أخبار اليوم - ندد الرئيس الفرنسي بجريمة قتل شاب داخل مسجد في بلدة لا غراند-كومب، التي وقعت قبل يومين، مؤكداً أن “حرية العبادة حق لا يُمس”، فيما نُظمت مسيرة بيضاء تكريماً لأبوبكر الذي قُتل بطعنات متعددة، بحضور جزء من عائلته يوم الأحد، وكذلك تجمع المئات في باريس تنديداً بالاسلإموفوبيا في فرنسا.
بعد 48 ساعة من مقتل أبو بكر، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن “العنصرية والكراهية الدينية لن يكون لهما مكان أبداً في فرنسا”، وذلك في رسالة نشرها يوم الأحد على منصة “إكس”.
وكتب رئيس الجمهورية: “شاب تعرض لجريمة قتل بشعة داخل مسجد في غراند-كومب. أوجه دعم الأمة لعائلته ولكافة مواطنينا من المسلمين. العنصرية والكراهية الدينية لن يكون لهما مكان في فرنسا. حرية العبادة حق لا يُمس”.
في غضون ذلك، تجمع عدة مئات يوم الأحد في ساحة الجمهورية بباريس “ضد الإسلاموفوبيا”، في وقفة دعا إليها العديد من الشخصيات من حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي وحزب الخضر.
وحضر الوقفة جان لوك ميلانشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”، الذي اتهم وزير الداخلية برونو روتايو بتغذية “مناخ معادٍ للمسلمين” بعد مقتل المصلّي يوم الجمعة داخل مسجد. وتم الوقوف دقيقة صمت تكريماً لأبوبكر سيسيه.
وخلال التجمع، تحدّثت امرأة إلى ميلانشون، وهي في حالة تأثر باغتيال الشاب البالغ من العمر 22 عاماً داخل المسجد، قائلة: “السيد ميلانشون، نحن المسلمون لم نعد نشعر بالأمان.. نخرج ونحن نحمل الخوف في قلوبنا، لقد تم تجاوز خط أحمر”.
وقد شاركها ميلانشون هذا التأثر، إذ بدا بعينين دامعتين، وردّ قائلا: “بالتأكيد سيدتي، اسمحي لي أن أقبّلك أو أصافحك”، قبل أن يحتضن المرأة تعبيراً عن التضامن.
وأضافت السيدة وهي تبكي: “نحن خائفون، سيد ميلانشون. كل المسلمين خائفون، سيد ميلانشون”.
ويبلغ المشتبه به في الجريمة، من العمر 20 عاماً، ويحمل الجنسية الفرنسية، وعاطل عن العمل، ولا سوابق له لدى الشرطة أو القضاء.
وقد فتح مكتب الادعاء العام تحقيقاً بتهمة القتل العمد يوم الجمعة، وأسند التحقيق إلى كل من قوات الدرك والشرطة القضائية، وهو يُجرى حالياً بتهمة “الاغتيال”، أي القتل مع سبق الإصرار.
وأكد الادعاء أن “جميع الفرضيات مفتوحة، بما في ذلك فرضية العمل المعادي للمسلمين”. وأضاف: “دافع الجريمة لا يزال مجهولا في هذه المرحلة”، في حين أثار الموضوع تفاعلاً سياسياً واسعاً.