلم).
ـ الظرف والسياق (بمفرده، مع أقرانه، مع أشخاص معروفين وغير معروفين).
ـ مقدار الوقت الذي يقضيه في استخدام التكنولوجيا وفي القيام بأشياء أخرى (النوم، الواجبات المنزلية، النشاط البدني، التواصل الاجتماعي خارج الإنترنت، الهوايات، التجارب الخارجية).
ـ قيم الأسرة (مدى توافق نوع معين من الوسائط الرقمية والمحتوى المحدد مع قيم الأسرة).
وأضافت الكاتبة أن العديد من الباحثين أشاروا إلى مصطلح 'الحِمية الرقمية'، أي إن استخدام الطفل للوسائط الرقمية يشبه النظام الغذائي. ويمكن مقارنة التكنولوجيا بالحلوى، فهي مكافأة تحفز جرعة سريعة من الدوبامين لكنها تنطوي على مخاطر ومضار. ويعتمد الجواب على جملة عوامل، فالهدف من أي نظام صحي هو تحقيق التوازن.
تتطور أدمغة الأطفال نتيجة للتجربة، فهم بحاجة إلى خبرات متنوعة لتطوير المسارات العصبية ولكي تحدث عملية التعلم، لذا ربما يكون أحد الأسئلة المهمة التي يجب مراعاتها هو: ما التجارب التي لا تحدث عندما يستخدم طفلك هاتفا ذكيا؟
وانطلاقا من الوقت الذي يقضيه طفلك في النشاط البدني اليومي والنوم والساعات المخصصة للمدرسة والواجبات المنزلية ووقت الطعام والأعمال المنزلية، ما المقدار المناسب لاستهلاك الوسائط الرقمية؟ وكم من الوقت يجب تخصيصه للأنشطة والتجارب المتنوعة الأخرى؟
متى يسمح للطفل بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟
أشارت الكاتبة إلى أن الجواب عن هذا السؤال أيضا يعتمد على مجموعة عوامل، فقبل شراء أو تثبيت أي لعبة أو تطبيق وسائط اجتماعي يجب على الآباء إجراء أبحاثهم مثل قراءة المراجعات والبحث عن التقييمات والتعرف على المخاطر والفوائد.
وعندما يتعلق الأمر باستخدام الطفل لأشكال مختلفة من التكنولوجيا، فقد يكون من المفيد التفكير في سلسلة متصلة من إمكانية الوصول. فعلى سبيل المثال، ربما يبدأ طفلك باستخدام الهاتف لإجراء مكالمات صوتية وعبر الفيديو فقط. بعد ذلك، مع إثبات نضجه، يمكنه استخدام الرسائل النصية (باستخدام هاتف الوالدين)، وبمرور الوقت يمكنه استخدام تطبيقات محددة ومشاهدة مقاطع فيديو عبر الإنترنت (مع تفعيل خاصية المراقبة الأبوية على الهاتف).
ثم يصبح الطفل قادرًا على اللعب (من دون التفاعل مع الغرباء، فقط الألعاب ذات التقييمات المناسبة، والرقابة الأبوية)، وبعد ذلك قد يتمكن من إنشاء حساب على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيقات المراسلة (مع تمكين الآباء من الوصول إلى جميع الأجهزة لإجراء مراقبة دورية)، وأخيرًا قد يصل إلى مرحلة يمكنه فيها الاستفادة من جميع وظائف الهاتف الذكي أو أي جهاز آخر.
خطة عائلية لاستخدام التكنولوجيا
أوضحت الكاتبة أنه مع استمرار نضج الدماغ حتى سن 25 عامًا تقريبًا، يحتاج الأطفال والمراهقون إلى التوجيه في مجال استخدامهم للتكنولوجيا، لذا يستحسن وضع خطة عائلية لاستخدام الأجهزة التكنولوجية.
وتقترح أن تشمل هذه الخطة:
ـ متى يمكن استخدام الأجهزة؟ (مثلًا بعد الواجبات المدرسية وقبل وجبة العشاء).
