خداع الهجرة .. فخ استخباراتي "إسرائيلي" لتفكيك الصمود الفلسطين

mainThumb
خداع الهجرة.. فخ استخباراتي "إسرائيلي" لتفكيك الصمود الفلسطين

24-04-2025 10:02 AM

printIcon

أخبار اليوم - تضج مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الروابط والمنشورات، عدا عن الاتصالات المشبوهة التي تحاول "إغراء" المواطنين في قطاع غزة بما تسمى إسرائيليا "الهجرة الطوعية" عبر مطار "رامون" في الأراضي المحتلة إلى دول مختلفة حول العالم، وسط تحذيرات فلسطينية من التعاطي معها والوقوع في فخها.

وتؤكد الجهات الأمنية أن ما يجري ترويجه بشأن ما تسمى "الهجرة الطوعية من غزة" هو جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية بهدف زعزعة صمود الشعب الفلسطيني وضرب وعيه الوطني، محذرةً من خطورة الانجرار خلف هذه الدعاية المسمومة.

ويقول مواطنون إن رسائل نصية تصل هواتفهم ومكالمات صوتية أيضاً تدعوهم لمقابلة أجهزة مخابرات الاحتلال، حيث يطلب منهم الحصول على توكيل من محامٍ إسرائيلي للموافقة على "السفر" عبر مطار "رامون" إلى دول مختلفة في العالم.

وأمس حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، المواطنين من التعاطي مع هذه الرسائل والمكالمات حرصاً على سلامتهم وتفادياً لأية أضرار قد تلحق بهم جراء أساليب الاستدراج والتضليل التي تستخدمها أجهزة مخابرات الاحتلال.

وشددت الداخلية في بيان صحفي، على أن "الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات القانونية بحق أي مواطن يثبت تجاوبه مع رسائل أجهزة مخابرات الاحتلال بأي شكل من الأشكال".

وقالت: "إن ما فشل الاحتلال في تحقيقه خلال شهور طويلة من حرب الإبادة وعدوانه على شعبنا، لن يحققه بأساليب الخداع والتضليل، وإن شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته قادر على إحباط مخططات الاحتلال".

ودعت الوزارة المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف حملاته الخبيثة تجاه المواطنين الفلسطينيين الساعية لتهجيرهم من أرضهم، والتي تمثل جريمة ومخالفة لقواعد القانون الدولي.

وشددت على أن حرية السفر والتنقل حق أساسي لكل مواطن فلسطيني، وأن استمرار فرض الحصار المطبق على قطاع غزة هي جريمة مركبة يقوم بها الاحتلال على مرأى ومسمع العالم بأسره تجاه شعبنا في قطاع غزة.

ودعت لفتح معبر رفح وتمكين المواطنين الفلسطينيين من السفر خاصة الجرحى والمرضى، وإدخال أطنان المساعدات الإنسانية المكدسة على الجانب المصري من معبر رفح.

"الحلم الصهيوني"

إلى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، إن "تهجير الفلسطينيين أصبح الحلم الصهيوني الأول لحكومة الاحتلال المتطرفة التي جاءت بمشروع الحسم مع الفلسطينيين وأعادت القضية لمربع الصفر".

وأوضح سويرجو لصحيفة "فلسطين"، أن حكومة الاحتلال تسعى لأن تُنهي عدوانها ضد قطاع غزة بالخلاص من الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وحسم الصراع التاريخي معهم، مستدركاً "لكن الحسابات على الأرض مختلفة".

وأكد أنه من الصعب تحقيق الحلم الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين لأنهم مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بها، ولا يجدون أي مكان يعيشون فيه غير فلسطين، مضيفاً "النتيجة النهائية ان الاحتلال سيُواجه في إرادة الشعب بالبقاء والتشبث بالأرض، فهو عملاق ويتمتع بقدرات تُمكنه من الاستمرار في أرضه".

وشدد سويرجو على ضرورة أن يكون هناك موقفاً فلسطينياً جامعاً يتمسك بالأرض والحقوق الفلسطينية ورفض التهجير ويعمل جاهداً من خلال القنوات الرسمية لمنع أي طرف خارجي في المساعدة بتطبيق هذا المخطط الإسرائيلي.

كما دعا الجهات الرسمية والفصائلية والوطنية إلى اتخاذ إجراءات وخطوات من شأنها تثبيت صمود المواطنين على الأرض، وعدم الانجرار خلف ما يُسمى أوهام الهجرة.

"عملية اصطياد"

من جهته أكد الكاتب عبد الهادي العجلة في مقال حول "الهجرة إلى أوروبا"، أنه لا توجد هجرة جماعية من غزة إلى أوروبا، ولا توجد عمليات تقديم رسمية لطلبات هجرة من الغزيين إلى الدول الأوروبية. وعلى العكس تمامًا، فإن الواقع مختلف كليًا.

وأوضح العجلة أن معظم الدول الأوروبية حتى قبل السابع من أكتوبر 2023 شددت من سياسات الهجرة وبعد صعود اليمين المتطرف في العديد من تلك الدول، أصبحت الهجرة واحدة من أكثر الملفات تعقيداً.

وقال "بحكم اطلاعي وصلتي بعدد من المؤسسات الرسمية المعنية بالهجرة والفيزا الأوروبية، أؤكد أن الحصول على تأشيرة رسمية إلى أوروبا أصبح من شبه المستحيلات؛ لذلك الحديث عن إمكانية الحصول على تأشيرة أوروبية في الوقت الراهن غير واقعي".

وأضاف "بعض الحالات التي خرجت من غزة عبر مطار رامون كانت تحمل الجنسية الألمانية. الصحفي ياسر أبو معيلق في برلين تواصل مع وزارة الخارجية الألمانية، وأكدوا له أن هؤلاء يحملون الجنسية الألمانية، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الحالات التي تحمل الجنسية السويدية".

وشدد على أنه "لا توجد سياسة أوروبية حالية لاستقبال أقارب المواطنين الأوروبيين تحت بند "لم الشمل"، وكل ما يُشاع بهذا الشأن أخبار كاذبة".

ووفق العجلة، فإن ما يُتداول حول إمكانية تقديم طلبات في سفارات معينة أو عبر "أماكن" معينة، في الحقيقة، يُعد عملية اصطياد وتجنيد ونشر معلومات مضللة. ووجه تحذيراً بقوله "تخيل أن يتم توقيعك على توكيل عام لتكتشف لاحقًا أنه تم استخدامه لبيع ممتلكاتك أو الاستيلاء على حسابك البنكي أو أكثر من ذلك؟ قد نكون أمام شبكة إجرامية أو أكثر، تستهدف الغزيين بشكل منظم وخطير.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد حذّر في بيان سابق، من التعامل مع المنشورات والمعلومات المُضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة. وقال "يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار "رامون" إلى دول مختلفة حول العالم".

وأكد أن هذه المعلومات عارية تماماً عن الصحة وهي جزء من حملة خبيثة، متهماً الاحتلال بالوقوف خلف هذه المنشورات المضللة، حيث تروج لها حسابات وهمية ومغرضة أو حسابات تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة، فيستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها.

ودعا المواطنين إلى الحذر الشديد واليقظة التامة من تداول أرقام هواتف ومعلومات مشبوهة ضمن هذه الحملات، منبّهاً إلى أن بعض هذه الأرقام تُستخدم كأدوات تجنيد وتواصل أمني بهدف اسقاط الشباب الفلسطيني بعد فشل الاحتلال في اختراق نسيجنا الوطني المقاوم.