محمَّد أبو رجيله .. بين مرارة المرض وحلم السَّفر للعلاج

mainThumb
محمَّد أبو رجيله... بين مرارة المرض وحلم السَّفر للعلاج

22-04-2025 09:59 AM

printIcon

أخبار اليوم - فقدان البصر تمامًا خطرٌ يهدد الشاب محمد أبو رجيلة يوماً بعد يوم، فلا تتوافر في غزة علاجات أو إمكانات طبية تساعده على الاستشفاء أو التحسن، في حين تفتك الأمراض بجسده دون أن يحظى بأي نوع من العناية الطبية.

بدأت قصة الشاب أبو رجيلة (38 عاماً) مع المرض حين اكتشف إصابته بمرض السكري في مارس/ آذار 2023، وكان المرض قد تمكن من جسده وأثر في نظره، حيث عانى انفصالا في الشبكية في عينه اليمنى. تم تحويله حينها للعلاج في مستشفى "سان جون" بالقدس المحتلة، حيث أجرى عملية جراحية هناك.

يقول أبو رجيلة: "كان من المفترض أن أعود إلى القدس ثانيةً لاستكمال العلاج، لكن اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة حال دون ذلك، وتدهور نظري في عيني اليسرى حتى فقدت البصر فيها تماماً".

ويضيف بأسى: "وللأسف، أنا مهدد بفقدان البصر في عيني اليمنى أيضاً، بسبب عدم استكمال العلاج، إذ إن الحقن اللازمة مفقودة من قطاع غزة. كان من المفترض أن تُحقن عيني اليمنى بسبع حقن، لكنني حصلت على اثنتين فقط، ما أدى إلى مضاعفات فيها".

وبسبب الحرب، لا يتوفر في غزة علاج أو إمكانية لإجراء عملية جراحية. لم تُتح لأبو رجيلة فرصة للكشف الطبي سوى مرة واحدة، في أكتوبر 2024، عندما زار وفد طبي مصري مختص في طب العيون المستشفى الأوروبي، وأخبره الطبيب المصري حينها بأن الإمكانيات المتوفرة في غزة لا تتيح إجراء العملية المطلوبة، فكتب له تحويلة طارئة للعلاج في الخارج.

منذ ذلك الحين، وأبو رجيلة ينتظر فرصته للسفر، حتى تلقى اتصالاً من منظمة الصحة العالمية، في العاشر من مارس 2025، تطلب منه التوجه إلى المستشفى الأوروبي استعداداً للسفر. يقول: "خرجت من خزاعة تحت أزيز الرصاص والطائرات، أملاً بالسفر، لكنني صُدمت برفض أمني مصري".

وبعد تواصله مع الجهات المصرية، تبيّن أنه لا يوجد أي رفض أمني عليه، لكن فرصة السفر كانت قد فاتته، ومنذ ذلك الوقت يحاول التواصل مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة ما حدث، دون جدوى، فكل أرقام المنظمة تعمل في اتجاه واحد: إرسال دون استقبال!.

وبغياب أي أفق للسفر أو جهة يمكنه التواصل معها، فإن صحة أبو رجيلة تواصل التدهور، إذ اكتشف قبل ثمانية أشهر أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم، إلى جانب ارتفاع في وظائف الكلى.

ويعاني أبو رجيلة من ارتفاع أسعار الأدوية وشُحها، حيث يضطر لقطع مسافات طويلة للحصول على قطرات العين التي كانت تكلفه قبل الحرب 400 شيقل شهرياً، أما اليوم فيصل سعرها إلى 3200 شيقل شهرياً، وبشق الأنفس، بعد تنقل مرهق جسدياً ومادياً بين صيدليات خانيونس ودير البلح، بحثاً عنها، بمرافقة أحد أقاربه بسبب ضعف بصره.

ولا تقف معاناته عند هذا الحد، بل إن الحصول على غذاء صحي لا يضره أصبح ضرباً من ضروب المستحيل، ويكلّفه كثيراً. يقول: "كمريض سكري، أنا ممنوع من تناول الخبز والنشويات، لذلك أضطر لشراء دقيق القمح الكامل (الأسمر) وسعره مرتفع جداً، وأقوم بتجفيفه أثناء خبزه للتخلص من النشويات، ما يجعل تناوله صعباً جداً".

ويتابع: "أضطر أحياناً لشراء بعض الخضراوات ذات الأسعار المرتفعة جداً كغذاء لي، فأشتري مثلاً حبة بندورة وخيارة أو حبة باذنجان، رغم أن البندورة تضرني بسبب مشاكل الكلى. أعيش في دائرة مفرغة من معاناة المرض، والنزوح، وغلاء الأسعار، والخشية من فقدان بصري كلياً. أتمنى أن تلتفت المنظمات الدولية إلى وضعي وتساعدني في السفر للعلاج في أقرب وقت".

فلسطين أون لاين