ـ متى يُمنع استخدام الأجهزة؟ (مثلًا قبل المدرسة، أثناء فترات الطعام، قبل النوم مباشرة).
ـ كم من الوقت يمكن استخدام الأجهزة قبل أخذ قسط من الراحة؟ (مثلًا 30 دقيقة للإنترنت، ساعة واحدة للتلفزيون).
ـ ما نوع الوسائط الرقمية المقبولة؟ (مثلا تطبيق 'يوتيوب كيدز'، مقاطع فيديو للتمارين الرياضية).
ـ ما نوع التواصل المقبول؟ (مثلا فقط مع أولئك المعروفين للطفل بعد موافقة أحد الوالدين).
قد تكون مصاعب الأبوة والأمومة اليوم أكثر مع نشأة الأطفال في عصر رقمي، على عكس أي مرحلة زمنية أخرى في التاريخ. فكيف نتأكد من أن الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة لا يفسد قدراتهم؟ وكيف نحميهم من مشاهدة المواد الإباحية؟ وكيف نعرف إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تدمر احترامهم لذواتهم؟
في عام 2019 أوصت منظمة الصحة العالمية بمنع الأطفال دون سن الثانية من الجلوس أمام الشاشات، أما الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات فيجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة يوميا أمام الشاشة.
لكن الواقع كان مغايرا لهذا تماما، ففي العام ذاته وجدت دراسة استقصائية شملت ألفي أسرة بريطانية لديها أطفال دون سن 14 عاما أن 'الأطفال يقضون نحو 23 ساعة في الأسبوع وهم يُحدقون في شاشات هواتفهم الذكية وما شابهها'.
وبحلول عام 2020 لاحظ الخبراء أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات قد تضاعف كثيرا بسبب جائحة كورونا، وأصبحوا يجلسون أمام الشاشات أثناء فترة الإغلاق أكثر من أي وقت مضى.
وهو ما رصدته دراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة، شملت 3 آلاف أسرة وأظهرت أن ما يقرب من نصف الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما، يقضون أكثر من 6 ساعات يوميا أمام الشاشة، بزيادة قدرها 500% عما كانوا يقضونه قبل الإغلاق.
وقال 85% من الآباء إنهم 'قلقون بشأن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة' بعد أن لاحظوا أن الدراسة عن بعد شجعت هذه الظاهرة أكثر.
ففي مقال نشره موقع 'سايكولوجي توداي' الأميركي، سلطت الكاتبة أماندا إل جيوردانو الضوء على بعض النقاط التي يجب أخذها بالاعتبار لمساعدة الوالدين على اتخاذ قرارات مهمة بشأن استخدام أطفالهم للتكنولوجيا والوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
ما المقدار اللازم؟
غالبًا ما يسأل الآباء 'عن مقدار الوقت المناسب لاستخدام أطفالهم للهاتف الذكي؟'، لكن لسوء الحظ لم يعد هذا السؤال مجديا، وبدلًا من ذلك يجب الانتباه إلى عدة عوامل على غرار:
ـ نوع الوسائط الرقمية والمحتوى المستهلَك (الألعاب والوسائط الاجتماعية والمواد الإباحية والأخبار ومقاطع الفيديو والتطبيقات والرسائل النصية والمحتوى التعليمي).
ـ الخصائص الفردية للطفل (العمر ومستوى النضج والشخصية والصحة العقلية).
ـ الدافع إلى استخدام التكنولوجيا (الهروب من المشاكل، الملل، التواصل الاجتماعي، الشعور بالرضا، الإنجاز، التعلم).
ـ الظرف والسياق (بمفرده، مع أقرانه، مع أشخاص معروفين وغير معروفين).
ـ مقدار الوقت الذي يقضيه في استخدام التكنولوجيا وفي القيام بأشياء أخرى (النوم، الواجبات المنزلية، النشاط البدني، التواصل الاجتماعي خارج الإنترنت، الهوايات، التجارب الخارجية).
