أخبار اليوم - كانت أسيل النجار (10 أعوام) تحلم بأن تصبح طبيبة، لكن حلمها واجه تحدياً قاسياً بعد أن فقدت ساقها اليسرى في هجوم إسرائيلي على منزل مجاور في عبسان الكبيرة شرقي خان يونس بقطاع غزة.
اليوم، رغم الألم والخسارة، تقول الطفلة وهي تمسك بعروسة صغيرة على سرير الاستشفاء لصحيفة "فلسطين" أريد أن أعالج المرضى.. إصابتي زادتني إصراراً".
أسيل واحدة من أكثر من ألف طفل في غزة فقدوا أطرافهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقاً لتقديرات طبية، في حرب أنهكت القطاع المحاصر وأدت إلى تفاقم أزمة إنسانية تهدد مستقبل جيل كامل.
في 18 مارس/آذار الماضي، بعد يومين من استئناف الحرب، دُمر منزل مجاور لأسرة النجار. انهارت أحلام الطفلة تحت الأنقاض مع ساقها، بينما فقدت شقيقها الوحيد إسلام (8 أعوام)، وأصيبت شقيقتها بجروح خطيرة.
تقول الأم نجوى النجار (47 عاماً) وهي تحتضن ابنتيها لصحيفة "فلسطين": "بيتنا دمر، ولا أملك حتى خيمة.. سأذهب إلى أقاربي في منطقة تُقصف يومياً".
صوتها يغص بالحزن عندما تتذكر ابنها، لكنها تتنفس بعمق قبل أن تضيف: "أسيل تبكي ليلاً على ساقها وأخيها، لكنها تتشبث بحلمها".
في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية، تحاول الأسرة البحث عن حل خارج غزة لتركيب طرف صناعي لأسيل، لكن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ١٨ عاماً يعيق ذلك. سلطات الاحتلال الإسرائيلية تمنع دخول مواد تصنيع الأطراف بحجة "الاستخدام المزدوج"، وهو ما يصفه الأطباء بـ"العقاب الجماعي".
الدكتور محمد الخالدي، المختص في صناعة الأطراف، يقول لصحيفة "فلسطين": "واجهنا حالات مؤلمة.. منها أم ورضيعة فقدتا أطرافهما معاً".
ويضيف أن "أكثر من 1500 طفل أصبحوا مبتوري الأطراف في هذه الحرب، بينما توقفت عمليات التركيب تقريباً بسبب شح المواد".
وتتهم منظمات حقوقية (إسرائيل) باستهداف المدنيين عمداً، خاصة الأطفال الذين يشكلون نحو 40% من ضحايا الحرب، وفق تقارير أممية.
بينما تستعد أسيل لمغادرة المستشفى إلى واقع أكثر قسوة، ترفع عينيها نحو والدتها وتقول: "سأتعلم المشي مرة أخرى.. وسأكون طبيبة لأجل غزة".
فلسطين أون لاين