أمعاء خاوية في غزة .. والضمير العالمي غائب

mainThumb
أمعاء خاوية في غزة.. والضمير العالمي غائب

22-04-2025 10:03 AM

printIcon

أخبار اليوم - بدأت آثار إغلاق سلطات الاحتلال المعابر مع قطاع غزة تظهر بوضوح على السكان، فقد بدأت المجاعة تُطلّ برأسها، ولا سيما مع نفاد الدقيق من الأسواق وارتفاع أسعار الكميات القليلة المتوفرة، وهو ما ينذر بزيادة خطيرة في حالات سوء التغذية بين المواطنين.

وأدى إغلاق المعابر من قبل الاحتلال إلى إعاقة وصول الغذاء والوقود والأدوية والمواد الطبية الأساسية لأكثر من 2.3 مليون نسمة محاصرين داخل القطاع، في ظل صمت عربي ودولي فاضح.

ولم تدخل أي شاحنة مساعدات منذ 2 مارس/ آذار 2025، وفقًا لتقارير الأمين العام للأمم المتحدة، مما أدى إلى تعليق نحو 95% من عمليات الإغاثة، ولا سيما توزيع الغذاء والخيام والدواء.

وقد تسبب استمرار الإغلاق في تجميد عمل المؤسسات الإنسانية، وأُجبرت العديد منها على تعليق نشاطها بالكامل بسبب نقص الوقود وغياب القدرة على الحركة.

كما أُغلقت 25 فرنًا مدعومًا من برنامج الأغذية العالمي نتيجة نفاد الطحين وغاز الطهي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، حيث تضاعفت أسعار الخبز والأغذية الأساسية ثلاث مرات مقارنة بما كانت عليه قبل العدوان.

وحذّرت منظمات صحية من ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال إلى مستويات خطيرة، مع بلوغ نسبة الأطفال المهددين بنقص التغذية الحاد 40% في بعض مناطق القطاع.

وأمام استمرار وتشديد الحصار، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيرًا وصف فيه إغلاق المعابر ووقف المساعدات بأنه عمل منافٍ للقيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي، مطالبًا بإعادة فتحها دون قيد أو شرط.

المجاعة تشتد

أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، أن المجاعة باتت وشيكة في قطاع غزة بعد مرور 45 يومًا على الحصار الشامل، وهو ما يستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا لمنع تفشيها.

وقال د.صلاح عبد العاطي لصحيفة "فلسطين": "قمنا اليوم الأحد بإرسال مذكرة إحاطة ونداء عاجل للتحرك الإنساني الدولي العاجل، لضمان دخول المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ووقف حرب الإبادة الجماعية والعقوبات الجماعية". وأضاف: "طالبنا خلالها بالتحرك والتدخل الدولي الإنساني الفوري، باعتباره التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يحتمل التأجيل، في ظل توسيع جرائم الإبادة، واستمرار الحصار، وانتشار المجاعة والأمراض، وانهيار الأوضاع الإنسانية التي باتت تهدد حياة سكان قطاع غزة."

وبيّن أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تشهد انهيارًا شاملًا في ظل منع دخول الغذاء والدواء والمياه والوقود، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي الشامل.

وأوضح أن هناك مؤشرات خطيرة تؤكد دخول السكان في مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي يوشك أن يتحول إلى مجاعة واسعة النطاق بسبب النقص الحاد في الغذاء الضروري للبقاء على قيد الحياة.

وأشار إلى أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة يعانون من سوء تغذية حاد، وسط انعدام الأمن الغذائي والانهيار الكامل للبنية الصحية.

ولفت إلى أن الحصار الكامل لأكثر من 46 يومًا أدى إلى ظهور أعراض المجاعة الحادة، وفقدان المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، حيث فقد 85% من السكان مصادر الغذاء الأساسية بسبب توقف المخابز والتكيات والمساعدات.

ونبّه إلى أن الاحتلال يتعمد استخدام سلاح التجويع والتعطيش إلى جانب التلوث البيئي كأداة من أدوات الحرب ضد الفلسطينيين، عبر تحويل المناطق التي نزح إليها أكثر من 1.9 مليون فلسطيني إلى مكب نفايات مفتوح، حيث باتوا يعيشون وسط أكوام من النفايات التي تحاصر خيامهم، والتي تنتشر فيها القوارض والبعوض.

واختتم عبد العاطي بالقول إن هناك صمتًا وعجزًا دوليًا عن وقف حرب الإبادة وضمان دخول المساعدات الإنسانية التي يمنعها الاحتلال، ما جعل سكان غزة يعيشون أوضاعًا كارثية تهدد حياتهم وكرامتهم الإنسانية.

فلسطين أون لاين