ـ قيم الأسرة (مدى توافق نوع معين من الوسائط الرقمية والمحتوى المحدد مع قيم الأسرة).
وأضافت الكاتبة أن العديد من الباحثين أشاروا إلى مصطلح 'الحِمية الرقمية'، أي إن استخدام الطفل للوسائط الرقمية يشبه النظام الغذائي. ويمكن مقارنة التكنولوجيا بالحلوى، فهي مكافأة تحفز جرعة سريعة من الدوبامين لكنها تنطوي على مخاطر ومضار. ويعتمد الجواب على جملة عوامل، فالهدف من أي نظام صحي هو تحقيق التوازن.
تتطور أدمغة الأطفال نتيجة للتجربة، فهم بحاجة إلى خبرات متنوعة لتطوير المسارات العصبية ولكي تحدث عملية التعلم، لذا ربما يكون أحد الأسئلة المهمة التي يجب مراعاتها هو: ما التجارب التي لا تحدث عندما يستخدم طفلك هاتفا ذكيا؟
وانطلاقا من الوقت الذي يقضيه طفلك في النشاط البدني اليومي والنوم والساعات المخصصة للمدرسة والواجبات المنزلية ووقت الطعام والأعمال المنزلية، ما المقدار المناسب لاستهلاك الوسائط الرقمية؟ وكم من الوقت يجب تخصيصه للأنشطة والتجارب المتنوعة الأخرى؟
متى يسمح للطفل بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟
أشارت الكاتبة إلى أن الجواب عن هذا السؤال أيضا يعتمد على مجموعة عوامل، فقبل شراء أو تثبيت أي لعبة أو تطبيق وسائط اجتماعي يجب على الآباء إجراء أبحاثهم مثل قراءة المراجعات والبحث عن التقييمات والتعرف على المخاطر والفوائد.
وعندما يتعلق الأمر باستخدام الطفل لأشكال مختلفة من التكنولوجيا، فقد يكون من المفيد التفكير في سلسلة متصلة من إمكانية الوصول. فعلى سبيل المثال، ربما يبدأ طفلك باستخدام الهاتف لإجراء مكالمات صوتية وعبر الفيديو فقط. بعد ذلك، مع إثبات نضجه، يمكنه استخدام الرسائل النصية (باستخدام هاتف الوالدين)، وبمرور الوقت يمكنه استخدام تطبيقات محددة ومشاهدة مقاطع فيديو عبر الإنترنت (مع تفعيل خاصية المراقبة الأبوية على الهاتف).
ثم يصبح الطفل قادرًا على اللعب (من دون التفاعل مع الغرباء، فقط الألعاب ذات التقييمات المناسبة، والرقابة الأبوية)، وبعد ذلك قد يتمكن من إنشاء حساب على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيقات المراسلة (مع تمكين الآباء من الوصول إلى جميع الأجهزة لإجراء مراقبة دورية)، وأخيرًا قد يصل إلى مرحلة يمكنه فيها الاستفادة من جميع وظائف الهاتف الذكي أو أي جهاز آخر.
خطة عائلية لاستخدام التكنولوجيا
أوضحت الكاتبة أنه مع استمرار نضج الدماغ حتى سن 25 عامًا تقريبًا، يحتاج الأطفال والمراهقون إلى التوجيه في مجال استخدامهم للتكنولوجيا، لذا يستحسن وضع خطة عائلية لاستخدام الأجهزة التكنولوجية.
وتقترح أن تشمل هذه الخطة:
ـ متى يمكن استخدام الأجهزة؟ (مثلًا بعد الواجبات المدرسية وقبل وجبة العشاء).
ـ متى يُمنع استخدام الأجهزة؟ (مثلًا قبل المدرسة، أثناء فترات الطعام، قبل النوم مباشرة).
ـ كم من الوقت يمكن استخدام الأجهزة قبل أخذ قسط من الراحة؟ (مثلًا 30 دقيقة للإنترنت، ساعة واحدة للتلفزيون).
