فاطمة الزهراء - يعاني الكثير من طلبة وخريجي الجامعات من كون تخصصاتهم راكدة ومشبعة في سوق العمل، ما يجعل الحصول على وظيفة في تخصصاتهم أمرًا صعب المنال في ظل الظروف الاقتصادية سواءً على الصعيد المحلي أو العالمي.
الناطق باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مهند الخطيب قال لـ"أخبار اليوم" أن مجلس التعليم العالي لا يقبل استحداث تخصصات راكدة ومشبعة، منوهًا إلى أن هناك قرارات بتخفيض القبولات في هذه التخصصات والتوجه بطلب للجامعات باستحداث تخصصات جديدة تتماشى مع واقع سوق العمل.
وأضاف الخطيب أن هناك دورًا توعويًا يقع على عاتق وزارة التعليم العالي وتقوم به مع مجلس التعليم العالي، لكن لا يوجد قانون يمنع الطالب ورغباته في اختيار التخصص الذي يريده، بالإضافة أن لدينا طلبة وافدين قد تكون هذه التخصصات مطلوبة في بلدانهم.
وحول التوجه إلى التخصصات المهنية قال الخطيب إن الطلبة في الأردن مازالو بحاجة لوعي أكثر بخصوص التخصصات المهنية "فهم يتوجهون للتخصصات المطلوبة مجتمعيًا لا المطلوبة وظيفيًا وتقنيًا".
وأشار دكتور الإعلام في كلية الخوارزمي، محمد المناصير أننا بحاجة للتخطيط وتوزيع الطلبة على التخصصات بحسب سوق العمل، مؤكدًا على الاهتمام بالتخصصات المهنية والفنية وتوجيه أنظار الطلبة إليها، فهي "لا يمكن أن تكون راكدة" ما يقلل نسبة البطالة بين الخريجين.
خريجة تخصص الهندسة المدنية، بيان عماد ذكرت "الغلط من الجامعات التي كلها أصبحت ربحية، يقبلون أعدادًا هائلة من الطلاب بتخصصات يعرفون أنها راكدة، وهذا دليل على أن مصلحة الطالب وحاله بعد التخرج أمر غير مهم في المقام الأول، هذا غير أن نصف مواد الخطة الدراسية تكون موادًا ليس لها علاقة بالتخصص ولا نستفيد منها، و المواد التي نحتاجها في سوق العمل فعلاً لا ندرسها في الجامعة ونضطر لأخذ دورات وندفع مجددًا"
خريجة تخصص الإذاعة والتلفزيون مجد حماد قالت "المفروض يتم إيقاف القبول في التخصصات الراكدة ويتم توجيه الطلبة إلى تخصصات جديدة ولها فرصها في سوق العمل، والإقبال على التخصصات المهنية قليل بسبب الأفكار غير الواضحة بالنسبة للتخصصات التطبيقية والمهنية، والحل الأمثل زيادة التوعية وضرورة وجود ورشات تتحدث عن هذه التخصصات والتغذية الراجعة للأشخاص من خلالها، لخلق فرص لشبابنا وعمل نسبة وتناسب في المجتمع من حيث بيئة العمل".
خريجة تخصص اللغة العربية وآدابها، إيمان المومني وضحت "أعتقد أنه اختيار الطلاب للتخصصات الراكدة هي خطوة فيها قدر كبير من المغامرة، واحتمال وقوع الطالب في ظاهرة البطالة كبير بعد التخرج حتى ولو كان هذا التخصص يعطي لأصحابه مظهر اجتماعي جيد، التخصصات المشبعة هي بمثابة ناقوس خطر للطالب وتدل على مدى صعوبة الحصول على وظيفة واحتمالية عمله بوظيفة تختلف تماما عن تخصصه
من الملاحظ أن الطلبة يميلون للتخصصات الأكاديمية أكثر من التخصصات التطبيقية والمهنية فالطالب يفضل وجوده بمكتب أو بأي مؤسسة على وجوده في الميدان المهني وهي أيضا نظرة سلبية وغير عملية من ناحية فرص العمل".
ويذكر أن رئيس ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر وضّح أن ديوان الخدمة المدنية يعلن سنويا عند نشر الكشف التنافسي عن قائمة بالتخصصات الراكدة، حيث سيتوقف عن استقبالها وإضافتها لمخزونه والتي تقل نسبة المتقدمين فيها عن 1%، مبينًا أن (4721) طالبًا من المسجلين في الجامعات في العام الدراسي 2020-2021 فما بعد، لن تقبل لهم طلبات توظيف في الديوان كونهم مسجلين في التخصصات الراكدة التي أعلن الديوان عن وقف استقبال الطلبات عليها في العامين السابقين.