أخبار اليوم - في تحذير لافت يهمّ الآباء الجدد، دعت بروفيسورة بريطانية بارزة إلى إعادة النظر في الطرق التقليدية التي يُنظّم بها نوم الأطفال، مشيرة إلى أن وضع الرضع في غرف مظلمة وهادئة خلال النهار لأخذ قيلولة قد يؤدي إلى اضطرابات في نومهم الليلي.
وقالت المستشارة العلمية لجمعية «لالابي ترست»، الباحثة في جامعة دورهام، البروفيسورة هيلين بول: «إن القيلولات التي تحدث في الظلام تُشبه إلى حد كبير النوم الليلي، وهو ما قد يُربك ساعة الطفل البيولوجية ويؤثر سلباً في نومه خلال الليل».
وأوضحت بول أن الأطفال بحاجة إلى النوم في بيئة طبيعية خلال النهار، أي في أماكن مضاءة وبها ضوضاء خفيفة، مثل صوت الغسالة أو الضجيج العادي للمنزل، مما يساعدهم على الاستيقاظ تلقائياً بعد أن يحصلوا على قسط كافٍ من النوم.
ضغوط على الآباء... وصناعة متنامية لتدريب النوم
وتنتقد بول الضغوط المتزايدة على الأهل، مدفوعة بانتشار مدربي النوم وتطبيقات الهواتف الذكية التي تروّج لروتينات صارمة، مؤكدة أن النوم ليس جدولاً زمنياً يمكن ضبطه بدقة، بل عملية بيولوجية تعتمد على تراكم التعب الجسدي والحسي على مدار اليوم.
وأضافت: «محاولة فرض قيلولة على الطفل في وقت محدد دون أن يكون مُرهقاً فعلاً قد لا تنجح، ويزيد من إحباط الأهل ويخلق توتراً في العلاقة مع الطفل».
وتنبّه بول إلى أن العلامات التي يظن الآباء أنها دلالة على التعب -مثل فرك العينَيْن أو التثاؤب- قد تكون أحياناً مجرد علامات على الملل، وليست بالضرورة حاجة إلى النوم.
بين الروتين والمرونة: جدل مستمر
وتنصح هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) بتعليم الطفل الفرق بين الليل والنهار منذ الأسابيع الأولى، من خلال إبقاء النهار مشرقاً ونشطاً، في حين يكون الليل هادئاً ومظلماً.
لكن في الوقت نفسه، يشير خبراء آخرون إلى أهمية وجود نوع من الروتين، خاصة عندما تؤثر قلة النوم في الصحة النفسية للأهل.
ويقول البروفيسور بول غرينغراس، من كلية كينغز لندن: «إن النهج الواحد لا يناسب الجميع، ومن الطبيعي أن تختلف الأساليب بحسب احتياجات كل أسرة».
ويحذّر غرينغراس من اعتماد مفاهيم غير علمية أو اللجوء إلى مستشارين غير مؤهلين، خاصة في مجال غير منظم مثل تدريب النوم، موضحاً أن بعض الدراسات ربطت بين تقنيات مثل البكاء المنضبط وارتفاع مستويات التوتر لدى الأطفال، في حين لم تجد دراسات أخرى فروقاً واضحة.
دع طفلك ينام كما يحتاج... لا كما تملي التطبيقات!
في ضوء هذه الآراء المتباينة، تتفق الغالبية من الخبراء على أن فهم الإشارات الفردية للطفل وتوفير بيئة نوم مرنة ومتوازنة هو المفتاح لنوم صحي، سواء للرضيع أو لوالديه.
وفي الوقت الذي تزداد فيه الضغوط لاتباع روتينات صارمة، تأتي نصيحة بول بصفتها دعوة بسيطة وعملية: «دعوا الطفل ينام في الضوء، على صوت الغسالة... واتركوا الجداول الصارمة جانباً».