"لا خبز ولا دواء" .. غزة بين نار الحصار وشبح المجاعة

mainThumb
"لا خبز ولا دواء".. غزة بين نار الحصار وشبح المجاعة

19-04-2025 09:47 AM

printIcon

أخبار اليوم - يعيش المواطنون في قطاع غزة واحدة من أقسى الأزمات الاقتصادية والمعيشية في تاريخهم، فقد أدى استئناف الحرب وإغلاق المعابر إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وسط غياب شبه تام لمصادر الدخل، وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، في ظل تآكل القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي الوقت الذي يتواصل الحصار، يطالب المواطنون المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأونروا، والصليب الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي، والمؤسسات الأهلية والإغاثية، بالتحرك العاجل لتقديم مساعدات مباشرة تشمل الاحتياجات الأساسية، لا سيما الغذاء والمياه والدواء. وقال المواطن سعدي العكاوي، وهو ربّ أسرة مكوّنة من سبعة أفراد لـ "فلسطين أون لاين": "أوضاعنا مأساوية للغاية، ولا نملك دخلاً كافياً لتغطية احتياجات أسرنا في ظل الغلاء الفاحش، وغياب فرص العمل، واستمرار الحرب والحصار".

ودعا العكاوي المؤسسات الرسمية والمحلية والدولية إلى تبنّي برامج إغاثية فعالة تشمل توزيع كوبونات شرائية أو طرود تموينية بشكل منتظم ومنسّق، لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر تضرراً. وأشار العكاوي إلى أن عدداً كبيراً من الأسر يعيش اليوم تحت خط الفقر المدقع، لا سيما بعد فقدان آلاف العائلات لمصادر رزقها، مشدداً على أن استمرار الوضع على هذا النحو يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يتم التدخل الفوري. وبحسب تقارير حديثة، فقد أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ 2 مارس 2025، ما أدى إلى توقّف دخول الإمدادات الحياتية والمساعدات الإنسانية والطبية.

وحذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن مخزونات الغذاء التي دخلت خلال فترة وقف إطلاق النار قد نفدت تماماً، مما يهدد بوقوع مجاعة في القطاع المكتظ بالسكان، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الدولية.

من جهته، عبّر المواطن أحمد نشوان، وهو موظف سابق في إحدى الشركات المحلية التي توقفت عن العمل، عن عجزه عن تأمين مستلزمات أسرته من مواد غذائية أساسية مثل الخبز والأرز والزيت، وقال لـ"فلسطين أون لاين": "أسعار المواد الغذائية والخضراوات ارتفعت بشكل جنوني، ولا يمكننا مجاراة هذه الارتفاعات مع غياب الدخل. كل يوم أصعب من الذي قبله".

ووفقاً لتقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعاً بنسبة 40.58% خلال شهر مارس 2025 مقارنة بشهر فبراير، بسبب النقص الحاد في السلع وزيادة الطلب خلال شهر رمضان. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن أسعار بعض المواد الغذائية ارتفعت بأكثر من 100 ضعف مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة. وطالبت المواطنة أم إياد عطاالله المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والضغط على سلطات الاحتلال لفتح المعابر وضمان إدخال المساعدات بشكل آمن ومنتظم، دون تأخير أو عرقلة. وأضافت: "الأطفال ينامون جائعين، والكبار عاجزون عن إسكات صرخات أطفالهم".