أخبار اليوم - طالب مواطنون في قطاع غزة الجهات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل لتوفير أنظمة طاقة بديلة، ولا سيما الخلايا الشمسية والبطاريات، لتخفيف معاناتهم وتمكينهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية، مع استمرار الاحتلال في قطع الكهرباء عن القطاع بشكل كامل منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
ومنذ بدء الحرب توقفت محطة الكهرباء الوحيدة عن العمل، وتدمرت خطوط التوزيع في عدد كبير من الأحياء، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي، الأمر الذي أثّر بشكل كبير في جميع نواحي الحياة اليومية، من تشغيل الأجهزة الطبية، إلى حفظ الأغذية، وإنارة المنازل.
وقال المواطن خالد أبو شماس: "نُهيب بالداعمين مساعدتنا في تزويدنا بالخلايا الشمسية والبطاريات وكشافات الإنارة، لإنارة خيامنا ومنازلنا، بعد مرور أكثر من عام ونصف دون كهرباء."
وأضاف: "السوق المحلي خالٍ تمامًا من البطاريات بمختلف أنواعها، والمتوفر منها قديم وضعيف الأداء، أما الأجهزة المخصصة لتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، فغير متوفرة، وإن وُجدت، فأسعارها مرتفعة جدًا ولا قدرة لنا على شرائها."
بدوره، بيّن المواطن لؤي الحسنات أن انعدام الكهرباء يؤثر بشكل مباشر على الأطفال والمرضى وكبار السن، حيث لا تتوفر وسائل تبريد أو تدفئة، ويضطر السكان لاستخدام وسائل بدائية وخطيرة للإنارة، ما يزيد من المخاطر الصحية والبيئية.
وأشار الحسنات إلى أن استمرار الأزمة يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في ظل الأجواء الحارة صيفًا والباردة شتاءً، ناهيك عن التأثيرات الخطيرة على مرضى غسيل الكلى، والأطفال الخدّج الذين يعتمدون على الحضانات الكهربائية.
في حين أوضح المهندس فتحي الشيخ خليل، من شركة "حياة غزة للطاقة"، أن الحرب تسببت في تدمير مشروع كامل لشركته كان يهدف إلى تزويد قطاع غزة بالطاقة البديلة من أشعة الشمس.
وبيّن أن المشروع، الذي أصبح أثرًا بعد عين، بعد أن دمّر الاحتلال أنظمته الشمسية بالكامل في منطقة خزاعة جنوب شرق خان يونس، كان يمتد على مساحة 24 دونمًا، وكان يُعد من المشاريع الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في غزة.
ولفت الشيخ خليل إلى أن تكلفة المشروع بلغت قرابة 2 مليون دولار، وأن 80% من إجمالي المبلغ تم تمويله عبر قرض بنكي، ما يهدد اليوم بخسائر مالية فادحة، إلى جانب الأضرار التنموية.
وأضاف أن المشروع كان من المقرر أن يوفّر يوميًا نحو 2 ميغاواط من الكهرباء تُضخ إلى شبكة توزيع الكهرباء في القطاع، مما كان سيُسهم في التخفيف من حدة الأزمة الكهربائية بشكل كبير، لا سيما في المناطق المهمشة.
وطالب الشيخ خليل بضرورة دعم مشاريع الطاقة البديلة بشكل فوري، من خلال تزويد المواطنين بمنظومات شمسية صغيرة يمكن تركيبها فوق أسطح المنازل أو الخيام، إلى جانب دعم مبادرات شبابية لإنتاج حلول بديلة في ظل غياب الطاقة التقليدية.
ودعا إلى وضع ملف الطاقة على رأس أولويات الدعم الإنساني، وتسهيل دخول الخلايا الشمسية والبطاريات والكوابل وأجهزة التحويل، حتى يتمكن السكان في غزة من العيش بحدٍّ أدنى من الكرامة، وسط ظروف لا تُحتمل.
وكانت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة قد أعلنت أن خسائرها الأولية جراء الحرب الحالية بلغت نحو 450 مليون دولار أمريكي، نتيجة الدمار الواسع الذي طال شبكات التوزيع، والأعمدة، ومحطات الكهرباء، والمعدات الحيوية اللازمة لتقديم الخدمة.
فلسطين أون لاين