ـ ما نوع الوسائط الرقمية المقبولة؟ (مثلا تطبيق 'يوتيوب كيدز'، مقاطع فيديو للتمارين الرياضية).
ـ ما نوع التواصل المقبول؟ (مثلا فقط مع أولئك المعروفين للطفل بعد موافقة أحد الوالدين).
قد تكون مصاعب الأبوة والأمومة اليوم أكثر مع نشأة الأطفال في عصر رقمي، على عكس أي مرحلة زمنية أخرى في التاريخ. فكيف نتأكد من أن الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة لا يفسد قدراتهم؟ وكيف نحميهم من مشاهدة المواد الإباحية؟ وكيف نعرف إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تدمر احترامهم لذواتهم؟
في عام 2019 أوصت منظمة الصحة العالمية بمنع الأطفال دون سن الثانية من الجلوس أمام الشاشات، أما الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات فيجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة يوميا أمام الشاشة.
لكن الواقع كان مغايرا لهذا تماما، ففي العام ذاته وجدت دراسة استقصائية شملت ألفي أسرة بريطانية لديها أطفال دون سن 14 عاما أن 'الأطفال يقضون نحو 23 ساعة في الأسبوع وهم يُحدقون في شاشات هواتفهم الذكية وما شابهها'.
وبحلول عام 2020 لاحظ الخبراء أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات قد تضاعف كثيرا بسبب جائحة كورونا، وأصبحوا يجلسون أمام الشاشات أثناء فترة الإغلاق أكثر من أي وقت مضى.
وهو ما رصدته دراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة، شملت 3 آلاف أسرة وأظهرت أن ما يقرب من نصف الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما، يقضون أكثر من 6 ساعات يوميا أمام الشاشة، بزيادة قدرها 500% عما كانوا يقضونه قبل الإغلاق.
وقال 85% من الآباء إنهم 'قلقون بشأن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة' بعد أن لاحظوا أن الدراسة عن بعد شجعت هذه الظاهرة أكثر.
ففي مقال نشره موقع 'سايكولوجي توداي' الأميركي، سلطت الكاتبة أماندا إل جيوردانو الضوء على بعض النقاط التي يجب أخذها بالاعتبار لمساعدة الوالدين على اتخاذ قرارات مهمة بشأن استخدام أطفالهم للتكنولوجيا والوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
ما المقدار اللازم؟
غالبًا ما يسأل الآباء 'عن مقدار الوقت المناسب لاستخدام أطفالهم للهاتف الذكي؟'، لكن لسوء الحظ لم يعد هذا السؤال مجديا، وبدلًا من ذلك يجب الانتباه إلى عدة عوامل على غرار:
ـ نوع الوسائط الرقمية والمحتوى المستهلَك (الألعاب والوسائط الاجتماعية والمواد الإباحية والأخبار ومقاطع الفيديو والتطبيقات والرسائل النصية والمحتوى التعليمي).
ـ الخصائص الفردية للطفل (العمر ومستوى النضج والشخصية والصحة العقلية).
ـ الدافع إلى استخدام التكنولوجيا (الهروب من المشاكل، الملل، التواصل الاجتماعي، الشعور بالرضا، الإنجاز، التعلم).
ـ الظرف والسياق (بمفرده، مع أقرانه، مع أشخاص معروفين وغير معروفين).
ـ مقدار الوقت الذي يقضيه في استخدام التكنولوجيا وفي القيام بأشياء أخرى (النوم، الواجبات المنزلية، النشاط البدني، التواصل الاجتماعي خارج الإنترنت، الهوايات، التجارب الخارجية).
ـ قيم الأسرة (مدى توافق نوع معين من الوسائط الرقمية والمحتوى المحدد مع قيم الأسرة).
