كيف تحمي جسدك حين يصبح الغذاء حلما للغزيين؟

mainThumb
كيف تحمي جسدك حين يصبح الغذاء حلما للغزيين؟

29-04-2025 10:02 AM

printIcon

أخبار اليوم - وسط حصار خانق ومجاعة متفاقمة في غزة، تبرز العادات الصحية كـ"طوق نجاة" يساعد الغزيين على تقليل آثار سوء التغذية الذي بات يهدد حياتهم.

وفي ظل هذا الواقع الكارثي، يقدم اختصاصيان في التغذية مجموعة من النصائح المهمة التي يمكن أن تسهم، ولو جزئيا، في تعزيز مقاومة أجسام الغزيين للظروف القاسية.

اختصاصية التغذية العلاجية سوزان معروف توضح أنه في ظل غياب معظم العناصر الغذائية اللازمة لأجسامنا، هناك العديد من النصائح التي يجب محاولة اتباعها، ومن أبرزها الطرق الصحيحة لإعداد الطعام، وخاصة المعلب منه، حيث تنصح بغسل هذه الأطعمة جيدا قبل طبخها.

تقول في حديث مع "فلسطين أون لاين": يجب غسل البقوليات المعلبة مثل الفاصوليا والبازيلاء والحمص والفول، حيث تعد هذه الأغذية الأكثر تناولاً لدى المجتمع، ويفضل غسلها جيدا ثم غليها بالماء والتخلص من ماء الغلي الأول واستبداله بماء جديد.

وتوصي بالتركيز، على الطعام الطبيعي قدر الإمكان رغم شحه، مع أهمية تقليل استهلاك اللحوم المعلبة، موضحة أن احتواء المعلبات على مواد حافظة قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تراكم هذه المواد في الجسم، مما يسبب مشاكل صحية طويلة الأمد.

وتشير إلى أن الكثير من المعلبات تحتوي على نسب عالية من الصوديوم، ما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وتراكم السوائل في الجسم، محذرة في الوقت ذاته من بعض المواد الكيميائية مثل البيسفينول الموجودة في العبوات المعلبة، والتي قد ترتبط باضطرابات الغدد الصماء.

كما تنبه إلى خطورة الأطعمة المصنعة والغنية بالألوان الاصطناعية، إذ قد تحتوي على مواد تؤثر سلبا على الجهازين العصبي والهضمي، خاصة لدى الأطفال.

البدائل والمكملات الغذائية

فيما يتعلق ببدائل الخضراوات حال عدم تمكن المواطن من الحصول عليها، توضح أن البقوليات مثل العدس والفول والحمص يمكن أن تكون بديلا جزئيا وإن كانت لا تضاهي جودة الخضار الطازجة.

وتضيف أنه يمكن كذلك الاستفادة من الخضراوات الورقية ذاتية النمو مثل الحمصيص وورق اللسان بعد طبخها وتناولها.

في السياق، يؤكد خبير التغذية د. حازم برغوت، أهمية تناول البقوليات بأنواعها كافة كبديل للحوم، مشيرا عبر حسابه في فيسبوك إلى ضرورة الحرص على نقعها مسبقا للتخلص من مادة الفايتيت التي تعيق امتصاص المعادن.

وعند الحديث عن المكملات الغذائية توصي معروف بتناول بعض أنواع الفيتامينات ولكن تحت إشراف طبي، مفضلة الاعتماد على مكملات الـ Multivitamin (الفيتامينات المتعددة) لاحتوائها على جميع العناصر الأساسية بدلا من التركيز على نوع واحد فقط.

من ناحيته، يشير برغوت، إلى ضرورة تناول حبوب فيتامين B12 والحديد لتعويض النقص الحاصل نتيجة انقطاع اللحوم منذ أكثر من شهرين، موضحا أن حبة واحدة من كل منهما تكفي.

إشارات مقلقة

أما بخصوص الأعراض التي قد تنتج عن الجوع المستمر، فتؤكد معروف أن شحوب الوجه والجسم بشكل غير طبيعي والهزال الشديد والدوخة والصداع المستمر واحتباس السوائل الذي يظهر كتورم في الأطراف، جميعها إشارات مقلقة تدعو إلى متابعة طبية فورية.

من جهته يوضح برغوت أن انقطاع الغذاء الصحي من لحوم وخضراوات يؤدي إلى تزايد حالات خفقان القلب والدوار والتشتت وعدم التركيز، مشددا على أهمية بعض الإجراءات الصحية لتعويض النقص الغذائي.

وفي السياق ذاته يحذر من الحركة المفاجئة التي قد تسبب الدوار أو غباش الرؤية نتيجة نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ.

وبالانتقال إلى موضوع المشروبات، تنصح معروف بالتركيز على شرب الماء النظيف والابتعاد كليا عن مشروبات الشوارع مثل العصائر وغيرها لما قد تحمله من مخاطر إضافية.

بدوره، يؤكد برغوت ضرورة شرب كميات كافية من الماء لدعم التروية المائية التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة لمواجهة هذه الظروف القاسية.

كما يلفت إلى أهمية مباعدة تناول الشاي أو القهوة عن وجبات الطعام بمدة لا تقل عن ساعة، لإفساح المجال أمام الجسم لامتصاص الحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم الموجودين في البقوليات.

والأحد، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الوضع على حافة الانهيار.

وتمتلك أونروا نحو 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع دخولها.

ويعتمد أكثر من مليوني مواطن في غزة بشكل كامل على المساعدات الغذائية.

واستأنفت حكومة الاحتلال في الثاني من مارس/آذار إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة بعد انقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وجددت العدوان العسكري في 18 مارس/آذار وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية واسعة النطاق.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب (إسرائيل) بدعم أميركي وأوروبي إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 169 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

وأمام ذلك، تؤكد المنظمات الدولية الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عاجلا، في وقت تنهش المجاعة الغزيين بلا رحمة.

 فلسطين أون لاين