جرش .. محمية المأوى تعول على الرحلات المدرسية لرفع أعداد زوارها

mainThumb
جرش.. محمية المأوى تعول على الرحلات المدرسية لرفع أعداد زوارها

19-04-2025 09:43 AM

printIcon

أخبار اليوم - تجتهد إدارة محمية المأوى في زيادة أعداد الزوار، لا سيما من خلال استهداف فئة المدارس والطلاب، حيث تمت زيادة القدرة الاستيعابية في الموقع لنقل الطلاب بواسطة حافلة مجهزة إلى داخل المحمية، فضلا عن تجهيز ممرات للمشاة فيها، وتطوير وتنظيف وتأهيل المحمية على مدار الأسبوع، وفق مدير المحمية مصطفى خريسات، لاسيما أن محمية المأوى تعد من أبرز وأهم المواقع السياحية الطبيعية في جرش.


وأكد خريسات أن عدد الزوار في بداية العام كان متواضعا، نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والمناخية التي تمر بها المنطقة، وضعف الحركة السياحية إلى محافظة جرش بشكل خاص، إلا أن الحركة بدأت بالتحسن التدريجي، نظرا للتحسن في الحالة الجوية، خصوصا في العطل الرسمية وعطل نهاية الأسبوع، التي من المتوقع أن تشهد حركة تنزه نشطة.

وأوضح أن إدارة المحمية تعمل على تطوير الخدمات وتأهيل الموقع بهدف إطالة مدة إقامة الزائر إلى المحمية وباقي المواقع السياحية في جرش، من خلال توفير كافة الخدمات التي يحتاجها الزائر في كافة المواقع، فضلا عن تحسين المنتج الذي يعرض ضمن البرامج التي تهدف إليها المحميات والفئات المستهدفة، وأهمها فئة طلاب المدارس، ويتم العمل على زيادة عدد الزوار من الطلاب على مدار الأسبوع.

وأكد خريسات أن العمل يتم حاليا على زيادة القدرة الاستيعابية، وهي 800 زائر في اليوم، لا سيما أن العدد أكثر في العطل وبعد ارتفاع درجات الحرارة، خصوصا أن شبكة الطرق التي تخدم المحمية حديثة ومطورة، واللوحات الإرشادية للموقع تسهل الوصول إليه بأقل وقت وجهد.

تعزيز دور المحمية في التوعية البيئية
وتشير الأرقام الرسمية لمحمية المأوى للطبيعة والبرية في محافظة جرش إلى ارتفاع ملحوظ في عدد زوارها خلال العام الماضي 2024، حيث بلغ عددهم 31735 زائرا، مسجلا زيادة بنسبة 35 بالمائة مقارنة بعام 2023.

وأكد خريسات أن هذا النمو جاء نتيجة تعزيز دور المحمية في التوعية البيئية واستقبال الرحلات المدرسية التي لم تكن معتادة في السنوات السابقة، ما يعكس تزايد الاهتمام بالبيئة والتعليم البيئي في المملكة، إضافة إلى تطوير وتأهيل البنية التحتية للموقع، وزيادة عدد الحيوانات فيها حتى وصل إلى 80 حيوانا، وهو عدد كبير ومناسب للرحلات المدرسية والعلمية.

وأضاف أن المحمية، التي تمتد على مساحة تتجاوز 1100 دونم، توفر للزوار تجربة سياحية متكاملة بإشراف مرشدين متخصصين، يتولون تعريفهم بالحياة البرية والنباتية داخلها، إلى جانب تطبيق معايير السلامة العامة لضمان تجربة آمنة ومفيدة، عدا عن أن المحمية توفر رعاية متكاملة للحيوانات تشمل الجوانب السلوكية والنفسية والطبية، وفق معايير عالمية.

وأشار خريسات إلى أن المحمية تضم 286 نوعا من النباتات الطبيعية، منها 8 أنواع من الأوركيدات النادرة، و15 نوعا من الأشجار، مثل البطم، والقيقب، والبلوط، والخروب، والصنوبر الحلبي، بالإضافة إلى 18 نوعا من النباتات النادرة، و11 نوعا مهددا.

وبين أنه تم تسجيل 11 نوعا من الزواحف، من بينها السلحفاة اليونانية والسحلية العملاقة الخضراء، إلى جانب 20 نوعا من الطيور المقيمة، و5 أنواع من الثدييات، من أبرزها السنجاب الفارسي الذي يعد من الأنواع المهددة محليا.

تطوير البرامج لاستقطاب المزيد من الزوار
كما أكد خريسات أن المحمية مستمرة في جهودها لحماية البيئة وتعزيز الوعي البيئي، مع تطوير برامجها لاستقطاب المزيد من الزوار والمهتمين بالحياة البرية في المملكة.

ويُقدَّر عدد الكادر الوظيفي في المحمية بـ28 موظفا، وهم من أبناء بلدتي ساكب وسوف، ويتم التفاعل مع أبناء المجتمع المحلي من خلال الجمعيات الخيرية والهيئات الشبابية، التي تساعد على دعم وتطوير وتفعيل دور المحمية، من خلال المشاركة الفاعلة مع الجمعيات الخيرية المنتشرة في المنطقة؛ حيث عملت المؤسسة شراكات إستراتيجية مع أربع جمعيات في منطقتي سوف وساكب، ودعمتها بمشاريع مدرة للدخل، منها جمعيتان تم دعمهما بقروض دوارة بقيمة عشرة آلاف دولار لكل منهما للاستفادة من مياه الأمطار وتجميعها في آبار حصاد مائي.

كما تم إنشاء وتمويل مشروع خيرات بيت سوف، الذي قام بتشغيل سيدات من المنطقة؛ حيث يعد نقطة جذب سياحية ومكانا متخصصا لإنتاج المربيات والمخللات ومشتقات الألبان، كما أن إنشاء مركز للخياطة في ساكب وفر120 فرصة عمل، ومشروع دراي كلين وإعادة تدوير الثياب في منطقة ساكب أيضا، ومشروع زراعة نباتات عطرية في سوف لتجفيف وتعبئة الأعشاب العطرية والطبية، بالإضافة إلى تقديم منحة بقيمة عشرة آلاف دولار لجمعيتين بمنطقتي سوف وساكب، وتقديم قروض لشراء السخانات الشمسية لأهالي المنطقة، وتقديم مبلغ مالي لجمعية سيدات ساكب لعمل قروض دوارة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وتعد محمية المأوى للطبيعة البرية، التي تأسست بالشراكة بين مؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين ومنظمة "فيير فوت" النمساوية، وبتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية، من أبرز المحميات الطبيعية على مستوى الشرق الأوسط، وتعنى بحماية الأحياء البرية وتؤدي أنشطة لتنفيذ قوانين الحماية والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، وتعمل على إيواء العديد من الحيوانات الحية، التي غالبا ما تكون مهددة بالانقراض.

وتحتوي المحمية على مُسّيجات خاصة لكل نوع من الحيوانات المؤهلة، وتحظى بحياة شبيهة ببيئتها الطبيعية، وتتيح الفرصة للزوار لمشاهدتها عن قرب ورفع الوعي لديهم حول الأثر السلبي لممارسات الاتجار والاقتناء غير الشرعي. كما أن المحمية تعد فرصة فريدة ونادرة للطلبة والأطباء البيطريين على مستوى المنطقة للتدرب والحصول على خبرة عملية ميدانية في الحياة البرية، وحماية وتربية الحيوانات كمهنة.

الغد