البراري يقدم ست ملاحظات على جلسة النواب: الدولة أكبر من أي مكون سياسي والقضاء هو الفيصل

mainThumb
البراري يقدم ست ملاحظات على جلسة النواب: الدولة أكبر من أي مكون سياسي والقضاء هو الفيصل

21-04-2025 03:51 PM

printIcon

أخبار اليوم - قدم الدكتور حسن البراري ست ملاحظات أساسية على جلسة مجلس النواب الأخيرة، مسلطاً الضوء على جملة من القضايا المرتبطة بشرعية التمثيل النيابي، وسلوك النواب تحت القبة، ومكانة الدولة ومؤسساتها في ظل السجالات الأخيرة، وموقفه من تصريحات بعض النواب، وعلى رأسهم النائب صالح العرموطي.

وقال البراري في تعليقه إن المجلس يتمتع بشرعية قانونية ودستورية لا شك فيها، لكنه أشار إلى أن نسبة المشاركة المتدنية التي لم تتجاوز 31% في الانتخابات، تعكس ضعف التمثيل الشعبي، موضحاً أن الغالبية الساحقة من الأردنيين اختارت مقاطعة الانتخابات، وهو ما ينبغي التوقف عنده بجدية.

وأثنى البراري على كلمة النائب الدكتورة ديما طهبوب، واصفاً خطابها بأنه عبّر عن ثوابت وطنية يتفق عليها الأردنيون بمختلف توجهاتهم، لكنه أضاف: "كان يمكن البناء على خطابها بخطوة إضافية تتمثل في دعوة أنصار الحركة الإسلامية إلى التوقف عن شيطنة مؤسسات الدولة والتجييش ضدها، حفاظاً على المصلحة الوطنية الجامعة".

وأشار إلى أن تكرار مقولة "القضاء هو الفيصل" هو أمر صحيح ومبدئي، لكنه أبدى أسفه من أن معظم المتحدثين في الجلسة بدوا وكأنهم نصبوا أنفسهم قضاة يصدرون الأحكام، وهو ما يناقض مبدأ الفصل بين السلطات ويشكل ضغطاً غير مباشر على سير العدالة.

وشدد البراري على أن اللحظة الراهنة تتطلب إنهاء السجالات السياسية والتجاذبات تحت القبة، وترك الكلمة الفصل للقضاء دون أي تدخل أو تأثير، داخلياً كان أم خارجياً. كما أكد ضرورة الوقوف خلف القانون عند صدور الأحكام، ورفض محاولات توظيف القضايا النبيلة، كحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، كذريعة للمساس بسيادة الدولة واستقرارها.

وفي ملاحظته الخامسة، رفض البراري دعوات بعض النواب لطرد نواب جبهة العمل الإسلامي من المجلس، مشدداً على أن هؤلاء جاءوا عبر صناديق الاقتراع وبطريقة ديمقراطية، مضيفاً: "جزء من الشارع انتخبهم، والشارع نفسه يملك الحق الدستوري في أن يعيد انتخابهم أو يستبدلهم في أي استحقاق مقبل، والمزايدات لا تخدم الحياة السياسية".

وفي ملاحظته السادسة والأخيرة، دعا البراري إلى إنهاء حالة الاستقطاب والاستقواء على مؤسسات الدولة، مشدداً على أهمية احترام دورها الدستوري والقانوني، والعمل على تعزيز المصلحة الوطنية العليا. وقال إن القيم النبيلة يجب ألا تُستغل في سياق تفكيك الدولة أو إضعافها، كما حصل في دول مجاورة كثيرة دفعت ثمناً باهظاً نتيجة انهيار هيبة الدولة لصالح الولاءات الضيقة.

وفي سياق متصل، خصّ البراري النائب صالح العرموطي بالإشادة، واصفاً إياه بـ"الشخصية الوطنية بامتياز"، وقال: "أحترمه كثيراً، وقد سبق أن ناديت به رئيساً للمجلس"، لكنه أشار إلى أن العرموطي أخطأ عندما قال إن "الهجوم على الإخوان هو الهجوم على الوطن"، موضحاً أن الوطن أكبر من أي جماعة أو تيار، وأنه من حق العرموطي الدفاع عن تنظيمه، لكن الدولة يجب أن تبقى الكيان الأهم والأعلى فوق الجميع، بما فيهم الإخوان.

وختم البراري بالقول: "الدولة ليست مجرد حاصل جمع مكوناتها، بل هي الكل الذي يسمو فوق الأجزاء، ويجب أن تبقى مرجعية عليا، لا يُسمح لأحد بالتموضع فوقها أو اختزالها في أي مكون سياسي أو فكري".