محمد بسام القرالة
في كل صباح يسبقنا إليه عمّال الأردن، ندرك أننا ما زلنا ننهل من صبرهم ونستظل بظلّ عزيمتهم. في الأول من أيار من كل عام ، لا أكتب كلمات مجاملة، بل أكتب من قلب يعرف جيدًا أن هذا الوطن ما كان ليصمد لولا أكتافكم، أنتم الذين تحمّلون الحياة فوق ظهوركم وتبتسمون، أنتم من صقلتم الشوارع، وحرّكتم الآلات، وغرستم الشجر، وبنيتم الأحلام حجراً حجراً.
أنتم لستم تفصيلًا صغيرًا في معادلة الدولة، بل أنتم أساسها، صوتها الصادق في كل ميدان. لا يشهد على صدقكم شيء كما يشهد تراب الأردن الذي عشق خطواتكم، وتربّى على أيديكم. كل منشأة، كل شجرة، كل حجر، وكل جدار يحمل منكم جزءًا، يحمل قصتكم، وتعبكم، وحبّكم الخالص لهذا البلد.
في هذه اللحظات ونحن على بعد ايام معدودة من عيد العمال أشعر أن من واجبي، كأحد أبناء هذا الوطن، أن أكتب لكم، لا من موقع رسمي، بل من موقع الاعتزاز، من القلب الذي يرى فيكم الصورة الحقيقية للعطاء. فالكرامة ليست مطلبًا إضافيًا لكم، بل هي حقكم الطبيعي، وراحة البال ليست منّة، بل أقل ما يُمكن أن يقدّم لكم.
أنتم من علّمنا أن الشرف ليس لقبًا، بل سلوك يومي، وأن الوفاء لا يُشترى، بل يُثبت كل فجر. أنتم من يردّون على الأزمات بالعمل، وعلى التعب بالصبر، وعلى الإهمال بالإخلاص. أنتم العمّال، ولكن في حقيقتكم، أنتم القادة الحقيقيون لهذه الأرض.
كل عام وأنتم بخير، يا من في أيديكم خارطة الوطن الحقيقية. يا من ما زلتم تغرسون الأمل في أرض تحتاج إليكم كما تحتاج إلى المطر. أنتم من تستحقون التحية كل يوم، لا في عيدكم فقط….