غزَّة تُذبح ورام الله ترقص .. غضب شعبي من افتتاح "آيكون مول" وسط الإبادة

mainThumb
غزَّة تُذبح ورام الله ترقص.. غضب شعبي من افتتاح "آيكون مول" وسط الإبادة

15-04-2025 01:38 PM

printIcon

أخبار اليوم - أثار افتتاح مركز "آيكون مول" التجاري في مدينة رام الله، أول من أمس، الذي جاء في أجواء احتفالية صاخبة شملت عروضًا موسيقية ورقصات وألعابًا نارية، موجة غضب عارمة واستنكارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. عبّر نشطاء وحقوقيون ومواطنون عن صدمتهم الشديدة من توقيت الحدث، الذي وُصف بالمنفصل عن الواقع، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، والتدمير الشامل للبنية التحتية والمنازل والمستشفيات.

ورأى النشطاء أن مشاهد الرقص والغناء والاحتفال المُبهرَج التي رافقت افتتاح "آيكون مول"، تمثّل استفزازًا صارخًا لمشاعر الفلسطينيين، ولا سيما سكان القطاع الذين يُبادون تحت وابل القصف الإسرائيلي ليل نهار. واعتبروا أن تجاهل النكبة المتواصلة في غزة لصالح الترويج لمشهد احتفالي في الضفة الغربية يُظهِر حجم الفجوة الأخلاقية والسياسية بين من يعيشون واقع الحرب ومن يحتفلون وكأنهم في عالم موازٍ. وأكد العديد من المغردين أن هذه الاحتفالات المبالغ فيها لا تمثل المزاج الشعبي العام في الضفة الغربية المحتلة، بل تعكس توجهًا رسميًا لإظهار "حياة طبيعية مصطنعة"، في وقت يعيش فيه الفلسطينيون في غزة أقسى لحظات تاريخهم الحديث، من مجازر جماعية وتهجير قسري وتجويع متعمّد. الصحفية نسرين الرزاينة عبّرت عن غضبها واستيائها من هذا التناقض الصارخ بين الدم والرقص، وقالت في منشور عبر "فيسبوك": "اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت... هيك دايمًا بيغنوا الفتحاويين.

الآن فليشهد العالم كله علينا وعلى رام الله، وأنه في الوقت الذي يُسفك فيه دم أهل غزة أمام أعين العالم، تفتتح ليلى غنام، محافظ رام الله والبيرة، مولًا تجاريًا مصحوبًا بالرقص والغناء والألعاب النارية. هذه ليلى التي يصفونها بـ‘امرأة بألف رجل’!" أما رامي عبده، رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فغرّد على "إكس": "معلومة قد لا تكون ذات أهمية أمام بحر الدماء المتواصل، لكنها للتاريخ: مدير آيكون مول، والذي أصر على إقامة حفل الافتتاح الصاخب، هو قسّام، نجل الأسير القائد في حركة فتح مروان البرغوثي، والذي تطالب المقاومة في غزة بالإفراج عنه في مقدّمة أي صفقة تبادل أسرى." من جهته، وصف الناشط ياسين عز الدين الحدث بعبارات شديدة اللهجة، قائلًا: "البقرة الضاحكة (لافشكري) وحميرها العشرة ليسوا متخاذلين، لأن المتخاذل هو من لا يقوم بواجباته، أما هم، فيحاربون إلى جانب الاحتلال جهارًا نهارًا ضد شعبهم.

ما جرى في آيكون مول هو أصغر جرائم السلطة وطراطيرها. سكتنا على جرائمها الأكبر، فكانت هذه النتيجة." أما الصحفي يونس أبو جراد، فكتب ساخرًا على حسابه: "هذا الفيديو ليس معالَجًا بالذكاء الصناعي، بل معالَج بالغباء البشري والسياسي والانحطاط الأخلاقي، من فئة منفصلة نفسيًا واجتماعيًا عن وطنها، تعيش في وهم الدولة وخدعة الاستقلال، وكأن غزة لا تعنيها." الناشط خالد صافي غرّد عبر حسابه قائلًا: "دماء آلاف الأبرياء في غزة لم تُحرّك مظاهرة واحدة في رام الله، بينما الآلاف يحتفلون بافتتاح آيكون مول في ذات المدينة. أي دماء تجري في عروق هؤلاء؟!" وكتب المدوّن إياد في منشور لاقى تفاعلًا واسعًا: "بينما أصبحت الإبادة مزعجة وعادية، وأصبحت تعكر مزاج البعض، وبينما قصف المستشفيات بات خبرًا لا يُحرّك ساكنًا، كان لأهل رام الله كلمة أخرى من خلال التجمع لافتتاح مول فاخر." أما الناشط عمر صالح، فقد كتب عبر حسابه في موقع "إكس": "صرخاتنا لا تزال تتردد في السماء بعد استهداف مستشفى المعمداني، وفي اللحظة نفسها، نفاجَأ بافتتاح مول في رام الله، ترتفع فيه أصوات الموسيقى والرقص وكأن شيئًا لم يكن.. كيف يمكن أن يرقصوا فوق جراحنا وكأنهم في عالم آخر؟





فلسطين أون لاين