أخبار اليوم - قال النائب السابق الدكتور محمد أبو هديب إن المرحلة الراهنة تستوجب قراءة أعمق للمشهد الوطني، والانحياز الصريح للتيار الوطني العريض الذي يشكل الأغلبية الشعبية والركيزة الأساسية للاستقرار، محذراً من استمرار الدولة في الاعتماد على نخب سياسية أثبتت فشلها، ووصفها بأنها مجرد "هواة وانتهازيون" لا يمتلكون أدوات إدارة الدولة أو قراءة التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وأكد أبو هديب أن الدولة رعت تاريخياً الثنائية القائمة، وأبقت عليها بإرادتها، وأن محاولات إحلال تيارات اليسار لم تفرز سوى طبقة من المنتفعين، بينما تم تهميش الأغلبية الوطنية لحساب قوى أضعفت الثقة بين الدولة والمجتمع.
وأضاف أن مشروع التحديث السياسي تم تفريغه من مضمونه، وهو ما عزز استمرار هذه الثنائية التي لم تعد تخدم المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أن الحركات السياسية لم تقرأ التحولات الدولية والإقليمية بدقة، في الوقت الذي تواجه فيه الدولة ضغوطاً كبيرة تفرض عليها اتخاذ قرارات صعبة.
وشدد أبو هديب على أن ما جرى مؤخراً هو تطور خطير لا يمكن تجاوزه بسهولة، ما يتطلب من "عقل الدولة" أن يعيد النظر بعمق، ويُفعّل التيار الوطني الشعبي الذي لطالما هب للدفاع عن الوطن في أحلك الأوقات، رغم ما تعرض له من إقصاء وتهميش.
وقال: "لا يمكن بناء توازن سياسي حقيقي باستدعاء قوى طارئة وتقديمها كبديل عن الثقل الحقيقي للدولة، فهؤلاء أشبه بحزب الكنبة، لن ينهضوا بالوطن مهما مُنحوا من فرص."
وأكد أن اللحظة تستدعي إعادة ضبط المشهد السياسي وفقاً للثوابت التي تأسس عليها الأردن، والتي تتلخص في أمنه وكرامة شعبه ونظامه السياسي المتسامح، ووقوفه خلف الجيش العربي الأردني.
وختم أبو هديب بالتساؤل: "هل ستفعلها الدولة بعين العقل والحكمة والعمق؟ أم سنبقى ندور في حلقة مفرغة؟"، مشدداً على أن الشعب الأردني يملك من الوعي والقوة ما يؤهله ليكون الأردن أولاً... دائماً.