الصَّحفي الحطَّاب يودّع ابنته أمل .. ويواصل توثيق وجع غزَّة

mainThumb
الصَّحفي الحطَّاب يودّع ابنته أمل.. ويواصل توثيق وجع غزَّة

22-04-2025 01:22 PM

printIcon

أخبار اليوم - لا يعيش الصحفيون في قطاع غزة فقط في خطر دائم، بل هم في مواجهة قاسية مع آلة الحرب الإسرائيلية التي تتعمد استهدافهم في كل لحظة.

هذا هو الواقع الذي يعيشه الصحفي همام الحطاب، الذي يرى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يكتفي بالقتل والتدمير، بل أصبح يستهدف الصحفيين بشكل متعمد بهدف إسكات الحقيقة.

في العام الماضي، كان الحطاب يحاول إيجاد مساحات من الأمل في حياة عائلته، رغم أهوال الحرب والجوع. كان يجتمع مع أسرته الصغيرة، محاولًا أن يخلق لحظات بسيطة من الفرح وسط الدمار الشامل الذي يعيشه القطاع. لكن هذا العام كان مختلفًا بشكل مأساوي، حيث فقد ابنته البكر "أمل" التي استُشهدت جراء قصف إسرائيلي دمّر منزلًا ملاصقًا لمنزلهم في حي الشجاعية.

في 16 يناير 2025، فقد الحطاب ابنته أمل (9 سنوات)، التي كانت تحلم بأن ترى نهاية للحرب. كانت تقول له ببراءة: "بابا، خلصت الحرب؟"، فكان يرد عليها بوعدٍ بالذهاب إلى البحر بعد انتهائها، لكنها لم تعلم أن هذا سيكون حلمها الأخير.

واقع مأساوي

يقول الحطاب، بصوت يفيض بالحزن والغضب، لـ "فلسطين أون لاين": "كانت تحلم بالحياة، بالأمان، بلقمة طعام... لكنها لم تحصل على أي من ذلك".

لم تكن "أمل" وحدها من عانت من المجاعة القاتلة التي فرضها الاحتلال على القطاع، فقد كان الوضع في غزة بالغ الصعوبة، والمواد الأساسية مثل الخضروات والخبز نادرة للغاية.

ويضيف الحطاب: "كانت أمل تتوق إلى وجبة دجاج بسيطة، وكنت قد وعدتها أنني سأحضر لها كل ما تشتهي عندما تنتهي الحرب، لكن الحرب أنهتها هي".


ويمضي قائلًا: "مثل أمل، استشهدت أيضًا زوجة شقيقي في القصف نفسه، وكانت تأمل بلقاء قريب مع أسرتها التي نزحت إلى جنوب غزة بسبب الحرب".

ويسترجع الحطاب مكالمتها الأخيرة قائلًا: "كنا على بعد أيام قليلة من لقاء الأحبة، لكن الاحتلال قرر أن يحرمها من هذا اللقاء، كما حرم أمل من حياتها".

يعكس هذا الواقع المأساوي حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، إذ لا يقتصر القتل على المدنيين، بل يمتد ليشمل الصحفيين الذين باتوا أهدافًا واضحة لقوات الاحتلال.

في إطار الحرب المستمرة على القطاع، والتي أودت بحياة العديد من الصحفيين، استهدفت طائرات الاحتلال فجر أمس الاثنين خيمةً للصحفيين في خان يونس، ما أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار، وإصابة العديد من الصحفيين.

ويُذكر أن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أعلن أن عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية الحرب وصل إلى 210 صحفيين.

ورغم استشهاد ابنته ودمار منزله، يواصل الحطاب عمله الصحفي بلا توقف، قائلًا: "(إسرائيل) تستهدف الصحفيين لتكميم أفواههم، لكنهم لن يستطيعوا إسكاتنا. نحن هنا لنواصل رسالتنا، حتى لو كانت حياتنا مهددة".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 مارس الماضي، بعد اتفاق وقف إطلاق نار أُبرم بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، بوساطة قطر ومصر، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

تهديد بالموت

في خضم هذه الأهوال، يواصل الصحفيون عملهم، مهددين بالموت في أي لحظة، لكنهم يصرّون على أن يكونوا صوت الحقيقة وسط الصمت الدولي.

وفي سياق حديثه عن معاناة الشعب الفلسطيني، يوجه الحطاب نداءً مدويًا للعالم متسائلًا: "أين أنتم من معاناتنا؟ لماذا يقف العالم متفرجًا على إبادة شعبنا منذ 7 أكتوبر 2023؟"، مختتمًا حديثه بالقول: "لن نُكسر، ولن نموت، سنواصل العمل".

تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف الصحفيين بشكل متعمد، إذ باتوا أحد الأهداف الرئيسية للقصف الإسرائيلي، ولا تقتصر هذه الهجمات على الأفراد فقط، بل تطال المؤسسات الإعلامية أيضًا، ما يوضح حجم الهجوم المنظّم ضد الإعلاميين في القطاع.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت (إسرائيل) ما يمكن وصفه بالإبادة الجماعية، مخلفةً أكثر من 166 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

ورغم كل هذه التحديات، يواصل الصحفيون في غزة عملهم متحدّين القصف والموت، ليظلوا الشاهدين على جرائم الاحتلال، مستمرين في مهمتهم رغم كل المخاطر.

 فلسطين أون لاين



news image