سأنهي الحرب .. ماذا تقصد "إسرائيل" حين تقولها؟

mainThumb
سأنهي الحرب.. ماذا تقصد "إسرائيل" حين تقولها؟

22-04-2025 12:35 PM

printIcon

أخبار اليوم - تصدى نتنياهو لاعتراض حاد من الداخل والخارج، ليس للعدو فقط، بل أيضاً لاعتراض رئيس الأركان السابق وقيادته ولاعتراض رئيس “الشاباك” الفاشل الذي تمرد عليه وعلى النظام الديمقراطي واستند إلى مستشارة قانونية ومحكمة عدل عليا عديمي الكوابح. وقد ارتبطوا بإدارة أمريكية “صهيونية” كما قال بايدن، ومع “الاحتجاج” و”السابقين” الأمنيين على أنواعهم سعوا لوقف الحرب للإطاحة بنتنياهو، فيما إسرائيل مهزومة، مهددة و “جاهزة” لإقامة دولة عدو فلسطينية في قلب البلاد. فشلوا.


صحيح أن إنجازنا العسكري تقلص بسبب طريقة تبنتها هيئة الأركان السابقة وقيود أمريكية؛ وصحيح أن إدارة بايدن نجحت في اللحظات الأخيرة في فرض وقف نار قبل الأوان في لبنان وغزة بالتهديد بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن، مع ذلك، نجح نتنياهو في التغلب جزئياً على الانهزامية في إسرائيل والولايات المتحدة وفي فرض القطيعة في رفح وتصفية نصر الله وقادة حزب الله. وعندها، مع سقوط الديمقراطيين في الولايات المتحدة، فقدت الانهزامية سندها الأساس، لكنها لم تتوقف. الآن يحملها متقاعدون وبعض المقاتلين في عرائض “إنهاء الحرب” التي تحظى -حسب الاستطلاعات- بتأييد نحو 40 في المئة من المواطنين، أي نحو ثلث وربما أقل من الإسرائيليين اليهود. الإنجازات الاستراتيجية حيال حزب الله وسوريا وإيران، والإنجازات حيال حماس، أنقذت إسرائيل من الهزيمة. لكن الإنجازات ليست مستقرة. ما دامت جيوش إرهاب بمثابة نازية تطلقها إيران تعمل على حدودنا وتحتجز مخطوفين إسرائيليين، وما لم تصف تطلعات إيران الإمبريالية، من خلال تصفية برنامجها النووي، فلن تنتصر إسرائيل في الحرب.


هذا القول لا ينبع من “مصالح سياسية” لنتنياهو، كما يدعي محللون سياسيون قصيرو القامة، بل من مصالح وجودية. فالإسرائيليون المستعدون لإنهاء الحرب بهزيمة على تنحية نتنياهو يتطلعون إلى إدارة ترامب، التي تسعى أيضاً إلى إنهاء الحروب؛ والدليل جهودها لوقف الحرب في أوكرانيا من خلال فرض شروط قاسية على أوكرانيا؛ وجهودها للوصول إلى اتفاق مع إيران قد يبقي في أيديها قدرة على تخصيب اليورانيوم وقدرة إطلاق يكون كالسيف من فوق رأسنا.
إن “منهي الحرب” عندنا لا يترددون في تسريب خطط عملياتية وقلبهم يمتلئ فرحاً بتصريحات غامضة من مبعوث ترامب للمفاوضات مع إيران وروسيا. وهم يسحبون علينا تشبيهاً مع أوكرانيا، ويأملون أن يتنكر ترامب لتصريحاته ويفرض علينا التسليم ببقاء حماس على شواطئ النقب الغربي، ببقاء حزب الله في لبنان وبقاء المشروع النووي الإيراني. لكن وضع أوكرانيا وإسرائيل مختلف جوهرياً. لا يمكن أن تنتصر أوكرانيا وحدها على روسيا.


ترامب محق. روسيا الفاشلة لا تهدد الولايات المتحدة استراتيجياً؛ ومن الأفضل لأوكرانيا أن تقلص الأضرار وتوقف الحرب؛ وإذا كانت أوروبا تشعر بأن روسيا التي احتلت جزءاً من أوكرانيا تهددها، فلتتفضل وتتعاظم وتحمي نفسها. بالمقابل، وجب على إسرائيل اليوم أن تهزم وحدها حماس في غزة وتنقذ المخطوفين. ويمكنها وحدها أن تفرض على لبنان نزع سلاح حزب الله وتدافع عن نفسها ضد الجهاديين في جنوب سوريا. كما يمكنها القضاء على المشروع النووي الإيراني شريطة ألا تعارض الولايات المتحدة. فضلاً عن ذلك، للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية لمنع خطر إيراني – صيني لمحور تجاري دولي من الشرق الأقصى ومن الهند إلى أوروبا، والدليل هجومها المتعاظم في اليمن. وعليه، نأمل في أن تنضم إلى هجوم على النووي الإيراني. ترامب ونتنياهو هما من يحسمان.
آفي برئيلي