أخبار اليوم - تشكل ظاهرة استمرار طرح النفايات ومخلفات البناء عشوائيا على امتداد جوانب طرق رئيسة وفرعية في محافظة مادبا، خطرا على الصحة والبيئة، وسط استياء المواطنين الذي أكد عدد منهم تزايد هذه الظاهرة.
وتحدث هؤلاء المواطنون عن أن تراكم النفايات وطرح أكوام من مخلفات البناء بشكل متزايد، لا سيما من قبل بعض أصحاب القلابات على جوانب الطرق الرئيسة والفرعية، يشكل نواة لمشكلة بيئية وتشويها للمنظر الحضاري والجمالي للمناطق وأغلبها ذات طابع زراعي.
وقالوا إن طرق هذه المناطق الفرعية تحولت إلى مكب عشوائي للنفايات ومخلفات البناء من قبل أصحاب القلابات الذين يلقون يوميا، وأمام مرأى ومسمع الجميع، كميات من مخلفات البناء على جانبي الطريق المؤدي إلى منطقة الجبيل تحديدا وعلى أطرافها، مشيرين في الوقت ذاته إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من النفايات، في حين اعتبروا "أن ذلك يعني قلة اهتمام الجهات المعنية وعجزها عن إيجاد حل لهذه الظاهرة".
كما أشاروا إلى أن هناك عددا من الطرق في مدينة مادبا تفتقر إلى لوحات إرشادية تحذيرية لمنع مثل هذه الممارسات التي وصفوها بـ"السلبية"، مشددين "على ضرورة إيجاد حلول مناسبة تقضي على مثل هذه الممارسات الخاطئة والمؤذية للبيئة، وسط غياب الرقابة الفاعلة واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المخالفين، الأمر الذي دفع العديد من أصحاب القلابات إلى تفريغ حمولاتهم على جنبات الطرق، بينما يجب على الجهات المتخصصة بالعمل على تكثيف رقابتها ومتابعتها للمخالفات المتكررة التي قد تصدر عن البعض".
خشية من التبعات الصحية والبيئية
وبينوا أن طريق جرينة - الجبيل من الجهة الشرقية تفتقر إلى إشارات تحذيرية لمنع مثل هذه الممارسات السلبية، مؤكدين أن كثيرا من أصحاب القلابات يرمون المخلفات عند جانبي الطريق لبعدها عن البلدة، ومطالبين كذلك بإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة التي باتت تؤرقهم وتسبب لهم مشكلات صحية وبيئية، وتوفير مواقع محددة لمثل ذلك.
ووفق المواطن محمد حسن الشوابكة، فإن المشكلة تكمن في إلقاء مخلفات الأبنية والأنقاض في أماكن قريبة، ما يتسبب بانجراف الكثير من الرمال والصخور إلى الطرق وإعاقة الحركة المرورية"، مشيرا إلى أن البلدية تسعى لنشر الوعي البيئي لدى المواطنين للحد من هذه السلوكيات السلبية.
أما المواطن طيف علي، فيؤكد استياءه لما آلت إليه العديد من المناطق من أوضاع مزرية بسبب طرح الأنقاض، آملا بأن يكون الوقت قد حان لكي تضع الجهات المعنية نهاية لهذه الظاهرة التي تضر بالقطاعين الزراعي والبيئي وتهدد السلامة العامة.
ويطالب المواطن محمد دعيبس الجهات المعنية بمنع طرح مخلفات البناء التي تسبب أذى للمنطقة ومرتاديها، ومخالفة كل من يتعمد التخلص من مخلفات البناء والنفايات برميها على جانبي الطريق، مشيرا إلى وجود مخاوف من تزايد التلوث البيئي وانبعاث الروائح الكريهة، ما يشكل خطرا على السكان وسالكي الطريق.
ودعا المواطن سفيان أبو قاعود بلديتي مادبا الكبرى وبلدية جرينة إلى رفع الوعي بشأن الأضرار البيئية الناجمة عن رمي مخلفات البناء والنفايات على جوانب الطرق، لأن هذه المخلفات تلحق الضرر بالرقعة الخضراء في البلدة.
بلديتا مادبا وجرينة أمام اختبار
من جانبه، أكد رئيس بلدية مادبا الكبرى عارف محمود الرواجيح أن البلدية تصدر مخالفات بحق مرتكبي هذه الأعمال، كما أكد العمل على التخلص من هذه النفايات بطرق سليمة في المناطق التي تتبع لحدود بلدية مادبا الكبرى.
أما فيما يخص طريق جرينة - الشوابكة - الجبيل، فهي من اختصاص بلدية جرينة التي تم استحداثها حديثا بعد فصلها عن بلدية مادبا الكبرى، حيث يقول رئيس لجنة البلدية المهندس محمد عويدات إن بعض سائقي القلابات يلقون الأنقاض ومخلفات البناء على جوانب الطرق الرئيسة خارج ساعات الدوام الرسمي، ما يحد من قدرة الجهات المختصة على ضبط ومعرفة المخالفين، مضيفا أن البلدية ستحد من هذه الظاهرة عن طريق مراقبة القلابات التي تفرغ حمولاتها بصورة غير قانونية.
وشدد عويدات على أن حل المشكلة لا يتم إلا بتكاتف الجهود من قبل جميع الأطراف، وبتعاون المواطنين الذين يقع على عاتقهم التبليغ عن أي شخص يقوم بمخالفة القوانين.
وأشار إلى أنه تمت الاستعانة بآليات مجلس الخدمات المشتركة للواء قصبة مادبا لإزالة الأنقاض، إلا أن حالة طرح مخلفات البناء والنفايات ما تزال تتكرر وتلحق الأذى بسكان المنطقة.