وأضافت الكاتبة أن العديد من الباحثين أشاروا إلى مصطلح 'الحِمية الرقمية'، أي إن استخدام الطفل للوسائط الرقمية يشبه النظام الغذائي. ويمكن مقارنة التكنولوجيا بالحلوى، فهي مكافأة تحفز جرعة سريعة من الدوبامين لكنها تنطوي على مخاطر ومضار. ويعتمد الجواب على جملة عوامل، فالهدف من أي نظام صحي هو تحقيق التوازن.
تتطور أدمغة الأطفال نتيجة للتجربة، فهم بحاجة إلى خبرات متنوعة لتطوير المسارات العصبية ولكي تحدث عملية التعلم، لذا ربما يكون أحد الأسئلة المهمة التي يجب مراعاتها هو: ما التجارب التي لا تحدث عندما يستخدم طفلك هاتفا ذكيا؟
وانطلاقا من الوقت الذي يقضيه طفلك في النشاط البدني اليومي والنوم والساعات المخصصة للمدرسة والواجبات المنزلية ووقت الطعام والأعمال المنزلية، ما المقدار المناسب لاستهلاك الوسائط الرقمية؟ وكم من الوقت يجب تخصيصه للأنشطة والتجارب المتنوعة الأخرى؟
متى يسمح للطفل بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟
أشارت الكاتبة إلى أن الجواب عن هذا السؤال أيضا يعتمد على مجموعة عوامل، فقبل شراء أو تثبيت أي لعبة أو تطبيق وسائط اجتماعي يجب على الآباء إجراء أبحاثهم مثل قراءة المراجعات والبحث عن التقييمات والتعرف على المخاطر والفوائد.
وعندما يتعلق الأمر باستخدام الطفل لأشكال مختلفة من التكنولوجيا، فقد يكون من المفيد التفكير في سلسلة متصلة من إمكانية الوصول. فعلى سبيل المثال، ربما يبدأ طفلك باستخدام الهاتف لإجراء مكالمات صوتية وعبر الفيديو فقط. بعد ذلك، مع إثبات نضجه، يمكنه استخدام الرسائل النصية (باستخدام هاتف الوالدين)، وبمرور الوقت يمكنه استخدام تطبيقات محددة ومشاهدة مقاطع فيديو عبر الإنترنت (مع تفعيل خاصية المراقبة الأبوية على الهاتف).
ثم يصبح الطفل قادرًا على اللعب (من دون التفاعل مع الغرباء، فقط الألعاب ذات التقييمات المناسبة، والرقابة الأبوية)، وبعد ذلك قد يتمكن من إنشاء حساب على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيقات المراسلة (مع تمكين الآباء من الوصول إلى جميع الأجهزة لإجراء مراقبة دورية)، وأخيرًا قد يصل إلى مرحلة يمكنه فيها الاستفادة من جميع وظائف الهاتف الذكي أو أي جهاز آخر.
خطة عائلية لاستخدام التكنولوجيا
أوضحت الكاتبة أنه مع استمرار نضج الدماغ حتى سن 25 عامًا تقريبًا، يحتاج الأطفال والمراهقون إلى التوجيه في مجال استخدامهم للتكنولوجيا، لذا يستحسن وضع خطة عائلية لاستخدام الأجهزة التكنولوجية.
وتقترح أن تشمل هذه الخطة:
ـ متى يمكن استخدام الأجهزة؟ (مثلًا بعد الواجبات المدرسية وقبل وجبة العشاء).
ـ متى يُمنع استخدام الأجهزة؟ (مثلًا قبل المدرسة، أثناء فترات الطعام، قبل النوم مباشرة).
ـ كم من الوقت يمكن استخدام الأجهزة قبل أخذ قسط من الراحة؟ (مثلًا 30 دقيقة للإنترنت، ساعة واحدة للتلفزيون).
ـ ما نوع الوسائط الرقمية المقبولة؟ (مثلا تطبيق 'يوتيوب كيدز'، مقاطع فيديو للتمارين الرياضية).
ـ ما نوع التواصل المقبول؟ (مثلا فقط مع أولئك المعروفين للطفل بعد موافقة أحد الوالدين).
التعليقات