جرش – أخبار اليوم - أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن الأردن يواجه تحديات كبيرة في ظل المتغيرات الجيوسياسية الدولية والإقليمية، واستمرار سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية والعدوانية، ما يستوجب من الجميع الالتفاف حول جلالة الملك عبدالله الثاني ومساندة جهوده في الدفاع عن ثوابتنا الوطنية ومصالح الأردن العليا، والحفاظ على الأمن والاستقرار الذي ينعم به الوطن وسط منطقة تموج بالصراعات والفوضى.
وخلال لقائه اليوم في محافظة جرش مع عدد من ممثلي المجتمع المحلي، بحضور مساعد رئيس مجلس الأعيان العين زهير أبو فارس ورؤساء اللجان في المجلس، إضافة إلى محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور، وأعيان المحافظة ونوابها، شدد الفايز على أهمية تعزيز الجبهة الداخلية والتصدي لخطاب الكراهية والطائفية والجهوية المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي وصفه بـ"التناحر الاجتماعي"، مؤكداً أن الأردن مستهدف من الخارج ومن بعض المندسين في الداخل.
وأوضح أن الذباب الإلكتروني الموجه ضد الوطن لا يهدأ، ويسعى بكل جهده إلى نشر الفوضى وخلخلة نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية، مما يتطلب رص الصفوف والتصدي لكل عابث بأمن الوطن واستقراره، مشدداً على ضرورة تعزيز دور الإعلام الوطني في الدفاع عن الثوابت الأردنية وتوحيد الرسالة الإعلامية، وإشراك الأحزاب في التصدي لدعاة الفتنة وخطاب الكراهية.
وبيّن الفايز أن الدولة الأردنية، منذ تأسيسها، واجهت تحديات كبيرة واستطاعت تجاوزها والخروج منها أكثر قوة وصلابة بفضل حكمة الملوك الهاشميين ووعي الشعب الأردني ومنعة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مؤكداً أن أكبر إنجاز حققته الدولة هو نجاح جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافظة على الأمن والاستقرار رغم التحديات والفوضى في الإقليم.
وأشار إلى أن الأردنيين يعتزون بقيادتهم الهاشمية وجلالة الملك عبدالله الثاني، ويفخرون بالجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية التي سالت دماؤها دفاعاً عن الوطن وفلسطين والقدس والجولان وقضايا الأمة، مؤكداً رفضه القاطع لأي إساءة إلى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وقال: "الأردن، والملك، وقواتنا المسلحة خط أحمر".
وتساءل الفايز: "لماذا يتم اتهام من يدافع عن الوطن وقيادته الهاشمية بالتسحيج والخيانة؟"، مؤكداً أن "الخائن هو من يعبث بأمن الوطن ويزرع الفتنة بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، أما المدافعون عن الوطن فهم حُماته، ولا مجال للمزاودة على المواقف الوطنية".
وأعلن تأييده للمسيرات والاعتصامات المنضبطة التي ترفع راية الوطن وتحافظ على أمنه، مشدداً على أن حرية التعبير يجب ألا تُستغل للإساءة إلى الثوابت الوطنية أو الأمن العام.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الفايز أن موقف الأردن وقيادته الهاشمية كان دائماً مشرفاً في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته، رافضاً أي محاولة للمزاودة على مواقف الأردن القومية والعروبية، مشيراً إلى أن الأردن ساند كفاح الشعب الفلسطيني منذ عهد الإمارة.
وأضاف أن الشريف الحسين بن علي رفض الانتداب البريطاني على فلسطين والوطن القومي لليهود، مما أدى إلى نفيه، فيما استُشهد الملك عبدالله الأول على أبواب المسجد الأقصى، في حين ظل الملك الحسين بن طلال مدافعاً شرساً عن القدس والمقدسات.
وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يعتبر القضية الفلسطينية أولوية مركزية، ويعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ويتصدى بشجاعة للمخططات الإسرائيلية ومحاولات التهجير، ويواصل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بيديه.
وحذر من محاولات البعض نقل المعركة من العدو إلى الداخل الأردني، وحرف البوصلة عن الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن مصالح الأردن العليا يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، وأن الهوية الوطنية الأردنية واحدة، قائلاً: "الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، وكلنا أردنيون من أجل الأردن وفلسطينيون من أجل فلسطين".
وشدد الفايز على أن أمن الأردن واستقراره هو الأولوية، قائلاً: "الأردن أولاً، وهو لا يستطيع تحمل أعباء القضية الفلسطينية وحده، ولا خوض حرب مع إسرائيل بمفرده، فقرار الحرب قرار عربي، ولكن إذا ما دُعينا للدفاع عن الوطن، فنحن مستعدون لبذل الدم".
وفي الجانب الاقتصادي، تناول اللقاء التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن، وأبرزها الفقر والبطالة والظروف المعيشية الصعبة، مؤكداً أن أغلب هذه التحديات تعود إلى أوضاع المنطقة والصراعات المحيطة.
وأكد أهمية دعم محافظة جرش سياحياً وتنموياً وتعزيز حضورها على الخارطة السياحية العربية والدولية، مشيراً إلى أن جلالة الملك يدرك حجم التحديات وطرح رؤية للتحديث الاقتصادي والإداري للنهوض بالواقع الاقتصادي وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
وختم الفايز حديثه بالتأكيد على أن الأردن دولة قوية بمليكها ومؤسسة العرش الهاشمي، قوية بشعبها وجيشها وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها الدستورية، وتواصل مسيرتها رغم صراعات الإقليم وتداعياته، مشيراً إلى أن موقع الأردن الجيوسياسي فرض عليه التحديات، لكنه كان دوماً يتجاوزها ويخرج منها أكثر قوة.
من جانبهم، أكد الحضور ولاءهم وانتماءهم للقيادة الهاشمية ووقوفهم خلف جلالة الملك عبدالله الثاني، ورفضهم لأي إساءة لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، مشددين على أهمية الحفاظ على المصالح العليا للدولة، وطرحوا خلال اللقاء العديد من القضايا الخدمية والاقتصادية، مؤكدين أهمية متابعتها مع الجهات المعنية.
وكان العين محمود فريحات قد رحّب في بداية اللقاء برئيس مجلس الأعيان وأعضاء المجلس، مثمناً زيارتهم للمحافظة، ومؤكداً على الوقوف خلف القيادة الهاشمية في مواجهة التحديات الوطنية.