أخبار اليوم - ساره الرفاعي - أكدت أخصائية التغذية راما أبو حنتش أن ما يُعرف بـ"الأكل العاطفي" هو ظاهرة موثقة علمياً، تنتج عن تأثر الحالة النفسية – مثل القلق والتوتر – على سلوكيات تناول الطعام، مشيرة إلى أن كثيرين يجدون أنفسهم إما مقبلين على الطعام بشراهة أو عازفين عنه تماماً عند التعرض للضغط النفسي.
وأوضحت أبو حنتش، في حديثها عن العلاقة بين التغذية والصحة النفسية، أن دراسة نُشرت في مجلة "Appetite" وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب يكونون أكثر عرضة لتناول الطعام كرد فعل للمشاعر السلبية، وليس بدافع الجوع الحقيقي.
وبيّنت أن التوتر يرفع من مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وهو ما يزيد الشهية، ويقلل من تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم الجوع، مما يدفع البعض إلى الإفراط في تناول الطعام، وبالتالي التسبب بزيادة في الوزن على المدى البعيد.
وأضافت: "الحالة النفسية تؤثر بشكل مباشر على الشهية، لذلك من المهم أن ندرك أن ليس كل جوع نشعر به هو جوع جسدي، فقد يكون السبب عاطفياً بحتاً"، داعية إلى أهمية الوعي بهذه العلاقة من أجل بناء علاقة صحية مع الغذاء.
وأشارت أبو حنتش إلى أن الخطوة الأولى هي التوقف عن تناول الطعام كرد فعل تلقائي للمشاعر، واقتراح بدائل مثل ممارسة نشاط ممتع يُحسن المزاج، وإذا اقتضت الحاجة إلى الأكل، يُفضّل اختيار أطعمة صحية وغنية بالبروتين والألياف التي تُعزز الإحساس بالشبع لفترات أطول.
كما لفتت إلى أن بعض الأغذية تساهم في تحسين الحالة النفسية، مثل الأطعمة الغنية بالأوميغا-3 كالسلمون والمكسرات، إضافة إلى الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسب عالية من الكاكاو، مشيرة إلى دورها في تعزيز إنتاج هرمون السيروتونين المعروف بـ"هرمون السعادة".
وختمت أبو حنتش بالقول: "التغذية الواعية ليست رفاهية، بل ضرورة. طريقة أكلك قد تكون مفتاحك لتحسين صحتك النفسية، فانتبه لما تأكله، لأنه ينعكس على مزاجك بشكل مباشر".