أبو شاشية ل "أخبار اليوم" : الاعتماد على الذات يقي الأطفال من القلق ويصنع جيلاً ناضجاً نفسياً واجتماعياً

mainThumb
أبو شاشية ل "أخبار اليوم" : الاعتماد على الذات يقي الأطفال من القلق ويصنع جيلاً ناضجاً نفسياً واجتماعياً

25-04-2025 02:52 PM

printIcon

أخبار اليوم - ساره الرفاعي - أكدت المستشارة التربوية رانيا أسامة علي أبو شاشية أن تعليم الأطفال مهارة الاعتماد على الذات هو من الركائز الأساسية في علم النفس التربوي، لما له من أثر مباشر في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتنمية قدرته على التكيف مع المواقف المختلفة، وبناء شخصية قوية وقادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة ومرونة.

وأوضحت أبو شاشية أن الاعتماد على الذات يعني قدرة الطفل على القيام بمهامه اليومية واتخاذ قرارات بسيطة دون الاعتماد الكامل على الأهل أو المحيطين به، ويشمل ذلك مهارات مثل ارتداء الملابس، تناول الطعام، حل المشكلات، تنظيم الأغراض، وإدارة الوقت.

وبيّنت أن لهذا النهج فوائد نفسية وتربوية متعددة، منها: تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالكفاءة، تنمية الاستقلالية وتحمل المسؤولية، تقليل القلق والتعلّق المفرط بالوالدين، وتهيئة الطفل للنجاح في المدرسة والحياة الاجتماعية.

وأشارت إلى أن تعليم الطفل الاعتماد على الذات يمر بعدة مراحل، تبدأ من القدوة، حيث يتعلم الأطفال من خلال ملاحظة تصرفات الكبار، ثم من خلال تكليفه بمهام بسيطة تتناسب مع عمره، مثل ترتيب سريره أو تجهيز حقيبته المدرسية. وأكدت على أهمية التشجيع والدعم حتى في حال عدم نجاح المحاولة، إلى جانب ترسيخ روتين يومي يساعد على ترسيخ السلوك وتعزيزه. كما شددت على أهمية تقبّل الخطأ كجزء طبيعي من عملية التعلم.

وفي السياق ذاته، شددت أبو شاشية على أن دور الأهل أساسي في هذه العملية، من خلال تجنّب الحماية الزائدة، ومنح الطفل فرصاً لاتخاذ قراراته البسيطة، وإشراكه في المسؤوليات المنزلية بما يتناسب مع عمره، وتوفير بيئة آمنة ومحفزة تسمح له بالتجربة دون خوف من العقاب.

وأضافت أن الأطفال الذين يتعلمون الاعتماد على الذات أقل عرضة للقلق والاكتئاب، ويتمتعون بمستويات أعلى من الذكاء العاطفي، ولديهم قدرة أكبر على التعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة.

وختمت حديثها بالقول: "كلما منحنا الطفل فرصة لتحمل المسؤولية، ساعدناه على أن يكون فرداً ناضجاً، ناجحاً، ومتزناً نفسياً واجتماعياً. كونوا ملاذ اللطف، فالعالم من حولهم ليس دائماً كذلك".